الشهيد محمود محمد شعيب العرفي الشهير بلقب (البولندي)

مقالات مختارة
الشهيد محمود محمد شعيب العرفي الشهير بلقب (البولندي)

من مواليد مدينة المرج 1959. اقترن اسم هذا الشاعر الشعبي بضمير الشعب الليبي من حيث البوح بما يعانيه المواطن الليبي من ضنك العيش والظلم والأستبداد والقهر، وقد كان الشهيد شاعرا شعبيا اصيلا، برع في (غناوي العلم) و"غناوة العلم هي قصيدة شعبية ليبية بالدارجة من بيت واحد" وعادة ما تكون مستترة لدى الذين لايفهمون غناوي العلم، هذا الشاعر كان يتألم بما كان يعانيه الشعب الليبي من ظلم هذا الدكتاتور الذي تفنن في قمعه وفي تجهيله وإفقاره وبنىت له السجون المحصنة ونصب له اعواد المشانق في الساحات والميادين لا لذنب اقترفوه عدا مطالبهم بحقوقهم في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.
هذا الشاعر تحدى هذا الظالم وهوفي عنفوان جبروته وقسوته خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي التي تجاوز فيها هذا المسخ كل الحدود الأخلاقية والأنسانية، بما كان يردده الشاعر من (غناوي العلم) والتي كان انتشارها في كل ربوع ليبيا مصدر قلق للنظام ولأن تلك الغناوي كانت "على الفاهق" كما يقولون فكان الناس يرددونها ويتناقلونها فأنتشرت بينهم كأنتشار النار في الهشيم... هذا النوع من الشعر قادر على إيصال حالة انسانية كاملة بما فيها من معاناة وألم واستطاع ان يوظفها بشكل فاعل ودفع هذا الشاعر حياته ثمنا لجرأته وتحديه لهذا السلطان الجائر فأعتُقل بتاريخ 19/1/1982 من بين تلاميذه بمدرسة المرج التي كان مدرساً بها وعُذب ونُكل به وأُُعدم بمدينة سرت من قبل المدعوحسن اشكال فهذا البطل شهيد الكلمة الصادقة في وجه هذا الطاغية فلم يستطيع ان يقف ساكنا تجاه ما يحدث من قتل وتنكيل للأبرياء والشرفاء من ابناء وطنه فجادت قريحته وانطلق لسانه وبصوته الجميل بأبداع غناوي العلم "الوطنية" التي أرّقت مضاجع الطاغية والذي أمر ازلامه بإعتقاله وإعدامه.
ومن غناويه المشهورة غناوة يصف فيها القذافي في بداية طغيانه.. "متفازعاتله ليام.. ويصُول ما ضّديد ايبانله" واخرى يصف فيها الملك الصالح ادريس السنوسي..
"بعدك يا ثقيل الروز .. الوطن ضاع غيبوبه رقى" وغناوة يتناول فيها الظلم والقهر الذي كان سائداً اثناء حكم الطاغية وأنه يرفض هذا الظلم حتى وان طال امده.. "حتى لوحكم تاريخ.. على ظلمنا مانطيعله"... كما تناول مأساة السجناء الذين سجنوا لمواقفهم الوطنية ظلماً وعدم قدرته على فك حصارهم وإنقاذهم بسبب جبروت الطاغية فيقول: "متباعدين واقف ياس .. إيريدوا فزع موعندنا"... واختصر الشاعر هنا حالة إنسانية بكل معانيها في خمسة كلمات معبرة بشكل عميق ودقيق ومن غناويه المعروفة ايضاً:

♦ ان دام هظا حال الوقت.. ويا يا عين ياما اتودعي.
♦ الناس في اسنين الكرب.. اللي ما فنى داله جضر.
♦ اينوض جيل يفنى جيل.. غدار لآجل مودايم لحد
♦ وما منّ اللي م لوقت.. جمام غير كامي دمعته
♦ يبان يوم مومحسوب.. وتراجع اللي كانت جفا
♦ م الياس ما نجضويوم.. خذينا علي قولت جرا
♦ رميت تاقزة للوقت.. الطمت ما علي شي واكدت
♦ غازن اطناشاً ذيب.. على غلم في مراح رايضة.
♦ توارى الكبش وضاع.. وبعدا يا ثني خوذ غايتك.
♦ عناق واردة ع البير.. نحسابه ثني نين التفت.
♦ خطاهم وخونت وقت * نمسك ادموع نا كى تريدى
♦ متفازعاتله ليام.. ويصول ما ضديد ايبانله
♦ بعدك يا ثقيل الروز .. الوطن ضاع غيبوبه رقى
♦ حتى لو حكم تاريخ .. على ظلمنا مانطيعله
♦ متباعدين واقف ياس .. إيريدوا فزع موعندنا
♦ ان دام هظا حال الوقت.. ويا يا عين ياما اتودعي
♦ الناس في اسنين الكرب .. اللي ما فنى داله جضر
♦ اينوض جيل يفنى جيل ..غدار لآجل مودايم لحد
♦ وما من اللي م لوقت..جمام غير كامي دمعته
♦ يبان يوم مو محسوب.. وتراجع اللي كانت جفا
♦ م الياس ما نجضو يوم .. خذينا علي قولت جرا
♦ توارى الكبش وضاع ..و بعدا يا ثني خوذ غايتك
♦ عناق واردة ع البير ..نحسابه ثني نين التفت
♦ انخانوا على غفلات ..ناس اشراف ظاعوا ياعلم
♦ معاونات ياليام .. اخزى الياس ماطالة مرض
♦ بعد دلال حول بحول .. لاحظت ناس ياما امواريه
♦ جواعا ضناك وهلك.. رعيانك لمن فيك يحلبو!؟