إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
من كتاب القرآن والسلطان
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من كتاب القرآن والسلطان
من كتاب القرآن والسلطان ( الأستاذ فهمي هويدي )
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إن القرآن محبوس فعلا في قفص حديدي يحيط به رجال غلاظ شداد ، وأن المعتمد منه فقط هو بعض الصفحات ، بل بعض الكلمات ، التي توظف وتطوع لخدمة أوضاع قائمة ، وأكثرها علينا وليست لنا .
الذين يرفضونه يردون أن يحاكموه . والذين يخشونه سعداء لبقائه في قفص الاتهام . وعندما يطلق سراح القرآن ، سوف يطلق سراح هذه الأمة !! .
ليس من حق أحد أن يزعم بأنه يتمتع بحصانة إسلامية خصته بها السماء من دون كلِّ المسلمين ، فرفعته فوق الرؤوس ، ونزهته عن النقد والسؤال ، وأحاطته بسياج من العصمة والقداسة .
فالذي نعلمه عن الإسلام الذي انزله الله في كتابه أن يرفض التجسيد في الأشخاص والأشياء ، كما يرفض التجسيد في الأزمنة والأمكنه .
ما نعرفه عن الإسلام أنه يرسي مجموعة من القيم ، حيثما وجدت وجد معها الإسلام ، وإذا ما غابت غاب معها الإسلام . ما نعرفه عن الإسلام أنه يرفض بشكل قاطع أن تثبت رايته علي جبين فرد أو سلالة أو جنس ، فضلاً عن واجهة بناية أو مدينة أو هيكل .
إن القداسة والعصمة بنص القرآن من الصفات المطلقة لله وحده ( الملك القدوس ) . وإضفاء هذه الصفة أو تلك علي أحد من البشر فيه شبهة الشرك بالله . أما إضفاؤها علي مكان بذاته فهو الوثنية بعينها .
ومحمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم ليس إلا " بشراً رسولا " ولاحظ الترتيب : بشراً أولا ثم رسول ثانياً . وهو في قوله عليه السلام " .. ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في مكة " اصطفاه الله سبحانه ليؤدي أمانة تبليغ الرسالة . وعندما وصفه القرآن الكريم بأنه " لا ينطق عن الهوى " لم يشأ البيان الإلهي أن يترك الحكم مطلقاً وإنما أضاف علي الفور في الآية ذاتها " إن هو إلا وحي يوحى " .
محمد الرسول هو الذي تلقى الوحي قبساً من عصمة الله سبحانه ، أما محمد البشر فهو الذي نكن له أعظم الحب والإجلال لأنه رسول الله ، لكن في غير إطار الوحي والدعوة والتبليغ يظل بشراً يصيب ويخطئ . وهو المعنى الذي أدركه الصحابة جيداً ، الأمر الذي دفع أحدهم في غزوة بدر لأن يستفسر من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اختار موضعاً إلى جوار بئر ليعسكر فيه المسلمون . ويسأله أهو منزل أنزلكه الله ، ام هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فيقول عليه السلام : بل هو الرأي والحرب والمكيدة ! عندئذ يطرح الصحابي رأياً مخالفاً لرأي رسول الله ويرشح موضعاً آخر لأن الأمر هنا خرج عن دائرة الوحي الإلهي . إلى دائرة الاجتهاد الإنساني . وكان المتكلم هو محمد البشر وليس محمدا الرسول .
محمد البشر هو الذي كان يستشير المسلمين في أمورهم قائلاً : أشيروا علي أيها الناس . وهو الذي انحاز إلى رأي أبي بكر في مصير أسرى بدر ، وهو الذي عاتبه الله في القرآن " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " . وهو الذي رفض أن يضفي أي قدر من القداسة أو التمييز للسلالة ، وأعلن أمام الجميع : " والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ! " وهو القائل بمنتهى الوضوح : " يا فاطمة بنت محمد ، لا أغني عنك من الله شيئاً " وهو المحذر لأهله : لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم " .
وفي سياق الحرص علي التجريد ورفض التجسيد يسوق لنا قصص القرآن مثلاً آخر من عهد أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، في حوار شديد التركيز والوضوح يسجل البيان الإلهي قول الله سبحانه وتعالى لسيدنا إبراهيم في سورة البقرة من الآية 124 " إني جاعلك للناس إماما . ." فيعقب أبو الأنبياء بقوله : " ومن ذريتي " ويكون الرد قاطعاً ، إذ يقول الله سبحانه " لا ينال عهدي الظالمين " فسيدنا إبراهيم هنا يطرح قضية وراثة الإمامة والقيادة في ذريته . ولكن الله سبحانه وتعالى يوجه الحوار إلى مسار آخر يطرح فيه العدل في إدانة واضحة للظلم والظالمين ، والمسألة ليست في أن تكون الإمام في ذرية إبراهيم أو لا تكون . ولكن جوهر القضية هي : هل يقف هؤلاء مع العدل أو مع الظلم ؟ .
إننا إذا تتبعنا مسيرة التاريخ الإسلامي في هذا الصدد فسوف تستوقفنا ملاحظتان هامتان :
الملاحظة الأولى : إن فكرة ربط الأشخاص بالدين ، في المنصب أو في اللقب ، لم تظهر إلا في عصور الضعف التي مهدت لعصور الانحطاط .
الملاحظة الثانية : إن هذا الاتجاه ثبت واستقر حتى تطور إلى إنشاء ما يسمى بالمؤسسة الدينية ، علي أيدي المسلمين العجم وليس العرب .
وتسجل كتب التاريخ الإسلامي أن ربط كلمة الدين بأشخاص ذوي المناصب تجسيداً أو احتماء أو تبركاً ، حدث في أواخر العصر العباسي الأول ، وهو العصر الذي اتسم بتقليص النفوذ العربي وتزايد تأثيرات أعاجم المسلمين ، فضلاً عن التدهور السياسي والفكري الذي شهدته تلك المرحلة .
وإذا كانت صفة القداسة لم ترتبط بشخص في القرآن الكريم ، لم تطلق علي أي من الأمكنة إلا في سياق القصص القرآني وبالتحديد في أثناء سرد قصة موسى عليه السلام ، عندما كلم الله في الوادي المقدس . الذي قيل أنه جبل الطور في سيناء ، وعندما دعا قومه إلى دخول الأرض المقدسة . التي قيل أنها الشام ، في امتحان لصلابة إيمانهم بالله سبحانه . والقداسة في الموضعين لم تكن مطلقة ولكنها ارتبطت بعلة معينة وموقوتة بظروفها ، فقداسة الوادي استمدت من أنه كان المسرح الذي جري عليه كلام الله لنبيه موسى وقداسة الأرض في الحالة الثانية مستمدة لكونها تطهرت من الوثنية لما بعث الله فيها من أنبياء دعاة التوحيد ، كما يقول الشيخ رضا في تفسير المنار ج 1 الذي يشير إلى أن المقصود بالأرض المقدسة هنا الأرض المباركة .
في غير هذين الموضعين ، وخارج السياق التاريخي ، فإن القرآن الكريم لم يذكر كلمة القدسية مرتبطة بمكان علي الإطلاق . وكل إشاراته بعد ذلك إلى خصوصية وتميز أماكن أو ألأشياء بذاتها استخدمت مشتقات لفظ الحرمة ، وهي اختيار دقيق له دلالته مثل الشهر الحرام والبيت الحرام والمسجد الحرام .
وحتى هذه الحرمة ليست مطلقة . فالقتال في الشهر الحرام محظور إلا إذا تخلله عدوان علي المسلمين فيجب أن يردوا ويصدوا متحللين من حرمة الشهر ، وذاك أيضاً شأن البيت الحرام ، فإنه إذا وضع في كفة ، ووضعت كرامة المسلمين في كفة أخرى ، فالرجحان عند الله من نصيب تلك الكفة الثانية . وهذا ما تقوله بوضوح الآية 217 من سورة البقرة " يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله " .
وفيما رواه ابن ماجه أن النبي عليه السلام وقف أمام الكعبة وقال : ما أطيبك وأطيب ريحك ، وما أعظمك وأعظم حرمتك ، والذي نفس محمد بيده ، لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ، ماله ودمه "
هنا حرمة نسبية ، وليست قداسة مطلقة ، لمكان واحد يرمز إلى تلك القيمة العظمى : عبادة الله سبحانه . إذ هو أول بيت أقيم لعبادة الله في تاريخ الإسلام ، علي يد أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام .
في غير هذه الحالة الفريدة والنادرة ، والمبررة ، فليس في التصور الإسلامي حرام وإن تعددت الأماكن واجبة الإجلال والاحترام .
وفي التصور الإسلامي . فإنه إذا كان هناك مخلوق مقدس ـ إذا جاز التعبير ـ فهو الإنسان بكل تأكيد . . ذلك الكائن الذي كرمه الله ونفخ فيه من روحه ، وسجدت له الملائكة ، وسخر الكون لأجله . لكنها تظل قداسة نسبية . ومعلقة علي شرط هو الإيمان بالله وإحسان القول والعمل .
منذ القرن السابع من وفاة الرسول تمت عملية الحفظ والتعليب ، وتحوَّ ل أغلب العلماء إلى مجرد مستقبلين وملقنين ومقلدين ، وبدأ العقل العربي إجازته الطويلة ، ولولا تلك الومضات الباهرة التي مزق بها بعض فقهائنا حجب الظلام الإجباري التي فرضت علي العقل العربي ، لكان الحال الآن أسوأ بكثير .
فهل لنا من وقفة مع كلام هذا المفكر من اجل أمتنا في هذا المجال دون تحيز وتحزب , حتى نستطيع أن ننهض من عثرتنا ونفيق من غفلتنا ونسلك بذلك طريق التقدم والرقي لأمتنا التي تخلفت عن ركب الحضارة زمنا طويلا , فيا شباب الأمة الإسلامية الأمانة ملقاة عليكم والأمل معقود بجهودكم فشمروا عن سواعدكم , وأعلموا أن سلاح هذه المرحلة هو العلم , والعلم لا شئ غيره في جميع مجالات الحياة , وأعلموا ان القرآن مصدر كل العلوم ومبدأ كل عمل طيب فاعتصموا بحبل الله . يرعاكم الله ويوفقكم لما فيه خير البلاد والعباد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
رد: من كتاب القرآن والسلطان
وفقك الله... ولسان حالك راق لك ما دونه المفكر الاسلامي...
اليوم الذي يرفع به الشباب لواء الإسلام قريب إن شاء الله!
الغرب يجلب عقول الطلبة اليهم كي يغسلوها...ويمسح الذاكرة
وأنقلب السحر على الساحر...!!!!!!
الطلاب والمهاجرون والعمال.... نشروا الاسلام في تلك الاصقاع
وازدادوا عدداً وعدةً ....وكونوا مجاميع قوية في فرنسا وأمريكا
وسائر بلدان الغرب
بل أن أحد المختصين في أمريكا...حذر من تنامي أعداد المسلمين فيها
وهذا تدبير ألهي... سبحانه وتعالى
أخي ولد الجبل... شكراً على الموضوع.. والنظرة الثاقبة والبعد السامي
اليوم الذي يرفع به الشباب لواء الإسلام قريب إن شاء الله!
الغرب يجلب عقول الطلبة اليهم كي يغسلوها...ويمسح الذاكرة
وأنقلب السحر على الساحر...!!!!!!
الطلاب والمهاجرون والعمال.... نشروا الاسلام في تلك الاصقاع
وازدادوا عدداً وعدةً ....وكونوا مجاميع قوية في فرنسا وأمريكا
وسائر بلدان الغرب
بل أن أحد المختصين في أمريكا...حذر من تنامي أعداد المسلمين فيها
وهذا تدبير ألهي... سبحانه وتعالى
أخي ولد الجبل... شكراً على الموضوع.. والنظرة الثاقبة والبعد السامي
سـيف التميمي- فريق
-
عدد المشاركات : 3175
العمر : 59
رقم العضوية : 6154
قوة التقييم : 46
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
رد: من كتاب القرآن والسلطان
شكرا لك أخي سيف التميمي علي الكلمات الثمينة التي تشكل مداد قلم الكاتب وتتلمس الحقيقة المقصودة من بين السطور . وعلي النظرة الثاقبة التي قرأت بها الموضوع ...
بارك الله فيك .... ودمت في صحة وعافيه
بارك الله فيك .... ودمت في صحة وعافيه
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
رد: من كتاب القرآن والسلطان
مشكووووور جدا سيدى على هذا الاطراء الرائع والمهم والذى يهتم بشأن الاسلام والمسلمين
دائما تجيد الدقه فى اختياراتك للمواضيع
دائما تجيد الدقه فى اختياراتك للمواضيع
شموخ انثى- مشير
-
عدد المشاركات : 7145
العمر : 35
رقم العضوية : 7839
قوة التقييم : 21
تاريخ التسجيل : 02/11/2011
رد: من كتاب القرآن والسلطان
شكرا شموخ علي الاطلاع والكلمات الطيبة والمشجعه ....... بارك الله فيك ودمتي في صحة وعافيه
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
رد: من كتاب القرآن والسلطان
مشكوره وبارك الله فيك
موضوع يستحق الاطلاع
موضوع يستحق الاطلاع
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
مواضيع مماثلة
» كتاب افلا يتدبرون القرآن ...
» كتاب تفسيرالعٌشر الأخير من القرآن الكريم ..
» كتاب جدير باى مكتبة منزلية ليبية (تحميل كتاب مفردات بنغازية)
» كتاب طبــرق كتاب يحطم رقم قياسي فى المبيعات فى استرالي
» أول كتاب طبخ ألكتروني بالصور ’’ عربي’’ (كتاب أمة الله)
» كتاب تفسيرالعٌشر الأخير من القرآن الكريم ..
» كتاب جدير باى مكتبة منزلية ليبية (تحميل كتاب مفردات بنغازية)
» كتاب طبــرق كتاب يحطم رقم قياسي فى المبيعات فى استرالي
» أول كتاب طبخ ألكتروني بالصور ’’ عربي’’ (كتاب أمة الله)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR