ليبيـــــــــــــــــــــــا ازمه انتماء..

يقول غاندي " قليلون حول الوطن وكثيرون حول السلطة" لعلها اكثر ما ينطبق على الراهن الليبي وتشخيص الأزمة الليبية. ويتساءل الكثيرون.. لماذا لا نشبه مصر وتونس رفاق "ربيعنا" ولماذا ليبيا هي المهددة بالتشردم والانقسام والفوضى بل ومهددة بالاختفاء من الخارطة؟

هي أزمة إنتماء لهذا البلد "ليبيا" والتي لا تعني شيئاً بالنسبة للكثيرين ممن يقطنونها، عدا كونها بحيرة نفط... ومصدر للثراء لا أكثر ولا أقل. لم تحضى ليبيا بميزة أن تكون "وطناً لشعب" ... بل غنيمة وخزانات بترول.

أمامنا شماعة الـ 42 عاماً من حكم القذافي فلنقل بأنه السبب وأنه هو من إنتزع هويتنا وانتمائنا لليبيا.

ربما .. قد تحتمل تلك الشماعة بعضاً من الوزر. ولعل أهمها إلغاء اسم "ليبيا" واستبدالها بـ "جماهيريته" وتحول وصف المجتمع الليبي الى "المجتمع الجماهيري" في ظل توجه منظم وممنهج نحو خلق القطيعة مع هذا الوطن "ليبيا" وتشويه الهوية الليبية وضياعها مابين الجماهيرية وادعاءات العروبة والأفــرَقة وهكذا تمرغت الهوية الليبية في وحل التقلبات السياسية للقذافي. وتم اجتثات ما تبقى من جدور الانتماء من مجتمع بأسره. لقد انتزع اسم ليبيا من وسائل الاعلام وحتى من لوحات السيارات. وأختزلت اسمها بجماهيريته.

لذلك ... يبدوا أننا كنا مهيأون جداً

بعد 17 فبراير ورغم عودة اللفظ "ليبيا" إلى النشيد الرسمي، إلا أن عودة الانتماء والهوية الليبية وإن لاحت في الأفق في بدايات حراك فبراير واستبشر كثيرون بعودة "ليبيا" إلا أن "ليبيا" مرة أخرى سرعان ما جرفها بعيداً طوفان المناطقية والهويات الفرعية ...

الاعلام العربي والمحلي لم يدخر جهداً في إثارة النزعة العنصرية والقبلية استمرارا لطمس الهوية الليبية ومحاولة خلق الهويات الفرعية المناطقية ويشكل هستيري غير مسبوق. فلا يلمع اليوم على الساحة إلا الهويات الفرعية تأهباً للتطاحن فيما بينها ..

تحولت هذي الأرض إلى مسرح لاستعراض الفحولة والتفاخر فيما بيننا بشكل مُخجٍل وبديء ..
فابتلعت القرى وطنها .. وغابت ليبيا ليتقدم تنين العنصرية ... بئس ما نفعل بوطننا ..