القضاء التونسي وخديعة الابن الروحي للقذافي ؟؟

القضاء التونسي وخديعة الابن الروحي للقذافي ؟؟

من هو الابن الروحي للقذافي الذي خرج به علينا القضاء التونسي وكأنه جاء بعسيلة من بلاد الروم فالكثيرين من ابناء الشعب الليبي تعرف ميلاد ابوزتاية ابراهيم عبدالسلام ابو منيار القذافي والبعض منهم تعرض لدفعة من مخازيه ورذائله الا ان قيمة وثقل الرجل ليست بالحجم والصورة التي يضخمها لنا القضاء التونسي ومن يقف خلفه في محاولة لشراء عواطفنا واحاسيسنا بثمن بخس معوضا على مايبدو مؤامرته برفضه تسليم البغدادي المحمودي رئيس الوزراء فهو في حيثياته يقول بإن الوضع في ليبيا لايسمح بتسليم رئيس وزراء ليبيا السابق خوفا على سلامته وحرصا على عدم تعريض حياته للخطر في ظل مايدعيه من تأزم الوضع الداخلي الليبي وعدم استقراره وهنا يقع القضاء الذي يفترض ان يكون نزيها في مغالطة قانونية وانسانية فمن الناحية القانونية هم جميعا بشر ولايفرق بينهم في الذنب الا القانون من حيث التهم والعقوبات الموجهة الى كل واحد منهم ومن الناحية الانسانية لافرق بين البشر من حيث التسليم او عدم التسليم اذا كانت الظروف غير ملائمة وبالتالي هذه المغالطة هي خدعة سياسية وليست قانونية فالاخوة في تونس من الناحية القضائية لديهم المقدرة والحرية في تفكيك القضايا وعرضها بكل شفافية الا ان الذي يتضح ان وراء قضية تسليم ميلاد بوزتاية وعدم تسليم البغدادي المحمودي هو اللوبي السياسي المالي المرتشي الذي لازال حتى الان قادرا على التلاعب بنتائج تضحيات وجهود الشباب في تونس وليبيا وقادرا ايضا على المناورة وقتما شاء في اشارة خفية ان لاشي تغير بعد الثورتين وإن أي محاولة جادة سيتم تحجيمها ووضعها في اطار لاينبغي لها ان تتجاوزه والا ما معنى هذا القرار الملتبس الغير شفاف الذي لايبيح تعريض نفس بشرية حسب ادعاءه للهلاك (بالنسبة لموضوع البغدادي المحمودي )ويبيحها بالنسبة لميلاد بوزتاية بالرغم من ان نفس الظروف تحكم الحالتين ( طريقة اطلاق سراح الخويلدي الحميدي ومن معه تعطينا خارطة طريق لنفهم كيف تسير الامور وتكيف في تونس بالنسبة لمواضيع ليبيا..نحن هنا ننزه السيد المرزوقي او حكومة السيد الجبالي في دخول هذا البازار ولكن هناك قوى لازالت تشتغل في الظلام ولها قدرة على الفعل )...ميلاد بوزتاية اعتقاله او تركه لايهم في الحقيقة الا القلة فهو لايشكل خطرا على احد ولم يكن يوما يشكل خطر بل كان خطرا على رأس النظام الذي تبناه واتخذه ولدا مع اولاده الا ان ميلاد ونتيجة لقصور في عقله وفهمه لم يستوعب رأفة القذافي وحنانه عليه وجلبه من صحراء سرت لكي يترعرع مع سيف وعائشة حيث رغذ العيش والبحبوحة واعتبرها بحمقه لصفة خاصة يتمتع بها ... تعرف على كبار الزوار الذين جاءو يتبركون بالخيمة ومن فيها فخالط الوزراء ومدراء الشركات والمصارف ونظرا لآن الحكم كان ديكتاتوريا والوزراء والمدراء لم يكونوا كما تقول المقولة الرجل المناسب في المكان المناسب فقد اعمى قلوبهم وطغى على وجدانهم عامل الخوف والطمع حيث يرون ان وجود هذا الشخص بهذا القرب من الخيمة ماهو الا دليل تجذر وتمكن وبالتالي ما عليهم الا الولاء والطاعة كما ان تقديم الخدمات له سيكون كفيلا ببقاءهم في مناصبهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون ...ثقافة الجبن والتمسح من اجل بلوغ الغايات ولو بترك الكرامة والشرف جانبا كانت هي السائدة وهي البوابة التي بعبورها تتحقق الاماني وتستمر البحبوحة المادية النتنة...ميلاد بوزتاية انسان متخلف عقليا وزاد تخلفه اقبال رجال السلطة والمال عليه طمعا في القرب من الخيمة وخوفا من صاحبها كل هذا زاده خبلا على خبله وقد تيسرت له بطانة من رفاق السؤ نفخوا في اوداج كبرياءه حتى صاروا يلقبونه بالعقيد ميلاد فاضاف هو عليه لقب المهندس فلا يجوز الا يكون مهندسا وهو يرى الجميع حوله مهندسون فصار يقدم نفسه على انه العقيد مهندس ميلاد بومنيار بل صار له اتباع لايعصونه ما امرهم وبالتالي صدق ماهو فيه وكل من يسأل من هذا يقولون هو ابن القائد بالتبني فصدق الجميع الكذبة وكلهم بحاجة الى ان يصدقوا خاصة انه ونتيجة ثقافته الضحلة لم يستطع ان يقترب من النخبة فلجأ الى مخالطة الفقراء او متوسطي الحال بقصد النصب والتحايل عليهم ...هذا الانسان ساذج فلم يستطع طيلة حياة البذخ والنصب التي عاشها ان يكون له بيتا خاصا به ولابنائه فعاش بالاجرة متنقلا من مكان الى مكان فمن جنزور الى النجيلة الى الهضبة الى الهاني من السراج الى حي الأندلس ..من طرابلس الى بنغازي ..عاش في الفنادق سكن في الاستراحات ..اي انه شرذ أهله وأبناءه .....ثم تطور امره عندما غضب عليه من جلبه وادناه بعد غضب ابناءه عليه فكان الصدام بين ميلاد المصدق لنفسه مع الساعدي حبيب والده وذلك عندما قام ميلاد بالسطو على قطعة ارض مجاورة للنادي الاهلي بطرابلس كانت في الاصل مخصصة لبعض المواطنين الا ان الزبانية اغروا ميلاد بوزتاية بالاستحواذ عليها لاقامة مشاريع تجارية الا ان الساعدي ارادها لنفسه وبعث بمن يقوم بصيانة سورها وصدف ان مر ميلاد من امامها فوجد العمال فقام بالاتصال بامين شعبية طرابلس في ذلك الوقت عاشور امقيق طالبا شرطة للقبض على منتهكي حرمة ارضه كما قال فلبى الامين رغبة سيده ولم يدري ان المجموعة تتبع الساعدي وعندما تم القبض على العمال وابلغوا الساعدي بذلك استشاط غضبا وحنقا على هذا المعتوه الذي صدق نفسه وبدأ يتصرف على اساس انه من العائلة المالكة ..ولما كان سجل ميلاد حافلا بالانتهاكات من نصب واحتيال وقروض دون سداد وعمولات فإن ذلك جعله صيدا سهلا لشخص مثل الساعدي فألب عليه من ألب فتم حبسه بتهمة الحصول على قرض من مصرف الجمهورية قيمته مليون وثمانيمائة ألف دينار دون رهن او ضمان ومنذ ذلك الوقت تراجعت اسهمه عند صاحب الخيمة وابناءه فلم يعد مقبولا منهم بل اعتبروه عدوا ووصل به الحال من الفاقة ان يتحايل حتى يأكل هو وابناءه وبدأ يطرق ابواب المسئولين مستجديا فلم يقابلوه ولم ينظروا اليه وهم من كان بالأمس يتمنون الجلوس معه وظل على هذا الحال طريدا شريدا حتى قيام الثورة...الرجل لايستحق كبير عناء بل ان عقوبته الصحيحة في اطلاق سراحه وليس سجنه فلا مفخرة لليبيين في معاقبته بل المفخرة في الإفراج عنه ومنحه الحرية التي افتقدها عندما كان طليقا بين يدي ابن عمه طبعا بعد استيفاء حقوق العباد منه ...السؤال الذي يطرح نفسه هل هذا الشخص يمكن ان يمن علينا القضاء التونسي بتسليمه لنا ويتركوا رئيس الوزراء المطلوب على ذمة قضايا القتل والاغتصاب وتهريب الاموال وتزوير الهويات والاوراق الرسمية وجلب المرتزقة والتآمر حرا طليقا؟؟؟ ...إن محاولة التركيز على عملية القبض والحكم بالتسليم على ميلاد بوزتاية وتصويره وكأنه انجاز قامت به تونس لصالح الحكومة الليبية هي حيلة لاتنطلي على أحد وتخفي وراءها صفقة لايعلم خفاياها الا الله ومن يعمل عليها.
بقلم/ المنتصر خلاصة