لو تطلع الشمس بالليل ..

لو تطلع الشمس بالليل ..

بسم الله ..

يقول الحق تبارك وتعالى : " إن النفس لآمارة بالسوء إلا ما رحم ربي " ..
نرى في حياتنا اليومية أن بعض الناس علي أخلاق حميدة و لهم مع الناس معاملة طيبة , دائما يدعون إلى المعروف وينهون عن المنكر ويترفعون عن صغائر الأمور ويبتعدون عن الشبهات , ويظهروا بمظهر الواعظ الحريص علي استقامة العباد علي منهج الإسلام , كل ذلك أمام الناس ..

ولكن لو طلعت الشمس في منتصف الليل لرأيت عجبا من ذلك النوع من الناس حينما يختلي بنفسه في ظلمات الليل لرأيت منه ما لا يفعله ابليس والعياذ بالله من ارتكاب المعاصي والآثام وأكل الحرام وشرب الخمر والتعدي علي اموال الغير والمال العاوم والاستهتار بكل القيم النبيلة التي كان يظهرها في النهار .

ترى الرجل المتزوج وهو يلاطف زوجته باجمل كلمات الحب وانه لا يرى في الدنيا غيرها وانها احب النساء إلى قلبه ولا يستطيع الابتعاد عنها لشدة ولعه بها.
ولكن لو تطلع الشمس منتصف الليل لرأيت مجونه وخلاعته وانغماسه مع صويحباته الماجنات والعياذ بالله وهو يحسب أن ظلام الليل يستره من الله .

ترى الرجل المكلف بالأمن وهو يتحدث عن امانته وخوفه من الله وحرصه الشديد علي امن جيرانه وعلي آداء مهام وظيفته بكل إخلاص ...
ولكن لو طلعت الشمس في منتصف الليل لرأيته يسرق سيارة جاره أو ينط داخل بيته ليسرق مدخراته من مال وصيغة زوجته وبناته . والغريب أنك تراه في النهار يبحث معهم عن المفقودات ..

هل هؤلاء البشر يخافون من الله في النهار فقط وأن الله لا يراهم بالليل , أم ان بهم إنفصام في الشخصية إحداها مؤمنة طيبة ملتزمة بحدود الله والأخرى شيطانية ماجنة مستهترة بكل القيم الدينية .. ألا يعلم هؤلاء أن الله وكل بهم ملكين يسجلان عليهم كل اعمالهم ولا يفارقونهم أبدا , ألا يقرأ هؤلاء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ رضي الله عنه ‏قال: ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) أي أن النية في هذا العمل متجهة إلى الله أم لغيره .

هذه نماذج من اصحاب الوجهين وبيان مساوي أعمالهم التي ستكون عليهم وبالا يوم لقاء الله فاحرص يا أخي علي طهارة نفسك من كل الآثام في الليل والنهار واعلم أنك لا تغيب عن عين الله في كل دقيقة من حياتك فاجعل الاستقامة منهجك في كل حياتك تسلم في الدنيا والآخرة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته