ليبيا... إعادة بناء الجيش من أولويات المرحلة

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-02-25, 4:14 pm

ليبيا... إعادة بناء الجيش من أولويات المرحلة
نيويورك تايمز
قال المحلل السياسي الأمريكي فريديريك واهراي، في الوقت الذي أن تنشد أنظار العالم حاليا على عمليات إراقة الدماء في سوريا، ما تزال ليبيا تعيش مخاطر كبيرة.
فبعد عام على اندلاع الثورة الليبية تواجه الحكومة الانتقالية الضعيفة الميليشيات المسلحة والإحباط العام المتصاعد في صفوف الليبيين، ما يزال الشباب المسلحون يسيطرون على المراكز الحساسة في ليبيا على غرار المطارات والموانئ والمنشآت النفطية في حين أن الاشتباكات بين القبائل تهز المناطق الصحراوية جنوب العاصمة.
وتعمل الحكومة على تجنب نزاعات مع الميليشيات التي لم تستطع السيطرة عليها، وقد انتهت محاولة السيطرة على معاقل القذافي في بلدة بني وليد، حيث أن القوات الحكومية كان اضعف من أن تستطيع ذلك. والسبب الرئيسي غياب مؤسسة هامة في بناء الدولة وهي الجيش الوطني.
وقد أعلن مسؤولون حكوميون مؤخرا عن خطط لنزع السلاح وإدماج الثوار السابقين في الجيش، وقد بدأت دول حلف شمال الأطلسي ودول مثل الأردن وقطر في تدريب وتجهيز قوات الأمن.
وبين المحلل الأمريكي أن لدى واشنطن فرصة سانحة لتعزيز علاقاتها المدنية والعسكرية مع ليبيا إضافة إلى دفع المسار الديمقراطي والنمو الاقتصادي، فالجيش الليبي هو صفحة بيضاء، وعلى خلاف مصر ليس لليبيا فريق من الجنرالات الذين قد يعيقون المسار الديمقراطي.
وقد كان القذافي الذي يخشى الانقلابات العسكرية قد أعطى سلطة ضعيفة لقادة الجيش. ووضع ابنه خميس على رأس الكتيبة الأهم في الجيش المسماة باسمه، والتي تم حلها بعد الحرب.
كما أن مخازن المعدات العسكرية في حالة يرثى لها، وهناك نقص خطير على مستوى الموارد البشرية خاصة صغار الضباط حيث أن القذافي قد أصدر قرارا بأن يتم تدريب الضباط الشبان فقط من أجل وحدات النخبة، لذلك فإن الأولوية حاليا هي التدريب والتعليم.
ويجب أن يتم التركيز على المهارات العسكرية الأساسية وتعليم الجيل القادم من الضباط الليبيين في مجالات العلاقات المدنية العسكرية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.
وبين الكاتب أن الولايات المتحدة خصصت 350 ألف دولار لتدريب وتعليم الجيش الليبي، وهو مبلغ صغير بالمقارنة مع المشاركة العسكرية الأمريكية في دول الجوار ولا تكفي لمساعدة ليبيا على إعادة بناء مؤسسات الدفاع.
وبالإضافة إلى التدريب يحتاج الجيش الليبي إلى التجهيزات مثل قطع غيار السيارات والطائرات والسفن إضافة إلى الأزياء العسكرية والواقية وتكنولوجيا مراقبة الحدود وأنظمة الاتصالات الأساسية.
فتحت حكم القذافي كانت كل التجهيزات المتطورة في مجال تكنولوجيا الاتصال توجه إلى جهاز المخابرات وليس إلى الجيش وقوات الشرطة، وأشار الكاتب إلى ضرورة تقديم المشورة للسلطات الليبية حول كيفية إنشاء هيكل مؤسساتي للجيش والتخطيط الاستراتيجي.