خطيب ثورة 25 يناير يتوعد أميركا بمليونية

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2012-03-02, 8:38 am

خطيب ثورة 25 يناير يتوعد أميركا بمليونية إذا ثبت تورطها في إثارة الفتنة و«قضية التمويل الأجنبي»
مظهر شاهين لـ «الشرق الأوسط» : تعرضت لمحاولات اغتيال وأتوقع تصفية جسدية لرموز وطنية
الجمعـة 09 ربيـع الثانـى 1433 هـ 2 مارس 2012
جريدة الشرق الاوسط
في باحة مسجد عمر مكرم بميدان التحرير والذي بات أشهر مساجد مصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) نظرا لارتباطه بأحداث الثورة المصرية، قال إمام المسجد الشيخ مظهر شاهين، الملقب بخطيب الثورة إنه يتوقع موجة من التصفية الجسدية خلال المرحلة المقبلة من عمر الثورة.

وكشف شاهين للمرة الأولى خلال حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» عن تعرضه لمحاولة اغتيال قبل أيام بإطلاق مجهول النار عليه، لافتا إلى أن هذا الاعتداء جزء من مخطط إسقاط الثورة، بدأ بالفعل بمحاولة تشويه ميدان التحرير، قبلة الثورة، وانتهاء بالاعتداءات التي تعرض لها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة ونائبان في البرلمان المصري قبل أيام.

ودافع شاهين عن ميدان التحرير قائلا إن «الميدان مجني عليه، فهو مكان يستقبل من يأتي إليه، وما ألمسه أن هناك جهات وأشخاصا من فلول النظام السابق تدفع بأعداد معينة لميدان التحرير لتشويه صورته، فهناك من يريد ألا يبقى الميدان معبرا عن العزة والكرامة المصرية، تشويه صورة الميدان عمل ممنهج».

ويعتقد خطيب ثورة 25 يناير أن تصفية الثورة مصلحة أميركية وإسرائيلية وكل من يدرك أن استمرارها سيجعل الدور يأتي عليه، مؤكدا أنه إذا ثبت تورط الولايات المتحدة بالفعل في قضية التمويل الأجنبي وإثارة الفتنة الطائفية في البلاد سوف يقود مليونية في ميدان التحرير للمطالبة بقطع العلاقات المصرية الأميركية وطرد السفيرة آن باترسون من القاهرة.. وإلى نص الحوار:

* يبدو اليوم ميدان التحرير، قبلة الثورة المصرية، في صورة مغايرة تماما لما كان عليه خلال الـ18 يوما التي أسقطت الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بحكم قربك من الميدان كخطيب للثورة وإمام لمسجد عمر مكرم الذي يطل على الميدان، كيف ترى الميدان الآن؟

- ميدان التحرير مجني عليه، فهو مكان يستقبل من يأتي إليه، وما ألمسه أن هناك جهات وأشخاصا من فلول النظام السابق تدفع بأعداد معينة لميدان التحرير لتشويه صورته، فهناك من يريد ألا يبقى الميدان معبرا عن العزة والكرامة المصرية، تشويه صورة الميدان عمل ممنهج، ولقد شاهدت العديد من القصص لإفشال أي تجمع في ميدان التحرير حتى لو كان مجموعة من الأصدقاء يتفقون على وجبة طعام سيشترونها. والحقيقة أن الأمر لم يتوقف عند حدود الميدان فقط.. هناك رغبة لتشويه كل ما يمت للثورة بصلة سواء كان أماكن أو أشخاصا، لدرجة أن هناك قنوات إعلامية بعينها تهاجم لديها قائمة تضم 20 شخصا منسوبة إليهم تهم العمالة ويوصفون بلا كلل بأنهم أعداء الوطن وأعداء الإسلام المخربون، وحينما تتفحص هذه الأسماء تجدهم رموز الثورة المصرية.

* وهل تعتقد أن الفيديو الذي تم بثه على شبكة الإنترنت ويظهر مجهولين في زي مدني يقومون بتعذيب أشخاص على سطح مسجد عمر مكرم جزء مما تسميه «عملية تشويه الثورة»؟

- الحقيقة أن هؤلاء المجهولين جاءوا في السابعة صباحا وكسروا الباب الخلفي للمسجد وصعدوا إلى السطح ونحن لم نعرف من ضَرب ومن ضُرب، وسمعنا روايات كثيرة عن حقيقة مشاهد التعذيب التي عرضت على مواقع الإنترنت ولكن المدهش أن الأشخاص الذين ظهروا وهم يتعذبون ومن عذبوهم نزلوا من سطح المسجد وهم في وئام تام ولم يستغث أي منهم بالناس لإنقاذه. والمحزن أن من أرادوا تشويه صورة الثورة والثوار لم يمنعهم الحياء من تشويه بيوت الله في الأرض.

* وفي اعتقادك من يوجد في ميدان التحرير في الوقت الراهن؟

- أعتقد أنهم خليط يجمع شباب الثورة وأسر مصابي الثورة، وطبعا البلطجية! أعترف أن هناك من يدفع بالبلطجية وتجار المخدرات وبعض الفتيات سيئات السلوك لتشويه صورة الميدان، لكن وزر هذه السلبيات من يتحملها؟ أعتقد أن الشرطة مسؤولة وعليها أن تقوم بحملات للقبض على هؤلاء.

* لكن تصريحات مماثلة من قيادات بجماعة الإخوان المسلمين تتهم من في الميدان بقيامهم بممارسات منافية للآداب أثارت غضب القوى الثورية.. فلماذا نقبل منك هذه التوصيفات الآن؟

- لا هناك اختلاف جوهري.. أنا لا أقول إن كل من يوجد في الميدان من البلطجية أو تجار مخدرات، علينا ألا ننسى كما على الجماعة ألا تنسى أن الاتهامات كانت تكال لأعضائها إبان حكم مبارك ولم نكن نصدقها، وكان أولى بقيادات الإخوان أن يحافظوا على الميدان باعتباره رمز الثورة.. كان عليهم وهم جماعة منظمة الدفع بشبابهم لتخليص الميدان من العناصر المشبوهة.

* بمناسبة ذكرنا لجماعة الإخوان المسلمين.. كيف تقيم الأداء السياسي للجماعة وحزبها (الحرية والعدالة)، خاصة أنهم حازوا الأكثرية في البرلمان؟

- الأداء السياسي للإخوان محسوب تماما وغير خاضع لأي مغامرات، الفرق بيننا كقوى ثورية، وبين الإخوان أننا نقدم على المغامرة، لكن الإخوان يكبحون جماحهم، ويربطون تماما بين مصلحتهم كحزب والقضية التي يخرجون من أجلها، فلا يجب أن ننسى ونحن نتعامل معهم أننا نتعامل مع فصيل سياسي يتحرك وفق خطط معروفة ودائما يحسب المكاسب والخسارة وهذا حقهم، فهم لا يتحركون بعشوائية.

* ولماذا رفضت استقبال القافلة الطبية، التي نظمتها حركة 6 أبريل أخيرا، في مسجد عمر مكرم الذي كان ضمن المستشفيات الرئيسية داخل ميدان التحرير؟

- أرفض أن يدخل مسجد عمر مكرم في أي معادلة سياسية، فالمسجد فتح الباب أمام ثوار الميدان وقت الأحداث الكبرى بداية من قيام الثورة (مطلع العام الماضي) وصولا إلى أحداث محمد محمود وشارع مجلس الوزراء (نهاية العام الماضي)، وهذه ظروف استثنائية، لكن في وقت الهدوء لا مبرر لأن يتحول المسجد إلى طرف في أي معادلة سياسية لأنه في المقام الأساسي مكان عبادة فأنا أرفض أن يقال إن مسجد عمر مكرم أصبح مسجد 6 أبريل ولو طلبت جماعة الإخوان أو أي فصيل سياسي آخر نفس الأمر سأرفض.

* تردد أنك تعرضت لتهديدات كثيرة منذ أصبحت خطيبا لثورة 25 يناير، ما صحة هذه الأنباء؟

- الأمر لم يقتصر على التهديدات، بل تعداه إلى 4 محاولات اغتيال فعلية، أول مرة يوم 3 فبراير (شباط) من العام الماضي، حينما وجدنا عبوة ناسفة كبيرة في أحد دواليب المسجد (مسجد عمر مكرم)، وقال لنا خبير المفرقعات الذي استعنا به من القوات المسلحة إنها كانت تكفي لنسف المسجد وقتل ما لا يقل عن 15 ألف شخص في الميدان! أما المرة الثانية فكانت بعيد يوم واحد من المحاولة الأولى وقد تزامن مع أول مليونية في ميدان التحرير عقب موقعة الجمل، وفي فجر ليلة الجمعة وجدت شخصا ملثما ومسلحا يقتحم المسجد وأنا نائم به، ولكن تم القبض عليه. أما المحاولة الثالثة فكانت يوم 11 فبراير 2011، وهي الجمعة التي تنحى فيها مبارك وقد تلقيت تهديدات مباشرة من جهاز أمني حساس يحذرني فيه من إلقاء الخطبة في هذه الجمعة، وجاءتني تهديدات مباشرة بصدور أوامر بتصفية من سيخطب في صلاة جمعة التنحي، لكني لم أكترث وبعد نهاية الخطبة وجدت هجوما من بعض الأشخاص علي بطريقة مريبة وسط الزحام ولكن شباب التحرير أنقذوني، كما تلقيت تهديدات مباشرة أيضا بالقتل يوم 27 مايو (أيار) الماضي، وهو اليوم الذي أطلق عليه جمعة الثورة الثانية، أما المرة الأخيرة فكانت منذ نحو أسبوع حينما أطلقت نحوي 3 رصاصات أثناء خروجي من المسجد لكنها أصابت عمود الإنارة. وأتوقع أن تنجح أي محاولة أخرى لذلك قمت بكتابة وصيتي ودائما أنزل من بيتي وكأنه مشواري الأخير.

* وهل طالبت بتعيين حراسة خاصة من وزارة الداخلية؟

- رفضت ذلك، (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، ولقد رأيت الموت بعيني أيام الثورة في الميدان وعرفت رائحة الدم ومشاهدته فلم نعد نخاف الموت، ونحن لسنا أفضل ممن ماتوا من شهداء الثورة، وما زلنا مشاريع شهداء حتى اليوم.

* بمناسبة محاولات الاغتيال هل تعتبر الاعتداءات الأخيرة التي تعرض لها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، ونائبان بالبرلمان خلال الأيام الماضية مجرد حوادث سطو مسلح، أم أنها مدبرة كما يردد البعض؟

- لا طبعا أعتقد أنها حوادث مدبرة، والاعتداء على أبو الفتوح والنائب حسن البرنس وغيرهما من الرموز السياسية، لم يفاجئني بل تكلمت عنه منذ ما يزيد على الثلاثة أشهر وقلت إننا مقبلون على مرحلة الاغتيالات السياسية، هذا سيناريو بدأ بتشويه الثورة، ثم تشويه رموز الثورة، ولكل ما يمت إليها بصلة، ثم التشكيك والتخوين، وأتوقع موجة من التصفية الجسدية للقيادات والرموز الوطنية خلال الأشهر القليلة المقبلة.. وهذا أمر شديد الخطورة.

* وفي تصورك من يقف خلف عمليات الاعتداء على رموز الثورة؟

- أنظر إلى الأمر باعتباره خطة بدأت يوم 25 يناير 2011، لكن الوقت لم يسعف النظام لتنفيذها، وبالإضافة للرئيس السابق حسني مبارك هناك أطراف أخرى لها مصلحة في تصفية الثورة كالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وكل من يدرك أن استمرار الثورة سيجعل الدور يأتي عليه.

* تتحدث عن مصلحة أميركية في تصفية الثورة هل تعتبر أن قضية تمويل منظمات المجتمع المدني الأجنبية جزء من هذه المحاولة؟

- إذا ثبت تورط السفارة الأميركية في القاهرة، وتحديدا السفيرة الأميركية، في أي أعمال فتنة أو عنف خاصة أن السفيرة لها تحركات كثيرة داخل الأراضي المصرية، بالإضافة إلى ما هو مثار حول قضية التمويل الخارجي للجمعيات الأهلية فنحن لن نرحب بها على أرض مصر، وأي علاقة بين مصر وأي دولة أجنبية بعد الثورة يجب أن تكون علاقة تبادل مصالح لا أكثر ولا أقل، وإذا ثبت تورط الولايات المتحدة بالفعل سأخرج في مليونية أطالب فيها بقطع العلاقات المصرية الأميركية وطرد السفيرة آن باترسون من القاهرة.