إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
+4
pure heart
محمد اللافي
عبدالله النيهوم
dude333
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
«باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
جريدة الشرق السعودية
13-5-2012
افتتح مهرجان طرابلس العالمي للشعر، تحت قوس حجري غائر في أعماق المدينة القديمة المطلة على البحر المتوسط، في مساء 28 أبريل الفائت. رقت الشمس ما أن عزفت فرقة المالوف الليبي، التدريجة الطرابلسية، هابطة عبر البوابة التاريخية وكأنما افتتاحية عهد يعد بالأمل والبهجة، رقص حكيم المهرجان وكنا نعرفه متأملا، مقتصدا في تعبيره، ولا ينطق عن هوى، فاذا به يطلق أجنحة الطفل فيه، ويوقد بشمعته مهج الجالسين، ليفتحوا صدورهم لهواء غير مستعمل. على وقع عواطف مشبوبة، صعد الشعر بأناة، لغات متعددة، جمعها الحب وصعد بنا درجة درجة، لامس أفئدة حاضرة البال ومنتشية الخاطر. ومنذ غيمة الافتتاح جرى الشعر، صباحا ومساء، لثلاثة أيام خاطفة، مهرجان أسهم في وضع لبنته الأولى شباب وشابات، تقودهم أرواح ليست قابلة للاستسلام. سرقنا ما تبقى من اليوم الرابع في رحلة إلى الجبل الغربي، متوقفين عند موجة لم تفقد صبرها أبدا، على شاطئ صبراته، حيث ترجلنا مدهوشين أمام شموخ أعمدة تنتصب كأنها الأبد، قلاع تاريخية عبرت أزمنة وأحقابا، لم يقو الظلام على محوها، منحوتات تخفت قرونا، في باطن الحجر وآن لها أن تمد أجسادها الناجية بكبرياء ممزوج بأسى على مرأى من الشمس. المدرج الروماني يسند ظهره على المحيط، ويفتح شرفاته المطلة على الضفة الأخرى من العالم. كنت ثالث ثلاثة رموا ثيابهم على الرمل، وقفزوا في بحر صبراته، عدت شابا ما إن غسلت جسدي في موجة رفعت روحي عاليا ووعدتني بالثلج والخلود، تاركة في جيبي حجرا حملته معي ليسند الفؤاد يوم يشتد به الحنين. رافق طريقنا إلى يفرين كثير من الشعر والموسيقى، وما أن لامست أقدامنا قمة الجبل، حتى أدرك كل منا بيته العتيق، منا من اشتم شال أمه في الزعتر البري، ومنا من ذكرته معصرة الزيتون بأسلافه، ومنا من أقسم أنه ركع في خلوة هذا المسجد، أو سمع رنة جرس تلك الكنيسة.. مشينا خفافا لئلا ندوس على لغة أمازيغية تتطاير مثل عصفور خرج من قفصه للتو.. شربنا الشاي بالنعناع في شرفات تلف الوديان قبل الغروب، والتقطنا صورا كأنها مأخوذة لنا قبل وصولنا بعقود. في طريق امتدت وقطعت الصحراء نصفين، توقفنا عند كثيب رمل، وبدافع من هوايات صغيرة في تأمل الزهر وفصائل النبات، انشقت صفرته عن أعقاب ذخائر نحاسية وطلقات صدئة، تطل بهاماتها الصلعاء، لم يمل قلبي إلى حملها لرمزية المعنى، بل دست أطرافها لتغوص عن آخرها، فالرمل كفيل بأن يمحوها وينتظر، حالما بالشيح والنفل والخزامى، ينتظر قدوم المطر. سأؤجل حديث الوداع، لست ممن يستهويهم الفراق أبدا، سأعرج على تلك الإشارة اللماحة، حين يعرف ليبي أني قادم من بلادي «السعودية»، حينها يتهلل وجهه كمن يستحضر تاريخه الشخصي، غالبيتهم يبدأون بذكر أسماء عائلاتهم وأنها أصلا من جزيرة العرب، وهي أسماء حاضرة بكاملها في ذاكرتي، وكثير من يسأل من أي الجهات في السعودية، كمن يقرأ كفه ويقبض بزهو عليها، هكذا شعور لم أعهده في كثير من عواصم ومدن عربية، حيث لا تزال تلك النظرة النمطية السياحية والجاهزة عن كون المرء سعوديا.. في ليبيا لم أشعر بتلك الغصة أبدا، بل أصبحت أستعيد موطني بسبب ومن غير سبب، لأستزيد من إحساس كم افتقدته وأنا على سفر، نعم «باهي» يا ليبيا الحرة.
أحمد الملا
جريدة الشرق السعودية
13-5-2012
افتتح مهرجان طرابلس العالمي للشعر، تحت قوس حجري غائر في أعماق المدينة القديمة المطلة على البحر المتوسط، في مساء 28 أبريل الفائت. رقت الشمس ما أن عزفت فرقة المالوف الليبي، التدريجة الطرابلسية، هابطة عبر البوابة التاريخية وكأنما افتتاحية عهد يعد بالأمل والبهجة، رقص حكيم المهرجان وكنا نعرفه متأملا، مقتصدا في تعبيره، ولا ينطق عن هوى، فاذا به يطلق أجنحة الطفل فيه، ويوقد بشمعته مهج الجالسين، ليفتحوا صدورهم لهواء غير مستعمل. على وقع عواطف مشبوبة، صعد الشعر بأناة، لغات متعددة، جمعها الحب وصعد بنا درجة درجة، لامس أفئدة حاضرة البال ومنتشية الخاطر. ومنذ غيمة الافتتاح جرى الشعر، صباحا ومساء، لثلاثة أيام خاطفة، مهرجان أسهم في وضع لبنته الأولى شباب وشابات، تقودهم أرواح ليست قابلة للاستسلام. سرقنا ما تبقى من اليوم الرابع في رحلة إلى الجبل الغربي، متوقفين عند موجة لم تفقد صبرها أبدا، على شاطئ صبراته، حيث ترجلنا مدهوشين أمام شموخ أعمدة تنتصب كأنها الأبد، قلاع تاريخية عبرت أزمنة وأحقابا، لم يقو الظلام على محوها، منحوتات تخفت قرونا، في باطن الحجر وآن لها أن تمد أجسادها الناجية بكبرياء ممزوج بأسى على مرأى من الشمس. المدرج الروماني يسند ظهره على المحيط، ويفتح شرفاته المطلة على الضفة الأخرى من العالم. كنت ثالث ثلاثة رموا ثيابهم على الرمل، وقفزوا في بحر صبراته، عدت شابا ما إن غسلت جسدي في موجة رفعت روحي عاليا ووعدتني بالثلج والخلود، تاركة في جيبي حجرا حملته معي ليسند الفؤاد يوم يشتد به الحنين. رافق طريقنا إلى يفرين كثير من الشعر والموسيقى، وما أن لامست أقدامنا قمة الجبل، حتى أدرك كل منا بيته العتيق، منا من اشتم شال أمه في الزعتر البري، ومنا من ذكرته معصرة الزيتون بأسلافه، ومنا من أقسم أنه ركع في خلوة هذا المسجد، أو سمع رنة جرس تلك الكنيسة.. مشينا خفافا لئلا ندوس على لغة أمازيغية تتطاير مثل عصفور خرج من قفصه للتو.. شربنا الشاي بالنعناع في شرفات تلف الوديان قبل الغروب، والتقطنا صورا كأنها مأخوذة لنا قبل وصولنا بعقود. في طريق امتدت وقطعت الصحراء نصفين، توقفنا عند كثيب رمل، وبدافع من هوايات صغيرة في تأمل الزهر وفصائل النبات، انشقت صفرته عن أعقاب ذخائر نحاسية وطلقات صدئة، تطل بهاماتها الصلعاء، لم يمل قلبي إلى حملها لرمزية المعنى، بل دست أطرافها لتغوص عن آخرها، فالرمل كفيل بأن يمحوها وينتظر، حالما بالشيح والنفل والخزامى، ينتظر قدوم المطر. سأؤجل حديث الوداع، لست ممن يستهويهم الفراق أبدا، سأعرج على تلك الإشارة اللماحة، حين يعرف ليبي أني قادم من بلادي «السعودية»، حينها يتهلل وجهه كمن يستحضر تاريخه الشخصي، غالبيتهم يبدأون بذكر أسماء عائلاتهم وأنها أصلا من جزيرة العرب، وهي أسماء حاضرة بكاملها في ذاكرتي، وكثير من يسأل من أي الجهات في السعودية، كمن يقرأ كفه ويقبض بزهو عليها، هكذا شعور لم أعهده في كثير من عواصم ومدن عربية، حيث لا تزال تلك النظرة النمطية السياحية والجاهزة عن كون المرء سعوديا.. في ليبيا لم أشعر بتلك الغصة أبدا، بل أصبحت أستعيد موطني بسبب ومن غير سبب، لأستزيد من إحساس كم افتقدته وأنا على سفر، نعم «باهي» يا ليبيا الحرة.
أحمد الملا
عدل سابقا من قبل dude333 في 2012-05-13, 8:17 am عدل 1 مرات (السبب : تعديل العنوان)
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
عبدالله النيهوم- مشرف منتدي ألبوم الصور
-
عدد المشاركات : 5352
العمر : 44
رقم العضوية : 9184
قوة التقييم : 27
تاريخ التسجيل : 30/12/2011
رد: ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
رائع وتشكر علي نقلك بارك الله فيك
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 45
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
جميل جدا ,, و سعدت بقرأته ..
بارك الله فيك و وفقك ..
بارك الله فيك و وفقك ..
pure heart- فريق
-
عدد المشاركات : 3085
قوة التقييم : 17
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
رد: ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
كلام جدا منمق وأكثر من رائع ويشبه في الأسلوب للأساتذة الكرام ولد الجبل وسيف التميمي...عندما رأيت العنوان ظننتها نتيجة مباراة...مشكور ياأخي
فهناك تشابه كبير جدا بين الشعبين
فهناك تشابه كبير جدا بين الشعبين
فرح البلاد- مشير
-
عدد المشاركات : 5652
العمر : 51
رقم العضوية : 9798
قوة التقييم : 62
تاريخ التسجيل : 24/01/2012
رد: ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
خالد محمد صالح- عميد
-
عدد المشاركات : 1112
العمر : 52
قوة التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2010
رد: ليبيا فى الصحف العربية : «باهي» يا ليبيا الحرة (2 - 2)
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
مواضيع مماثلة
» ليبيا فى الصحافة العربية : «باهي».. يا ليبيا الحرة (1 - 2)
» عاااااااااااااجل رفع علم ليبيا الحرة وسط سرت
» تنسيقية الثوار وجمعية ليبيا الحرة تكرمان ثوار ومسؤولي ليبيا
» عااااااااااااااجل مراسل ليبيا الحرة
» أخبــار ليبيا في الصحف التركية 19/07/2012
» عاااااااااااااجل رفع علم ليبيا الحرة وسط سرت
» تنسيقية الثوار وجمعية ليبيا الحرة تكرمان ثوار ومسؤولي ليبيا
» عااااااااااااااجل مراسل ليبيا الحرة
» أخبــار ليبيا في الصحف التركية 19/07/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR