واخيرا ظهرت البراءة

كانت تعمل في صمت وهدوء لا تتحدث لا تضحك معهم لا تشاركهم أحاديثهم وإهتمامتهم النسائية تنهي عملها وتسرع بالرحيل ويتكرر هذا الروتين اصبحت الأقاويل تنتشر عليها، فهي أحيانا كانت تحضر الي العمل صباحا مرهقة دائمة التثاؤب...هاتفها دائم الرنين تخرج مسرعة من مكتبها للرد عليه وتتحدث في همس وبدأت الهمسات والغمزات تتردد فيما بينهم
....
منزلها متواضع في عمارة سكنية لا تختلط بالجيران تدخل الي شقتها تغلق بابها أمام الجميع ..هناك فقط شخص واحد يتردد علي الشقة يوما بعد يوم في موعد محدد ...أصبحت سمعتها بين نساء الحي مثار احاديث صالونات القهوة الصباحية
....
لم يعرف أحد من أين اتت أو ما ماضيها أو مع من تسكن فقد ظنها الجميع وحيدة
ووصلت بإحدي موظفات الشركة التي كانت تعمل بها أنها دخلت في رهان مع زميلاتها علي أن تذهب لمنزل مها في وقت مفاجيء لكي تكشف لهم حقيقتها فقد قتلهم الفضول حولها وجدوا عنوان المنزل في دفاتر العمل
..
دق جرس الباب ..فتحت مها تفاجأت بزميلتها في العمل دخلت وضحكتها الخبيثة تملأ وجهها وهي تدور بعينيها في الشقة تبحث عن ماجاءت من اجله
...
دخلت لتتفاجأ بالحقيقة فقد كانت والدة مها طريحة الفراش وكانت مها تعمل وتدرس وتعيل امها وكان ذلك الرجل إخصائي علاج فيزيائي يحضر من أجل والدتها وكانت تاخذ بعض المحاضرات من زملائها بالهاتف عندما لا تستطيع الذهاب إلى الجامعة الليلية
....
خرجت زميلة مها من الشقة منكسرة الرأس خجلة من أفكارها
...
حضرت مها الي العمل في الصباح التلي فوجدت الإبتسامات من الجميع والترحيب وعيونهم تملأها المحبة والإعجاب بها وبأخلاقها
دوما نحن هكذا نعيش في مجتمع المظاهر