معركة جندوبة اسطورة الجهاد الليبي

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-01-12, 10:03 pm

وقعت معركة جندوبة في سنة 1913 عندما كانت قوات المجاهدين الليبيين تحاول منع القوات الايطالية من احتلال الجبل الغربي و مدينة غريان . فبعد سقوط مدينة طرابلس في ايدي الايطاليين نقلت قوات المجاهدين مركز قيادتهم الى مدينة يفرن في الجبل الغربي التي اصبحت عاصمة المجاهدين في المنطقة الغربية وقد شكلت جبهة عسكرية يبلغ طولها 300 كيلو متر تمتد من العسة على الحدود التونسية الى منطقة ورفلة . وفي سنة 1913 تقدمت القوات الايطالية باتجاه الجبل بقوات يبلغ عددها حوالي 45000 مقاتل مزودة بالطائرات والسيارات ( الكراهب) والمدافع وقوات الاحباش والارتريين
بينما قامت قوات المجاهدين بنشر قوة يبلغ عددها حوالي 13000 مجاهد وكذلك وضعت قوة من الفرسان يبلغ عددها حوالي 400 فارس بقيادة الشيخ محمد بن عمر البوسيفي وكانت القيادة العامة للمجاهدين لعدة قادة منهم رمضان السويحلي وسليمان الباروني وعبد النبي بالخير وخليفة بن عسكر بينما كانت قيادة القوات الايطاليية للعقيد مياني . المهم بدات المعركة بالقصف المدفعي الايطالي لمواقع المجاهدين ورد المجاهدين على النار بالمثل حيث استطاعت قوات المجاهدين اسقاط طائرة ايطالية
وقامت قوات الفرسان التي كانت مهمتها حماية الوادي الكبيرحتى لا تخترقه القوات الايطالية من اجل منع اي انسحاب متوقع من جانب المجاهدين المهم قامت ببث الرعب في صفةف الايطاليين حيث كان معظم هؤلاء الفرسان من صناديد الحروب السابقة وكانو يقاتلون بشجاعة خارقة للعادة . استمرت المعركة حامية لمدة ثلاثة ايام استطاعت فيها قوات قبائل المحاميد بقيادة فرج سوف المحمودي ابادة فرقة كاملة من القوات الايطالية يبلغ عددها حوالي 1500 مقاتل واستولت على مواقعهم وبالتالي تخلخل الجيش
لايطالي و بدا بالتخلي عن بعض مواقعه مع تقدم لقوات المجاهدين . لكن للاسف بدات الذخيرة تنفذ من المجاهديين عند ذلك استقر راي القادة على الانسحاب الى مدينة غريان
من ناحية الوادي الكبير او وادي الموت كما سمي منذ تلك المعركة حيث عرف الايطاليين عن طريق احد جواسيسهم ان المجاهدين سينسحبون من تلك المنطقة ولذلك تقدمت قوات ايطالية كبيرة من حوالي 17000 مقاتل من اجل مباغتة المنسحبيين لكن قوات الفرسان بقيادة الشيخ محمد بن عمر البوسيفي صمدت امام الطليان من اجل تغطية انسحاب اغلب جيش المجاهدين فلو استمر الطليان باختراق الوادي لقضو على كل المجاهدين لكن تضحية الفرسان منعتهم من ذلك حيث ترجل الشيخ محمد بن عمر البوسيفي عن جواده وفك لجامه وربط به رجليه (رجلي الشيخ محمد ) كي لايستطيع التراجع وقال هذه الابيات من الشعر التي خلدته عبر التاريخ
بعد اليوم ما عاد في ركوب ولا ليك بعد اليوم صاحب
الصاحب اليوم يا يعيش عزيز ويا يدوسوه الطليان بالكراهب ( قصده السيارات وقد قال هذه الابيات وهو يخاطب جواده الادهم الذي ودعه منذ ذللك الوقت )
عند ذلك ترجل جميع الفرسان البالغ عددهم 400 فارس وفعلو مثل الشيخ محمد بن عمر البوسيفي وغلو ارجلهم بداو في التصدي لطليان مضحيين بانفسهم من اجل حماية بقية الجيش واستشهدو جميعا حيث داستهم اطارات سيارات الطليان . وخاب امل الطليان بالقضاء على كل الجيش بفضل تضحية هؤلاء الابطال ولايزال اسم الوادي الكبير يسمى بوادي الموت لكثرة القتلى في هذه المعركة . المهم استطاع المجاهدين الانسحاب الى غريان وهم اكثر تصميما على العودة الى القتال والثار من العقيد مياني وجيشه حيث تحقق لهم هذا بعد 13 شهرا حيث استطاعو هزيمة الطليان في معركة قلعة القاهرة بمدينة سبها مما جعل الطليان ينسحبون من الجنوب الليبي الى الساحل حيث وقعت لهم الهزيمة الكبرى في معركة القرضابية التي كانت سببا في عزل العقيد مياني من الخدمة . وتعتبر معركة جندوبة من اشرس المعارك على مر التاريخ حيث واجه المجاهدين الطائرات بالبنادق والسيوف ووقعت فيها واحد من اعظم بطولات الحروب في العالم فهل تتصورون رجل يغل رجليه كي لا يتراجع وهو يعلم انه ميت كل ذل ذلك من اجل حماية بقية الجيش من الدمار لهذا ارجو من السادة القراء قراءة سورة الفاتحة على ارواح هؤلاء الشهداء وبالاخص الشيخ محمد بن عمر البوسيفي
وللعلم كانت خسائر الطليان في هذه المعركة 6000 قتيل وخسائر المجاهدين حوالي 7000 شهيد