اللهم إيمانا كإيمان العجائز

اللهم إيمانا كإيمان العجائز

بسم الله

يروى أن الفخر الرازي مر في الطريق وحوله أتباعه وتلامذته الكثيرون
فرأته عجوز مؤمنة في جانب الطريق فسألت:من هذا؟
فقالوا: هذا الفخر الرازي الذي يعرف ألف دليل ودليل على
وجود الله تعالى ,فقالت :لو لم يكن عنده ألف شك وشك
لما احتاج إلى ألف دليل ودليل,فلما سمع الفخر الرازي بذلك
قال: اللهم ايمانا كإيمان العجائز...

كما يروى عن سيدي عمر بن الخطاب أنه دعا الله أن يرزقه إيماناً كإيمان العجائز

فما هو إيمان العجائز ؟ :
هذه الكلمة تقال تعبيراً عن بساطة تصور التوحيد ، وأن العجوز لا تحتاج إلى دليل علي الوحدانية فلما آمنت بان الله واحد قادر خالق يجازي علي الخير ويعاقب علي الشر رسخ هذا الإيمان في قلوب العجائز وعملن بما يحقق ذلك في حياتهن ولم يقبلن أي نقاش في ذلك .
كما أنه يدل علي التدين البسيط البعيد عن التعقيد و التنطع فهو مقصد الدعوة الإسلامية ، وعنوان رسالة الأنبياء , ومطلب كل مصلح وداعيه ، وكذلك قيل أن بساطة العجائز في امور حياتهن جعلتهن يتقبلن الامور دونما مساءلة ، والمقصود به الإيمان الذي فطرنا الله عليه والذي ليس فيه شك أو رياء أو تنطع....إيمان كامل التسليم و القبول لما جاء عن الله وعن الرسول صلى الله عليه وسلم .
وفي معرض النقاش قيل .. لماذا سيدنا عمر بن الخطاب لم يقل إيمانا كإيمان العلماء ؟ قيل أن العلماء اعتادوا الشك واعتمدوا على الحجج العقلية .. فكم من عالم ذاع صيته وارتقى سلم العلوم ولكنك تراه يعبد بهيمة أو حجر ، وأما إيمان العجائز إيمان عميق هادئ مطمئن لا يرقى إليه الظن ولا يحوم حوله الشك .

فما احوجنا إلى هذا الإيمان حتى في قضايانا الحياتية مثل آداء أعمالنا بصدق وجديه إيمانا منا علي أنه عنوان حبنا لبلادنا ، فمن أحب بلاده ادى ما عليه من واجبات وأخلص النية في كل عمل يؤدي إلى رقي البلاد وازدهارها ، وليعلم الجميع أن حب الوطن من الإيمان ....ومن الإيمان ان نعين علي الخير ونساعد الخيرين في مهامهم التي تعود علي الجميع بالنفع ولا نقف جانبا ونثبط العزائم وننقص قدر العاملين , فالإيمان ينور البصيرة ويوقض الضمائر ويدعو إلى الخير والعمل الصالح الذي يحبه الله ورسوله .

وفقنا الله لما فيه خير البلاد والعباد