التايب مع الشباب خطوة تستحق تسميتها "بالخبطة

من طرف الهيلع 2009-08-19, 3:31 pm

إتمام صفقة التايب مع الشباب خطوة تستحق تسميتها "بالخبطة"
كشفت تفاصيل المباحثات الشبابية مع لاعب الوسط الليبي طارق التايب دقة المفاوض الشبابي المتمثل في البلطان وحرصه باحترافية على إنهاء المفاوضات بصعوبتها

السعودية (محمد جابر)- كشفت تفاصيل المباحثات الشبابية مع لاعب الوسط الليبي طارق التايب دقة المفاوض الشبابي المتمثل في البلطان وحرصه باحترافية على إنهاء المفاوضات بصعوبتها مع ضمان حقوق ناديه، كما حدث حين أرجئ التوقيع النهائي حتى معرفة وضعية إيقاف التايب المقرر ضده من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جراء مشاكله المالية مع ناديه التركي السابق.

وكانت خطوة نادي الشباب القادمة تتمثل في التعاقد مع التايب، وإذا ما تمت فتستحق تسميتها بـ"الخبطة" التي تحسب دون شك لإدارة النادي بقيادة خالد البلطان بالنظر لما سيجنيه الشبابيون على صعد عدة لا تقل عنها – بل وتزيد – الفائدة التي سيكسبها اللاعب نفسه باللعب لناد شهير وعملاق كـ"شيخ الأندية" وهو المعروف بأجوائه الصحية وملازمته الدائمة لمنصات الذهب وأدائه الماتع وبين مجموعة لاعبيه المليئة بالأسماء اللامعة من مركز الحراسة وحتى لاعبي المقدمة.

ومعروف أن التايب قد وقع أخيراً عقداً ملزماً مع نادي هلال الساحل السوداني لإمضاء فترة إيقافه المتبقي منها 75 يوماً لاستثمار البدء المبكر للدوري السوداني قبل نظرائه في المنطقة العربية، حيث يبدأ الدور الثاني السوداني بعد أيام بعد أن كان دوره الأول قد بدأ في فبراير المنصرم حتى يصبح التايب حراً للعب في دوري زين السعودي للمحترفين ابتداء من جولته الثالثة التي ستجمع الليث يوم 24 سبتمبر القادم بفريق النصر في موقعة ساخنة، بعد أن يتغيب التايب عن مباراتي الشباب أمام نجران ومن ثم الوحدة في الجولتين الافتتاحيتين من الدوري.

ويؤكد البلطان باستمرار أن الشباب رغب في التايب وتمسك به كما كان اللاعب نفسه قد بدأ التواصل مع الجانب الشبابي ورغب في ارتداء قميص الشباب، ومن هنا جاء تسلسل المفاوضات غير معقد بين الطرفين مع التأني والحرص حتى تسير الأمور كما ينبغي.

النجم الجماهيري

يعرف عن طارق التايب "32 عاماً" وجود شعبية جارفة له في الأوساط الجماهيرية السعودية فحتى حينما كان يلعب في صفوف الهلال السعودي طوال الـ3 سنوات الفائتة كان مشجعو الأندية السعودية باختلاف مشاربهم يستمتعون بفنيات التايب ومهاراته العالية جاعلين منه أحد أبرز نجومهم المحبوبين، ناهيك عن عشق هيامي جمع "البرنس الليبي" كما يلقب بالجماهير الهلالية العريضة.

وبالالتفاتة لهذه النقطة نجد أن إدارة الشباب أجادت الاختيار في جلب لاعب جماهيري سيجلب أعداداً طيبة من المشجعين لمدرجات الشباب التي تهدف إدارة البلطان لتوسيع قاعدة مرتاديها، بعد أن قدمت من أجل ذلك ومنذ توليها سدة الرئاسة الشبابية جملة إصلاحات وتحديثات وتطويرات معروفة للرياضيين أنتجت أكبر نسبة زيادة جماهيرية بين الأندية السعودية, فيبرز في هذا السياق ارتفاع عدد أعضاء منتديات نادي الشباب الرسمية على الإنترنت "شبكة الشباب" إلى 25 ألف عضو حالياً بعد أن كانوا تولي البلطان الرئاسة قرابة الألف عضو فقط, وهذا رقم مهم يستحق التأمل عنده كثيراً.

والشبكة الشبابية إضافة إلى غيرها من المواقع الجماهيرية السعودية كانت على مدى الأيام الماضية وما زالت مرتعاً خصباً للحديث بغزارة عن التايب, فالشبابيون بدؤوا الاحتفال بقدومه بعد الانتظار القلق لأيام خلف التسريبات الصحفية التي كانوا يقرؤونها بشكل يومي بما فيها من الصحة والمغالطات, بل ووصل الأمر إلى الحديث عن رقم اللاعب بعد قدومه وتعارض رقمه المعروف (14) مع اللاعب عبدالله شهيل, وبرع الكثير من الشبابيين في تنفيذ تصاميم فنية للتايب ومنها لوحة سيارة تحمل رقم (ب ا ص 14), تمثل اختصاراً لمسمى حركة "باص عيون" التي يشتهر التايب بها مع رقم قميصه الذي يرتديه دائماً. ولأن الشعبية والجماهيرية تجلب الأضواء وتركزها نحو اللاعب النجم, فإن الإعلام هو أهم الوسائل التي ستلاحق التايب وبقوة بدءاً من وصوله لمقر النادي استمراراً في بقية مشواره الشبابي.

خير تعويض لعطيف

لعل السبب الأهم في جلب التايب لصالح الشباب هو ما تعرض له لاعب الفريق والمنتخب السعودي عبده عطيف من إصابة الرباط الصليبي خلال مشاركته الدولية مع الأخضر مما سيجعله مضطراً للغياب حتى ما بعد إجازة الحج القادمة – كما هو متوقع –, فتسبب ذلك في تحويل أنظار الشبابيين نحو خط الوسط الذي كان عطيف قلبه النابض ومن ثم استقرت الرؤية على التايب كصانع لعب من الطراز الأول, يستطيع بلمساته الساحرة وامتلاكه المذهل للكرة أن يهدي لاعبي الهجوم كرات أهداف على طبق من ذهب كما كان يفعل طيلة مسيرته مع الهلال وقبله مع الصفاقسي التونسي وغازينتب سبور التركي إضافة لمنتخب بلاده.

وكثيراًً ما أشعل التايب خصومه بحركته الشهيرة "باص عيون" والتي سببت مراراً وتكراراً قلقاً للمدافعين وإزعاجاً شديداً للمشجعين المنافسين.

ومن الواضح أن خط الوسط الشبابي سيزداد العام المقبل قوة على قوته المعهودة, فمن قراءة مبدئية يتبين مدى الخطر الذي ستعانيه الفرق السعودية من ملاقاة الشباب, بتواجد المحور الأسترالي المرتقب إلى اللاعب الدولي أحمد عطيف إلى البرازيلي الرائع مارسيلو كماتشو وصولاً للتايب. وعلى الرغم من كل هذا إضافة إلى تأكيد الشبابيين بالصفقة أوضاعهم المالية المطمئنة على الرغم من عدم توقيعهم حتى الآن مع شركة الاتصالات السعودية لرعاية النادي الموسم القادم, إلا أن هناك بعض الاعتراضات تندر كثيراً في المدرج الشبابي وتحصل على حد الاختفاء في أغلب الأوقات, وتنصب أكثرها على كثرة إصابات اللاعب أو سرعة انفعاله ومهاراته الطاغية على الأداء الجماعي الذي يمتاز به الفريق الشبابي, لكن الإجابات الشبابية مبدئياً تفند ذلك باستمرار بانتظار ما سيقدمه التايب على أرض الواقع بعد بدء المنافسات السعودية.