إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
ليبيا فى الصحافة العربية : «باهي».. يا ليبيا الحرة (1 - 2)
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليبيا فى الصحافة العربية : «باهي».. يا ليبيا الحرة (1 - 2)
«باهي».. يا ليبيا الحرة (1 - 2)
احمد الملا 6-5-2012
نقلا عن الشرق السعودية
دخلت مطار طرابلس، وأفكار متناقضة تتزاحم في رأسي، فبمجرد أن وصلتني دعوة مهرجان طرابلس للشعر العالمي الأول، قبل شهر حتى وافقت دون تردد، رغم كل المخاوف والتحذيرات، امتلكتني فكرة واحدة، هذه لحظة تاريخية لن تتكرر، بكل المعاني، ليبيا الخارجة للتو من أربعة عقود من الظلام، ليبيا التي تجاوزت حربا شرسة، ليبيا وهي تمد إلى الحرية خطوتها الأولى، ولي أن أكون شاهد عيان، بدلا من الحصول على عناوين مبتسرة من الأخبار التي لا ترى سوى ما تريد.
فوجئت بمطار فقير لدولة غنية، ولكن أحضان الأصدقاء في صالة الاستقبال، مسحت الصورة الفقيرة وأغنتها بفيض من السعادة. من تلك اللحظة انساق فؤادي لرؤية وتفحص الوجوه وسلوك الناس، بدلا من التركيز على هيئة المكان، قلت: كي أرى جوهر الحال، علي أن أتفحص وأتأمل البشر، وليس الحجر، فهم وحدهم أبناء اللحظة، واللحظة هي مخاض حقيقي، أما المدينة وشواهد المكان فهي بقية من زمن ولى وتحتاج إلى زمن لتتعافى من أثر الماضي.
في طريقنا إلى فندق باب البحر، لفت انتباهي ما حملته الجدران من رسومات وشعارات (غرافيتي) تلخص حالتين لا ثالث لهما، تأكيد العهد لشهداء الثورة، و الحرية بكل معانيها. طرابلس وكأنها مدينة بكر، مدينتها القديمة حيث أسوار قلعتها وأقواسها، قصباتها وزنقاتها الحميمة، مساجدها التي تختلط فيها الأعمدة الرومانية بالآيات والأهلة، مدينة قاومت بصلابة، ونجت.
بمجرد أن تدخل المدينة، وتختلط بالناس، سترى شعبا يغلب عليه عنفوان الشباب، ومشاعر تقفز في الهواء بعد كبت طويل، شهامة البدوي وحكمة البحار، ممزوجة بإحساس من قبض على كرامته وأعادها إلى جبينه بكبرياء وزهو. تسير في أزقة يبادرك فيها بالسلام، صغارٌ تملأهم الدهشة بمرأى الغرباء، وبلكنة أجنبية يناديك الشباب مجربين لغة أخرى، وبعربية فصيحة يجيبك الشيوخ بحكمة مقتضبة.
انفردت عن الوفد عددا من المرات، وتهت وحيدا بين الأحياء القديمة والبيوت، رغبت في الانفراد بعيدا عن السير مع جماعة الشعراء والمسؤولين، نزعت البطاقة التعريفية من صدري، وتهت وحدي، كلما بادرني أحد بلسان أجنبي، اقتربت منه بالسلام عليكم ورحمة الله، حينها يضج المكان بابتسامات طازجة، وتتداعى الكلمات بيننا كأننا نستعيد معرفة قديمة، ولا أغادر إلا والقلب مكتنز بالمزيد من أحساس يتراكم عميقا. إحساس غامض، خليط من مشاعر انتابتني كلما تحدثت مع الشباب والشابات، ولم يتضح إلا بعد أن التقيت في إحدى جولاتي الفردية، بشاب اسمه حسن، عندما سألته فجأة بعد بعض الكلمات التمهيدية، ماذا ترى أمامك الآن؟ كيف ترى الغد؟ حين قال: كأنني أخرج للتو من الظلام.. الظلام الطويل، والآن شمس تجهر عيني بحيث لا أستطيع أن أميز جيدا، هاهو حالي أحتاج قليلا من الوقت لأتمرن على الرؤية في النور.نعم تذكرت الانطباع الذي يتداعى أمامي عن الليبيين، قبل المجيء إلى طرابلس، إذ ضننت أني سأرى شعبا يمضي مثقلا بأوجاع الحرب، فإذا بي أراهم يهرولون خفافا إلى الحرية. وهي اللحظة التي عززت إيماني بربيع عربي أكثر جمالا.
وفي مشاهدات أخرى عن ليبيا، ومنها كيف جاءت ردود أفعال الناس عن السعودية، وانطباعات عن البحر والناس، في المقال القادم.
احمد الملا
احمد الملا 6-5-2012
نقلا عن الشرق السعودية
دخلت مطار طرابلس، وأفكار متناقضة تتزاحم في رأسي، فبمجرد أن وصلتني دعوة مهرجان طرابلس للشعر العالمي الأول، قبل شهر حتى وافقت دون تردد، رغم كل المخاوف والتحذيرات، امتلكتني فكرة واحدة، هذه لحظة تاريخية لن تتكرر، بكل المعاني، ليبيا الخارجة للتو من أربعة عقود من الظلام، ليبيا التي تجاوزت حربا شرسة، ليبيا وهي تمد إلى الحرية خطوتها الأولى، ولي أن أكون شاهد عيان، بدلا من الحصول على عناوين مبتسرة من الأخبار التي لا ترى سوى ما تريد.
فوجئت بمطار فقير لدولة غنية، ولكن أحضان الأصدقاء في صالة الاستقبال، مسحت الصورة الفقيرة وأغنتها بفيض من السعادة. من تلك اللحظة انساق فؤادي لرؤية وتفحص الوجوه وسلوك الناس، بدلا من التركيز على هيئة المكان، قلت: كي أرى جوهر الحال، علي أن أتفحص وأتأمل البشر، وليس الحجر، فهم وحدهم أبناء اللحظة، واللحظة هي مخاض حقيقي، أما المدينة وشواهد المكان فهي بقية من زمن ولى وتحتاج إلى زمن لتتعافى من أثر الماضي.
في طريقنا إلى فندق باب البحر، لفت انتباهي ما حملته الجدران من رسومات وشعارات (غرافيتي) تلخص حالتين لا ثالث لهما، تأكيد العهد لشهداء الثورة، و الحرية بكل معانيها. طرابلس وكأنها مدينة بكر، مدينتها القديمة حيث أسوار قلعتها وأقواسها، قصباتها وزنقاتها الحميمة، مساجدها التي تختلط فيها الأعمدة الرومانية بالآيات والأهلة، مدينة قاومت بصلابة، ونجت.
بمجرد أن تدخل المدينة، وتختلط بالناس، سترى شعبا يغلب عليه عنفوان الشباب، ومشاعر تقفز في الهواء بعد كبت طويل، شهامة البدوي وحكمة البحار، ممزوجة بإحساس من قبض على كرامته وأعادها إلى جبينه بكبرياء وزهو. تسير في أزقة يبادرك فيها بالسلام، صغارٌ تملأهم الدهشة بمرأى الغرباء، وبلكنة أجنبية يناديك الشباب مجربين لغة أخرى، وبعربية فصيحة يجيبك الشيوخ بحكمة مقتضبة.
انفردت عن الوفد عددا من المرات، وتهت وحيدا بين الأحياء القديمة والبيوت، رغبت في الانفراد بعيدا عن السير مع جماعة الشعراء والمسؤولين، نزعت البطاقة التعريفية من صدري، وتهت وحدي، كلما بادرني أحد بلسان أجنبي، اقتربت منه بالسلام عليكم ورحمة الله، حينها يضج المكان بابتسامات طازجة، وتتداعى الكلمات بيننا كأننا نستعيد معرفة قديمة، ولا أغادر إلا والقلب مكتنز بالمزيد من أحساس يتراكم عميقا. إحساس غامض، خليط من مشاعر انتابتني كلما تحدثت مع الشباب والشابات، ولم يتضح إلا بعد أن التقيت في إحدى جولاتي الفردية، بشاب اسمه حسن، عندما سألته فجأة بعد بعض الكلمات التمهيدية، ماذا ترى أمامك الآن؟ كيف ترى الغد؟ حين قال: كأنني أخرج للتو من الظلام.. الظلام الطويل، والآن شمس تجهر عيني بحيث لا أستطيع أن أميز جيدا، هاهو حالي أحتاج قليلا من الوقت لأتمرن على الرؤية في النور.نعم تذكرت الانطباع الذي يتداعى أمامي عن الليبيين، قبل المجيء إلى طرابلس، إذ ضننت أني سأرى شعبا يمضي مثقلا بأوجاع الحرب، فإذا بي أراهم يهرولون خفافا إلى الحرية. وهي اللحظة التي عززت إيماني بربيع عربي أكثر جمالا.
وفي مشاهدات أخرى عن ليبيا، ومنها كيف جاءت ردود أفعال الناس عن السعودية، وانطباعات عن البحر والناس، في المقال القادم.
احمد الملا
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: ليبيا فى الصحافة العربية : «باهي».. يا ليبيا الحرة (1 - 2)
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
عبدالله النيهوم- مشرف منتدي ألبوم الصور
-
عدد المشاركات : 5352
العمر : 44
رقم العضوية : 9184
قوة التقييم : 27
تاريخ التسجيل : 30/12/2011
رد: ليبيا فى الصحافة العربية : «باهي».. يا ليبيا الحرة (1 - 2)
مقال جد رائع ,,
أشكرك لنقله إلينا ..
أشكرك لنقله إلينا ..
pure heart- فريق
-
عدد المشاركات : 3085
قوة التقييم : 17
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
رد: ليبيا فى الصحافة العربية : «باهي».. يا ليبيا الحرة (1 - 2)
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
خالد محمد صالح- عميد
-
عدد المشاركات : 1112
العمر : 52
قوة التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2010
مواضيع مماثلة
» ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
» ليبيا فى الصحافة العربية "طرابلس تمارس التعذيب"
» ليبيا فى الصحافة العربية : ليبيا تنفي تعاقدها مع شركة G4S
» ليبيا في الصحافة العربية (الثلاثاء 24 يناير 2017)
» ليبيا فى الصحافة العربية جدل فى تونس بعد نفي الرئاسة نيتها ت
» ليبيا فى الصحافة العربية "طرابلس تمارس التعذيب"
» ليبيا فى الصحافة العربية : ليبيا تنفي تعاقدها مع شركة G4S
» ليبيا في الصحافة العربية (الثلاثاء 24 يناير 2017)
» ليبيا فى الصحافة العربية جدل فى تونس بعد نفي الرئاسة نيتها ت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR