بيان بشأن تفاوض الشيخ علي الصلابي مع بقايا أزلام القذافي

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الرسالة
بيان بشأن تفاوض الشيخ علي الصلابي مع بقايا أزلام القذافي في مصر

لقد قامت ثورة السابع عشر من فبراير لإنهاء ما يزيد عن أربعة عقود من الإذلال والقهر والظلم للشعب الليبي، دفع فيها ثمنا باهضا من الأرواح والأعراض للخلاص من الطاغية وزبانيته.
وبعد أن تحقق النصر للثورة وانهار نظام الظلم؛ تمكنت أعداد من رموزه من الفرار إلى الخارج، ومن هناك بدأوا في حياكة الدسائس للعودة والسيطرة على الشعب الليبي ومقدراته من جديد، متخذين من شعار المصالحة الوطنية حصان طروادة لضرب الثورة من الداخل.
لقد فوجئ الشعب الليبي هذه الأيام بقيام الشيخ علي الصلابي وبتكليف رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل بإجراء اتصالات مع الرموز الهاربة الهدف منها تشكيل لجنة مصالحة وطنية يتحدد من خلالها الجاني والبرئ؛ وحجته في ذلك الآيات الداعية إلى الاصلاح بين الناس.
ومع التسليم بمبدأ الاصلاح بين الناس، إلاّ أن الصلابي وعبد الجليل قد فاتهما ما يلي:
أولا- أنهما-أي الصلابي وعبد الجليل- لا يملكان الشرعية اللازمة لذلك؛ فعبد الجليل لم يأت بالانتخاب وهو مع ذلك تجاوز كل الصلاحيات واللوائح والآليات الخاصة بالمجلس وكلف- وبشكل ارتجالي- الشيخ الصلابي دون الرجوع للشعب الليبي أو حتى استشارة المجلس الإنتقالي. إن مثل هذا العمل يستلزم الاعتذار للشعب الليبي لا الخروج علينا بنص الاتفاق وعرضه على الشعب للحذف أو الإضافة.
ثانيا- أن الاصلاح لا يكون مع اتباع النظام البائد ممن هتكوا الأعراض وسفكوا الدماء ونهبوا المال العام؛ فهؤلاء مكانهم ساحات القضاء للمحاسبة، فالذين فاوضهم الصلابي هم من رؤوس الفساد والإفساد في النظام البائد، وليسوا مجرد أفراد عاديين تم التغرير بهم.لقد كان لقاء الشيخ الصلابي مع قناة العاصمة مليئا بالاستدلالات من كتاب الله والسيرة المطهرة وكلها استدلالات عامة لم ينزلها الشيخ المنزل الصحيح وأغفل في قياسه الأمور الآتية:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الشرعية بصفته نبيا مرسلا وبصفته رئيسا للدولة.
- إن كل من عفا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء الذين هجوه وهجوا الصحابة والإسلام عفا عنهم بعد دخولهم الإسلام الذي يجب ما قبله وهو بمثابة اعتذار منهم عما سلف، فهل تاب أزلام النظام أو اعتذروا علانية للشعب الليبي عما اقترفوه في حقه. كان حريا بالمستشار والشيخ أن يتركا الأمر للشعب الليبي وأسر الضحايا والجهات الشرعية التي ستنتخب قريبا للتعامل مع هذا الملف الشائك.
ثالثا- المعلومات المنشورة تفيد أن الصلابي يعتبر الرموز الهاربة التي فاوضها "أبناء الوطن المخالفين لنا فى الرؤى السياسية" وليسوا شركاء القذافي في جرائمه بحق الشعب الليبي.
رابعا- إن الدولة الليبية وهي تعبر المرحلة الانتقالية لا زالت تعاني من هشاشة المؤسسات، بل من غياب عدد منها، فلا أجهزة أمنية قوية ولا مؤسسات منتخبة، ولا جيش منظم، ولا قضاء مفعل، ولا قوانين وتشريعات راسخة، فالمسارعة للحوار والاتفاق مع أعداء الثورة والمتربصين بها ونحن بهذه الحالة من الضعف تمكين لهم للعودة من باب السياسة والمشاركة في الانتخابات بعد أن هزموا في جبهات القتال.
خامسا- الصلابي له سابقتان في المصالحة بين الجاني والمجني عليه كان كلاهما في صالح الجاني القذافي بتلميع وجهه في الأولى، والثانية عندما ذهب الصلابي للقاهرة والثورة في أوجها مفاوضا لنظام القذافي دون استشارة أحد باسم حقن الدماء؛ ولو نجحت مساعيه لفشلت الثورة بتفتيت الجبهة السياسية؛ ولكان القذافي يحكم ليبيا إلى الآن بمثل هذه التصرفات الفردية الدالة على انعدام الوعي السياسي.

وعلى ذلك نعلن أنه لا يحق لأحد كائنا من كان أن يتكلم باسم الشعب الليبي وباسم أهالي الشهداء والمفقودين والجرحى والمكلومين في أعراضهم في الثورة وقبلها من ضحايا النظام المنهار، وأن الوحيد الذي له الحق في ذلك هو من سينتخبه الشعب بعد قيام مؤسسات الدولة الليبية الشرعية، وكل صوت يتكلم باسم الليبيين في مسألة المصالحة الوطنية أو غيرها الآن لا يمثل إرادة الليبيين.
حزب الرسالة
بنغازي 4 يونيو 2012