إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
فاتورة الربيع العربى والحقائق العشر
صفحة 1 من اصل 1
فاتورة الربيع العربى والحقائق العشر
مر عام كامل على الربيع العربي الأول , حمل ألينا هذا العام الكثير من المآسي والأحزان , وحمل إلينا أيضا بشائر الانطلاقة العربية في طريق الحرية وكرامة الإنسان.
ولا بد أن نقيّم السنة التي انصرمت , وكيف سارت الأمور , ونخرج من الأحلام ونبدأ في سرد الحقائق , ويجب أن تكون هذه الحقائق مجردة وليست أحلام وأماني.
أول حقيقة هي أن الشعب العربي كسر حاجز الخوف من السلطة , فقبل هذه الثورات كان المعارضون تحت رحمة أجهزة الأمن ولا مدافع عنهم , وحقوق الشعوب تؤكل ولا مطالب , حتى المطالبات بالإصلاح كانت على خوف أو استحياء , بل وكان الكثير ممن يطالبون بالإصلاح وليس بالتغيير عرضة للتشريد و للسجن والتعذيب والقتل . ولكن تغير ذلك الواقع وأصبح للشعب صوت مسموع وعصا غليظة يخافها الحكام .
الحقيقة الثانية , أننا شاهدنا أول انتخابات نزيهة في عالمنا , فقبلها كانت نتائج الانتخابات تطبخ في مطبخ الحكام , ويجري التزوير على قدم وساق , نجد الآن أن انتخابات الربيع العربي كلها , سواء في الدول التي ثارت أو التي لم تثر نزيهة وشفافة , وعكست الرغبة الشعبية كما هي .
الحقيقة الرابعة تمثلت في ظهور الأحزاب الإسلامية للعلن , بل وسيطرت على المشهد السياسي , ولا أعلم هل هذا بسبب اقتناع الشعب ببرنامجها السياسي , أم نكاية بالأنظمة السابقة , حيث كانت ممنوعة ومحظورة ويطارد أعضائها وقادتها , وهي الآن تتولى قيادة تونس ومصر والكويت . ويجب أن ننتظر فترة من الزمن لنستطيع الحكم هل اختيارها كان بدافع الانتقام الشعبي من الأنظمة السابقة أم باقتناع بالبرنامج السياسي .
الحقيقة الخامسة , لقد تعرف العالم على الشعوب العربية ولم يعرف قبلها إلا الحكام العرب , فلقد مر زمن كان عالمنا مختفي تحت عباءة السلطة , والعالم الآخر لا يعرف إلا الحكام , وكان اسم الحاكم هو تعريف للدولة , فتونس بن علي , ومصر مبارك , وليبيا معمر , أما الآن فأصبحت الدولة والشعب تعرف بمعزل عن من يحكمها
الحقيقة السادسة , بدأت النظرة السياسية والاجتماعية تتغير في الكثير من الدول العربية للحاكم , كان الحاكم هو شيخ القبيلة أو رب الأسرة , هو الأب أو الأخ الأكبر أو الرمز المخلّص , ويحظر نقده أو لومه على أي فشل , أما اليوم فهو موظف عام يصيب ويخطئ و ينتقد ويلام , وأزيلت الهالة المقدسة التي كانت تحيط به .
الحقيقة السابعة , ظهر وعي سياسي جماهيري كبير في دول الربيع العربي , فبدأ تداول المصطلحات السياسية , مثل الفيدرالية والمركزية واللامركزية , والشفافية , والمحاسبة , والفساد , والانتخابات والبرامج السياسية والأحزاب , والكثير غيرها , وارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات , ولا نعلم هل هذا اقتناع بأهمية التصويت أم هو محاولة للمشاركة السياسية الحقيقية التي حرم منها طويلا , وسنرى ذلك ولكن نحتاج لزمن أطول للحكم على هذه النقطة .
الحقيقة الثامنة , بدأت حركات المطالبة بالحقوق تزداد لدي الكثير من الفئات المهمشة والمهنية , وبدأت حركات الاعتصام والإضراب تزداد وهذا ما رأيناه في الكثير من الدول العربية , وآخرها ما نشاهده في دولة الكويت , حيث اقتنع هؤلاء بأن الحقوق إن لم تنل بالتفاوض , فهنالك طريق آخر وهو الإضراب والاعتصام , وفي نفس الوقت نرى أن الحكومات أصبحت تتعامل بحذر مع المضربين أو المعتصمين , واختفت سياسة القمع والسجن .
الحقيقة الثامنة , من نتائج الربيع العربي ’ نرى أن الحكومات التي لم تقم بها ثورات بدأت تعطي مجال أرحب وتفسح مساحة اكبر للمعارضين وطالبي الإصلاح , بينما كان هؤلاء ملاحقون قبلها . وبدأت الكثير من الدول ببعض مظاهر الإصلاح ومحاربة الفساد . تحسبا لما قد يقع .
الحقيقة التاسعة , سقوط عصر الشعارات الرنانة , والتضحية من أجلها , وسقوط الكثير من المفكرين والكتاب الذين كانوا ينادون بها , وأصبحوا على نقيض ما كانوا ينادون به من شعارات , ووقفوا ضد الشعوب في ثورتها على الظلم والاستعباد . وتعلقهم بنظرية المؤامرة تعلقا غريبا ينافي أي قاعدة من قواعد المنطق ,
الحقيقة العاشرة , أهم ما خرج به الربيع العربي انه طبق قوله تعالى ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)), وقول الشاعر إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر , , ووعى الشعب هذه الحقيقة , فانتشرت مؤسسات المجتمع المدني و الأحزاب , كلها تنادي بالإصلاح وتراقب المسئولين وتحاسبهم .
وهناك حقيقة أخيرة , يجب أن لا نغفل عنها , وهي ظهور التلاحم الحقيقي بين الشعوب العربية , فرأينا أن اهتمام الشعوب العربية بالثورة التونسية كان بسيطا في بدايتها , ولكن بعد المرور بتجارب مصر وليبيا واليمن , نرى أن التجاوب أصبح كبيرا جدا في ثورة سوريا . هذا الالتحام لم يكن موجودا سابقا إلا جذوة تحت الرماد .
بالطبع ما زال الطريق طويلا أمام الشعوب العربية وما زال من المبكر الحكم عليها وتقييمها و لكن بإذن الله سيكون ازدهار الآمة ونجاحها في استمرار شعلة الثورة على الظلم والفساد والتهميش , وستكون قوتها مستمدة من الله سبحانه وتعالى ثم بقوة إيمان شبابها .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
ولا بد أن نقيّم السنة التي انصرمت , وكيف سارت الأمور , ونخرج من الأحلام ونبدأ في سرد الحقائق , ويجب أن تكون هذه الحقائق مجردة وليست أحلام وأماني.
أول حقيقة هي أن الشعب العربي كسر حاجز الخوف من السلطة , فقبل هذه الثورات كان المعارضون تحت رحمة أجهزة الأمن ولا مدافع عنهم , وحقوق الشعوب تؤكل ولا مطالب , حتى المطالبات بالإصلاح كانت على خوف أو استحياء , بل وكان الكثير ممن يطالبون بالإصلاح وليس بالتغيير عرضة للتشريد و للسجن والتعذيب والقتل . ولكن تغير ذلك الواقع وأصبح للشعب صوت مسموع وعصا غليظة يخافها الحكام .
الحقيقة الثانية , أننا شاهدنا أول انتخابات نزيهة في عالمنا , فقبلها كانت نتائج الانتخابات تطبخ في مطبخ الحكام , ويجري التزوير على قدم وساق , نجد الآن أن انتخابات الربيع العربي كلها , سواء في الدول التي ثارت أو التي لم تثر نزيهة وشفافة , وعكست الرغبة الشعبية كما هي .
الحقيقة الرابعة تمثلت في ظهور الأحزاب الإسلامية للعلن , بل وسيطرت على المشهد السياسي , ولا أعلم هل هذا بسبب اقتناع الشعب ببرنامجها السياسي , أم نكاية بالأنظمة السابقة , حيث كانت ممنوعة ومحظورة ويطارد أعضائها وقادتها , وهي الآن تتولى قيادة تونس ومصر والكويت . ويجب أن ننتظر فترة من الزمن لنستطيع الحكم هل اختيارها كان بدافع الانتقام الشعبي من الأنظمة السابقة أم باقتناع بالبرنامج السياسي .
الحقيقة الخامسة , لقد تعرف العالم على الشعوب العربية ولم يعرف قبلها إلا الحكام العرب , فلقد مر زمن كان عالمنا مختفي تحت عباءة السلطة , والعالم الآخر لا يعرف إلا الحكام , وكان اسم الحاكم هو تعريف للدولة , فتونس بن علي , ومصر مبارك , وليبيا معمر , أما الآن فأصبحت الدولة والشعب تعرف بمعزل عن من يحكمها
الحقيقة السادسة , بدأت النظرة السياسية والاجتماعية تتغير في الكثير من الدول العربية للحاكم , كان الحاكم هو شيخ القبيلة أو رب الأسرة , هو الأب أو الأخ الأكبر أو الرمز المخلّص , ويحظر نقده أو لومه على أي فشل , أما اليوم فهو موظف عام يصيب ويخطئ و ينتقد ويلام , وأزيلت الهالة المقدسة التي كانت تحيط به .
الحقيقة السابعة , ظهر وعي سياسي جماهيري كبير في دول الربيع العربي , فبدأ تداول المصطلحات السياسية , مثل الفيدرالية والمركزية واللامركزية , والشفافية , والمحاسبة , والفساد , والانتخابات والبرامج السياسية والأحزاب , والكثير غيرها , وارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات , ولا نعلم هل هذا اقتناع بأهمية التصويت أم هو محاولة للمشاركة السياسية الحقيقية التي حرم منها طويلا , وسنرى ذلك ولكن نحتاج لزمن أطول للحكم على هذه النقطة .
الحقيقة الثامنة , بدأت حركات المطالبة بالحقوق تزداد لدي الكثير من الفئات المهمشة والمهنية , وبدأت حركات الاعتصام والإضراب تزداد وهذا ما رأيناه في الكثير من الدول العربية , وآخرها ما نشاهده في دولة الكويت , حيث اقتنع هؤلاء بأن الحقوق إن لم تنل بالتفاوض , فهنالك طريق آخر وهو الإضراب والاعتصام , وفي نفس الوقت نرى أن الحكومات أصبحت تتعامل بحذر مع المضربين أو المعتصمين , واختفت سياسة القمع والسجن .
الحقيقة الثامنة , من نتائج الربيع العربي ’ نرى أن الحكومات التي لم تقم بها ثورات بدأت تعطي مجال أرحب وتفسح مساحة اكبر للمعارضين وطالبي الإصلاح , بينما كان هؤلاء ملاحقون قبلها . وبدأت الكثير من الدول ببعض مظاهر الإصلاح ومحاربة الفساد . تحسبا لما قد يقع .
الحقيقة التاسعة , سقوط عصر الشعارات الرنانة , والتضحية من أجلها , وسقوط الكثير من المفكرين والكتاب الذين كانوا ينادون بها , وأصبحوا على نقيض ما كانوا ينادون به من شعارات , ووقفوا ضد الشعوب في ثورتها على الظلم والاستعباد . وتعلقهم بنظرية المؤامرة تعلقا غريبا ينافي أي قاعدة من قواعد المنطق ,
الحقيقة العاشرة , أهم ما خرج به الربيع العربي انه طبق قوله تعالى ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)), وقول الشاعر إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر , , ووعى الشعب هذه الحقيقة , فانتشرت مؤسسات المجتمع المدني و الأحزاب , كلها تنادي بالإصلاح وتراقب المسئولين وتحاسبهم .
وهناك حقيقة أخيرة , يجب أن لا نغفل عنها , وهي ظهور التلاحم الحقيقي بين الشعوب العربية , فرأينا أن اهتمام الشعوب العربية بالثورة التونسية كان بسيطا في بدايتها , ولكن بعد المرور بتجارب مصر وليبيا واليمن , نرى أن التجاوب أصبح كبيرا جدا في ثورة سوريا . هذا الالتحام لم يكن موجودا سابقا إلا جذوة تحت الرماد .
بالطبع ما زال الطريق طويلا أمام الشعوب العربية وما زال من المبكر الحكم عليها وتقييمها و لكن بإذن الله سيكون ازدهار الآمة ونجاحها في استمرار شعلة الثورة على الظلم والفساد والتهميش , وستكون قوتها مستمدة من الله سبحانه وتعالى ثم بقوة إيمان شبابها .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» الربيع العربى وتنظيم القاعده
» تنطلق اليوم الخميس دورة الربيع العربى
» رئيس وزراء الجزائر: الربيع العربى كسر مصر ودمر ليبيا.
» والحقائق تكشف..أنعقاد الجلسة الثانية في قضية اللواء عبد الفت
» فاتورة الهاتف
» تنطلق اليوم الخميس دورة الربيع العربى
» رئيس وزراء الجزائر: الربيع العربى كسر مصر ودمر ليبيا.
» والحقائق تكشف..أنعقاد الجلسة الثانية في قضية اللواء عبد الفت
» فاتورة الهاتف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR