المصالحة مسؤولية تضامنية و " الزمن جزء من العلاج "

من طرف طرابلسيةحرة 2012-02-03, 5:25 pm

في محاضرة له بقاعة البرلمان في مدينة البيضاء بعنوان "المصالحة الوطنية والمواطنة " أكد الأستاذ سليمان عبد القادر " المسؤول العام السابق لجماعة الإخوان المسلمون الليبية " على أهمية المصالحة الوطنية في المرحلة الراهنة وشدد على ضرورتها كمرحلة أولى في بناء ليبيا وبين أن المصالحة تكون برد المظالم إلى أهلها وإحقاق الحقوق وذلك لا يكون إلا بتفعيل القضاء وبناء الجيش الوطني والتخلص من الإرث الذي تركه القذافي من بث الفرقة بين القبائل وتأجيج الجهوية و إثارة الفتنة فيما بينها وأضاف أن المسؤولية فردية في الحقوق والواجبات بحيث لا يتم التعميم بالاتهام لقبيلة أو لمدينة بأكملها ، ورفض أن تؤخذ مدينة أو قبيلة بجريرة من ارتكب الجرم من أبنائها ، وتساءل عن الأطفال والشيوخ والنساء والرجال الذين لم يرتكبوا أي جرم مستنكرا أن يعاقبوا بجريرة غيرهم ، كما أكد سليمان على أهمية المبادرة الفردية و مبادرة مؤسسات المجتمع المدني و المبادرات التي تتبناها الدولة للدفع باتجاه المصالحة لتكون جزاء من الدستور القادم لليبيا وذكر بأنه لابد من أن تعطى الوقت الكافي لها لتحقق نتائجها المرجوة ....... " فالزمن جزء من العلاج " بحسب سليمان عبدالقادر .

كما أكد على أن للمواطنة حقوق يجب أن يعرفها كل ليبي وأن المطالبة بها ضرورة قبل تحديد شكل الدولة لأن المواطن هو الأساس الذي تسعى كل أشكال الدول لضمان حقوقه وتوفير الأمن والرفاهية له.

و قد أثيرت العديد من التساؤلات والمداخلات من الحضور إثر المحاضرة دارت حول أهمية المصالحة الوطنية وحول الرؤية السياسية المستقبلية لجماعة الإخوان المسلمون ، وفي رده على سؤال لأحد الحضور عن تغيير النسب في قانون انتخاب المؤتمر الوطني إلى 120 مقعدا للفردي و80 مقعدا للقائمة قال إن التخوف من أن الانتخاب على أساس القائمة - كما صرح بعض أعضاء المجلس الانتقالي – سيؤدي إلى سيطرة الإخوان على أغلب المقاعد في المؤتمر الوطني هو نوع من الوصاية على الشعب الليبي كما يحمل في طياته استخفاف به فليس من الديمقراطية أن نغير شروط اللعبة الديمقراطية لمجرد أن تيارا أو جهة ما قد يتحصل على الأغلبية ، فأين القبول بنتائج الديمقراطية إذاًً ، فإذا كان هذا هو خيار أغلبية الشعب فلماذا لا نترك للشعب أن يقرر و لصناديق الاقتراع أن تفصل ، وعلينا أن نرضى بأصول اللعبة الديمقراطية لا أن نغير معايير ومقاييس التنافس الديمقراطي لتوافق نتائجها رغباتنا وإلا انقلبنا عليها .

يشار إلى بعض الليبراليين العرب قال عن هذه التخوفات من صعود الإسلاميين " لندع من تأتي به الصناديق يحكم فإذا فشل أخذته الصناديق في دورتها التالية أخذعزيز مقتدر " .