إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
شخصيات ليبية 1 " الدكتور علي الساحلي "
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
شخصيات ليبية 1 " الدكتور علي الساحلي "
بقلم د. فرج نجم
الدكتور علي الساحلي السـياسـي والأديـب (1924– 2004م)
الدكتور علي سليمان الساحلي، من مواليد مدينة بنغازي في 3 أبريل 1924م. ترجع أصول والديه إلى مدينة الخمس. تلقى تعليمه الأولي في المدارس الحكومية الإيطالية بليبيا، ثم انتقل إلى القاهرة بمصر حيث درس بالأكاديمية البريطانية (British Institute)، ومن بعدها سافر إلى لندن فانضم إلى جامعة لندن-كلية (LSE) حيث نال درجة الماجستير في القانون (LL.B) سنة 1951م.
وانتقل بعد ذلك إلى إيطاليا للدراسة في جامعة فينيسا، فنال درجة الدكتوراة في الأدب (D.Litt) عام 1966م عن دراسة بالإيطالية بعنوان (شعر المقاومة في ليبيا). تمتع الدكتور علي الساحلي بشخصية نافذة ومؤثرة مخضبة أحياناً بشىء من الحماس والمزاجية. وجمع ما بين عاميِّة اللهجة وفصاحة اللسان والبيان، فإذا ما قارنته بالبدو فهو لسانهم الناطق، وأما الحضر فمثل حالهم وأحوالهم في المدينة. وقد لعب د. الساحلي دوراً بارزاً من وراء كواليس السياسة فترة من الزمن مما أثَّر على مسيرته السياسية والدبلوماسية، فتارة يُنقل ويُقال وأخرى يستقيل من الحكومات المتعاقبة، والوظائف العامة، ولكن القاسم المشترك الذي ربطه مع الآخرين هو أنه كان لا غنى عنه في كثير من مواقع السياسة والدبلوماسية الليبية. التقيت الدكتور علي الساحلي لأول مرة في شتاء ديسمبر 2000م ببيته الكائن بحي السكابلي بمدينة بنغازي والمعروف بشجرة الأرز الشامخة، فدار بيننا حديث في غاية المتعة، وتجولنا في أرفف مكتبته ومن ثم دخلنا عالم الذكريات، فاخبرني بأن أول مرة قابل فيها الأمير إدريس السنوسي كانت في القاهرة، ومن ثم في لندن بصحبة الدكتور فتحي عمر الكيخيا سنة 1949م. ولكن دخوله إلى عالم السياسة كان باستدعائه برسالة من رئيس الوزراء محمود المنتصر ليعين بأمر ملكي في الحكومة، حيث كان ذلك بمثابة المدخل إلى عالم الإدارة السياسية، الذي كان يعاني من الحاجة الماسة للخريجين وللكفاءات الليبية للعمل في الإدارة الليبية الفتية.
الوظائف السياسية:
أول وظيفة سياسية تقلّدها الدكتور علي الساحلي هي رئاسة قسم السياسة بوزارة الخارجية، وذلك في شهر يناير من عام 1952م. وكان وقتها ما يزال محامياً تحت التمرين بعد تخرجه. وفي شهر مايو من نفس العام انتقل ليصبح ناظراً للعدل في حكومة ولاية برقة برئاسة السيَّد محمد الساقزلي، حيث كان السيَّد محمود المنتصر رئيساً للوزراء على صعيد المملكة. ثم انتقل د.الساحلي إلى المجلس التنفيذي في أكتوبر 1954م. واستوزر في حكومة مصطفى بن حليم من 1954 إلى 1956م حيث أصبح وزيراً للمواصلات والمالية والعدل ثم الخارجية. ثم غادر الوزارة في يونيو 1957م ليُعيَّن سفيراً لليبيا في بريطانيا، ولكنه سرعان ما استُدعي في السنة التالية (1958م) ليصبح رئيساً للديوان الملكي حتى استقالته عام 1965م.
وبحكم وبوجوده في القصر الملكي لمدة سبع سنوات فقد أصبح أحد أقوى رجالات الدولة وأكثرهم اكتنازاً لأسرار وخفايا الأمور وتفاصيل الأحداث، التي قد تغيب عادة حتى على كبار مسؤولي الدولة ورؤوساء الوزارات أنفسهم.
وبعد استقالة د. الساحلي من الديوان الملكي، عُيِّن سفيراً لليبيا في إيطاليا، وكانت 'وظيفته' تلك، من الوظائف الحساسة وقتها. وليمكث في روما إلى أن يطلب منه رئيس الوزراء- السيَّد حسين مازق - الرجوع إلى ليبيا، ليوليه وزارة الداخلية سنة 1967م وهي التي كانت بمثابة (القشة) التي قصمت ظهره السياسي، وبها خرج من عالم السياسة ليستقبله عالم التدريس والأدب - وخاصة التراث الشعبي - بكل حفاوة وترحاب، بالرغم من ان السيَّد عبد القادر البدري - رئيس الوزراء آنذاك - كان قد طلب منه ان ينضم إلى حكومته كوزير للمواصلات، لكن د. الساحلي أصرَّ على استقالته النهائية من عالم السياسة. ومن ثم فقد افتتح مكتباً للمحاماة والاستشارات القانونية من 1967م إلى 1970م وبعد ذلك وبإلحاح من الدكتور عمر التومي الشيباني قبِل الدكتور الساحلي أن يُعين أستاذاً للغة الإيطالية واللاتينية بجامعة بنغازي (قار يونس فيما بعد)، ليساهم في إعداد الكثير من خريجي كليات الجامعات الليبية حتى سنة 1986م عندما استقال نهائياً من الوظائف العامة، ليتفرغ لمساعدة وتقديم العون للباحثين وطلاّب المعرفة بمختلف مشاربهم العلمية والفكرية.
قصته مع الأدب الشعبي:
يعتبر الدكتور علي الساحلي من أكثر الساسة الليبيين من أبناء الحضر، تذوقاً للأدب البدوي، وتعلُّقاً بالتراث الشعبي. وقد سألت الدكتور الساحلي، في أخر لقاء جمعني به في بيته في شهر أغسطس 2003م. عن قصته مع فنون وأدب البادية..؟ فقال: يرجع ذلك إلى سنة 1942م عندما كنت في الثامنة عشر من العمر، حينها رافقت محمد يوسف بورحيل (نجل الشهيد البطل يوسف بورحيل) في منطقة جردس العبيد الذي كان يصطحبني إلى خيام الشعر والأفراح، وهمس لي بصوت خفي قائلاً: حيث 'الكشك'. وهذه الصحبة التي دامت قرابة الستة أشهر تجولت فيها مع محمد بورحيل على نجوع البادية، فكانت سبباً في اهتمامي بالأدب الشعبي وفهم واستيعاب مفرداته وتذوق معانيه الرائعة. الأمر الذي أقول بأنني مزجت فيه حياة المدينة بحب تراث البادية وأهلها.
وربما انطلاقاً من ذلك يؤكد الدكتور الساحلي بحماس بان الشعر العربي الأصيل، في هيئته الشعبية الليبية يوجد في برقة. ويستطرد بان بادية برقة وحدهم أفصح الليبيين وأقدرهم على قرض الشعر الشعبي الذي تقترب أصوله كثيراً من اللغة العربية. وفي هذا السياق يذكر لي الدكتور الساحلي مقارنات ومقاربات عجيبة بين الفصحى والعامية، ويستعرض منها، على سبيل المثال، ما قاله أبو تمام بالفصحى مقابل ما قاله حسن لقطع الفاخري بالعامية. وشرح لي بإيضاح مواطن التشابه في المعنى والإبداع والتصوير البلاغي والترصيع والاستطراد ... ثم يعلق مسترسلاً بأنه من الصعب حصر فحول الشعر الشعبي، لأنه لكل منهم أسلوبه وتجربته في صقل الشعر ونظمه. ويذكر في عجالة الشعراء هاشم بوالخطابية وحسين لحلافي وعبد السلام الكزه وخالد رميله ثم جعفر الحبوني وأحمد بورميله ... وغيرهم. ويتأسف لأن أغلبية هذا التراث لم تُجمع بعد، فيذكر على سبيل المثال قصائد الشيخ المجاهد عبد السلام الكزه، ويستطرد بحسرة بأن الشيخ عبد السلام الكزه كان قد هاجر إلى مصر وبقي هناك إلى أن توفي بالصعيد، وكان له كثير من القصائد الرائعة التي ضاع معظمها، وأن الشعر الذي قيل في فرسان آل الكزه لم يقله أحداً في غيرهم ... وغيرهم من أجواد ليبيا ... ولكن للأسف فقد ضاع كله تقريباً.
لجنة جمع التراث:
عندما اعتزل الدكتور الساحلي السياسة والوظائف العامة، تفرَّغ مع عمله في حقل المحاماة إلى القراءة والتدريس، ويقول أن الذي جرَّني إلى التدريس هو المرحوم الدكتور عمر التومي الشيباني، الذي تولى رئاسة الجامعة بعد الأستاذ عبد المولى دغمان رحمهما الله تعالى. الأمر الذي أفسح المجال أمام ممارسة الدكتور الساحلي لاهتمامه بتراثنا الشعبي، الذي كاد أن يضيع في مجمله. فقد التحق الدكتور الساحلي بجامعة قاريونس سنة 1970م. وتمَّ عقب ذلك تأسيس لجنة جمع التراث 1972م بكلية الآداب بجامعة 'قاريونس'، برئاسة الدكتور على الساحلي وعضوية كلُّ من د. عمرو النامي والأستاذ علي بوزعكوك، مع الاستعانة بالأساتذة الشعراء رجب الماجري وعبد الرحمن بونخيله وعبد ربه الغناي. ثم إلتحق للعمل باللجنة كل من الأستاذ سالم الكبتي والأستاذ السنوسي البيجو ثم إنضم إليهم عقب ذلك د. يونس فنوش بعد عودته من الدراسة في فرنسا. علماً بان اللجنة الأم لجمع التراث الشعبي سبق وأن أُسست سنة 1964م بعضوية عبد المولى دغمان ورجب الماجري مع عشرات من الجنود المجندة من المهتمّين الذين سجَّلوا الكثير من نفائس الشعر الشعبي على أشرطة تسجيل. ثم قامت اللجنة التي ترأسها د.الساحلي بلملمة أجزاء لا بأس به من تراث الأجداد والشعر الشعبي، الذي يُعد بمثابة ذاكرة الأمة ونافذتها التاريخية على الأحداث. حيث سعت اللجنة إلى التقاط الجزء الضخم والأعظم من هذا التراث المجمع من أفواه الرواة والحفاظ أو من الشعراء أنفسهم، إذا كانوا أحياء وأسعف الحظ بمقابلتهم. وقد جاء في تقديم الدكتور محمد دغيم (عميد كلية الآداب آنذاك)، للمجلد الأول بأنه: '... لم تحرص لجنة جمع التراث على نشر كل ما وقع تحت يديها من نصوص شعرية وإنما اختارت أهمها وأوقعها، لتعطي صورة صادقة عن هذا الضرب من فنون القول، الذي يصور في صدق، بيئة عربية في بداوتها وجهادها واهتمام بنيها بمضارب منتجعاتهم وخيلهم وإبلهم في صورة تشبه إلى حد بعيد الصورة التي رسمها لنا شعر الفحول من العصر الجاهلي وما تلاه من عصور. وأملنا ان يكون هذا الشعر بين أيدي القراء والدارسين عوناً لهم على تصور حقبة كاملة إذ يلقى الضوء على كثير من التقاليد والعادات والقيم الاجتماعية، كما يصور فترة الجهاد تصويراً دقيقاً، بل ويستفيد من يهتم بالتطور اللغوي الذي يمر بكثير من الألفاظ والتعبيرات...'. ويقول الدكتور الساحلي بان الجزء الأول أخذ قرابة الأربع سنوات للتجميع، وسنة كاملة لشرح المعاني والتبويب، ليخرج على هيئته التي بين أيدينا. والمجلد (ديوان الشعر الشعبي) كما ذكرنا، من إصدارات كلية الآداب بجامعة قاريونس.
المحطات الكبرى في حياته:
من المحطات المهمة في حياة أستاذنا د. علي الساحلي هو ارتباطه بتأسيس الجامعة الليبية في بنغازي، ويرجع ذلك إلى عام 1954م عندما كان الساحلي وزيراً للمالية. فعندما شرع جيل الاستقلال في تأليف لجنة تسهر على تأسيس أول جامعة ليبية حديثة، اختير الدكتور علي الساحلي ليكون رئيساً لهذه اللجنة، لكونه وزيراً وبحوزته 'محفظة' الأمة، ولديه الحماس الكافي لتدشين هذا الصرح الوطني الهام. وبالفعل انطلق هذا العمل بهمة وحماس وسرعان ما فتحت له فروع بمدينة طرابلس. وأصبحت الأمور كما خطط لها. وقد أخبرني الأستاذ المرحوم عبد المولى دغمان (طيب الله تعالى ثراه) بان فائض ميزانية الجامعة كان هو الفائض الوحيد الذي لا يرجع إلى الميزانية العامة للدولة، بل كان يرجع ثانية إلى الجامعة، للإستثمار في الكتب والتدريس وجلب الكفاءات لتعليم طلابنا، أو إيفادهم إلى الخارج للإستزادة العلمية.
ومن المحطات الكبرى في حياته السياسية هو تصادمه مع رموز السياسة إبان العهد الملكي خاصة عندما كان ناظراً للعدل في برقة. ففي سنة 1954م قَتَلَ الشريف محي الدين السنوسي (حفيد السيد أحمد الشريف) إبراهيم الشلحي، ناظر الخاصَّة الملكية، مما أدى إلى تفجير أزمة سياسية في البلاد، وإلى تصادم الدكتور علي الساحلي مع مدير عام قوة دفاع برقة آنذاك الفريق محمود بوقويطين، صهر إبراهيم الشلحي، الذي كاد أن يفقد رشده لما حل بجدِّ أولاده. فاسُتنفر قوات الأمن، ووضعت بعض نقاط التفتيش التي استوقفت بعضاً منها عدداً من النواب، بل استوقفت إحداها الشيخ عبد الحميد العبار، مما أثار اشمئزاز الجميع وفي مقدمتهم الدكتور علي الساحلي الذي تحدى فيها سلطات بوقويطين، مما أدى في نهاية المطاف إلى ترك الدكتور الساحلي حكومة برقة، التي كان يتولى فيها، آنذاك، نظارة العدل.
كذلك تحديه لسفارات القوى العظمى آنذاك التي كانت لها قواعد عسكرية في ليبيا قبيل العدوان الثلاثي على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل سنة 1956م. فقد استدعى كل من السفير البريطاني والأمريكى بصفته وزيراً للخارجية وحذرهم من مغبة استخدام قواعدهم الموجودة في ليبيا، الأمر الذي استحسنه الشارع الليبي بعد ان ثارت ثائرته لما كان يُحاك لمصر من غدر وعدوان، واعترف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لليبيا بالجميل لعدم سماحها استخدام القواعد لضرب مصر من الأراضى الليبية.
ولكن المحطة الأكبر في حياته التي نقلته من عالم السياسة إلى التدريس والعناية بالأدب هي نكسة العرب عام 1967م. عندما كان حينها وزيراً للداخلية، فقد أحدث سقوط مدينة القدس في أيدي الصهاينة في الشارع الليبي هياجاً غير عادي، وغضباً عمَّ جميع المواطنين. فخرجت المدن الليبية وفي مقدمتها طرابلس وبنغازي وانطلقت المظاهرات لتعم شوارع المدن، فانفلت تنظيمها وخرجت عن طورها حتى اعتدت على المواطنين اليهود الليبيين. وشعر رجال الأمن والساسة بأنه لابدَّ لهم كمسؤولين من حماية المواطنين الليبيين اليهود، ولكنهم لم يستطيعوا استخدام الذخيرة الحية بموجب الدستور حتى لا تتكرر مأساة يناير 1964م. فتقدم مسئولو الشرطة وبقية أجهزة الأمن بقيادة سالم بن طالب (طرابلس) مفتاح بوشاح (برقة) ونوري خالد (فزان) للدكتور علي الساحلي، لكونه وزيراً للداخلية، أن يرخِّص لهم استعمال الذخيرة الحية لا سيما أن الأمور أفلتت أو تكاد من أيديهم، لتشتعل النار في ممتلكات اليهود ولتطال سفارتي أمريكا وبريطانيا أيضاً. وقد أخبرني الدكتور الساحلي أنه رفض استعمال الذخيرة الحية وقرر ألاَّ يسفك دم أبنائنا لأي سبب من الأسباب. وأصرّ على موقفه حتى انتهى به الأمر بقرار إعلان استقالته وترك موضوع التعامل مع أولئك المسؤولين لرئيس الوزراء آنذاك - السيَّد حسين مازق - الذي كان موجوداً وقتها بمدينة البيضاء. ولكن رئيس الوزراء - كما اخبرني شخصياً - لم يحبب ان يؤذى أولادنا، فأخبر رجالات الأمن بأن وزير الداخلية هو المخول بذلك. وعندما قيل له ان الدكتور علي الساحلي استقال، قال لهم بأنهم ينتظروه حتى يعين وزيراً جديداً، ولكن الأمر تفاقم حتى صعب عليه التحكم في دفة الأزمة من ضمن الأزمات العديدة التي عصفت بحكومته، فانهارت حكومة حسين مازق، وخرج الإثنان نتيجة ذلك من عالم السياسة إلى الأبد.
وبعد خروجه من دهاليز السياسة انتقل إلى المحاماة والاستشارات القانونية ومن بينها الترجمة ومتابعة اهتمامه بمسيرة الأدب الشعبي التي ابتدأها منذ أيام الصبا، عندما كان مرافقاً لمحمد بورحيل. ومن ثم تابعها ليكتب رسالة الدكتوراة فيها سنة 1966م. بعنوان 'شعر المقاومة في ليبيا'. لقد اهتم بجمع ودراسة الأدب الشعبي في ليبيا من خلال وجوده في لجنة جمع التراث الشعبي التي شكلتها جامعة قاريونس ببنغازي والتي أصدرت أعمالها في مجلدين ضمت عدداً من نفائس القصائد الشعبية لفحول الشعراء من مناطق مختلفة في ليبيا كما أشرنا. وقد أخبرني بأنه كان بصدد مشروع تسجيل تلك القصائد على أشرطة بصوت الشاعر علي الساعدي الفاخري، حتى تتمكن الأجيال القادمة من تذوق هذا الأدب الرفيع نطقاً وفهماً وترصيعاً. وبهذا العمل الجليل استطاعت هذه اللجنة حفظ شئ من ذاكرتنا الشعبية ونقل معاناة أجدادنا علي أيدي الطليان، لتفتح آفاقاً جديدة للباحثين والمهتمين ودارسي التاريخ والتراث الوطني.
الدكتور الساحلي وتشرتشل: يقول الدكتور علي الساحلي أنه من المفارقات المتنوعة التي مرَّت به (في حياته السياسية)، أنه كُلف بمرافقة ونستون تشرتشل، رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، في زيارته لإقليم برقة ومنطقة الصحراء الغربية بمصر. فقد وصل تشرتشل على ظهر اليخت كرستينا لمالكها اليوناني اوناسيس مدينة طبرق سنة 1961م. واستقبله الملك إدريس آنذاك استقبالاً رسمياً وألبسه نيشان دولة، وبعدها استأذن تشرتشل الملك في اصطحابي،حيث كنت وقتها رئيساً للديوان الملكي، فرافقته كدليله ومترجمه الشخصي. فزار تشرتشل سيدي رزق وطبرق والضبعة والعلَمَين والفوكه، وتجول في نجوع البادية وأكل من أكلهم، علماً بان تشرتشل قد بلغ من العمر مبلغاً بعد تقاعده بسنين، ولكنه بالرغم من ذلك فقد كان مليئاً بالحيوية والهمة في استكشاف مسرح حرب العالمية الثانية في الصحراء الليبية التي قادها من لندن. فكان يتوقف وينصب قماشة الرسم ليدون بريشته العديد من المناظر الخلابة. ... هذا وفي زيارتي الأخيرة للدكتور الساحلي أطلعني على كتاب لتشرتشل كان يقرأه ليتذكر به تلك الأيام.
إسهاماته الثقافية والإبداعية:
انتصار هانيبال في كاني: عمل استراتيجي باهر حسده عليه نابليون - ترجمة عن الإيطالية - نشرتها مجلة الثقافة العربية.
احمد رفيق المهدوي والأدب الشعبي - ورقة قدمت في المهرجان الذي أقيم لتخليد الذكرى العاشرة لوفاة احمد رفيق المهدوي.
دليل مهرجان عمر المختار - وهو عبارة عن كتاب يحمل عدد لا بأس به من الصور والوثائق التي جمعت من ليبيا والأرشيف الإيطالي الذي ساهم الدكتور علي الساحلي بشكل فعال في استرجاع الآلاف منها وترجمة العديد من الوثائق الهامة عن حقبة الجهاد - نشرته جامعة قاريونس سنة 1979م - عمل لا يستغني عنه باحث في تاريخ جهاد الأجداد.
ترك من المؤلفات التي ساهم وأشرف عليها مجلدين بعنوان 'ديوان الشعر الشعبي' إصدارات جامعة قاريونس. الأول سنة 1977م. والثاني كان بمشاركة الأستاذ سالم حسين الكبتي سنة 1993م.
آخر محاضرة له كانت بعنوان 'أدبنا الشعبي: أصالته وبلاغته' في الرابع من شهر رمضان عام 2002م.
ترجمة لنصوص متنوعة بلغات عديدة منها الألمانية والإنجليزية والإيطالية.
له مخطوطتان، على الأقل فيما نعلم، وهما دراستان: الأولى بعنوان 'شعرنا الشعبي أصالته وبلاغته'، والثانية بعنوان 'دراسات في الأدب الشعبي.
الأوسـمة:
لعل الدكتور علي الساحلي من أكثر رجالات ليبيا الذين نالوا نصيبهم من الأوسمة والأنواط السياسية، فقد نال كل من:
نيشان الاستقلال - ليبيا
نيشان الاستقلال - تونس
نيشان العرش - المغرب
نيشان الملك جورج - اليونان
نيشان النجم الساطع - الصين
نيشان فارس الصليب الأعظم - إيطاليا
كما كان له الدور الأبرز في الاعتراف بجهاد البطل التشادي قجة عبد الله مما ترتب عليه تكريمه وتخصيص نيشان الاستقلال له وراتباً شهرياً.
لقد أنتقل الدكتور علي الساحلي، رحمه الله تعالى، إلى الرفيق الأعلى عن عمر ناهز الثمانين عاماً، يوم الجمعة الموافق 21 مايو 2004م في أحد مستشفيات مدينة عمان بالمملكة الأردنية. وفي يوم الإثنين الموافق 24 مايو 2004م شيعته بنغازي ليُدفن في ثرى هذه المدينة التي احبها بحب ليبيا. وترك خلفه هذه السيرة العطرة الزاخرة، وكثير من المحبين والمريدين. كما أعقب عدداً من البنين والبنات، في مقدمتهم المهندس خالد والقبطان طارق والأستاذ سليمان، الذي ورث أباه في حبه للشعر والشعراء.- نشر في جريدة القدس العربي - لندن - الاثنين, 7 يونيو, 2004 صـ 17.
علماً بان جريدة العرب نشرت هذه المقالة على موقعها ولكن سرعان ما سحبتها اليوم الثاني (الجمعة, 4 يونيو, 2004) من الجريدة والموقع تحت ضغط الرقيب بطرابلس، وبالتالي لم تخرج على الورق ولكن خرجت على الموقع ومن ثم سحبت ...
عدل سابقا من قبل dude333 في 2012-03-10, 7:55 pm عدل 1 مرات (السبب : تعديل العنوان)
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: شخصيات ليبية 1 " الدكتور علي الساحلي "
مشكوووووووووووووووووووورة اختي علي المعلومات الرائعه
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 44
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: شخصيات ليبية 1 " الدكتور علي الساحلي "
هو والد وزير التعليم الاستاذ سليمان الساحلي ..
سيرة عطرة في تاريخ ليبيا الله يرحمه خلف من بعده عائلة حق له أن يفتخر بها و حق لهم أن يعتزوا به و يزدادوا فخرا..
سيرة عطرة في تاريخ ليبيا الله يرحمه خلف من بعده عائلة حق له أن يفتخر بها و حق لهم أن يعتزوا به و يزدادوا فخرا..
pure heart- فريق
-
عدد المشاركات : 3085
قوة التقييم : 17
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
رد: شخصيات ليبية 1 " الدكتور علي الساحلي "
هذا الشبل من ذاك الأسد
فرح البلاد- مشير
-
عدد المشاركات : 5652
العمر : 51
رقم العضوية : 9798
قوة التقييم : 62
تاريخ التسجيل : 24/01/2012
رد: شخصيات ليبية 1 " الدكتور علي الساحلي "
شكــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــرآ وبـــــــــــــارك الله فيــــــــــك
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
مواضيع مماثلة
» شخصيات ليبية تدين الاعتداء على تونس
» خطاب مفتوح من الدكتور شكري غانم الى الدكتور علي الترهوني
» عاااااااااااجل ....النيجر تعلن وصول شخصيات ليبية غير قيادية
» جلسة مباحثات ليبية تونسية برأسه الدكتور " عبد الرحيم الكيب "
» وسائل إعلام ليبية تكشف عن مخطط قطري لاغتيال شخصيات سياسية
» خطاب مفتوح من الدكتور شكري غانم الى الدكتور علي الترهوني
» عاااااااااااجل ....النيجر تعلن وصول شخصيات ليبية غير قيادية
» جلسة مباحثات ليبية تونسية برأسه الدكتور " عبد الرحيم الكيب "
» وسائل إعلام ليبية تكشف عن مخطط قطري لاغتيال شخصيات سياسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR