إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : مراد شبين : ألف باء ..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : مراد شبين : ألف باء ..
مراد شبين : ألف باء ..
29 مايو 2012
هناك من الساسة من يرسمون في أذهانهم صورا للشعب ثم يصدقونها، إلى أن يكتشفوا أن ذلك الشعب الذي يصفق لهم وينصب لهم التماثيل لا وجود له إلا على صفحات جرائدهم الرسمية، وشاشات قنواتهم الموجهة.
ومثل الساسة، هناك من الصحفيين من يتوهمون – دون استشارة أحد- أن الجمهور برغباته وأفكاره ومعتقداته ليس إلا نسخة عن رغباتهم وأفكارهم ومعتقداتهم.
فحين يغضبهم موقف يعممون غضبهم على ملايين القراء، وحين يخدش مشهد حياءهم، يتخيلون أن كل الجباه تقطر عرقا وأن كل الوجوه تحمر خجلا أمام شاشات التلفاز.. بل إنهم يرتدون الزي الرسمي لشرطة الأمر بالمعروف أحيانا، ليعلنوا ما يليق وما لا يليق بالقراء والمشاهدين.
على هؤلاء أن يفركوا عيونهم ويستفيقوا قليلا ليكتشفوا العالم من حولهم .. فقد ولى عصر المؤدب الذي يرهب الأطفال بالفلقات ويهددهم بالعصي.. ولم يبق في زمننا متسع لمحتكري الحقيقة وموزعي شهادات حسن السلوك على البشر..
على هؤلاء الذين يصنعون لأنفسهم شرعية باسم “رغبات الجمهور” أن يبحثوا عن بكارة جديدة، لأن العصر تغير.. والجمهور الذي كانوا يعتقدون أنه قطيع من الغنم، يطعمونه الكلأ الذي يريدون ويدخلونه الزريبة التي يختارون.. ذلك الجمهور تحرر اليوم من مافيا الفكر الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد..
نحن في زمن ثار فيه القطيع على الحظيرة وأصبح يشترك في خدمات الهاتف والانترنت والباقات الرقمية التي تربطه بكل الخرفان عبر نقاط العالم الأربع.
لم يعد الرأي مفردا ولا الفكر مفردا ولا القيم مفردة.. لم يعد جمع المذكر السالم يُرهب تاء التأنيث، ولم تعد الأفعال تخشى حروف الجزم، تحررت الكلمات من إرث معانيها المتحجرة، والشعوب من أعباء تقاليدها المشفرة، وتحررت أحلام الأطفال من كابوس الغول الذي أرعب لقرون مخيلاتهم الطرية.
ليس من حقي كصحفي أن أحدثكم إذن عن خصوصية الجمهور، لأنني في الحقيقة أتحدث عن خصوصيتي أنا. وليس من حقي أن أفصل ثوبا على مقاسي للجمهور العربي، لأن الانفتاح والتنوع ومنظمة التجارة العالمية ومارك زوكربرغ والألياف البصرية وربيع الثورات وأشياء كثيرة أخرى قد كسرت شوكة من يحتكرون الحقيقة..
ليس من حقي ولا من حق أي صحفي أن يعلن ما يحبه أو يكرهه الجمهور إلا وفي يده إحصائية مؤسسة واستفتاء موثق ..
ما عاد مناسبا ولا لائقا أن نصفق لنزاهة الانتخابات هنا وهناك، ونكتب على صدور صحفنا أن الشرعية تمنحها الشعوب.. ثم نأتي في المساء فنتحول إلى ناطقين باسم القراء والمشاهدين دون تفويض ولا تزكية..
وإلا فما الفرق بيننا وبين من أسقطتهم انتفاضة البوعزيزي في تونس وتمرد ميدان التحرير في القاهرة.. أليس حريا بنا أن نلقن أنفسنا أبجديات الديموقراطية قبل موعد نشرة الأخبار.. ولو ببضع دقائق؟
مراد شبين
عن: سكاي نيوز عربية
29 مايو 2012
هناك من الساسة من يرسمون في أذهانهم صورا للشعب ثم يصدقونها، إلى أن يكتشفوا أن ذلك الشعب الذي يصفق لهم وينصب لهم التماثيل لا وجود له إلا على صفحات جرائدهم الرسمية، وشاشات قنواتهم الموجهة.
ومثل الساسة، هناك من الصحفيين من يتوهمون – دون استشارة أحد- أن الجمهور برغباته وأفكاره ومعتقداته ليس إلا نسخة عن رغباتهم وأفكارهم ومعتقداتهم.
فحين يغضبهم موقف يعممون غضبهم على ملايين القراء، وحين يخدش مشهد حياءهم، يتخيلون أن كل الجباه تقطر عرقا وأن كل الوجوه تحمر خجلا أمام شاشات التلفاز.. بل إنهم يرتدون الزي الرسمي لشرطة الأمر بالمعروف أحيانا، ليعلنوا ما يليق وما لا يليق بالقراء والمشاهدين.
على هؤلاء أن يفركوا عيونهم ويستفيقوا قليلا ليكتشفوا العالم من حولهم .. فقد ولى عصر المؤدب الذي يرهب الأطفال بالفلقات ويهددهم بالعصي.. ولم يبق في زمننا متسع لمحتكري الحقيقة وموزعي شهادات حسن السلوك على البشر..
على هؤلاء الذين يصنعون لأنفسهم شرعية باسم “رغبات الجمهور” أن يبحثوا عن بكارة جديدة، لأن العصر تغير.. والجمهور الذي كانوا يعتقدون أنه قطيع من الغنم، يطعمونه الكلأ الذي يريدون ويدخلونه الزريبة التي يختارون.. ذلك الجمهور تحرر اليوم من مافيا الفكر الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد..
نحن في زمن ثار فيه القطيع على الحظيرة وأصبح يشترك في خدمات الهاتف والانترنت والباقات الرقمية التي تربطه بكل الخرفان عبر نقاط العالم الأربع.
لم يعد الرأي مفردا ولا الفكر مفردا ولا القيم مفردة.. لم يعد جمع المذكر السالم يُرهب تاء التأنيث، ولم تعد الأفعال تخشى حروف الجزم، تحررت الكلمات من إرث معانيها المتحجرة، والشعوب من أعباء تقاليدها المشفرة، وتحررت أحلام الأطفال من كابوس الغول الذي أرعب لقرون مخيلاتهم الطرية.
ليس من حقي كصحفي أن أحدثكم إذن عن خصوصية الجمهور، لأنني في الحقيقة أتحدث عن خصوصيتي أنا. وليس من حقي أن أفصل ثوبا على مقاسي للجمهور العربي، لأن الانفتاح والتنوع ومنظمة التجارة العالمية ومارك زوكربرغ والألياف البصرية وربيع الثورات وأشياء كثيرة أخرى قد كسرت شوكة من يحتكرون الحقيقة..
ليس من حقي ولا من حق أي صحفي أن يعلن ما يحبه أو يكرهه الجمهور إلا وفي يده إحصائية مؤسسة واستفتاء موثق ..
ما عاد مناسبا ولا لائقا أن نصفق لنزاهة الانتخابات هنا وهناك، ونكتب على صدور صحفنا أن الشرعية تمنحها الشعوب.. ثم نأتي في المساء فنتحول إلى ناطقين باسم القراء والمشاهدين دون تفويض ولا تزكية..
وإلا فما الفرق بيننا وبين من أسقطتهم انتفاضة البوعزيزي في تونس وتمرد ميدان التحرير في القاهرة.. أليس حريا بنا أن نلقن أنفسنا أبجديات الديموقراطية قبل موعد نشرة الأخبار.. ولو ببضع دقائق؟
مراد شبين
عن: سكاي نيوز عربية
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
مواضيع مماثلة
» مراد شبين : فليسقط عنترة
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : أمّ في جحيم القذافي
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : أمّ في جحيم القذافي
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR