ليبيا فى الصحافة العربية "الجيش يحاصر بلدة بني وليد"

الجيش يحاصر بلدة بني وليد لتطهيرها من فلول القذافي
السبت 12 مايو
نقلا عن جريدة ايلاف
وكالة الأنباء الصينية - شينخوا

بنغازي: يتمركز منذ يومين آلاف الجنود ومئات من الآليات المجهزة التابعة للواء المنطقة الوسطى (قوات درع ليبيا) برئاسة أركان الجيش الوطني الليبي جنوبي العاصمة طرابلس وتحديدا في محيط بلدتي ترهونة وبني وليد آخر مدن ترسانة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي عسكريا.
وفيما يلف الغموض برنامج العملية لتحفظ الناطقين الرسميين بالجهات ذات العلاقة على الإدلاء بأية توضيحات بالخصوص، تحدثت مصادر مسؤولة ومطلعة ل((شينخوا)) على أن العملية تهدف لتطهير المدينتين من فلول القذافي، وبسط هيبة الدولة، ومنع تحرك السلاح وتكديسه بين البلدتين، بالإضافة إلى إخضاع بعض الكتائب المارقة للانضمام إلى وزارتي الدفاع والداخلية بالحكومة الانتقالية أو الجيش.
ووضع المجلس المحلي لمدينة بني وليد قائمة تضم 99 فردا من أبناء قبيلة ورفلة القاطنة في بلدة بني وليد، مطلوب القبض عليهم "لارتكابهم جرائم ضد المدنيين من خلال مساندة كتائب القذافي في محاولة إخماد الثورة".
وقال مصدر مسؤول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن رتل قوات درع ليبيا تحرك من مقر تمركزه في مدينة مصراتة باتجاه بني وليد عبر طريق ترهونة ليل الأربعاء فجر الخميس بأمر من رئيس أركان الجيش الوطني الليبي اللواء ركن يوسف المنقوش ووزير الدفاع بالحكومة الانتقالية الليبية أسامة أجويلي بمباركة المجلس الوطني الانتقالي والحكومة.
وتضم قوات درع ليبيا التي تتكون من لواء المنطقة الوسطى الثوار السابقين في مصراتة والخمس وزليتن ومسلاتة بالإضافة إلى سرت وبني وليد وترهونة أكثر البؤر توترا في ليبيا.
وفي المقابل، وجه آمر كتيبة ال 93 العقيد سالم الواعر فجر الخميس نداء عبر الإذاعة المحلية المسموعة لمدينة بني وليد نداء "إلى كل من يستطيع حمل السلاح من أبناء قبيلة ورفلة بالتوجه إلى المدخل الشمالي للمدينة (بوابة دينار) لوقف قوات قادمة إلى المدينة من المنطقة الوسطى".
والواعر هو معارض سابق لنظام القذافي عاد على البلد عقب ثورة السابع عشر من فبراير كونه متهما في محاولة انقلاب عسكرية على القذافي في العام 1993، إلا أنه يتهم حاليا لدى الأوساط الرسمية بضمه لفلول كتائب القذافي إلى كتيبته غير المنظمة لمؤسسات الدولة الليبية الجديدة.
وفي بيان صادر عن "أبناء قبيلة ورفلة" تحصلت ((شينخوا)) الجمعة على نسخة منه، أكدوا "أن هناك تحركات من بعض الميليشيات متوجهة لحصار أو اقتحام مدينة بنى وليد".
وحذر أبناء القبيلة "أن أى اعتداء على المدينة وسكانها يعتبر اعتداء على كل أبناء ورفلة فى كل الأنحاء مؤكدين أنهم سيردون وبكل بقوة فى حالة حدوث اعتداءات".
وقال البيان "إن ما تتعرض له مدينة بنى وليد من حصار وتجويع وتهديدات مستمرة ما هو إلا نية مبيتة للتضييق على أهالى المدينة لسلب إرادتهم مما يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية".
وطالب البيان كل "أبناء قبائل ورفلة إلى الاستنفار التام والتواصل ومتابعة الموقف والقيام بالرد الحاسم كل خلال منطقته فى حالة الإعتداء"، مشددين على أن "أى رد سيقوم به أبناء القبيلة سيكون موجها إلى الميليشيات المعتدية ومن يساندها فى كل مناطق ليبيا".
وبين مصراتة وبني وليد يوجد هناك عداء اجتماعي تاريخي على النفوذ والمال تزايد مع ثورة السابع عشر من فبراير وعمل القذافي على تأجيجه إلا أنه فشل في ذلك، إلا أن هذا العداء عاد الحديث عنه مجددا عقب إعلان تحرير البلد من قبضة القذافي في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر الماضي.
وعبرت قوات درع ليبيا الليلة البارحة بلدة ترهونة في اتجاه بلدة بني وليد رغم دخولها في اشتباك بسيط أدى إلى وقوع قتيل من ثوار مدينة مصراتة التابعة للقوات ويدعى (منصور البقار) وإصابة ثلاثة آخرين بإصابات مختلفة.
وفي هذا السياق قال آمر قوات درع ليبيا العقيد محمد موسى المصراتي في تصريح ل((شينخوا)) الجمعة "إن ما وقع في ترهونة حدث عارض وتم القبض على المجموعة المسلحة للتحقيق معها في ملابسات الواقعة". وأضاف أن "الدخول الى ترهونة تم بالتنسيق مع المجلس المحلي والمجلس العسكري للمدينة والهدف من العملية نشر قوات لمراقبة مداخل بني وليد لضبط عمليات تهريب السلاح المشبوهة هناك".
وقال المجلس المحلي لمدينة ترهونة في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه الجمعة " إننا نؤكد بأن القوات التي مرت من مدينة ترهونة باتجاه بني وليد يوم 9 مايو مكلفة رسميا من قبل رئاسة الأركان العامة للجيش الوطني الليبي بالتمركز في المنطقة الفاصلة بين مدينتي ترهونة وبني وليد لغرض منع تهريب السلاح، وإيقاف الهجرة غير الشرعية، ومنع تنقل أفراد مشبوهين بين بني وليد وطرابلس".
وأضاف البيان "أن مرور هذه القوات ليس له علاقة بأمن مدينة ترهونة أو بسكانها بل هو للتمركز في الموقع المحدد من قبل رئاسة الأركان"، مشددا على أن "مدينة ترهونة جزء من التراب الليبي، وأن للدولة الحق في استعمال مواقعها التي تراها مناسبة لحفظ الأمن والأمان وحماية ثورة 17 فبراير".
وقال البيان "إن ما يثار من إشاعات بخصوص أن القوات داخلة ضد أهالي ترهونة لاصحة له ولا يعبر عن المجلسين المحلي والعسكري وثوار المدينة، وأن هذه الإرهاصات لا تمثل إلا صاحبها بشكل شخصي" محذرا "من تناول الإشاعات وتناقلها وتصديقها".
وأكد العقيد محمد موسى المصراتي "أن لواء درع ليبيا سيتحرك لتمشيط ترهونة و بني وليد من فلول نظام القذافي حال حصوله على تفويض من رئاسة الاركان اليوم الجمعة".
وقال موسى "إن استخدام القوة سيكون الخيار الاخير اذا لم تمتثل القوات المارقة في المدينتين الى شروط المفاوضات الجارية و القاضية بتسليم المطلوبين المتورطين في جرائم ضد الثوار خلال معارك التحرير وتسليم الأسلحة".
وفي ترهونة تعد كتيبة الأوفياء التي يقودها بوعجيله الحبشي إحدى الكتائب المارقة بحسب المسؤولين، ويتهم قائد الكتيبة بالتحالف مع سالم الواعر، وتمتلك كتيبته العديد من الدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وقال مسؤول محلي في بني وليد ل ((شينخوا)) إن " المجلسين المحلي والعسكري واللجنة الأمنية العليا لمدينة بني وليد مطرودة من قبل أعوان القذافي من المدينة وستتم عودتهم للمدينة بالقوة".
وأكد أن " لواء المنطقي الوسطي (قوات درع ليبيا) التابعة لرئاسة الاركان تتمركز شمال بني وليد عند بوابة وشتاتة " كما أكد " أن جزءا من القوات تتمركز عن المدخل الجنوبي لمدينة مسلاته بعد تلقيها أمرا بعدم التقدم لمدينة بني وليد حتى تتم المفاوضات لتسليم المارقين والمطلوبين والانصياع لأوامر الدولة".
وقال "في حال عدم الانصياع لذلك ستستخدم القوة لفرض هيبة الدولة وتحقيق العدالة". يذكر أن الجيش الليبي أعطى الأمر بالتحرك لمدينة بني وليد إثر ما قال إنه "تحرك بعض من مؤيدي القذافي لزعزعة أمن المدينة وخلق الفتنة في البلاد".