محمد شعيب: ماذا سنقول لــ صفوت الزيَّات؟

دماء وأرواح شهدائنا فوق رمال الصحراء وعلى شواطئ المتوسط الطويلة... وعلى قمم الجبل الأخضر وجبل نفوسه، على مشارف اجدابيا والأربعين والبريقة التي أخذت أرواحهم فوق الألغام أو في سرت حيث أشرس معارك الطغيان هناك وفي مصراتة التي هاجمتها الكتائب من كل مكان والزاوية التي دكتها الكتائب على رؤوس أهلها وفي الزنتان والقلعة ويفرن وككلة وكاباو وغدامس وفي الشاطئ وسبها والغريفة وهون والكفرة ولا أريد أن أنسى البطنان والأبرق وشحات والبيضاء والمرج ناهيك عن كتيبة الفضيل وأظنني سأنسى لأن ملاحم الثوار قد فاقت كل لتصورات وشجاعتهم في استقبال الموت كانت مضرب الأمثال ومحط أنظار الدنيا كلها شرقا وغربا...
وهذا السيد الفاضل الذي عاصر ثورتنا بكل مراحلها إنه العميد: صفوت الزيات... الرجل الأكثر شرفا مما يتصور العقل والمنطق والتاريخ العسكري... هذا الرجل كان يقاتل معنا... نعم كنت أقول أنه كان يقاتل في كل الجبهات وكان بعض الأحيان يبكي دون دموع لأجلنا...
ماذا سنقول له عندما يخرج علينا اليوم وبأي حجة من يرغب في تقسيم ليبيا دون إذن من أحد غير قلة كانت مدعوَّةً في الأصل على وليمة فاخرة في مساء ثلاثاء الصابون؟؟
نحن نرفض التهميش وقلناها بصوت كبير ونرفض أن تكون لدى أحد مصائر خدمات الناس... قلنا أن المواطن الليبي هو نفسه سواء في طرابلس أو في امساعد أو في سبها أو ربيانة وفي ي شبر من ليبيا إنه المواطن الليبي الذي يستحق أن تقدم له الخدمات وأن يجد عملا وسكنا وأن يعالج بالمجان في الداخل أو في الخارج وأن يوفد أبناؤه كما الآخرين للدراسة في الخارج وأن يسافر للسياحة حيث يشاء ومن أقرب مطار أو ميناء وأن يذهب لأداء فريضة الحج دون قرعة أو واسطة أو أن يكون عضوا في الأمن الداخلي ..هذا المواطن هو رأس الجبل الذي يجب أن تصل إليه الإدارة في ليبيا الجديدة... لكننا لم نفوض أحدا لفدرلة ليبيا نيابةً عن الليبيين أبدا... لم نفوض أحدا ليقسم ليبيا الصغيرة السكان والكبيرة المساحة والغنية بالخيرات... سنبني نظاما يكفل حق الجميع في قضاء عادل ونزيه وشرطة تخدم الناس لا تضربهم ومخابرات نفخر بالعمل فيها لصالح ليبيا وليست للقبض على أهلها...
هذه هي بعض ليبيا التي سنواصل العمل لأجلها لا ولايات صغيرة فقيرة الإمكانيات ويديرها بعض العصاة وفاقدي الوطنية... هنا فقط سندعو صفوت الزيات لزيارتنا لنشكره باسم الشهداء والجرحى (حرجى المعارك لا جرحى حوادث السير والسطو)... هنا فقط ستسكت كل الألسن الداعية للفرقة مأجورةً كانت أو غافلة.
م. محمد شعيب