حقّقي معادلة الرشاقة في العمل

أثبتت الدراسات العلمية الصادرة عن "مراكز ضبط الأمراض والوقاية"Centers for Disease Control and Prevention (CDC) أن العمل لأكثر من 8 ساعات يومية قد يكون سبباً مباشراً في الإصابة بزيادة الوزن وارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى حوالي 56.9% من النساء و 33.2% من الرجال. وقد عزا الباحثون السبب المسؤول إلى الإكثار من تناول الوجبات السريعة أثناء ساعات العمل الطويلة وغياب الوقت المتاح لممارسة الرياضة.

"سيدتي" اطلعت من رئيس قسم الكيمياء الحيوية في كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور جلال أعظم جلال عن تأثير العمل على الأسلوب الغذائي للفرد، مع طرح مجموعة من النصائح العملية التي يمكن تطبيقها خلال يوم العمل.

مما لا شك فيه أن للعمل المكتبي والجلوس المتواصل أمام شاشة الكمبيوتر اثار جانبية تؤثّر على الصحّة العامة ومعدّل الوزن والسلوك الغذائي للفرد، أبرزها:

- خفض معدّل التمثيل الغذائي (الآيض) في الجسم:ينتج عن قلّة الحركة وضعف النشاط البدني في العمل، بالإضافة إلى الانخفاض المستمر في درجة حرارة الجسم الناتجة عن البقاء لفترات طويلة في بيئة مكيّفة. وفي هذا الإطار، يؤكد الباحثون على أن معدّل الاحراق في الجسم يتأثر بعوامل عدة، أبرزها: حجم الجسم وحجم الكتلة العضلية فيه والمرحلة العمرية والجنس ومستوى النشاط وحرارة الجسم والمناخ.

- زيادة الوزن وارتفاع مؤشر كتلة الجسم:ينتجان عن الإكثار من تناول الوجبات السريعة في ساعة الغذاء التي تتوسط ساعات العمل الثماني. ولذا، يحذّر خبراء التغذية من تناول الأطعمة الجاهزة لكونها مرتفعة في محتواها من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية، فضلاً عن ضعف قيمتها الغذائية من الفيتامينات والمعادن كالفيتامين "سي" الهام في تحسين معدل الاحراق وإذابة الدهون في الجسم.

- الظهر المستدير: تؤثر طبيعة الأعمال اليومية أو المهنية كالجلوس لفترات طويلة في وضع واحد على زيادة استدارة الظهر وتحدبه للخلف، كما قد تتسبّب في اندفاع الرأس إلى الأمام بصورة غير طبيعية، وذلك نتيجة عدم استخدام عضلات الظهر الطولية في مزاولة الرياضة بانتظام.


- الإصابة بأمراض العمل:يؤكد الخبراء على أن ثمة أمراض مرتبطة بالعمل، أبرزها:ارتفاع معدل "الكوليسترول" الضار في الدم LDL الناتج عن سوء التغذية وإتباع العادات الغذائية الخاطئة واحتمالية الإصابة بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن التوتر المصاحب لضغوط العمل اليومية وعدم قدرة الجسم على تحرير الطاقة المكتسبة من تناول الطعام ما يصيبه بالبدانة وزيادة الوزن.

خيارات صحيّة
ثمة بدائل صحية يمكن اللجوء إليها أثناء يوم العمل عوضاً عن تناول الأطعمة غير الصحية المليئة بالدهون الضارة والسعرات الحرارية المرتفعة، أبرزها:
- تناول معلقة كبيرة من عسل النحل الصافي المخفّف في الماء بمجرد الاستيقاظ من النوم بهدف تجديد الطاقة وتنشيط الدورة الدموية في الجسم.
- تناول وجبة فطور متكاملة وغنية بعنصر "الكربوهيدرات" الهام في بعث الطاقة وزيادة النشاط. وفي هذا الإطار، ينصح يحبوب الفطور البنية (الكورن فلكس) المحضرة من الحليب قليل الدسم أو شريحة من الكعك البني، مع كوب من الحليب الساخن لزيادة معدّل "الكالسيوم" في الجسم لأهميته في إذابة الدهون خصوصاً من منطقة البطن، إلى جانب دوره في تقوية العظام.
- في حال شعورك بالجوع قبل موعد وجبة الغذاء، يوصى بتناول حفنة من مكسّرات الجوز أو اللوز أو الكاجو غير المملحة التي تمدّ الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية، بالاضافة إلى الأنواع الجامدة من الخضر والفاكهة الطازجة (الجزر أو الخيار أو التفاح)، خصوصاً أن تلك الأنواع من الطعام تمتاز بأنها بطيئة في إطلاق "الغلوكوز" في الدم، ما يعمل على بطء في إفراز "الأنسولين"، وبالتالي توازن السكر في الدم.
- يُفضّل، أثناء وجبة الغذاء، البدء بتناول عبوات الحساء الساخن سريع التحضير فطبق كبير من السلطة الخضراء المحتوية على أنواع الخضر الطازجة بدون إضافة أي نوع من الزيوت أو الدهون الأخرى إليها، ما يشعركِ بالامتلاء لباقي ساعات العمل المتبقية.
- في حال رغبتك في تناول المزيد من المواد السكرية قبل موعد الانصراف، يُنصح بتناول عصير الفاكهة الطازج المحضّر مسبقاً في المنزل أو قطعة صغيرة من الشوكولاته السوداء (25 غراماً)، مع كوب من الكاكاو الساخن غير المحلّى شريطة أن يحضّر من الحليب منزوع الدسم.


درجة الوعي الغذائي في العمل




تقييم النتائج

ü إذا كانت معظم إجابتك تندرج تحت الفئة (أ)، فهذا يعني أنك تحافظين على إتباع العادات الغذائية الصحية في العمل، ما يجنبك التعرّض لمشكلات زيادة الوزن وألم العضلات الناتج عن كثرة الجلوس وقلة الحركة.
ü إذا كانت معظم إجابتك تندرج تحت الفئتين (ب) و (ج)، فهذا يدل على عدم إتباعك أسلوب الغذاء السليم في العمل، ما يعرّضك إلى مخاطر زيادة الوزن وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.