إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مِنْ مَفاسِد البِدَع
+5
ولد الجبل
جمال المروج
أحمدعياد الغيثي
homeland
salahabdulmalek
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مِنْ مَفاسِد البِدَع
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:
أيّ إنسان يُحدِثُ بدعةً؛ فإنَّنا نقول له: إنَّك واقعٌ في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيما حذَّر عنه في قوله عليه الصلاة والسلام: ((إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)) [1]. وهذه مفسدة عظيمة.
ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها نوعٌ من الشَّركِ؛ كما قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [2]
ولا يخفى أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر؛ كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [3].
وظاهر الآية الكريمة: أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر ولو كان أصغرًا.
ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَ فيها صدٌّ عن سبيل الله؛ لأنَّ الإنسانَ يشتغلُ بها عن العبادة الثابتة حقًّا، فما ابتَدَع قومٌ بدعة إلا أضاعوا من السُّنـَّةِ ما هو مثلها، أو أعظم منها.
ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تستلزمُ القدحَ في الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وأنَّه لم يُبلِّغ ما أرسل به، أو كان جاهلاً به.
ووجهُ ذلك: أنَّنا إذا بحثنا في القرآن والسنة لم نجد هذه البدعة؛ فإما أنْ يكون الرَّسول عليه الصلاة والسلام غيرُ عالمٍ بها، وهذا قدحٌ فيه عليه الصلاة والسلام.
وإمَّا أن يكون عالمًا؛ لكن لم يُبلِّغها للنَّاس! وهذا قدحٌ فيه أيضًا، في أنَّه لم يُبلِّغ مَا أُرسِلَ إليه.
ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تنافي قولَ الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [4]؛ لأنَّ مقتضى المبتدع: أنَّ الدين لم يَكْمُل؛ لأنَّنا لا نجد هذه البدعة في دين الله، وإذا كانت من دين الله على زعم هذا المبتدع، وهي لم توجد فيه فإن الدين على زعمه لم يَكْمُل، وهذه مصادمة عظيمة، لقول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[5] .
ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّ مُبتدِعها نَزَّل نفسه منزلة الرَّسول؛ لأنَّه لا أحد يُشرِّع للخلقِ ما يُقرِّب إلى الله -تعالى- إلا مَن أرسله الله -عزَّ وجلَّ-، ولا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فهذا الذي ابتدع كأنَّه بلسان الحال يقول: إنَّه يُشَرِّع للنَّاس ما يُقرِّب إلى الله، وهذه تعني أنَّه مشاركٌ للرسول صلى الله عليه وسلم في الرِّسالة.
ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها قولٌ على الله بلا علم، وهذا محرمٌ بإجماعِ المسلمين، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [6].
ولها مفاسد أخرى لو تأملها الإنسان لوجدها تزيد على هذا بكثير؛ لكنَّا نقتصر على ذلك.
لقاء الباب المفتوح (131/5).
----------------------------------
[1] رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني.
[2] [الشورى:21].
[3] [النساء:48].
[4] [المائدة:3].
[5] [المائدة:3] .
[6] [الأعراف: 33].
salahabdulmalek- لواء
-
عدد المشاركات : 1551
العمر : 54
رقم العضوية : 6849
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
بارك الله فيك استاذ salahabdulamlek
وجزاك كل خير على هذا الموضوع القيم ....
وجزاك كل خير على هذا الموضوع القيم ....
homeland- مشير
-
عدد المشاركات : 6396
العمر : 46
رقم العضوية : 6733
قوة التقييم : 37
تاريخ التسجيل : 22/09/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
وفيك بارك أختى الفاضلة homeland أشكرك لمرورك ولردك الطيب وففقك الله لمايحب ويرضى وسدد على الخير خطاك ونفعنا وإياك بما نفول ونسمع من الحق.
salahabdulmalek- لواء
-
عدد المشاركات : 1551
العمر : 54
رقم العضوية : 6849
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
بارك الله فيك أخي صلاح على هذا الموضوع القيّم وجعلكَ الله من حماةِ هذا الدّين.
وأستأذِنُكَ أنْ أُضيفَ بعْضآ من كلامِ أهلِ العلمِ فيما يتعلقُ بالبِدعِ:
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:"الأسبابُ التي أدت إلى ظُهورِ البدعِ فيّ الدّين تتلخصُ فيّ الأمورِ الأتية:
الأول:الجهلُ بأحكامِ الدِّين.
الثاني:إتباعُ الهَوى.
الثالث:التَّعصُبُ للآراءِ وَالأشخاصِ.
الرابع:التّشبُّهُ بالكُفارِ.
وأستأذِنُكَ أنْ أُضيفَ بعْضآ من كلامِ أهلِ العلمِ فيما يتعلقُ بالبِدعِ:
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:"الأسبابُ التي أدت إلى ظُهورِ البدعِ فيّ الدّين تتلخصُ فيّ الأمورِ الأتية:
الأول:الجهلُ بأحكامِ الدِّين.
الثاني:إتباعُ الهَوى.
الثالث:التَّعصُبُ للآراءِ وَالأشخاصِ.
الرابع:التّشبُّهُ بالكُفارِ.
أحمدعياد الغيثي- ملازم ثان
-
عدد المشاركات : 177
العمر : 42
رقم العضوية : 8715
قوة التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 07/12/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
قال صلى الله عليه وسلم :
{ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد} صحيح ...
أي معناه لايقبل هذا العمل ......ومردود على صاحبه لا يقبل عند الله ...
أشكرك أخى صلاح ....طرح جميل نحتاجه هذه الأيام ....
{ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد} صحيح ...
أي معناه لايقبل هذا العمل ......ومردود على صاحبه لا يقبل عند الله ...
أشكرك أخى صلاح ....طرح جميل نحتاجه هذه الأيام ....
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
جمال المروج- مراقب
-
عدد المشاركات : 18736
رقم العضوية : 7459
قوة التقييم : 164
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
أخى الفاضل أحمد بارك الله فيك على الإضافة القيمة التى أضفتها ونسأل الله أن يزيدك علماً فوق علمك وأن يسدد على الخير خطاك وجعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
salahabdulmalek- لواء
-
عدد المشاركات : 1551
العمر : 54
رقم العضوية : 6849
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
موضوع جميل وطرح موفق إن شاء الله ..... ولكن الخلاف في معنى البدعه .. فهل تعني كل عمل حدث في الدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أم ما يخص العقيدة فقط .... فمثلا صلاة التراويح جماعة لم تحدث في عهد الرسول ولم يقل احد انها بدعه وكذلك كتابة المصحف وتنقيطه وتشكيله لم تكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، الهدي في الحج كثير من الحجاج لم يذبحوا هديهم وإنما يدفع ثمنه نقدا ولم يقل أحد انها بدعه .....
هذه الأمثله وغيرها كثير تحتاج إلى توضيح إن امكن ولكم الشكر
ونرجوا اعتبار هذا الرد من باب الاستفسار والتوضيح وليس من باب النقاش والجدال .......... ولكم الشكر والتقدير وبارك الله فيكم ... والسلام
هذه الأمثله وغيرها كثير تحتاج إلى توضيح إن امكن ولكم الشكر
ونرجوا اعتبار هذا الرد من باب الاستفسار والتوضيح وليس من باب النقاش والجدال .......... ولكم الشكر والتقدير وبارك الله فيكم ... والسلام
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
أخى جمال المروج بارك الله فيك على هذه الردود الطيبة المعطرة بكلام الله ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ونحن فعلاً بحاجة إلى الطرح الدائم لمثل هذه المواضيع وخصوصاً فى هذا الوقت الذى قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ, يُصْبِحُ اَلرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا, وَيُمْسِي مُؤْمِنًا, وَيُصْبِحُ كَافِرًا. اَلْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ اَلْقَائِمِ, وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ اَلسَّاعِي. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اَللَّه؟ قَالَ: كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُم » أبو داود : الفتن والملاحم (4262) , وابن ماجه : الفتن (3961).
salahabdulmalek- لواء
-
عدد المشاركات : 1551
العمر : 54
رقم العضوية : 6849
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
أخى الفاضل ولد الجبل أشكرك لتواجدك الطيب وردودك الهادفه وأقول لك أنا طالب علم وباحث ولستُ فقيهاً ولكن هناك أقوال لأهل العلم تجيبك على ما تفضلت به سأنقلها لك كما هى :
تعريف البدعة وبيان أنواعها وأحكامها
تعريفها
البدعة في اللغة : مأخوذة من البدع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق . ومنه قوله تعالى : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي : مخترعها على غير مثال سابق . وقوله تعالى : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ )أي : ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد ، بل تقدمني كثير من الرسل ، ويقال : ابتدع فلان بدعة ، يعني : ابتدأ طريقة لم يسبق إليها .
والابتداع على قسمين :
ابتداع في العادات: كابتداع المخترعات الحديثة ، وهذا مباح ؛ لأن الأصل في العادات الإباحة ,
وابتداع في الدين: وهذا محرم ؛ لأن الأصل فيه التوقيف قال صلى الله عليه وسلم :(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) البخاري ( 3 / 167 ) ، ومسلم ، الحديث برقم ( 1718 ) .
أنواع البدع:
البدعة في الدين نوعان :
النوع الأول : بدعة قولية اعتقادية ، كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم .
النوع الثاني : بدعة في العبادات ، كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها وهي أنواع :
النوع الأول : ما يكون في أصل العبادة - بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة ، أو صيامًا غير مشروع أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها .
النوع الثاني : ما يكون في الزيادة على العبادة المشروعة ، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا .
النوع الثالث : ما يكون في صفة أداء العبادة بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة ، وكالتمديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
النوع الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .
حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها
كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) [ رواه أبو داود ، الحديث برقم ( 4607 ) ، والترمذي ، الحديث برقم ( 2676 ) . ] وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، وفي رواية : ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، فدل الحديث على أن كل محدث في الدين فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة . ومعنى ذلك : أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة ، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة :
فمنها : ما هو كفر صراح ؛ كالطواف بالقبور تقربًا إلى أصحابها ، وتقديم الذبائح والنذور لها ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم . وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة .
ومنها : ما هو من وسائل الشرك ؛ كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها .
ومنها : ما هو فسق اعتقادي ؛ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية . ومنها : ما هو معصية ؛ كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع .
تنبيه :
من قسم البدعة إلى : بدعة حسنة ، وبدعة سيئة -فهو غالط ومخطئ ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة ) ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم على البدع كلها بأنها ضلالة . وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ، بل هناك بدعة حسنة ، قال الحافظ ابن رجب فقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة ) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء . وهو أصل عظيم من أصول الدين . وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه . وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة . انتهى .
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هي ) وقالوا أيضًا : إنها أحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .
والجواب عن ذلك : أن هذه الأمور لها أصل في الشرع ، فليست محدثة . وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه إذا قيل : إنه بدعه فهو بدعة لغة لا شرعًا ؛ لأن البدعة شرعًا ، ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه ، وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن . لكن كان مكتوبًا متفرقًا فجمعه الصحابة رضي الله عنهم في مصحف واحد ؛ حفظًا له .
والتراويح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعًا متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلف إمام واحد ، كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين .
وكتابة الحديث أيضًا لها أصل في الشرع فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك ، وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده صلى الله عليه وسلم خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم انتفى هذا المحذور ؛ لأن القرآن قد تكامل وضبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم ؛ فدون المسلمون السنة بعد ذلك حفظًا لها من الضياع . فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا ؛ حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم من الضياع وعبث العابثين .
بعض الشبهات والرد عليها:
جوّز كثير من أهل البدع إدخال أشياء في دين الله لم ترد في الكتاب ولا السنة، واحتجوا لذلك بأشياء:
1- قول عمر رضي الله عنه: "نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ"(1) قالوا البدع تنقسم إلى قسمين بدعة حسنة وبدعة سيئة لقول عمر رضي الله عنه.
الرد:
قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"(2)، وهذا نص عام يشمل كل بدعة في الدين، وأما قول عمر رضي الله عنه "نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ" "كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ" ومن المحال أن يختلف عمر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إن البدعة نعمة، إلا أنه كان يقصد المعنى اللغوي وهذا ظاهر.
ودليل ذلك: أن هذا الذي فعله عمر رضي الله عنه من جمعه للناس على أبي بن كعب رضي الله عنه ليصلوا التراويح في جماعة مشروع، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة، من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: "قال أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم ولكني خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا.." (2).
وبالتالي فالذي فعله عمر رضي الله عنه فعله النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وتركه لعلة زالت بموته صلى الله عليه وسلم فلا دليل في ذلك على أن من البدع ما هو حسن، بل كما قال صلى الله عليه وسلم "كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"(3).
2- احتجوا بجمع الصحابة للقرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم قالوا: وهذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.
الرد:
أولاً: لا بدَّ أن نفرق بين الاستصلاح وهو ما يسمى بالمصالح المرسلة وبين البدعة.
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله(5):
معنى الاستصلاح: أن لا يشهد الشرع لاعتبار تلك المصلحة بدليل خاص، ولا لإلغائها بدليل خاص، وهذا بعينه هو الاستصلاح، ويسمى المرسل، والمصلحة المرسلة، والمصالح المرسلة، وسمي مصلحة لاشتماله على المصلحة، وسميت مرسلة لعدم التنصيص على اعتبارها ولا على إلغائها... ثم ذكر أنواع المصالح.
قال: واعلم أن المصالح من حيث هي ثلاثة أقسام:
الأول: مصلحة درء المفاسد، وهي المعروفة بالضروريات، وهي ستة؛ لأن درء المفسدة إما عن الدين أو النفس أو العقل أو النسب أو المال أو العِرض.
الثاني: مصلحة جلب المصالح.
الثالث: التحسينات: وتسمى التتميمات وهي الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العبادات... انتهى.
* إذا ما تأملنا ما قاله الشيخ، نجد أن جمع القرآن فيه النوع الأول والثاني من المصالح، ففي جمعه دفع المفاسد عن الدين وجلب المصالح.
أما جلب المصالح: فيتمثل في حفظ القرآن من الضياع؛ لأنه لو ظل في صدور الصحابة وعلى عُسُب النخل ورقاع الجلود والحجارة كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لضاع القرآن بموت الصحابة الكرام، وتفرق المصادر التي كانت وسيلة لحفظه حينئذ، فهل توجد مصلحة في الدين أعظم من حفظ كتاب الله...؟؟؟
أما درء المفاسد: فمن المعلوم أن القرآن نزل على سبعة أحرف(6)، ومع انتشار الإسلام واتساع الفتوحات الإسلامية، اختلف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد لئلا يختلف الناس(7)، فدفع بذلك أعظم المفاسد وهي فتنة الاختلاف بين المسلمين وتنازعهم في كتاب الله.
* ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى قاعدة أصولية هامة وهي: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"(8)، وحفظ القرآن فرضٌ واجبٌ، بل هو أعظم الفروض على الإطلاق.
مثال آخر: تسوية الصفوف في صلاة الجماعة واجب(9)، ومع كثرة أعداد المصلين لا يمكن تحقيق ذلك إلا بوضع علامة على الأرض، كرسم خط مثلاً(10)، فهل هذا من البدع؟ لا، بل إذا كانت تسوية الصفوف لا تتم إلا بوضع علامة أو خط أصبح ذلك واجباً عملاً بالقاعدة الأصولية التي ذكرناها آنفاً.
ثانياً: الصحابة أفضل البشر بعد الأنبياء وقد أثنى الله عليهم في كتابه في مواضع كثيرة(11)، وأمرنا سبحانه وتعالى باتباع سبيلهم وحثنا نبينا صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنتهم والعض عليها، فلا يجوز لأحد أن ينزل نفسه منزلة الصحابة مهما كانت مكانته، لأنهم خير الناس وخير القرون رضي الله عنهم أجمعين.
قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} فهو محمول على المعنى اللغوي للبدعة لا المعنى الشرعي لها الذي هو: طريقة مخترعة في الدين بقصد التقرب إلى الله عز وجل.
. قال شيخ الإسلام رحمه الله(12) في معرض كلامه عن أهل البدع قال:
{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}
قال العلماء: من لم يكن متبعاً سبيلهم كان متبعاً غير سبيلهم، فاستدلوا بذلك على أن اتباع سبيلهم واجب فليس لأحد أن يخرج عما أجمعوا عليه.
قال العلامة العثيمين رحمه الله(13):
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه، وقد ظهرت نتائج هذا الجمع، حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة واتفاق الكلمة وحلول الألفة.. إلى أن قال: هذه الجمعة الثالثة التي أجمع المسلمون عليها وبقيت إلى يومنا هذا والحمد لله محفوظة بحفظ الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جزء من حديث أخرجه البخاري (2010) ومسلم (761).
(2) صحيح سنن الترمذي (4607) من حديث العرباض بن سارية. وقد تقدم.
(3) أخرجه البخاري (1012)).
(4) صحيح تقدم تخريجه.
(5) مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر للعلامة ابن قدامة (ص: 166، 167) باختصار.
(6) عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرف، فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف" أخرجه البخاري (4991)، ومسلم (819).
(7) انظر صحيح البخاري حديث (4987). ، باب: فضائل القرآن.
(8) القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة للسعدي (ص: 36)، ونظم الورقات لشرف الدين العمريطي (ص: 20).
(9) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" أخرجه البخاري (723)، ومسلم (433).
(10) هذا المثال ذكره الشيخ العثيمين في شرح مقدمة أصول التفسير لابن تيمية (ص: 80).
(11) سيأتي ذكر فضائل الصحابة.
(12) الفتاوى (7/172).
(13) مقدمة التفسير لابن تيمية (ص: 79) بشرح العثيمين رحمه الله.
ولك كل الشكر والتقدير.
تعريف البدعة وبيان أنواعها وأحكامها
تعريفها
البدعة في اللغة : مأخوذة من البدع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق . ومنه قوله تعالى : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي : مخترعها على غير مثال سابق . وقوله تعالى : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ )أي : ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد ، بل تقدمني كثير من الرسل ، ويقال : ابتدع فلان بدعة ، يعني : ابتدأ طريقة لم يسبق إليها .
والابتداع على قسمين :
ابتداع في العادات: كابتداع المخترعات الحديثة ، وهذا مباح ؛ لأن الأصل في العادات الإباحة ,
وابتداع في الدين: وهذا محرم ؛ لأن الأصل فيه التوقيف قال صلى الله عليه وسلم :(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) البخاري ( 3 / 167 ) ، ومسلم ، الحديث برقم ( 1718 ) .
أنواع البدع:
البدعة في الدين نوعان :
النوع الأول : بدعة قولية اعتقادية ، كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم .
النوع الثاني : بدعة في العبادات ، كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها وهي أنواع :
النوع الأول : ما يكون في أصل العبادة - بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة ، أو صيامًا غير مشروع أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها .
النوع الثاني : ما يكون في الزيادة على العبادة المشروعة ، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا .
النوع الثالث : ما يكون في صفة أداء العبادة بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة ، وكالتمديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
النوع الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .
حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها
كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) [ رواه أبو داود ، الحديث برقم ( 4607 ) ، والترمذي ، الحديث برقم ( 2676 ) . ] وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، وفي رواية : ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، فدل الحديث على أن كل محدث في الدين فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة . ومعنى ذلك : أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة ، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة :
فمنها : ما هو كفر صراح ؛ كالطواف بالقبور تقربًا إلى أصحابها ، وتقديم الذبائح والنذور لها ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم . وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة .
ومنها : ما هو من وسائل الشرك ؛ كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها .
ومنها : ما هو فسق اعتقادي ؛ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية . ومنها : ما هو معصية ؛ كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع .
تنبيه :
من قسم البدعة إلى : بدعة حسنة ، وبدعة سيئة -فهو غالط ومخطئ ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة ) ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم على البدع كلها بأنها ضلالة . وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ، بل هناك بدعة حسنة ، قال الحافظ ابن رجب فقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة ) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء . وهو أصل عظيم من أصول الدين . وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه . وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة . انتهى .
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هي ) وقالوا أيضًا : إنها أحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .
والجواب عن ذلك : أن هذه الأمور لها أصل في الشرع ، فليست محدثة . وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه إذا قيل : إنه بدعه فهو بدعة لغة لا شرعًا ؛ لأن البدعة شرعًا ، ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه ، وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن . لكن كان مكتوبًا متفرقًا فجمعه الصحابة رضي الله عنهم في مصحف واحد ؛ حفظًا له .
والتراويح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعًا متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلف إمام واحد ، كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين .
وكتابة الحديث أيضًا لها أصل في الشرع فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك ، وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده صلى الله عليه وسلم خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم انتفى هذا المحذور ؛ لأن القرآن قد تكامل وضبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم ؛ فدون المسلمون السنة بعد ذلك حفظًا لها من الضياع . فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا ؛ حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم من الضياع وعبث العابثين .
بعض الشبهات والرد عليها:
جوّز كثير من أهل البدع إدخال أشياء في دين الله لم ترد في الكتاب ولا السنة، واحتجوا لذلك بأشياء:
1- قول عمر رضي الله عنه: "نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ"(1) قالوا البدع تنقسم إلى قسمين بدعة حسنة وبدعة سيئة لقول عمر رضي الله عنه.
الرد:
قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"(2)، وهذا نص عام يشمل كل بدعة في الدين، وأما قول عمر رضي الله عنه "نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ" "كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ" ومن المحال أن يختلف عمر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إن البدعة نعمة، إلا أنه كان يقصد المعنى اللغوي وهذا ظاهر.
ودليل ذلك: أن هذا الذي فعله عمر رضي الله عنه من جمعه للناس على أبي بن كعب رضي الله عنه ليصلوا التراويح في جماعة مشروع، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة، من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: "قال أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم ولكني خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا.." (2).
وبالتالي فالذي فعله عمر رضي الله عنه فعله النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وتركه لعلة زالت بموته صلى الله عليه وسلم فلا دليل في ذلك على أن من البدع ما هو حسن، بل كما قال صلى الله عليه وسلم "كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"(3).
2- احتجوا بجمع الصحابة للقرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم قالوا: وهذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.
الرد:
أولاً: لا بدَّ أن نفرق بين الاستصلاح وهو ما يسمى بالمصالح المرسلة وبين البدعة.
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله(5):
معنى الاستصلاح: أن لا يشهد الشرع لاعتبار تلك المصلحة بدليل خاص، ولا لإلغائها بدليل خاص، وهذا بعينه هو الاستصلاح، ويسمى المرسل، والمصلحة المرسلة، والمصالح المرسلة، وسمي مصلحة لاشتماله على المصلحة، وسميت مرسلة لعدم التنصيص على اعتبارها ولا على إلغائها... ثم ذكر أنواع المصالح.
قال: واعلم أن المصالح من حيث هي ثلاثة أقسام:
الأول: مصلحة درء المفاسد، وهي المعروفة بالضروريات، وهي ستة؛ لأن درء المفسدة إما عن الدين أو النفس أو العقل أو النسب أو المال أو العِرض.
الثاني: مصلحة جلب المصالح.
الثالث: التحسينات: وتسمى التتميمات وهي الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العبادات... انتهى.
* إذا ما تأملنا ما قاله الشيخ، نجد أن جمع القرآن فيه النوع الأول والثاني من المصالح، ففي جمعه دفع المفاسد عن الدين وجلب المصالح.
أما جلب المصالح: فيتمثل في حفظ القرآن من الضياع؛ لأنه لو ظل في صدور الصحابة وعلى عُسُب النخل ورقاع الجلود والحجارة كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لضاع القرآن بموت الصحابة الكرام، وتفرق المصادر التي كانت وسيلة لحفظه حينئذ، فهل توجد مصلحة في الدين أعظم من حفظ كتاب الله...؟؟؟
أما درء المفاسد: فمن المعلوم أن القرآن نزل على سبعة أحرف(6)، ومع انتشار الإسلام واتساع الفتوحات الإسلامية، اختلف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد لئلا يختلف الناس(7)، فدفع بذلك أعظم المفاسد وهي فتنة الاختلاف بين المسلمين وتنازعهم في كتاب الله.
* ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى قاعدة أصولية هامة وهي: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"(8)، وحفظ القرآن فرضٌ واجبٌ، بل هو أعظم الفروض على الإطلاق.
مثال آخر: تسوية الصفوف في صلاة الجماعة واجب(9)، ومع كثرة أعداد المصلين لا يمكن تحقيق ذلك إلا بوضع علامة على الأرض، كرسم خط مثلاً(10)، فهل هذا من البدع؟ لا، بل إذا كانت تسوية الصفوف لا تتم إلا بوضع علامة أو خط أصبح ذلك واجباً عملاً بالقاعدة الأصولية التي ذكرناها آنفاً.
ثانياً: الصحابة أفضل البشر بعد الأنبياء وقد أثنى الله عليهم في كتابه في مواضع كثيرة(11)، وأمرنا سبحانه وتعالى باتباع سبيلهم وحثنا نبينا صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنتهم والعض عليها، فلا يجوز لأحد أن ينزل نفسه منزلة الصحابة مهما كانت مكانته، لأنهم خير الناس وخير القرون رضي الله عنهم أجمعين.
قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} فهو محمول على المعنى اللغوي للبدعة لا المعنى الشرعي لها الذي هو: طريقة مخترعة في الدين بقصد التقرب إلى الله عز وجل.
. قال شيخ الإسلام رحمه الله(12) في معرض كلامه عن أهل البدع قال:
{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}
قال العلماء: من لم يكن متبعاً سبيلهم كان متبعاً غير سبيلهم، فاستدلوا بذلك على أن اتباع سبيلهم واجب فليس لأحد أن يخرج عما أجمعوا عليه.
قال العلامة العثيمين رحمه الله(13):
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه، وقد ظهرت نتائج هذا الجمع، حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة واتفاق الكلمة وحلول الألفة.. إلى أن قال: هذه الجمعة الثالثة التي أجمع المسلمون عليها وبقيت إلى يومنا هذا والحمد لله محفوظة بحفظ الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جزء من حديث أخرجه البخاري (2010) ومسلم (761).
(2) صحيح سنن الترمذي (4607) من حديث العرباض بن سارية. وقد تقدم.
(3) أخرجه البخاري (1012)).
(4) صحيح تقدم تخريجه.
(5) مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر للعلامة ابن قدامة (ص: 166، 167) باختصار.
(6) عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرف، فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف" أخرجه البخاري (4991)، ومسلم (819).
(7) انظر صحيح البخاري حديث (4987). ، باب: فضائل القرآن.
(8) القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة للسعدي (ص: 36)، ونظم الورقات لشرف الدين العمريطي (ص: 20).
(9) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" أخرجه البخاري (723)، ومسلم (433).
(10) هذا المثال ذكره الشيخ العثيمين في شرح مقدمة أصول التفسير لابن تيمية (ص: 80).
(11) سيأتي ذكر فضائل الصحابة.
(12) الفتاوى (7/172).
(13) مقدمة التفسير لابن تيمية (ص: 79) بشرح العثيمين رحمه الله.
ولك كل الشكر والتقدير.
salahabdulmalek- لواء
-
عدد المشاركات : 1551
العمر : 54
رقم العضوية : 6849
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
ليلة العمر و الانشاد والبدعة .... افيدونا رحمكم الله
سؤال
الاوبريت الاخوانى ....... بدعة ام لا ..... افيدونا رحمكم الله علما بان الاسعار رمزية والاوبريت سيقام فى فى صالة افراح اسمها " يا غويثاة ".............. ليلة العمر ؟
وهل يجوز التبرع بريعة لاهلنا المجاهدين فى سوريا ؟
تنطلق مساء اليوم الاثنين أوبريت "لنبنيها " المهرجان الإنشادي الأول لجماعة الإخوان المسلمين بمشاركة أكثر من 15 منشد بقاعة ليلة العمر ببنغازي
يشار أن هذا المهرجان ينطلق للمرة الأولى بأصوات ليبية شابه،بأسعار رمزية لتذاكر الدخول سيتم التبرع بها لأهلنا في سوريا.
الاوبريت الاخوانى ....... بدعة ام لا ..... افيدونا رحمكم الله علما بان الاسعار رمزية والاوبريت سيقام فى فى صالة افراح اسمها " يا غويثاة ".............. ليلة العمر ؟
وهل يجوز التبرع بريعة لاهلنا المجاهدين فى سوريا ؟
تنطلق مساء اليوم الاثنين أوبريت "لنبنيها " المهرجان الإنشادي الأول لجماعة الإخوان المسلمين بمشاركة أكثر من 15 منشد بقاعة ليلة العمر ببنغازي
يشار أن هذا المهرجان ينطلق للمرة الأولى بأصوات ليبية شابه،بأسعار رمزية لتذاكر الدخول سيتم التبرع بها لأهلنا في سوريا.
عدل سابقا من قبل dude333 في 2012-03-20, 10:31 pm عدل 1 مرات (السبب : تصحيح كلمة)
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
لقد اطلعت على مانقلت أخى صلاح ... وأعجبنى توثيقك للمواضيع
بسند الحديث والعزو للمشايخ الأمر الذي يزيد من ثقة القارئ للموضوع
وهذا هو النقل الصحيح .....والعزو المفيد ....يتمم الفائدة......
وتعم المعلومة .....والتوثيق الجميل
فجزاك الله خير الجزاء ....
كما أثنى على تواضع أستاذنا الفاضل على طلبه للعلم والسؤال فبارك الله فيه
بسند الحديث والعزو للمشايخ الأمر الذي يزيد من ثقة القارئ للموضوع
وهذا هو النقل الصحيح .....والعزو المفيد ....يتمم الفائدة......
وتعم المعلومة .....والتوثيق الجميل
فجزاك الله خير الجزاء ....
كما أثنى على تواضع أستاذنا الفاضل على طلبه للعلم والسؤال فبارك الله فيه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
جمال المروج- مراقب
-
عدد المشاركات : 18736
رقم العضوية : 7459
قوة التقييم : 164
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
بارك الله فيك اخىى ولكن تقصد كل بدعة لها اصل فى الشرع هى ما يقصد سيدنا عمر كما فى صلاة التراويح على هدا الفهم انه مثلا صيام نصف شعبان هى ايضا لها اصل وهو الصيام ارجو التوضيح ان امكن وجزاكم الله خيرا
سميرة2- عميد
- عدد المشاركات : 1165
رقم العضوية : 7355
قوة التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
إخوتى الكرام بارك الله فيكم لمروركم الطيب
أخىdude333 بارك الله فيك وأنا لست مفتياً وإنما طالب علم والفتوى لها أهلها الذين يمكن الرجوع إليهم.
أختى سميرة2 ارجعى إلى الموضوع وأعيدى قراءته فالكلام واضح وركزى على هاتين الجملتين:
والتراويح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعًا متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلف إمام واحد ، كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين .وهذا أصلها الشرعى
: أما ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .
أخىdude333 بارك الله فيك وأنا لست مفتياً وإنما طالب علم والفتوى لها أهلها الذين يمكن الرجوع إليهم.
أختى سميرة2 ارجعى إلى الموضوع وأعيدى قراءته فالكلام واضح وركزى على هاتين الجملتين:
والتراويح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعًا متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلف إمام واحد ، كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين .وهذا أصلها الشرعى
: أما ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .
salahabdulmalek- لواء
-
عدد المشاركات : 1551
العمر : 54
رقم العضوية : 6849
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
أخي صلاح اشكرك جزيل الشكر وبارك الله فيك وفي علمك وأفادنا الله جميعا بما يرضيه عنا ونسأل الله أن يفقهنا في ديننا ويلهمنا الصواب فيما نعمل وما نقول..
وفي سؤالي ما أردت إعجازا أو مراء وجدالا وإنما الموضوع جميل ومفيد نقاشه بهدوء وخاصةاننا في ازمة فكر وإن كان بحثها مفيد للكبار والصغار علي حد سواء شريطة البعد عن المراء والجدال التعصبي الذي يضيع المصلحة المقصوده ....... مع العلم ان الموضوع فيه خلاف بين العلماء..
اجدد شكري وتقديري لشخصكم ولمن أدلى فيه بنفس القصد .... بارك الله في الجميع .................. ودمتم في صحة وسلام
وفي سؤالي ما أردت إعجازا أو مراء وجدالا وإنما الموضوع جميل ومفيد نقاشه بهدوء وخاصةاننا في ازمة فكر وإن كان بحثها مفيد للكبار والصغار علي حد سواء شريطة البعد عن المراء والجدال التعصبي الذي يضيع المصلحة المقصوده ....... مع العلم ان الموضوع فيه خلاف بين العلماء..
اجدد شكري وتقديري لشخصكم ولمن أدلى فيه بنفس القصد .... بارك الله في الجميع .................. ودمتم في صحة وسلام
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
أخى ولد الجبل بارك الله فيك وعندما طرحت الموضوع يعلم الله بنيتى وقصدى وهو درء الشبهات لا المراء وكلنا يعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث:ولد الجبل كتب:أخي صلاح اشكرك جزيل الشكر وبارك الله فيك وفي علمك وأفادنا الله جميعا بما يرضيه عنا ونسأل الله أن يفقهنا في ديننا ويلهمنا الصواب فيما نعمل وما نقول..
وفي سؤالي ما أردت إعجازا أو مراء وجدالا وإنما الموضوع جميل ومفيد نقاشه بهدوء وخاصةاننا في ازمة فكر وإن كان بحثها مفيد للكبار والصغار علي حد سواء شريطة البعد عن المراء والجدال التعصبي الذي يضيع المصلحة المقصوده ....... مع العلم ان الموضوع فيه خلاف بين العلماء..
اجدد شكري وتقديري لشخصكم ولمن أدلى فيه بنفس القصد .... بارك الله في الجميع .................. ودمتم في صحة وسلام
روى أبو داود عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه " رواه أبو داود، في كتاب: الأدب، باب:في حسن الخلق، رقم الحديث: (4800).
وكان هذا الموضوع من منطلق اتقاء الشبهات والإستبراء للدين كما ورد فى الحديث النبوى الشريف:
عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما قـال: سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم يقول: (إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب)
وفى شرح هذا الحديث:
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "الحلال بين والحرام بين" فمعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام:
- حلال بين واضح، كالخبز والفواكه والزيت والعسل والكلام والنظر والمشي....
- وحرام بين، وهو الخمر والخنزير والغيبة والنميمة...
- والمشتبهات، وهي أمور ليست بواضحة الحل ولا الحرمة، فلهذا لا يعرفها كثير من الناس ولا يعلمون حكمها.
أما العلماء، فيعرفون حكمها بنص أو قياس أو غير ذلك، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة، ولم يكن فيه نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي، فإذا ألحقه به صار منه، وقد يكون دليله غير خال من الاحتمال البين، فيكون الورع تركه، ويكون داخلاً في قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه".
أي: حصلت له البراءة لدينه من الذم الشرعي، وصان عرضه عن كلام الناس فيه.
وقوله: "إن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه" معناه أن الملوك من العرب وغيرهم يكون لكل منهم حمى يحميه عن الناس، ومن دخله أوقع به العقوبة، ولله تعالى حمى هو محارمه أي المعاصي التي حرمها، كالقتل والزنا والسرقة... ومن قارب شيئاً من ذلك يوشك أن يقع فيه، "إلا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
قال أهل اللغة: المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد، مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب، وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في إصلاح القلب وحمايته من الفساد.
واحتُج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس، وفيه خلاف مشهور، ومذهب أهل السنة وجماهير المتكلمين على أنه في القلب، وقال أبو حنيفة: إنه في الرأس.
وحكى ذلك عن الأطباء، ولك أن تنظر شرح الحديث المذكور في فتح الباري على صحيح البخاري، والنووي على صحيح مسلم وغيرهما.
والله أعلم.
salahabdulmalek- لواء
-
عدد المشاركات : 1551
العمر : 54
رقم العضوية : 6849
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
شكراً بارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
اخي صلاح اشكرك وأثمن جهدك .. واعلم أني لم اقصد بردي عليك إلا حسن النية ولم اتهمك .. ولست من أهل الجدال والمراء وإنما عجبني الموضوع فأردت أن اثري النقاش بسؤالي عن أهم نقطة يحتاج الجميع إلى فهمها وهي معنى البدعه فقط ...
وللعلم أني كنت مدرس وقضيت عمري بين موجه وناظر مدرسة ومناقشة تلميذ ذكى اتقبل النصح والتوجيه بصدر رحب وافيد واستفيد ...
فأعذرني إن كان في كلامي ما يزعجك فأنت أخ عزيز احترمك واقدرك ويعجبني جهدك في هذا المنتدى الذي جمعنا تحت مظلة ثقافية ممتعه ...
بارك الله فيك ..... وتقبل تحياتي وسلامي
وللعلم أني كنت مدرس وقضيت عمري بين موجه وناظر مدرسة ومناقشة تلميذ ذكى اتقبل النصح والتوجيه بصدر رحب وافيد واستفيد ...
فأعذرني إن كان في كلامي ما يزعجك فأنت أخ عزيز احترمك واقدرك ويعجبني جهدك في هذا المنتدى الذي جمعنا تحت مظلة ثقافية ممتعه ...
بارك الله فيك ..... وتقبل تحياتي وسلامي
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
أخي صلاح السلام عليكم ..لقد أسعدني كثيرآ الجهد الذي قمت به من إثراءك هذا الموضوع والشئ الأجمل هو نقلك عن علماءنا علماء أهل السّنة ولنبين أنّ هذا الدين هو منهجٌ وسطيِّ لاإفراط ولا تفريط.
أحمدعياد الغيثي- ملازم ثان
-
عدد المشاركات : 177
العمر : 42
رقم العضوية : 8715
قوة التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 07/12/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
السلام عليكم :
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
{ الدال على الخير كفاعله }
وماأراك أخي صلاح إلا دالا على الخير مرشداً ومذكراً بأقوال أهل والفضل
فلك مني الشكر والتقدير .... مع تمنياتي تواصلك بهذا القسم .......مركزاً علي التوحيد أولاً
لتكون في ميزان حسناتك ......
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
{ الدال على الخير كفاعله }
وماأراك أخي صلاح إلا دالا على الخير مرشداً ومذكراً بأقوال أهل والفضل
فلك مني الشكر والتقدير .... مع تمنياتي تواصلك بهذا القسم .......مركزاً علي التوحيد أولاً
لتكون في ميزان حسناتك ......
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
جمال المروج- مراقب
-
عدد المشاركات : 18736
رقم العضوية : 7459
قوة التقييم : 164
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
رد: مِنْ مَفاسِد البِدَع
بارك الله فيك وجزاك الله خير
فرج احميد- مستشار
-
عدد المشاركات : 17243
العمر : 62
رقم العضوية : 118
قوة التقييم : 348
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
مواضيع مماثلة
» بَاب مِنْ الدِّينِ الْفِرَارُ مِنْ الْفِتَنِ
» مِنْ إخْلاصِ سَلَفِنَا الصَّالح ..
» كيس على المبيض... هل مِنْ خطر؟
» بَاب إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنْ الْإِسْلَامِ
» تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
» مِنْ إخْلاصِ سَلَفِنَا الصَّالح ..
» كيس على المبيض... هل مِنْ خطر؟
» بَاب إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنْ الْإِسْلَامِ
» تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR