إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
كلية التربية بطرابلس.. والقاعة 103
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كلية التربية بطرابلس.. والقاعة 103
كلية التربية بطرابلس.. والقاعة 103
د. فتحي الفاضلي
مقر كلية التربية بطرابلس، اخطر مؤسسة في الدولة، عبارة عن مدرسة محطمة، لا تصلح ان تكون مخازن لعلف الحيوانات.
الدكتور عامر جابر- عميد كلية التربية- طرابلس
من بين اخطر مؤسسات الدولة، تبرز كلية التربية، كاكثر المؤسسات حساسية ومكانة واهمية، بل وتتضاعف هذه الاهمية، اضعافا مضاعفة، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، التي يمر بها الوطن. فامام كلية التربية، اصعب وانبل وارقى مهمة، فامامها اعادة صياغة الانسان الليبي، من خلال اعداد المعلم المربي، القادر على تطهير عقول ونفوس وقلوب الاجيال الجديدة، من مخلفات العقود الاربعة العجاف، وما خلفته تلك العقود من عوامل التدمير النفسي والثقافي والعلمي والاجتماعي. ليس فقط تطهير العقول والنفوس والقلوب، بل واحلال قيم الخير والعدل والامن والبناء والحرية والمواطنة والامان، وحب العمل، والمشاركة، والايثار، والانتاج، وغيرها من القيم والسلوكيات النبيلة، بل والمهارات ايضا، وهذه، ولا شك، مهمة تاريخية، وامانة ثقيلة، ورسالة عظيمة، تحملها كلية التربية، والقائمون عليها.
لقد كتبت جزء من هذا اللقاء او التقرير، وانا اتطلع الى سقف احدى الغرف، التي يتلقى فيها طلبة كلية التربية المحاضرات. تسمى هذه الغرفة، جزافا، القاعة "103"، وما هي بقاعة، بل هي اقرب الى المخبأ او المخزن او الكهف، او غرفة الاعتقال، من اي شيء اخر. المياه تتسرب، من الطابق الاول (قاطر) ليحول الغرفة (المخبأ) الموجودة في الطابق الارضي الى بركة ماء، وليتقافز الطلبة من بقعة الى اخرى، داخل تلك الغرفة، هربا من "القاطر"، بل قد يتنقل نفس الطالب اكثر من مرة، اثناء نفس المحاضرة. يتنقل من بقعة في القاعة اللاقاعة، الى اخرى ، تبعا لنشاط وتوقيت تساقط الماء، وحسب البقعة التي يروق للماء التسرب منها. هي اذا لعبة شطرنج بين الماء والطلبة، لا تتوقف طوال المحاضرة.
صدق او لا تصدق، اتحدث هنا عن كلية التربية بطرابلس (العاصمة). الماء يتسرب من سقف غرفة في الطابق الاول، تسمى هي الاخرى، جزافا، بـ"معمل الكيمياء". اما الشي المسمى "معمل"، فلم يأكل عليه الدهر ويشرب، فالدهر لم يعد يجد ما يأكله او يشربه من المعمل. الدهر ابتلع المعمل بكامله، حوله الى اطلال اطلال. المعمل جمع ما لم تجمعه فريسته السفلى (القاعة)، جمع عناصر الفقر والبؤس والفاقة. ضيق المكان، الغبار، الرطوبة، الروائح، العفونة، الاملاح، والمحاليل التي تحولت بنفسها الى اشياء اخرى، المعدات والادوات والتجهيزات القديمة المهترئة، الانابيب التي لا تصلح الا للدفن، كي لا يؤذي منظرها البشر، الجدران القبيحة، الارضية التي تحتاج الى ارضية، واخيرا، المعمل بكامله، والذي يحتاج الى معمل.
اكبر مؤسسات الدولة مكانة، واهم مؤسسة في الوطن، واكثرها حساسية، كلية التربية، مقرها عبارة عن مدرسة ثانوية قديمة محطمة. ابواب محطمة، نوافذ محطمة، اسقف التهمتها الرطوبة، جدران تحس ان الطلاء لم يمسها منذ الف عام وعام اخر. مقاعد ترفض ان تقبلها مجمعات القمامة. حمامات شبه مهشمة، ساحة لا تتسع لتلاميذ المدارس الابتدائية، فما بالك بخمسة الاف طالب وطالبة، ينتسبون الى كلية التربية- بطرابلس. مكتبة تصلح ان تكون، مكتبة لنادي صغير. نوافذ ان نجحت في قفلها، فلن تنجح في فتحها، الا بشق الانفس، وان نجحت في فتحها، فلن تنجح في قفلها، الا بشق الانفس.
طلبة كلية التربية، التي يعول عليهم الوطن، في تنشئة جيل لقيادة البلاد، يتقافزون داخل الفصول، بل الزنازين، من بقعة الى اخرى، في سباق ساخن، قبل بداية كل محاضرة، للحصول على كرسي او مقعد، يمكن ان يسمى كرسي او مقعد. قاعات المحاضرات، فصول دراسية، لا تنفع الا للهدم.
تى المنطقة، المحيطة بالكلية المحطمة، زادت المشهد البائس بؤسا، فلا يمكنك الوصول الى الكلية، قادما من اية جهة في مدينة طرابلس، الا وتمر على جسر (كوبري)، يسمى بكوبري باب تاجوراء (ليس في مدينة تاجوراء)، يعلو جزيرة دوران كبيرة، يتجمع حولها، وعلى اطرافها، جيش من الباعة، يبيعون الطماطم، والموز، والبيض، والبطيخ، والبرتقال، وغير ذلك، مما يميز اسواق الخضرة، عن المؤسسات التعليمية. ومن النادر ان يخلو المنظر، من مشادة، من المشادات التي يعشقها الليبيون، بين الباعة، او بين الزبائن والباعة، حول اي شيء، وحول كل شيء. تحتظنك هذه المشاهد وبلهفة، ودون ان تنجح في تفاديها. ليس ذلك فحسب، بل تحتظنك في الصباح الباكر، وقبل وصول الباعة، او في المساء بعد مغادرتهم للمنطقة، تحتظنك، بقايا اليوم السابق، من اكوام البيض الفاسد، وقشور البيض، وصناديق الخضروات الفارغة، واكداس البطيخ الفاسد، وجبل من الاوساخ والاوراق والاكياس والصناديق والقاذورات.
يحتظنك، قاب قوسين او ادنى من الكلية، كل شي في المدينة، كل شيء لا علاقة له بالدرس، والمحاضرات، والمعلم، والعلم، والدروس، والتربية، والبحث، والتعليم، والبحوث. يحتظنك دخان السيارات، واصوات المنبهات، يحتظنك الازدحام، والخصومات، والصراخ، تمتزج كل هذه العناصر، مع مكونات المؤسسة التعليمية، ومكونات سوق الخضرة، ومكونات الشارع الليبي.
قبل ان تدخل الى اخطر واهم مؤسسة علمية في الدولة، كلية التربية، تلفك الحيرة والاسف والاسى، فثلاثة ارباع العالم يقتات على بترولنا. يبنون لاولادهم وبناتهم، من ريع بترولنا احدث المدارس والكليات والمعاهد، يتمتع اولادهم، وبناتهم، باحدث ما تم اكتشافه، وتصنيعه، في عالم التقنية العلمية. اما نحن، اصحاب النفط الاصليين، فكلية التربية عندنا، عبارة عن مدرسة، لا تصلح ان تكون حتى مخازن لعلف الحيوانات.
العنصر الوحيد الذي يخالف هذا المشهد (مشهد البؤس المركب)، ويشد من عزم المرء، هي حماس العاملين في الكلية: من الادارة الى اعضاء هيئة التدريس، الى الطلبة والطالبات، الى الموظفين والعاملين. الجميع يريد ان يصنع شيء ما، الكل يحاول ان يعطي، وان يبدع، وسط هذه الظروف الخارجة عن نطاق التغطية. الجميع يحاول ان ينتج ما يمكن انتاجه، وان يساهم بما يمكن ان يساهم به، من اجل ليبيا الوطن. ترى في وجوه الاغلبية عزم على هزيمة الهزيمة، والخروج بانتصار ما للوطن، في عالم التربية والتعليم. تلمس عزم وتصميم وطموحات غير محدودة، بالرغم من كل شيء.
التقيت الدكتور عامر جابر عميد كلية التربية، وهو رجل تغلب عليه الهيبة والجدية والرصانة، قليل الكلام، تقراء في وجهه، وبكل سهولة، هموم وطموح واهتمام. طرحت عليه فكرة اعداد ونشر تقرير عن الكلية، وما تعاني منه الكلية. وكان اول الغيث (باذن الله) قطرة، فقد رحب وبكل سرور. وعندما استاذنته في الحديث مع شخصيات اخرى في الكلية، بجانب شخصه الكريم، في حديث مفتوح حول الكلية، دورها ومعاناتها ورسالتها واحتياجاتها، ازداد الرجل سرورا وتشجيعا، وسمح لي، مشكورا، وبدون تحفظ، بالحديث مع من شئت، متى شئت، وحول اي مجال او موضوع داخل الكلية. الرجل وبكل اختصار، اعطاني ما يشبه الضوء الاخضر، في اقل من دقيقة. ليس ذلك فحسب، بل اطلعني على مراسلات وملفات ووثائق، تخص جهود مضنية، تقوم بها الكلية، نحو اصلاح الكلية، والرقي بها، واعدادها، من جميع الجوانب، لاداء رسالتها على الوجه الاكمل.
سألت الدكتور عامر جابر حول مدى استعداد الكلية لاداء دورها، وحمل هذه الرسالة العظيمة، ومدى استعدادها لمواجهة متطلبات هذه المرحلة الحرجة، والحساسة من تاريخ ليبيا. كما اتسع نطاق الحديث، ليشمل صياغة اهداف وفلسفة تربوية جديدة، تواكب مرحلة ما بعد الثورة، والخطط الجديدة التي وضعتها الكلية لتطويرها، من جميع الجوانب، والرقي بها حتى تكون قادرة على اداء مهامها الحساسة تجاه الوطن. كما انتقلت التساؤلات الى العوائق الادارية والمادية والبشرية، التي تواجه الكلية. وتركنا الحديث حول حالة المبنى، الى نهاية اللقاء.
استهل الدكتور عامر حديثه بالقول: ان الكلية مثلها مثل أي من مكونات الدولة بعد ثورة 17 فبراير، التي خلصت الشعب من عقد الحاكم القذافي، والزعيم الأوحد، والمعلم الأوحد، والمهندس الاول، ... إلخ. وبالتالي فإن الكلية، وبجميع مكوناتها، معنية بتصحيح مسارها، وتعديل أهدافها، ورؤاها، بما يحقق التطور والتقدم، في بناء الإنسان، الذي يساهم في إعادة بناء ليبيا الحديثة. ومن أهم أهداف الكلية في هذه المرحلة، إعادة النظر في كافة برامجها، وتعديل ما يجب تعديله منها، أو تغييره، بما يتوافق ومتطلبات الأهداف التربوية والتعليمية، لخلق المعلم المتمكن، القادر على صناعة أجيال الثورة.
وحول مدى استعداد الكلية لمواجهة متطلبات هذه المرحلة الحرجة، يقول الدكتور عامر، إذا كان المقصود بالاستعداد هو عقد العزم، وحشد الطاقات المتوفرة، فإن النية متوفرة وبحماس شديد، أما إذا كان من الناحية العملية، فالأمر يتوقف على مدى استعداد مكونات الدولة، لتوفير المتطلبات المادية، التي كثيراً ما تكون عقبة أمام الكلية والجامعة، في تنفيذ طموحاتها، والوفاء بالتزاماتها.
ويضيف الدكتور عامر قائلا: إن كلية التربية، بجامعة طرابلس، تسعى لأداء الدور المناط بها، بشتى الوسائل. فمن حيث العلوم التربوية، تعمل الكلية على تطوير مقرراتها، بما يتوافق ومتطلبات إعداد المعلم الناجح، القادر على أداء رسالته بكل مهنية وإتقان.
وتعمل الكلية ايضا، على استقطاب أفضل العناصر المؤهلة تأهيلاً تربوياً مميزا، كما تعمل على الدفع بالعناصر العاملة حالياً بالكلية، إلى التواصل مع الكليات والأقسام المناظرة محلياً و دولياً، للاطلاع على المستجدات في طرائق التدريس، واستخدام الأساليب المستحدثة في مجال التعليم، والتأهيل التربوي، والعمل بكل جدية، للتخلص من الطرائق التقليدية، التي تعتمد على التلقين. بالاضافة الى نقل الطالب من حالة المتلقي، إلى حالة المشارك في العملية التعليمية.
وحول تطوير العملية التعليمية، يقول الدكتور عامر جابر: وشعوراً من الكلية بأهمية الوقت، فإنها اتخذت خطوات مهمة، من أجل تطوير العملية التعليمية، فقامت الكلية بتشكيل لجان على مستوى الأقسام، لمراجعة المقررات، وتعديلها، بما يحقق أعلى نسبة من الجودة والتطوير. ولم يقتصر عمل الكلية على المجال التأهيلي للتعليم الجامعي، بل قامت، من خلال لجنة مشكلة على مستوى الجامعة، وبرعاية الكلية، بتقديم مقترح للتأهيل التربوي، لأعضاء هيئة التدريس، للتخصصات غير التربوية، بحيث يتم تأهيل من يحملون شهادات الماجستير والدكتوراه تربوياً، قبل قيامهم بعملية التدريس الجامعي، ونراها بأنها خطوة على الطريق الصحيح، يجب أن تتخذ الإجراءات التنفيذية بشأنها.
ويضيف الدكتور عامر، عميد الكلية، قائلا: ان الكلية تنوي الاخذ بالجوانب التطويرية، من جميع وجوهها، والتي من أهمها القضاء على العوائق، التي تواجه التنفيذ، والمتمثلة في النظام الإداري العقيم، والدورة المستندية، التي تعاني منها كافة مكونات الدولة، والتي لا زالت تُرسخ المبادئ التي اعتمد عليها الطاغية، في القضاء على الإدارة، وبث الفوضى، وعدم الالتزام، وتشجيع اللامسؤولية، وتعطيل القوانين. بالإضافة إلى عدم توفير الحد الأدنى، من متطلبات نجاح العملية التعليمية، ناهيك عن متطلبات إعادة البناء والتطوير.
كما ان العملية التطويرية، تعتمد على الدعم المادي الذي تقرره الدولة، سواء من حيث توفير المتطلبات المادية، من معامل، ومن وسائل تعليمية حديثة، أو بتوفير متطلبات الرعاية، لأعضاء هيئة التدريس، بما يمكنهم من سرعة الاطلاع على أحدث المستجدات في العملية التعليمية، محلياً ودولياً. وفي مجال الإعداد الجيد للطلاب، فإن الأمر يتعلق بتوفير المناخ الملائم للطالب، من حيث توفير المكتبة الحديثة، ووسائل الاطلاع المتطورة، وسهولة حصوله على الكتب، والمراجع العملية، وبأسعار مخفضة ومقبولة.
أما من حيث الوسائل التعليمية والتربوية، فإنه بالرغم من المطالبات المتعددة السابقة، الموجهة إلى إدارة الجامعة، لتوفير الوسائل المتطورة، والمعامل الحديثة، ومقتنيات عرض المعلومات، إلاّ أنه وبكل أسف لم تتم الاستجابة لهذه المطالب حتى يومنا هذا. وأخيراً تحصلت الكلية على وعد، بتوفير هذه المتطلبات من قبل إدارة الجامعة الجديدة، ونأمل أن توفق للوفاء بهذه الوعود.
وساكتفي هنا، ومؤقتا، بهذا الجزء من مشاركة السيد عميد كلية التربية بطرابلس، وساعود الى الدكتور عامر للحديث عن جوانب هامة اخرى، تخص الكلية ومبنى الكلية. بعد الانتهاء من الجزء التالي من هذا التقرير. فقد القيت نفس السؤال او التساؤل، على مجموعة كريمة من رؤسا اقسام، واعضاء هيئة التدريس بالكلية، جمعتني بهم غرفة في الطابق الاول، من الكلية المدرسة، او المدرسة الكلية، غرفة تستخدمها ثلاثة اقسام من اقسام الكلية كمقر لمكاتبها (قسم التربية وعلم النفس، وقسم التربية الخاصة، وقسم اللغة الانجليزية). يشمل رواد تلك الغرفة، اعضاء هيئة التدريس، ورؤساء الاقسام، ممن كانت لي علاقة اتصال مباشر معهم. رايت - وكما ذكرت- ان اطرح على "رواد الغرفة"، نفس التساؤل، اي مدي استعداد كلية التربية لاداء رسالتها.
والشيء الذي يبشر، باذن الله، بكل خير، انني لمست، حماسا، من الجميع تقريبا، على المشاركة، في هذا الحديث. دفعني هذا الحماس الايجابي، الى ان اطرح نفس السؤال، او التساؤل، الذي تفضل السيد العميد بالاجابة عليه، على كل من يتردد، او يعمل، او يستخدم، تلك الغرفة. وقد خرجت بباقة من الاراء، ارى من حق الكلية، ان يطلع عليها الاخوة المسؤلين في الدولة، وفي الجامعة، بل وان ياخذوها في الاعتبار، وان يعملوا بها، خاصة وانها جاءت من قلوب ونفوس وعقول، تحس بالوطن، والام الوطن. وقد رتبت مشاركات الاخوة، والاخوات الكرام، حسب تسلسل استلام الاجابات، او المشاركات، او الاستماع اليها، وتدوينها.
تقول الاستاذة نجاح عبد الحميد الطبيب (رئيسة قسم التربية الخاصة – ماجستير اصول تربية- وعضو هيئة التدريس): ان من اكبر الكوارث التي واجهت التربية والتعليم في ليبيا، هي فصل التربية عن التعليم. لذلك لابد من العودة الى الصيغة السابقة (التربية والتعليم)، لتشمل الجوانب الخلقية والاجتماعية والاكاديمية والنفسية. كما تدعو الاستاذة نجاح، الى اعادة صياغة المقررات الدراسية في الكلية، ومراجعة معايير قبول الطلبة، بالاضافة الى اخذ رغبة الطالب في الاعتبار، لكي نوجهه الوجهة، التي يمكن ان يبدع او يتفوق فيها.
وتضيف الاستاذة نجاح الطبيب، اننا نعاني كقسم (قسم التربية الخاصة)، من غياب معيار تحديد درجة الاعاقة، وغياب الاخصائي الاجتماعي، بالاضافة الى نقص في اعضاء هيئة التدريس في القسم. كما تشجع الاستاذة نجاح، عملية توجيه البحوث والدراسات، التي يقوم بها اعضاء هيئة التدريس، نحو قضايا تهم المجتمع، وتصب في نفس الوقت، في صالح الكلية والجامعة بصفة عامة. وتختم الاستاذة نجاح، مشاركتها، بالقول ان القسم يطمح في تأسيس معمل للتربية الخاصة.
اما الدكتورة نجاة القاضي (رئيسة قسم التربية وعلم النفس - وعضو هيئة التدريس) فتقول، حول نفس الموضوع (اي مدى استعداد الكلية لحمل الامانة المناطة بها)، اننا في حاجة الى اخراج انسان مربي اولا، ومتعلم ثانيا. كما اننا في حاجة الى مراجعة المناهج، وتأسيس مكاتب توجيه وارشاد علمية وتربوية. كما تنوه الدكتورة نجاة الى غياب قيم عديدة، وتؤكد على ضرورة وضع قوانين جديدة، تنظم الجامعة بصفة عامة. اما فيما يخص اعضاء هيئة التدريس، فترى الدكتورة نجاة، ضرورة العمل على تكثيف الدورات التدريبية، وورش العمل المركزة، لاعضاء هيئة التدريس بهدف تاهيلهم للمرحلة القادمة. وقد سبق للدكتورة نجاح، ان قدمت بحثا بعنوان: "الاداء التربوي للاستاذ الجامعي، وعلاقته بتكوين الطالب"، وهو بحث قامت به في جامعتي طرابلس- وبنغازي (قاريونس سابقا).
وتضيف الاستاذة فاطمة محمد بن عثمان (عضو هيئة تدريس - قسم التربية الخاصة): ان الامر يتطلب الخروج من نطاق الشعارات، والنظريات، الى امكانية الفعل نحو تطوير الانسان. ومما لا شك فيه، ان اضافة مواد دراسية تساعد الطلبة على فهم انفسهم، وادراك ما يحدث في العالم، وكيفية التعامل مع المعرفة، واكتساب القدرة على التفكير الايجابي، ورسم اهداف مستقبلية، ودعم النظرة الايجابية للحياة، للرفع من مستوى الثقة في النفس، والقدرة على السيطرة على ما يحدث في حياتنا - لا شك - ان ذلك سوف يتولد عنه نشاط او سلوك انساني ايجابي، ينمي الاحساس بالقيم الرفيعة. كما تدعو الاستاذة فاطمة، الى اشراك الطلاب في النشاطات التي تسهم في رسم الاستراتيجيات، وبناء الخطط، من خلال استثمار مشاريع التخرج.
اما الاستاذ محمد احمد عسكر(عضو هيئة التدريس - قسم التربية وعلم النفس) فيرى ان مهمة اعداد جيل واع، يؤثر ويتأثر ايجابيا بالمتغيرات الواقعة، يبدأ من المراحل التعليمية الاولى، ويتوقف على مدى توافر معلم، يدرك دوره، ويؤمن برسالته، المتمثلة في اعداد الاجيال للحياة بكفاءة واقتدار في الالفية الثالثة. ويؤمن الاستاذ محمد، ان دور كلية التربية في اعداد المواطن الواعي، هو دور هام وفعال،، لكنه يؤمن ايضا، بان المهمة، بشكل عام، ليست سهلة، لان رواسب اربعة عقود من الافكار والممارسات والدعوات الخاطئة، لا يمكن تغييرها بسهولة. وينصح بتكثيف البرامج التثقيفية والتوعوية، ليس عبر المحاضرات العامة فقط، نظرا لضيق الوقت في ظل نظام الفصل الدراسي، بل عبر اعداد الاستاذ الفاعل، المؤمن بجدوى التغيير والاصلاح، وسيكون لهذا المعلم او الاستاذ، تاثيرا ايجابي على طلابه.
ويرى الاستاذ محمد عمر حبيل (عضو هيئة التدريس- قسم التربية الخاصة) ان مسيرة التغيير الحقيقي، تتطلب برامج حقيقية، تتوجه الى نفوس وعقول الطلاب، والعاملين، فهناك، كما يرى الاستاذ محمد، ضعف في البرامج، يصاحبه ضعف شديد في الامكانيات.
ويشارك الدكتور علي محمد عيسى، في هذا الحوار، فيقول ان النظم التعليمية، تواجه في الاونة الاخيرة تحديا كبيرا، هذا التحدي، هو تحسين جودة التعليم، الذي تقدمه المؤسسات التعليمية، بما فيها كلية التربية، ولهذا فان التحديات العلمية والتكنولوجية، وكذلك الاجتماعية، اجبرت الدول والحكومات، على اعادة النظر في النظم التعليمية، لمواكبة هذه التحديات، خاصة بعد ان اكدت الكثير من المؤتمرات الدولية، ان التحدي الرئيسي الحالي للتعليم، ليس فقط تقديم التعليم لكل مواطن، ولكن التاكيد على ان يقدم بجودة عالية. لذا اصبح – كما يرى الدكتور علي - من الضروري الاهتمام بالتطوير والتحسين المستمر بكليات التربية، وتقديم خدمات تعليمية متميزة داخل هذه الكليات، تمشيا مع تقرير اللجنة الدولية للتربية، للقرن الحادي والعشرين، حيث اثرت على تحسين الجودة، وانتقاء المعلمين، وجودة تدريبهم، والارتفاع بمكانتهم، وظروف عملهم.
وتقول الاستاذة كميلة سعد صالح (عضو هيئة تدريس- قسم التربية وعلم النفس- تخصص اصول تربية)، تقول: ان كلية التربية، من اهم الكليات، لانها تقوم باعداد معلم الغد، الذي يقوم بتعليم الطبيب، والمهندس، والمحامي، والمعلم. وتضيف قائلة: اننا وباختصار، نعد المعلم الذي سوف يبني لنا انسان المستقبل. فالعبء الاكبر في تكوين المجتمع، يقع على عاتق كلية التربية. فحسب اعدادنا للمعلم، ستكون نوعية انسان المستقبل، وبالتالي طبيعة المجتمع. وتنظر الاستاذة كميلة الى مهنة التعليم، كمهنة شريفة، شرف معلموها الاوائل، وهم الانبياء (إنما بعثت معلما..).
كما تذكرنا الاستاذة كميلة قائلة: بانه لا احد يستطيع ان ينكر جميل هذه الكلية، في تخريج دفعات جيدة من المعلمين والمعلمات، في السنين السابقة. ولكي تؤدي رسالتها، على الوجه الاكمل، ترى الاستاذة كميلة، اننا في حاجة الى تطوير المناهج وطرق التدريس. كما ان توفر وسائل التعليم الحديثة، سيساعد على تبني طرق تدريس حديثة في الكلية.
ونظرا لحالة المبنى، ونقص الوسائل التعليمية، وضحالة المكتبة، فان الاستاذة كميلة، ترى صعوبة تأدية الكلية لرسالتها بهذه الصورة، وبهذه النواقص. لكنها تؤكد اننا نستطيع، الى ان تتوفر العناصر المطلوبة، ان نغرس القيم والمباديء والمثل العليا والامل في غد افضل واسعد. وتقول، اننا لا نستطيع ان نحدث تغييرا جذريا، في هذه المرحلة الحرجة، ولكن لدينا الامل، بمستقبل افضل، تتحقق فيه كل الامال والطموحات، عبر العمل الدؤؤب. فالكلية بهذا الوضع، وهذه الصورة السيئة، لا تستطيع ان تصل الى مستوى الجودة. وتضيف قائلة: اصل، او لا اصل، المهم ان لا اتوقف عن المحاولة، تلك هي الارادة.
وتشاركنا الاستاذة زهرة ابوبكر الحمال (عضو هيئة تدريس - قسم التربية الخاصة – تخصص مناهج وطرق تدريس). قائلة: لا يمكن ان نتوقع بان يكون لكلية التربية المقدرة على اداء دورها الطبيعي، كمؤسسة تربوية في المجتمع سواء قبل او بعد الثورة، لان ارث اربع عقود، اكبر من ان نتجاوزه في ثمانية اشهر. كل ما نتوقعه في الوقت الحالي، الاعتماد على الجهود الفردية، سواء من الادارة او الاساتذة او من الطلاب، او حتى من الموظفين، لمحاولة الاصلاح، او حتى لمحاولة تحديد مواطن الخلل. ولكي نفعل دور كلية التربية، ترى الاستاذة زهرة، انه لابد من اعادة النظر في هيكلية النظام التعليمي بشكل عام، عبر تظافر الجهود الفردية، التي تبذل في الوقت الحالي، لبناء اساس فعلي، لهيكلة كلية التربية، وفق نظم الجودة العالمية، وما يتناسب وطبيعة المرحلة، بدء من تحديد معايير لقبول الطلاب، الى اعادة النظر في اهداف الكلية، واعادة النظر في المقررات الدراسية، وتوفير الامكانيات، حتى تصبح بيئة مناسبة لاعداد معلم المستقبل. وقد يكون السبيل اليسر لتنفيذ ذلك، هو تفعيل دور الكلية، وتحويلها الى مؤسسة لها دور اساسي للقيام بالبحوث والدراسات العلمية، لتقيم الوضع التعليمي الحالي، ووضع الاستراتيجيات التربوية، والتعرف على اهم الصعوبات، والمشكلات، التي تمثل عائقا اساسيا، امام التغيير المنشود، وخاصة بعد ازاحة العقبة الكبرى (معمر القذافي). وتضيف الاستاذة زهرة، بتفاؤل، قائلة: اننا لا يجب ان ننتظر ان ياتي الينا التغيير والتطوير، بل اننا قادرون على ازالة باقي العقبات (فساد اداري، سرقة اموال الدولة، المحسوبية، ..) وتفعيل اللوائح والقوانين، كرادع، في غياب الرادع الخلقي. فان تم تحقيق هذا، فنحن فعلا نستطيع القول بان كلية التربية، اصبحت قادرة، مع باقي مؤسسات الدولة، على مواجهة مشكلة انهيار القيم والاخلاق.
اما الاستاذة نجمية خشيبة (عضو هيئة تدريس - قسم التربية وعلم النفس)، فترى ان كلية التربية، معينة باعادة النظر في برامجها، بهدف مسايرة التغيرات، والمستجدات التربوية، وبهدف تجاوز المشكلات. كما تعتقد الاستاذة نجمية، ان امامنا فرصة ذهبية، للرفع من مستوى المهارات العقلية، والمعرفية التي يحققها الطلاب. كما ترى ان على الكلية العمل على اعداد وتخريج المعلمين، بما يخدم احتياج سوق العمل (حاجة المجتمع) وان هذا الامر، من اساسيات رسالة كلية التربية. وحتى تتمكن كلية التربية، من القيام بهذا الدور، تقول الاستاذة نجمية، انه لابد من عملية تقويم شاملة، تشمل التجهيزات والامكانيات، بما في ذلك المبنى والقاعات والتقنيات التدريسية، وغيرها، لكي تكون قادرة على اداء دورها بشكل جيد. كما تختم الاستاذة نجمية، مشاركتها، بالتضرع الى قيوم السموات والارض، ان يوفق الله الجميع لاصلاح البلاد.
وتشاركنا الاستاذة منال عمر مادي (عضو هيئة تدريس- قسم التربية الخاصة - ماجستير الادارة التعليمية – التخطيط واتخاذ القرار)، قائلة: انه انطلاقا من الدور الذي يجب ان تقوم به كلية التربية، في احداث تربية بشرية، تسهم في تطوير المجتمع في كافة جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية - انطلاقا من هذا الدور- اصبح لزاما على الكلية، ان تتبنى خطط قصيرة المدى، واخرى طويلة المدى، وان تضع برامج وتطبق استراتيجيات التعليم، وفق رؤية ديناميكية متطورة، وفقا لمتطلبات التنمية البشرية، مما يسهم في خدمة مجتمعاتهم. وتضيف الاستاذة منال، قائلة: اعتقد ان هذ الكلية مستعدة لاداء دورها، اذا قامت ببعض التغييرات داخل الكلية، من حيث توفير التجهيزات اللازمة، من وسائل الايضاح، التي تمكن من فهم المادة الدراسية، وتوفير فصول دراسية كبيرة، لاستخدامها كمعامل، والاستفادة من وسائل الايضاح، التي يصنعها الطلبة، والاستفادة من مشاريع التخرج، وربطها بواقع الحياة العملية، بالاضافة الى تجهيز الغرف الدراسية الجيدة، من حيث الاضاءة والتكييف والطلاء المناسب والمقاعد المريحة، واعطاء التلاميذ محاضرات، عن اهمية المحافظة على هذه الكلية، لخدمة العملية التعليمية. واعطاء فرص للطلبة للمشاركة في بحوث، تُناقش على مستوى الكلية، لتطهير النفوس والقلوب من مخلفات العقود الاربعة، من اجل تنمية بلادهم، والرقي بها، من الناحية العلمية والثقافية والاجتماعية. كما تذكرنا الاستاذة منال قائلة: انه على المعلم ان يتحلى بالصبر، وعدم اصدار العقاب الصارم، ذا اخطأ الطالب، بل يجب ان يعالج المشاكل، بطريقة علمية، وان يعمل على نشر القيم والسلوكيات النبيلة، بين ابناء الاجيال الجديدة، من اجل البناء والرقي والتحضر، وحب العمل، والمشاركة، وغيرها من السلوكيات النبيلة، من خلال المناهج التي تدرس.
وترى الاستاذة عفاف العطوشي (عضو هيئة تدريس - ماجستير تربية وعلم النفس - قسم التربية وعلم النفس) ان الكلية تحتاج إلى تكاتف الجهود، حتى تقوم بدور هام وأساسي، لاجتياز هذه المرحلة بنجاح وثبات، وهذا يعتمد على عدة عناصر مشتركة، لتوصيل هذه الرسالة، من خلال دور الكلية التربوي، وخاصة إنها تعمل على إعداد الجيل الأساسي الرئيسي، والنواة التي قامت من اجلها هذه الثورة الكريمة، والكلية بوضعها الحالي، ليست مستعدة لأداء هذا الدور إلا من خلال الأتي، أولا: إعادة النظر في المناهج الدراسية التي تعبر عن مستقبل أي امة، فالمناهج الدراسية إن كانت جيدة، ونافعة، ومتنوعة، ومتجددة، وتواكب مجريات العصر، العلمية والتقنية والمعرفية، فهي (اي المناهج بهذا الشكل) الوسيلة، لإعداد المواطن، في مختلف مجالات الحياة. ثانيا: ان نبدأ بأنفسنا نحن العاملين بهذه المؤسسة، الأساتذة المربين، الذين يقومون بتوصيل تلك المفاهيم، والحقائق، والقيم للطلبة (جيل المعلم الجديد). وتوجه الاستاذة عفاف، همسة الى زملائها اعضاء هيئة التدريس، قائلة: أوصلها أنت أيها الأستاذ الفاضل (تقصد القيم والمفاهيم والحقائق)، بطريقة صحيحة وسليمة وعملية، واحرص على توعية طلابك، بأن يتعاملوا مع تلاميذهم الصغار الأطفال، وطلابهم الكبار بهذه الأخلاق، لان طالب كلية التربية، بعد تخرجه، سينقل، إلى تلاميذه كل ما تعلمه منك، بل ويقلد أحيانا سلوكك وتصرفاتك، فكن أنت المثل والقدوة لهم. وشارك وانشر بين طلابك، القيم السلوكية التي تحتاجها ليبيا، في هذه المرحلة، مثٌل الحرية، والديمقراطية، والعدالة، عبر حوارات ومناظرات وندوات واساليب اخرى تناسب، كل منا. فإن استطاع كل منا أن ينقل ذلك إلي طلابه، وبدورهم، إلى تلاميذهم وطلابهم، مستقبلا - ان استطاع كل منا ان ينقل ذلك- عندها استطيع في تلك الحالة، أن أقول إن الكلية، قادرة على مواجهة متطلبات هذه المرحلة الحرجة والحساسة في تاريخ ليبيا.
وتضيف الاستاذة انتصار سالم ابونعامة (عضو هيئة تدريس - قسم التربية وعلم النفس)، قائلة: لكي تكون كلية التربية، قادرة على أداء دورها، لابد من توفير كافة متطلبات الجودة، بكافة عناصر العملية التعليمية، من مبنى وامكانيات، وتوفير التقنيات التدريسية، والمعامل، وكذلك الاسهام في اعداد وتخريج المعلم، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل (حاجة المجتمع)، بالاضافة، الى ضرورة، اعادة النظر في برامج كلية التربية، بهدف مسايرة التغيرات، وتطورات العصر، وبذلك نستطيع احداث التغيير في ليبيا الجديدة، والرقي بها. وتختم الاستاذة انتصار مشاركتها، قائلة، عاشت ليبيا حرة أبية.
وتؤمن الاستاذة سعاد ميلاد يوسف الصيد (عضو هيئة تدريس - تخصص تربية وعلم نفس ومناهج وطرق التدريس- وهي تتبع حاليا قسم رياض الاطفال)، تؤمن ان كلية التربية، تقع عليها، مهمة اعداد المعلم والمربي، القادر على تطهير العقول، من النظريات والاخلاقيات القذافية الطاغوتية، التي طغى بها على البلاد، لمدة اربعة عقود. تقول الاستاذة سعاد: فاذا كان ذلك من واجب المربين، اعضاء هيئة التدريس ككل، وبخاصة التربويين، لانه تقع عليهم المسؤلية الاكبر، فانني اقول أنه من الصعب على الكلية اداء دورها، والقيام بهذه المهمة، التي اراها صعبة، اذا وجد منهم من يحتاجوا، هم انفسهم، الى تطهير عقولهم ونفوسهم من النظريات واللاخلاقيات، التي تشبعوا وتربوا عليها، خلال اربعة عقود من الزمن، يقول الله سبحانه وتعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم).
وعن مقدرة الكلية على مواجهة التحديات المقبلة، تقول الاستاذة سعاد: انه من الصعب على الكلية، مواجهتها، في هذه المرحلة، على الرغم من المحاولات البسيطة، التي تقوم بها فئة قليلة من الادارة، واعضاء هيئة التدريس، والطلاب، أصحاب القلوب والضمائر الحية، من الذين يتمنون الخير والصلاح لهذا الوطن. لذلك ارى من الصعب ان ترتقي هذه الكلية، الى المستوى المطلوب الذي نطمح اليه، لننهض معا بوطننا العزيز، ليبيا. لكن الاستاذة سعاد، متفائلة جدا. فقد رددت في نفسها، عقب سقوط اول شهيد في ليبيا، رددت قائلة: ان ليبيا لن ولن ترجع الى الوراء، وتسترسل، قائلة: أسأل الله سبحانه وتعالى، ان يوفقنا لصلاح العباد والبلاد، ولو بالجهد القليل، فقليل مع قليل، سيكون باذن الله، كثير.
وتهتم الاستاذة نجاح محمد عبد الجليل (قسم التربية الخاصة)، والاستاذة سكينة ( قسم التربية الخاصة)، بصيانة المرافق والقاعات والمقاعد الدراسية، وصيانة المبنى، بصفة عامة، وتوفير قاعات لاعضاء هيئة التدريس، والاهتمام بالمكتبة، وتوفير الكتب والمراجع والمصادر، الخاصة بالتربية الخاصة. كما تتفق الاستاذة نجاح عبد الجليل، مع الاستاذة نجاح الطبيب - رئيسة قسم التربية الخاصة- في حاجة الكلية لتأسيس معمل لذوي الحاجات الخاصة.
اما الاستاذ عمر ابوالقاسم غلام (عضو هيئة التدريس- التربية وعلم النفس) فيقول: يجب ان يكون التغيير شامل، مع التركيز على الجانب العملي فيها. ويرى ضرورة تغيير اساليب التدريس التقليدية، واعادة النظر في برامج التربية العملية، وربط المقررات الدراسية بالجوانب التطبيقية، وتزويد الكلية بالوسائل التعليمية والتقنيات التدريسية المعاصرة، وتطوير المبنى، وتطوير مشاريع التخرج، وتوظيفها في تطوير العملية التعليمية لاعداد المعلم، وليس فقط الاكتفاء باعداد مواضيع عامة في تخصص ما.
وهنا انتهت مشاركات الاخوة والاخوات الكرام، اعضاء هيئة التدريس، من رواد تلك الغرفة. وكما رأينا، فقد تنوعت وتباينت الاراء، فاشترك البعض في نفس الاراء، واختلفت اراء البعض الاخر، ولكن المحصلة، ستصب حتما، وباذن الله، في صالح الطالب، وعضو هيئة التدريس، وفي مصلحة الادارة، والكلية بصفة عامة.
وعودة الى الدكتور عامر جابر، والذي حدثنا بمرارة عن المبنى، فقال: إن وجود كلية التربية ـ طرابلس، في مبنى غير مؤهل، لان يكون كلية على الإطلاق، هو حلقة من حلقات عهد الطاغية، في تحطيم التعليم التربوي الممنهجة، والتي بدأت مع بداية ما يسمى ظلماً وبهتاناً بالثورة الثقافية، والتي كانت تهدف إلى طمس الهوية الثقافية لجامعة طرابلس، وانتهت إلى إلغاء كلية التربية، التي كانت من أهم الكليات التي تغذي مؤسسات التعليم بالعناصر اللازمة، من المدرسيين الأكفاء. ومن مظاهر المخطط الممنهج لتدمير التعليم، إلغاء بعض المقررات، ذات الأهداف التربوية والأخلاقية والاجتماعية، ليحل محلها الفكر السياسي العقيم، والتجهيل المقنن. وبالرغم من الجهود المبذولة، في أداء الكلية لرسالتها، من خلال هذا المبنى، الذي هو أشبه بمن يقيم في خيمة بالصحراء، لا توفر أدنى مقومات الحياة، إلا أننا نعتقد أنه لا بد للجهات المسؤولة في التعليم العالي، والجامعة، من التفكير، إما بإقامة مبنى للكلية، وفق متطلباتها العلمية، أو إعادتها إلى مبناها السابق بالجامعة، والذي لا يزال حتى هذا التاريخ، صالحاً، أن يكون كلية للتربية.
ويوجه الدكتور عامر جابر، حديثه الى المجلس الانتقالي قائلا: أن الاهتمام بمصانع الإنسان التربوي، هي من أولويات المجتمع المتحضر. وهذا الأمر، يجب أن يبدأ به من أعلى هرم السلطة، عبر اختيار عناصر الدولة، في اغلب المناصب الحساسة، من الرجال المشهود لهم بالمهنية التربوية، والرؤى الثاقبة، في المجال التربوي، اي وباختصار شديد ضرورة إقحام التربويين في ادارة الدولة.
ويؤكد الدكتور جابر، ان وزارة التعليم العالي، يقع عليها العبء الأكبر، في تنفيذ الطموحات ومعالجة الترسبات، وتوفير المتطلبات والتخطيط للمستقبل، والنظر إلى المؤسسات التربوية في التعليم العالي، النظرة التي تستحقها.
وفي الختام، يوجه الدكتور عامر، كلمة الى الطلبة، والزملاء، وأعضاء هيئة التدريس، والاخوة والاخوات أولياء الأمور، وكافة العاملين في مجال التعليم الجامعي، يوجه اليهم كلمة قائلا: إن مسؤولية التطوير، مسؤولية مشتركة، مبنية على انسجام، بين جميع المكونات، فليتقي الله، كل في الآخر، ويعمل كلً من جانبه، على أداء المهام المناطة به، على الوجه الأكمل، من أجل ليبيا الجديدة، ليبيا الحرية، ليبيا الامل، ليبيا الطموح، ليبيا الوطن. والله ولي التوفيق.
وهكذا، مرة اخرى، يشدك حماس اغلب العاملين في الكلية، من الادارة، ورؤساء الاقسام، واعضاء هيئة التدريس، والموظفين، والعاملين، والطلبة، والطالبات، يشدك حماسهم ورغبتهم في تحقيق انتصار، في اخطر حقل من حقول الامم، التربية والتعليم. ولا تملك الا ان تمتليء، بهذا الحماس، بالامل والتفاؤل والرغبة في المساهمة والمشاركة والعطاء.
لقد زين طلبة قسم التربية الفنية جدران المدرسة المحطمة، بلوحات فنية جميلة رائعة، تحس معها تصميم الطلاب على الابداع، رغم قسوة الظروف. كما زين طلبة الكلية، جدران الكلية، برسومات ومقولات الثورة المباركة، ثورة السابع عشر من فبراير، واولى هذه الرسومات رسم باليد لشيخ الشهداء عمر المختار، رسمه احد الطلاب، كتب تحته "نحن لا نستسلم، ننتصر او نموت"، رسم يستقبلك بمجرد اجتيازك، للبوابة الرئيسية للمدرسة او الكلية.
وفعلا لم ارى استسلاما، في الكلية، في اي جانب من جوانب الحياة، فالكلية برغم الظروف فوق القاسية، والتي اقر بعجزي، عن وصفها الوصف الدقيق، تبدو، برغم كل هذه الظروف، كخلية نحل، الكل يحاول ان يؤدي واجبه، بما توفر له من مساحة واتساع وامكانيات. خلية نحل، الكل يريد ان يشارك فيها، بلبنة قد تساهم، في تقدم وتطور ورقي هذه المؤسسة الحساسة.
واود في الختام، ان اشكر الدكتور عامر جابر، والاخوات الكريمات، والاخوة الكرام، الذين شاركوا في هذا الحوار اوالحديث اواللقاء، بكل صراحة وحرية واخلاص، واسأله سبحانه وتعالى ان يكون هذا الحوار، بذرة خير، من اجل طلابنا واولادنا وبناتنا وبلادنا، انه سميع قريب مجيب الدعوات. ولا يفوتني القول، بان الكلية قد قامت مشكورة، باغلاق القاعة، 103، قبل ان انتهي من كتابة هذا العرض.
واخيرا..
تظل الحيرة قائمة، ويظل التساؤل قائما، فثلاثة ارباع العالم، يبني بريع نفطنا، مدارس، وكليات، ومعاهد، وحدائق، ومكتبات، ومؤسسات تعليمية، وحدائق العاب، ونوادي، لفلذات اكبادهم، على افضل، واحدث، واجمل، وانظف، وارقى طراز. اما فلذات اكبادنا، اصحاب النفط، فلا بواكي لهم. فهل من فارس، وهل من موقف، وهل من قرارت شجاعة، تناسب المرحلة، وتناسب حجم المشكلة، وتناسب حاجة الوطن الجريح . والله ولي التوفيق.
د. فتحي الفاضلي
د. فتحي الفاضلي
مقر كلية التربية بطرابلس، اخطر مؤسسة في الدولة، عبارة عن مدرسة محطمة، لا تصلح ان تكون مخازن لعلف الحيوانات.
الدكتور عامر جابر- عميد كلية التربية- طرابلس
من بين اخطر مؤسسات الدولة، تبرز كلية التربية، كاكثر المؤسسات حساسية ومكانة واهمية، بل وتتضاعف هذه الاهمية، اضعافا مضاعفة، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، التي يمر بها الوطن. فامام كلية التربية، اصعب وانبل وارقى مهمة، فامامها اعادة صياغة الانسان الليبي، من خلال اعداد المعلم المربي، القادر على تطهير عقول ونفوس وقلوب الاجيال الجديدة، من مخلفات العقود الاربعة العجاف، وما خلفته تلك العقود من عوامل التدمير النفسي والثقافي والعلمي والاجتماعي. ليس فقط تطهير العقول والنفوس والقلوب، بل واحلال قيم الخير والعدل والامن والبناء والحرية والمواطنة والامان، وحب العمل، والمشاركة، والايثار، والانتاج، وغيرها من القيم والسلوكيات النبيلة، بل والمهارات ايضا، وهذه، ولا شك، مهمة تاريخية، وامانة ثقيلة، ورسالة عظيمة، تحملها كلية التربية، والقائمون عليها.
لقد كتبت جزء من هذا اللقاء او التقرير، وانا اتطلع الى سقف احدى الغرف، التي يتلقى فيها طلبة كلية التربية المحاضرات. تسمى هذه الغرفة، جزافا، القاعة "103"، وما هي بقاعة، بل هي اقرب الى المخبأ او المخزن او الكهف، او غرفة الاعتقال، من اي شيء اخر. المياه تتسرب، من الطابق الاول (قاطر) ليحول الغرفة (المخبأ) الموجودة في الطابق الارضي الى بركة ماء، وليتقافز الطلبة من بقعة الى اخرى، داخل تلك الغرفة، هربا من "القاطر"، بل قد يتنقل نفس الطالب اكثر من مرة، اثناء نفس المحاضرة. يتنقل من بقعة في القاعة اللاقاعة، الى اخرى ، تبعا لنشاط وتوقيت تساقط الماء، وحسب البقعة التي يروق للماء التسرب منها. هي اذا لعبة شطرنج بين الماء والطلبة، لا تتوقف طوال المحاضرة.
صدق او لا تصدق، اتحدث هنا عن كلية التربية بطرابلس (العاصمة). الماء يتسرب من سقف غرفة في الطابق الاول، تسمى هي الاخرى، جزافا، بـ"معمل الكيمياء". اما الشي المسمى "معمل"، فلم يأكل عليه الدهر ويشرب، فالدهر لم يعد يجد ما يأكله او يشربه من المعمل. الدهر ابتلع المعمل بكامله، حوله الى اطلال اطلال. المعمل جمع ما لم تجمعه فريسته السفلى (القاعة)، جمع عناصر الفقر والبؤس والفاقة. ضيق المكان، الغبار، الرطوبة، الروائح، العفونة، الاملاح، والمحاليل التي تحولت بنفسها الى اشياء اخرى، المعدات والادوات والتجهيزات القديمة المهترئة، الانابيب التي لا تصلح الا للدفن، كي لا يؤذي منظرها البشر، الجدران القبيحة، الارضية التي تحتاج الى ارضية، واخيرا، المعمل بكامله، والذي يحتاج الى معمل.
اكبر مؤسسات الدولة مكانة، واهم مؤسسة في الوطن، واكثرها حساسية، كلية التربية، مقرها عبارة عن مدرسة ثانوية قديمة محطمة. ابواب محطمة، نوافذ محطمة، اسقف التهمتها الرطوبة، جدران تحس ان الطلاء لم يمسها منذ الف عام وعام اخر. مقاعد ترفض ان تقبلها مجمعات القمامة. حمامات شبه مهشمة، ساحة لا تتسع لتلاميذ المدارس الابتدائية، فما بالك بخمسة الاف طالب وطالبة، ينتسبون الى كلية التربية- بطرابلس. مكتبة تصلح ان تكون، مكتبة لنادي صغير. نوافذ ان نجحت في قفلها، فلن تنجح في فتحها، الا بشق الانفس، وان نجحت في فتحها، فلن تنجح في قفلها، الا بشق الانفس.
طلبة كلية التربية، التي يعول عليهم الوطن، في تنشئة جيل لقيادة البلاد، يتقافزون داخل الفصول، بل الزنازين، من بقعة الى اخرى، في سباق ساخن، قبل بداية كل محاضرة، للحصول على كرسي او مقعد، يمكن ان يسمى كرسي او مقعد. قاعات المحاضرات، فصول دراسية، لا تنفع الا للهدم.
تى المنطقة، المحيطة بالكلية المحطمة، زادت المشهد البائس بؤسا، فلا يمكنك الوصول الى الكلية، قادما من اية جهة في مدينة طرابلس، الا وتمر على جسر (كوبري)، يسمى بكوبري باب تاجوراء (ليس في مدينة تاجوراء)، يعلو جزيرة دوران كبيرة، يتجمع حولها، وعلى اطرافها، جيش من الباعة، يبيعون الطماطم، والموز، والبيض، والبطيخ، والبرتقال، وغير ذلك، مما يميز اسواق الخضرة، عن المؤسسات التعليمية. ومن النادر ان يخلو المنظر، من مشادة، من المشادات التي يعشقها الليبيون، بين الباعة، او بين الزبائن والباعة، حول اي شيء، وحول كل شيء. تحتظنك هذه المشاهد وبلهفة، ودون ان تنجح في تفاديها. ليس ذلك فحسب، بل تحتظنك في الصباح الباكر، وقبل وصول الباعة، او في المساء بعد مغادرتهم للمنطقة، تحتظنك، بقايا اليوم السابق، من اكوام البيض الفاسد، وقشور البيض، وصناديق الخضروات الفارغة، واكداس البطيخ الفاسد، وجبل من الاوساخ والاوراق والاكياس والصناديق والقاذورات.
يحتظنك، قاب قوسين او ادنى من الكلية، كل شي في المدينة، كل شيء لا علاقة له بالدرس، والمحاضرات، والمعلم، والعلم، والدروس، والتربية، والبحث، والتعليم، والبحوث. يحتظنك دخان السيارات، واصوات المنبهات، يحتظنك الازدحام، والخصومات، والصراخ، تمتزج كل هذه العناصر، مع مكونات المؤسسة التعليمية، ومكونات سوق الخضرة، ومكونات الشارع الليبي.
قبل ان تدخل الى اخطر واهم مؤسسة علمية في الدولة، كلية التربية، تلفك الحيرة والاسف والاسى، فثلاثة ارباع العالم يقتات على بترولنا. يبنون لاولادهم وبناتهم، من ريع بترولنا احدث المدارس والكليات والمعاهد، يتمتع اولادهم، وبناتهم، باحدث ما تم اكتشافه، وتصنيعه، في عالم التقنية العلمية. اما نحن، اصحاب النفط الاصليين، فكلية التربية عندنا، عبارة عن مدرسة، لا تصلح ان تكون حتى مخازن لعلف الحيوانات.
العنصر الوحيد الذي يخالف هذا المشهد (مشهد البؤس المركب)، ويشد من عزم المرء، هي حماس العاملين في الكلية: من الادارة الى اعضاء هيئة التدريس، الى الطلبة والطالبات، الى الموظفين والعاملين. الجميع يريد ان يصنع شيء ما، الكل يحاول ان يعطي، وان يبدع، وسط هذه الظروف الخارجة عن نطاق التغطية. الجميع يحاول ان ينتج ما يمكن انتاجه، وان يساهم بما يمكن ان يساهم به، من اجل ليبيا الوطن. ترى في وجوه الاغلبية عزم على هزيمة الهزيمة، والخروج بانتصار ما للوطن، في عالم التربية والتعليم. تلمس عزم وتصميم وطموحات غير محدودة، بالرغم من كل شيء.
التقيت الدكتور عامر جابر عميد كلية التربية، وهو رجل تغلب عليه الهيبة والجدية والرصانة، قليل الكلام، تقراء في وجهه، وبكل سهولة، هموم وطموح واهتمام. طرحت عليه فكرة اعداد ونشر تقرير عن الكلية، وما تعاني منه الكلية. وكان اول الغيث (باذن الله) قطرة، فقد رحب وبكل سرور. وعندما استاذنته في الحديث مع شخصيات اخرى في الكلية، بجانب شخصه الكريم، في حديث مفتوح حول الكلية، دورها ومعاناتها ورسالتها واحتياجاتها، ازداد الرجل سرورا وتشجيعا، وسمح لي، مشكورا، وبدون تحفظ، بالحديث مع من شئت، متى شئت، وحول اي مجال او موضوع داخل الكلية. الرجل وبكل اختصار، اعطاني ما يشبه الضوء الاخضر، في اقل من دقيقة. ليس ذلك فحسب، بل اطلعني على مراسلات وملفات ووثائق، تخص جهود مضنية، تقوم بها الكلية، نحو اصلاح الكلية، والرقي بها، واعدادها، من جميع الجوانب، لاداء رسالتها على الوجه الاكمل.
سألت الدكتور عامر جابر حول مدى استعداد الكلية لاداء دورها، وحمل هذه الرسالة العظيمة، ومدى استعدادها لمواجهة متطلبات هذه المرحلة الحرجة، والحساسة من تاريخ ليبيا. كما اتسع نطاق الحديث، ليشمل صياغة اهداف وفلسفة تربوية جديدة، تواكب مرحلة ما بعد الثورة، والخطط الجديدة التي وضعتها الكلية لتطويرها، من جميع الجوانب، والرقي بها حتى تكون قادرة على اداء مهامها الحساسة تجاه الوطن. كما انتقلت التساؤلات الى العوائق الادارية والمادية والبشرية، التي تواجه الكلية. وتركنا الحديث حول حالة المبنى، الى نهاية اللقاء.
استهل الدكتور عامر حديثه بالقول: ان الكلية مثلها مثل أي من مكونات الدولة بعد ثورة 17 فبراير، التي خلصت الشعب من عقد الحاكم القذافي، والزعيم الأوحد، والمعلم الأوحد، والمهندس الاول، ... إلخ. وبالتالي فإن الكلية، وبجميع مكوناتها، معنية بتصحيح مسارها، وتعديل أهدافها، ورؤاها، بما يحقق التطور والتقدم، في بناء الإنسان، الذي يساهم في إعادة بناء ليبيا الحديثة. ومن أهم أهداف الكلية في هذه المرحلة، إعادة النظر في كافة برامجها، وتعديل ما يجب تعديله منها، أو تغييره، بما يتوافق ومتطلبات الأهداف التربوية والتعليمية، لخلق المعلم المتمكن، القادر على صناعة أجيال الثورة.
وحول مدى استعداد الكلية لمواجهة متطلبات هذه المرحلة الحرجة، يقول الدكتور عامر، إذا كان المقصود بالاستعداد هو عقد العزم، وحشد الطاقات المتوفرة، فإن النية متوفرة وبحماس شديد، أما إذا كان من الناحية العملية، فالأمر يتوقف على مدى استعداد مكونات الدولة، لتوفير المتطلبات المادية، التي كثيراً ما تكون عقبة أمام الكلية والجامعة، في تنفيذ طموحاتها، والوفاء بالتزاماتها.
ويضيف الدكتور عامر قائلا: إن كلية التربية، بجامعة طرابلس، تسعى لأداء الدور المناط بها، بشتى الوسائل. فمن حيث العلوم التربوية، تعمل الكلية على تطوير مقرراتها، بما يتوافق ومتطلبات إعداد المعلم الناجح، القادر على أداء رسالته بكل مهنية وإتقان.
وتعمل الكلية ايضا، على استقطاب أفضل العناصر المؤهلة تأهيلاً تربوياً مميزا، كما تعمل على الدفع بالعناصر العاملة حالياً بالكلية، إلى التواصل مع الكليات والأقسام المناظرة محلياً و دولياً، للاطلاع على المستجدات في طرائق التدريس، واستخدام الأساليب المستحدثة في مجال التعليم، والتأهيل التربوي، والعمل بكل جدية، للتخلص من الطرائق التقليدية، التي تعتمد على التلقين. بالاضافة الى نقل الطالب من حالة المتلقي، إلى حالة المشارك في العملية التعليمية.
وحول تطوير العملية التعليمية، يقول الدكتور عامر جابر: وشعوراً من الكلية بأهمية الوقت، فإنها اتخذت خطوات مهمة، من أجل تطوير العملية التعليمية، فقامت الكلية بتشكيل لجان على مستوى الأقسام، لمراجعة المقررات، وتعديلها، بما يحقق أعلى نسبة من الجودة والتطوير. ولم يقتصر عمل الكلية على المجال التأهيلي للتعليم الجامعي، بل قامت، من خلال لجنة مشكلة على مستوى الجامعة، وبرعاية الكلية، بتقديم مقترح للتأهيل التربوي، لأعضاء هيئة التدريس، للتخصصات غير التربوية، بحيث يتم تأهيل من يحملون شهادات الماجستير والدكتوراه تربوياً، قبل قيامهم بعملية التدريس الجامعي، ونراها بأنها خطوة على الطريق الصحيح، يجب أن تتخذ الإجراءات التنفيذية بشأنها.
ويضيف الدكتور عامر، عميد الكلية، قائلا: ان الكلية تنوي الاخذ بالجوانب التطويرية، من جميع وجوهها، والتي من أهمها القضاء على العوائق، التي تواجه التنفيذ، والمتمثلة في النظام الإداري العقيم، والدورة المستندية، التي تعاني منها كافة مكونات الدولة، والتي لا زالت تُرسخ المبادئ التي اعتمد عليها الطاغية، في القضاء على الإدارة، وبث الفوضى، وعدم الالتزام، وتشجيع اللامسؤولية، وتعطيل القوانين. بالإضافة إلى عدم توفير الحد الأدنى، من متطلبات نجاح العملية التعليمية، ناهيك عن متطلبات إعادة البناء والتطوير.
كما ان العملية التطويرية، تعتمد على الدعم المادي الذي تقرره الدولة، سواء من حيث توفير المتطلبات المادية، من معامل، ومن وسائل تعليمية حديثة، أو بتوفير متطلبات الرعاية، لأعضاء هيئة التدريس، بما يمكنهم من سرعة الاطلاع على أحدث المستجدات في العملية التعليمية، محلياً ودولياً. وفي مجال الإعداد الجيد للطلاب، فإن الأمر يتعلق بتوفير المناخ الملائم للطالب، من حيث توفير المكتبة الحديثة، ووسائل الاطلاع المتطورة، وسهولة حصوله على الكتب، والمراجع العملية، وبأسعار مخفضة ومقبولة.
أما من حيث الوسائل التعليمية والتربوية، فإنه بالرغم من المطالبات المتعددة السابقة، الموجهة إلى إدارة الجامعة، لتوفير الوسائل المتطورة، والمعامل الحديثة، ومقتنيات عرض المعلومات، إلاّ أنه وبكل أسف لم تتم الاستجابة لهذه المطالب حتى يومنا هذا. وأخيراً تحصلت الكلية على وعد، بتوفير هذه المتطلبات من قبل إدارة الجامعة الجديدة، ونأمل أن توفق للوفاء بهذه الوعود.
وساكتفي هنا، ومؤقتا، بهذا الجزء من مشاركة السيد عميد كلية التربية بطرابلس، وساعود الى الدكتور عامر للحديث عن جوانب هامة اخرى، تخص الكلية ومبنى الكلية. بعد الانتهاء من الجزء التالي من هذا التقرير. فقد القيت نفس السؤال او التساؤل، على مجموعة كريمة من رؤسا اقسام، واعضاء هيئة التدريس بالكلية، جمعتني بهم غرفة في الطابق الاول، من الكلية المدرسة، او المدرسة الكلية، غرفة تستخدمها ثلاثة اقسام من اقسام الكلية كمقر لمكاتبها (قسم التربية وعلم النفس، وقسم التربية الخاصة، وقسم اللغة الانجليزية). يشمل رواد تلك الغرفة، اعضاء هيئة التدريس، ورؤساء الاقسام، ممن كانت لي علاقة اتصال مباشر معهم. رايت - وكما ذكرت- ان اطرح على "رواد الغرفة"، نفس التساؤل، اي مدي استعداد كلية التربية لاداء رسالتها.
والشيء الذي يبشر، باذن الله، بكل خير، انني لمست، حماسا، من الجميع تقريبا، على المشاركة، في هذا الحديث. دفعني هذا الحماس الايجابي، الى ان اطرح نفس السؤال، او التساؤل، الذي تفضل السيد العميد بالاجابة عليه، على كل من يتردد، او يعمل، او يستخدم، تلك الغرفة. وقد خرجت بباقة من الاراء، ارى من حق الكلية، ان يطلع عليها الاخوة المسؤلين في الدولة، وفي الجامعة، بل وان ياخذوها في الاعتبار، وان يعملوا بها، خاصة وانها جاءت من قلوب ونفوس وعقول، تحس بالوطن، والام الوطن. وقد رتبت مشاركات الاخوة، والاخوات الكرام، حسب تسلسل استلام الاجابات، او المشاركات، او الاستماع اليها، وتدوينها.
تقول الاستاذة نجاح عبد الحميد الطبيب (رئيسة قسم التربية الخاصة – ماجستير اصول تربية- وعضو هيئة التدريس): ان من اكبر الكوارث التي واجهت التربية والتعليم في ليبيا، هي فصل التربية عن التعليم. لذلك لابد من العودة الى الصيغة السابقة (التربية والتعليم)، لتشمل الجوانب الخلقية والاجتماعية والاكاديمية والنفسية. كما تدعو الاستاذة نجاح، الى اعادة صياغة المقررات الدراسية في الكلية، ومراجعة معايير قبول الطلبة، بالاضافة الى اخذ رغبة الطالب في الاعتبار، لكي نوجهه الوجهة، التي يمكن ان يبدع او يتفوق فيها.
وتضيف الاستاذة نجاح الطبيب، اننا نعاني كقسم (قسم التربية الخاصة)، من غياب معيار تحديد درجة الاعاقة، وغياب الاخصائي الاجتماعي، بالاضافة الى نقص في اعضاء هيئة التدريس في القسم. كما تشجع الاستاذة نجاح، عملية توجيه البحوث والدراسات، التي يقوم بها اعضاء هيئة التدريس، نحو قضايا تهم المجتمع، وتصب في نفس الوقت، في صالح الكلية والجامعة بصفة عامة. وتختم الاستاذة نجاح، مشاركتها، بالقول ان القسم يطمح في تأسيس معمل للتربية الخاصة.
اما الدكتورة نجاة القاضي (رئيسة قسم التربية وعلم النفس - وعضو هيئة التدريس) فتقول، حول نفس الموضوع (اي مدى استعداد الكلية لحمل الامانة المناطة بها)، اننا في حاجة الى اخراج انسان مربي اولا، ومتعلم ثانيا. كما اننا في حاجة الى مراجعة المناهج، وتأسيس مكاتب توجيه وارشاد علمية وتربوية. كما تنوه الدكتورة نجاة الى غياب قيم عديدة، وتؤكد على ضرورة وضع قوانين جديدة، تنظم الجامعة بصفة عامة. اما فيما يخص اعضاء هيئة التدريس، فترى الدكتورة نجاة، ضرورة العمل على تكثيف الدورات التدريبية، وورش العمل المركزة، لاعضاء هيئة التدريس بهدف تاهيلهم للمرحلة القادمة. وقد سبق للدكتورة نجاح، ان قدمت بحثا بعنوان: "الاداء التربوي للاستاذ الجامعي، وعلاقته بتكوين الطالب"، وهو بحث قامت به في جامعتي طرابلس- وبنغازي (قاريونس سابقا).
وتضيف الاستاذة فاطمة محمد بن عثمان (عضو هيئة تدريس - قسم التربية الخاصة): ان الامر يتطلب الخروج من نطاق الشعارات، والنظريات، الى امكانية الفعل نحو تطوير الانسان. ومما لا شك فيه، ان اضافة مواد دراسية تساعد الطلبة على فهم انفسهم، وادراك ما يحدث في العالم، وكيفية التعامل مع المعرفة، واكتساب القدرة على التفكير الايجابي، ورسم اهداف مستقبلية، ودعم النظرة الايجابية للحياة، للرفع من مستوى الثقة في النفس، والقدرة على السيطرة على ما يحدث في حياتنا - لا شك - ان ذلك سوف يتولد عنه نشاط او سلوك انساني ايجابي، ينمي الاحساس بالقيم الرفيعة. كما تدعو الاستاذة فاطمة، الى اشراك الطلاب في النشاطات التي تسهم في رسم الاستراتيجيات، وبناء الخطط، من خلال استثمار مشاريع التخرج.
اما الاستاذ محمد احمد عسكر(عضو هيئة التدريس - قسم التربية وعلم النفس) فيرى ان مهمة اعداد جيل واع، يؤثر ويتأثر ايجابيا بالمتغيرات الواقعة، يبدأ من المراحل التعليمية الاولى، ويتوقف على مدى توافر معلم، يدرك دوره، ويؤمن برسالته، المتمثلة في اعداد الاجيال للحياة بكفاءة واقتدار في الالفية الثالثة. ويؤمن الاستاذ محمد، ان دور كلية التربية في اعداد المواطن الواعي، هو دور هام وفعال،، لكنه يؤمن ايضا، بان المهمة، بشكل عام، ليست سهلة، لان رواسب اربعة عقود من الافكار والممارسات والدعوات الخاطئة، لا يمكن تغييرها بسهولة. وينصح بتكثيف البرامج التثقيفية والتوعوية، ليس عبر المحاضرات العامة فقط، نظرا لضيق الوقت في ظل نظام الفصل الدراسي، بل عبر اعداد الاستاذ الفاعل، المؤمن بجدوى التغيير والاصلاح، وسيكون لهذا المعلم او الاستاذ، تاثيرا ايجابي على طلابه.
ويرى الاستاذ محمد عمر حبيل (عضو هيئة التدريس- قسم التربية الخاصة) ان مسيرة التغيير الحقيقي، تتطلب برامج حقيقية، تتوجه الى نفوس وعقول الطلاب، والعاملين، فهناك، كما يرى الاستاذ محمد، ضعف في البرامج، يصاحبه ضعف شديد في الامكانيات.
ويشارك الدكتور علي محمد عيسى، في هذا الحوار، فيقول ان النظم التعليمية، تواجه في الاونة الاخيرة تحديا كبيرا، هذا التحدي، هو تحسين جودة التعليم، الذي تقدمه المؤسسات التعليمية، بما فيها كلية التربية، ولهذا فان التحديات العلمية والتكنولوجية، وكذلك الاجتماعية، اجبرت الدول والحكومات، على اعادة النظر في النظم التعليمية، لمواكبة هذه التحديات، خاصة بعد ان اكدت الكثير من المؤتمرات الدولية، ان التحدي الرئيسي الحالي للتعليم، ليس فقط تقديم التعليم لكل مواطن، ولكن التاكيد على ان يقدم بجودة عالية. لذا اصبح – كما يرى الدكتور علي - من الضروري الاهتمام بالتطوير والتحسين المستمر بكليات التربية، وتقديم خدمات تعليمية متميزة داخل هذه الكليات، تمشيا مع تقرير اللجنة الدولية للتربية، للقرن الحادي والعشرين، حيث اثرت على تحسين الجودة، وانتقاء المعلمين، وجودة تدريبهم، والارتفاع بمكانتهم، وظروف عملهم.
وتقول الاستاذة كميلة سعد صالح (عضو هيئة تدريس- قسم التربية وعلم النفس- تخصص اصول تربية)، تقول: ان كلية التربية، من اهم الكليات، لانها تقوم باعداد معلم الغد، الذي يقوم بتعليم الطبيب، والمهندس، والمحامي، والمعلم. وتضيف قائلة: اننا وباختصار، نعد المعلم الذي سوف يبني لنا انسان المستقبل. فالعبء الاكبر في تكوين المجتمع، يقع على عاتق كلية التربية. فحسب اعدادنا للمعلم، ستكون نوعية انسان المستقبل، وبالتالي طبيعة المجتمع. وتنظر الاستاذة كميلة الى مهنة التعليم، كمهنة شريفة، شرف معلموها الاوائل، وهم الانبياء (إنما بعثت معلما..).
كما تذكرنا الاستاذة كميلة قائلة: بانه لا احد يستطيع ان ينكر جميل هذه الكلية، في تخريج دفعات جيدة من المعلمين والمعلمات، في السنين السابقة. ولكي تؤدي رسالتها، على الوجه الاكمل، ترى الاستاذة كميلة، اننا في حاجة الى تطوير المناهج وطرق التدريس. كما ان توفر وسائل التعليم الحديثة، سيساعد على تبني طرق تدريس حديثة في الكلية.
ونظرا لحالة المبنى، ونقص الوسائل التعليمية، وضحالة المكتبة، فان الاستاذة كميلة، ترى صعوبة تأدية الكلية لرسالتها بهذه الصورة، وبهذه النواقص. لكنها تؤكد اننا نستطيع، الى ان تتوفر العناصر المطلوبة، ان نغرس القيم والمباديء والمثل العليا والامل في غد افضل واسعد. وتقول، اننا لا نستطيع ان نحدث تغييرا جذريا، في هذه المرحلة الحرجة، ولكن لدينا الامل، بمستقبل افضل، تتحقق فيه كل الامال والطموحات، عبر العمل الدؤؤب. فالكلية بهذا الوضع، وهذه الصورة السيئة، لا تستطيع ان تصل الى مستوى الجودة. وتضيف قائلة: اصل، او لا اصل، المهم ان لا اتوقف عن المحاولة، تلك هي الارادة.
وتشاركنا الاستاذة زهرة ابوبكر الحمال (عضو هيئة تدريس - قسم التربية الخاصة – تخصص مناهج وطرق تدريس). قائلة: لا يمكن ان نتوقع بان يكون لكلية التربية المقدرة على اداء دورها الطبيعي، كمؤسسة تربوية في المجتمع سواء قبل او بعد الثورة، لان ارث اربع عقود، اكبر من ان نتجاوزه في ثمانية اشهر. كل ما نتوقعه في الوقت الحالي، الاعتماد على الجهود الفردية، سواء من الادارة او الاساتذة او من الطلاب، او حتى من الموظفين، لمحاولة الاصلاح، او حتى لمحاولة تحديد مواطن الخلل. ولكي نفعل دور كلية التربية، ترى الاستاذة زهرة، انه لابد من اعادة النظر في هيكلية النظام التعليمي بشكل عام، عبر تظافر الجهود الفردية، التي تبذل في الوقت الحالي، لبناء اساس فعلي، لهيكلة كلية التربية، وفق نظم الجودة العالمية، وما يتناسب وطبيعة المرحلة، بدء من تحديد معايير لقبول الطلاب، الى اعادة النظر في اهداف الكلية، واعادة النظر في المقررات الدراسية، وتوفير الامكانيات، حتى تصبح بيئة مناسبة لاعداد معلم المستقبل. وقد يكون السبيل اليسر لتنفيذ ذلك، هو تفعيل دور الكلية، وتحويلها الى مؤسسة لها دور اساسي للقيام بالبحوث والدراسات العلمية، لتقيم الوضع التعليمي الحالي، ووضع الاستراتيجيات التربوية، والتعرف على اهم الصعوبات، والمشكلات، التي تمثل عائقا اساسيا، امام التغيير المنشود، وخاصة بعد ازاحة العقبة الكبرى (معمر القذافي). وتضيف الاستاذة زهرة، بتفاؤل، قائلة: اننا لا يجب ان ننتظر ان ياتي الينا التغيير والتطوير، بل اننا قادرون على ازالة باقي العقبات (فساد اداري، سرقة اموال الدولة، المحسوبية، ..) وتفعيل اللوائح والقوانين، كرادع، في غياب الرادع الخلقي. فان تم تحقيق هذا، فنحن فعلا نستطيع القول بان كلية التربية، اصبحت قادرة، مع باقي مؤسسات الدولة، على مواجهة مشكلة انهيار القيم والاخلاق.
اما الاستاذة نجمية خشيبة (عضو هيئة تدريس - قسم التربية وعلم النفس)، فترى ان كلية التربية، معينة باعادة النظر في برامجها، بهدف مسايرة التغيرات، والمستجدات التربوية، وبهدف تجاوز المشكلات. كما تعتقد الاستاذة نجمية، ان امامنا فرصة ذهبية، للرفع من مستوى المهارات العقلية، والمعرفية التي يحققها الطلاب. كما ترى ان على الكلية العمل على اعداد وتخريج المعلمين، بما يخدم احتياج سوق العمل (حاجة المجتمع) وان هذا الامر، من اساسيات رسالة كلية التربية. وحتى تتمكن كلية التربية، من القيام بهذا الدور، تقول الاستاذة نجمية، انه لابد من عملية تقويم شاملة، تشمل التجهيزات والامكانيات، بما في ذلك المبنى والقاعات والتقنيات التدريسية، وغيرها، لكي تكون قادرة على اداء دورها بشكل جيد. كما تختم الاستاذة نجمية، مشاركتها، بالتضرع الى قيوم السموات والارض، ان يوفق الله الجميع لاصلاح البلاد.
وتشاركنا الاستاذة منال عمر مادي (عضو هيئة تدريس- قسم التربية الخاصة - ماجستير الادارة التعليمية – التخطيط واتخاذ القرار)، قائلة: انه انطلاقا من الدور الذي يجب ان تقوم به كلية التربية، في احداث تربية بشرية، تسهم في تطوير المجتمع في كافة جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية - انطلاقا من هذا الدور- اصبح لزاما على الكلية، ان تتبنى خطط قصيرة المدى، واخرى طويلة المدى، وان تضع برامج وتطبق استراتيجيات التعليم، وفق رؤية ديناميكية متطورة، وفقا لمتطلبات التنمية البشرية، مما يسهم في خدمة مجتمعاتهم. وتضيف الاستاذة منال، قائلة: اعتقد ان هذ الكلية مستعدة لاداء دورها، اذا قامت ببعض التغييرات داخل الكلية، من حيث توفير التجهيزات اللازمة، من وسائل الايضاح، التي تمكن من فهم المادة الدراسية، وتوفير فصول دراسية كبيرة، لاستخدامها كمعامل، والاستفادة من وسائل الايضاح، التي يصنعها الطلبة، والاستفادة من مشاريع التخرج، وربطها بواقع الحياة العملية، بالاضافة الى تجهيز الغرف الدراسية الجيدة، من حيث الاضاءة والتكييف والطلاء المناسب والمقاعد المريحة، واعطاء التلاميذ محاضرات، عن اهمية المحافظة على هذه الكلية، لخدمة العملية التعليمية. واعطاء فرص للطلبة للمشاركة في بحوث، تُناقش على مستوى الكلية، لتطهير النفوس والقلوب من مخلفات العقود الاربعة، من اجل تنمية بلادهم، والرقي بها، من الناحية العلمية والثقافية والاجتماعية. كما تذكرنا الاستاذة منال قائلة: انه على المعلم ان يتحلى بالصبر، وعدم اصدار العقاب الصارم، ذا اخطأ الطالب، بل يجب ان يعالج المشاكل، بطريقة علمية، وان يعمل على نشر القيم والسلوكيات النبيلة، بين ابناء الاجيال الجديدة، من اجل البناء والرقي والتحضر، وحب العمل، والمشاركة، وغيرها من السلوكيات النبيلة، من خلال المناهج التي تدرس.
وترى الاستاذة عفاف العطوشي (عضو هيئة تدريس - ماجستير تربية وعلم النفس - قسم التربية وعلم النفس) ان الكلية تحتاج إلى تكاتف الجهود، حتى تقوم بدور هام وأساسي، لاجتياز هذه المرحلة بنجاح وثبات، وهذا يعتمد على عدة عناصر مشتركة، لتوصيل هذه الرسالة، من خلال دور الكلية التربوي، وخاصة إنها تعمل على إعداد الجيل الأساسي الرئيسي، والنواة التي قامت من اجلها هذه الثورة الكريمة، والكلية بوضعها الحالي، ليست مستعدة لأداء هذا الدور إلا من خلال الأتي، أولا: إعادة النظر في المناهج الدراسية التي تعبر عن مستقبل أي امة، فالمناهج الدراسية إن كانت جيدة، ونافعة، ومتنوعة، ومتجددة، وتواكب مجريات العصر، العلمية والتقنية والمعرفية، فهي (اي المناهج بهذا الشكل) الوسيلة، لإعداد المواطن، في مختلف مجالات الحياة. ثانيا: ان نبدأ بأنفسنا نحن العاملين بهذه المؤسسة، الأساتذة المربين، الذين يقومون بتوصيل تلك المفاهيم، والحقائق، والقيم للطلبة (جيل المعلم الجديد). وتوجه الاستاذة عفاف، همسة الى زملائها اعضاء هيئة التدريس، قائلة: أوصلها أنت أيها الأستاذ الفاضل (تقصد القيم والمفاهيم والحقائق)، بطريقة صحيحة وسليمة وعملية، واحرص على توعية طلابك، بأن يتعاملوا مع تلاميذهم الصغار الأطفال، وطلابهم الكبار بهذه الأخلاق، لان طالب كلية التربية، بعد تخرجه، سينقل، إلى تلاميذه كل ما تعلمه منك، بل ويقلد أحيانا سلوكك وتصرفاتك، فكن أنت المثل والقدوة لهم. وشارك وانشر بين طلابك، القيم السلوكية التي تحتاجها ليبيا، في هذه المرحلة، مثٌل الحرية، والديمقراطية، والعدالة، عبر حوارات ومناظرات وندوات واساليب اخرى تناسب، كل منا. فإن استطاع كل منا أن ينقل ذلك إلي طلابه، وبدورهم، إلى تلاميذهم وطلابهم، مستقبلا - ان استطاع كل منا ان ينقل ذلك- عندها استطيع في تلك الحالة، أن أقول إن الكلية، قادرة على مواجهة متطلبات هذه المرحلة الحرجة والحساسة في تاريخ ليبيا.
وتضيف الاستاذة انتصار سالم ابونعامة (عضو هيئة تدريس - قسم التربية وعلم النفس)، قائلة: لكي تكون كلية التربية، قادرة على أداء دورها، لابد من توفير كافة متطلبات الجودة، بكافة عناصر العملية التعليمية، من مبنى وامكانيات، وتوفير التقنيات التدريسية، والمعامل، وكذلك الاسهام في اعداد وتخريج المعلم، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل (حاجة المجتمع)، بالاضافة، الى ضرورة، اعادة النظر في برامج كلية التربية، بهدف مسايرة التغيرات، وتطورات العصر، وبذلك نستطيع احداث التغيير في ليبيا الجديدة، والرقي بها. وتختم الاستاذة انتصار مشاركتها، قائلة، عاشت ليبيا حرة أبية.
وتؤمن الاستاذة سعاد ميلاد يوسف الصيد (عضو هيئة تدريس - تخصص تربية وعلم نفس ومناهج وطرق التدريس- وهي تتبع حاليا قسم رياض الاطفال)، تؤمن ان كلية التربية، تقع عليها، مهمة اعداد المعلم والمربي، القادر على تطهير العقول، من النظريات والاخلاقيات القذافية الطاغوتية، التي طغى بها على البلاد، لمدة اربعة عقود. تقول الاستاذة سعاد: فاذا كان ذلك من واجب المربين، اعضاء هيئة التدريس ككل، وبخاصة التربويين، لانه تقع عليهم المسؤلية الاكبر، فانني اقول أنه من الصعب على الكلية اداء دورها، والقيام بهذه المهمة، التي اراها صعبة، اذا وجد منهم من يحتاجوا، هم انفسهم، الى تطهير عقولهم ونفوسهم من النظريات واللاخلاقيات، التي تشبعوا وتربوا عليها، خلال اربعة عقود من الزمن، يقول الله سبحانه وتعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم).
وعن مقدرة الكلية على مواجهة التحديات المقبلة، تقول الاستاذة سعاد: انه من الصعب على الكلية، مواجهتها، في هذه المرحلة، على الرغم من المحاولات البسيطة، التي تقوم بها فئة قليلة من الادارة، واعضاء هيئة التدريس، والطلاب، أصحاب القلوب والضمائر الحية، من الذين يتمنون الخير والصلاح لهذا الوطن. لذلك ارى من الصعب ان ترتقي هذه الكلية، الى المستوى المطلوب الذي نطمح اليه، لننهض معا بوطننا العزيز، ليبيا. لكن الاستاذة سعاد، متفائلة جدا. فقد رددت في نفسها، عقب سقوط اول شهيد في ليبيا، رددت قائلة: ان ليبيا لن ولن ترجع الى الوراء، وتسترسل، قائلة: أسأل الله سبحانه وتعالى، ان يوفقنا لصلاح العباد والبلاد، ولو بالجهد القليل، فقليل مع قليل، سيكون باذن الله، كثير.
وتهتم الاستاذة نجاح محمد عبد الجليل (قسم التربية الخاصة)، والاستاذة سكينة ( قسم التربية الخاصة)، بصيانة المرافق والقاعات والمقاعد الدراسية، وصيانة المبنى، بصفة عامة، وتوفير قاعات لاعضاء هيئة التدريس، والاهتمام بالمكتبة، وتوفير الكتب والمراجع والمصادر، الخاصة بالتربية الخاصة. كما تتفق الاستاذة نجاح عبد الجليل، مع الاستاذة نجاح الطبيب - رئيسة قسم التربية الخاصة- في حاجة الكلية لتأسيس معمل لذوي الحاجات الخاصة.
اما الاستاذ عمر ابوالقاسم غلام (عضو هيئة التدريس- التربية وعلم النفس) فيقول: يجب ان يكون التغيير شامل، مع التركيز على الجانب العملي فيها. ويرى ضرورة تغيير اساليب التدريس التقليدية، واعادة النظر في برامج التربية العملية، وربط المقررات الدراسية بالجوانب التطبيقية، وتزويد الكلية بالوسائل التعليمية والتقنيات التدريسية المعاصرة، وتطوير المبنى، وتطوير مشاريع التخرج، وتوظيفها في تطوير العملية التعليمية لاعداد المعلم، وليس فقط الاكتفاء باعداد مواضيع عامة في تخصص ما.
وهنا انتهت مشاركات الاخوة والاخوات الكرام، اعضاء هيئة التدريس، من رواد تلك الغرفة. وكما رأينا، فقد تنوعت وتباينت الاراء، فاشترك البعض في نفس الاراء، واختلفت اراء البعض الاخر، ولكن المحصلة، ستصب حتما، وباذن الله، في صالح الطالب، وعضو هيئة التدريس، وفي مصلحة الادارة، والكلية بصفة عامة.
وعودة الى الدكتور عامر جابر، والذي حدثنا بمرارة عن المبنى، فقال: إن وجود كلية التربية ـ طرابلس، في مبنى غير مؤهل، لان يكون كلية على الإطلاق، هو حلقة من حلقات عهد الطاغية، في تحطيم التعليم التربوي الممنهجة، والتي بدأت مع بداية ما يسمى ظلماً وبهتاناً بالثورة الثقافية، والتي كانت تهدف إلى طمس الهوية الثقافية لجامعة طرابلس، وانتهت إلى إلغاء كلية التربية، التي كانت من أهم الكليات التي تغذي مؤسسات التعليم بالعناصر اللازمة، من المدرسيين الأكفاء. ومن مظاهر المخطط الممنهج لتدمير التعليم، إلغاء بعض المقررات، ذات الأهداف التربوية والأخلاقية والاجتماعية، ليحل محلها الفكر السياسي العقيم، والتجهيل المقنن. وبالرغم من الجهود المبذولة، في أداء الكلية لرسالتها، من خلال هذا المبنى، الذي هو أشبه بمن يقيم في خيمة بالصحراء، لا توفر أدنى مقومات الحياة، إلا أننا نعتقد أنه لا بد للجهات المسؤولة في التعليم العالي، والجامعة، من التفكير، إما بإقامة مبنى للكلية، وفق متطلباتها العلمية، أو إعادتها إلى مبناها السابق بالجامعة، والذي لا يزال حتى هذا التاريخ، صالحاً، أن يكون كلية للتربية.
ويوجه الدكتور عامر جابر، حديثه الى المجلس الانتقالي قائلا: أن الاهتمام بمصانع الإنسان التربوي، هي من أولويات المجتمع المتحضر. وهذا الأمر، يجب أن يبدأ به من أعلى هرم السلطة، عبر اختيار عناصر الدولة، في اغلب المناصب الحساسة، من الرجال المشهود لهم بالمهنية التربوية، والرؤى الثاقبة، في المجال التربوي، اي وباختصار شديد ضرورة إقحام التربويين في ادارة الدولة.
ويؤكد الدكتور جابر، ان وزارة التعليم العالي، يقع عليها العبء الأكبر، في تنفيذ الطموحات ومعالجة الترسبات، وتوفير المتطلبات والتخطيط للمستقبل، والنظر إلى المؤسسات التربوية في التعليم العالي، النظرة التي تستحقها.
وفي الختام، يوجه الدكتور عامر، كلمة الى الطلبة، والزملاء، وأعضاء هيئة التدريس، والاخوة والاخوات أولياء الأمور، وكافة العاملين في مجال التعليم الجامعي، يوجه اليهم كلمة قائلا: إن مسؤولية التطوير، مسؤولية مشتركة، مبنية على انسجام، بين جميع المكونات، فليتقي الله، كل في الآخر، ويعمل كلً من جانبه، على أداء المهام المناطة به، على الوجه الأكمل، من أجل ليبيا الجديدة، ليبيا الحرية، ليبيا الامل، ليبيا الطموح، ليبيا الوطن. والله ولي التوفيق.
وهكذا، مرة اخرى، يشدك حماس اغلب العاملين في الكلية، من الادارة، ورؤساء الاقسام، واعضاء هيئة التدريس، والموظفين، والعاملين، والطلبة، والطالبات، يشدك حماسهم ورغبتهم في تحقيق انتصار، في اخطر حقل من حقول الامم، التربية والتعليم. ولا تملك الا ان تمتليء، بهذا الحماس، بالامل والتفاؤل والرغبة في المساهمة والمشاركة والعطاء.
لقد زين طلبة قسم التربية الفنية جدران المدرسة المحطمة، بلوحات فنية جميلة رائعة، تحس معها تصميم الطلاب على الابداع، رغم قسوة الظروف. كما زين طلبة الكلية، جدران الكلية، برسومات ومقولات الثورة المباركة، ثورة السابع عشر من فبراير، واولى هذه الرسومات رسم باليد لشيخ الشهداء عمر المختار، رسمه احد الطلاب، كتب تحته "نحن لا نستسلم، ننتصر او نموت"، رسم يستقبلك بمجرد اجتيازك، للبوابة الرئيسية للمدرسة او الكلية.
وفعلا لم ارى استسلاما، في الكلية، في اي جانب من جوانب الحياة، فالكلية برغم الظروف فوق القاسية، والتي اقر بعجزي، عن وصفها الوصف الدقيق، تبدو، برغم كل هذه الظروف، كخلية نحل، الكل يحاول ان يؤدي واجبه، بما توفر له من مساحة واتساع وامكانيات. خلية نحل، الكل يريد ان يشارك فيها، بلبنة قد تساهم، في تقدم وتطور ورقي هذه المؤسسة الحساسة.
واود في الختام، ان اشكر الدكتور عامر جابر، والاخوات الكريمات، والاخوة الكرام، الذين شاركوا في هذا الحوار اوالحديث اواللقاء، بكل صراحة وحرية واخلاص، واسأله سبحانه وتعالى ان يكون هذا الحوار، بذرة خير، من اجل طلابنا واولادنا وبناتنا وبلادنا، انه سميع قريب مجيب الدعوات. ولا يفوتني القول، بان الكلية قد قامت مشكورة، باغلاق القاعة، 103، قبل ان انتهي من كتابة هذا العرض.
واخيرا..
تظل الحيرة قائمة، ويظل التساؤل قائما، فثلاثة ارباع العالم، يبني بريع نفطنا، مدارس، وكليات، ومعاهد، وحدائق، ومكتبات، ومؤسسات تعليمية، وحدائق العاب، ونوادي، لفلذات اكبادهم، على افضل، واحدث، واجمل، وانظف، وارقى طراز. اما فلذات اكبادنا، اصحاب النفط، فلا بواكي لهم. فهل من فارس، وهل من موقف، وهل من قرارت شجاعة، تناسب المرحلة، وتناسب حجم المشكلة، وتناسب حاجة الوطن الجريح . والله ولي التوفيق.
د. فتحي الفاضلي
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: كلية التربية بطرابلس.. والقاعة 103
شكــــــــــــ ـــــــــــــــــــرآ وبـــــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــك
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
رد: كلية التربية بطرابلس.. والقاعة 103
شكرااااااااااااااااااا للمتابعة..وفقكم الله
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» طلبة كلية التربية بزليتن يطالبون بإعادة تشكيل اتحاد الطلبة
» «حشيش وترامادول» في كلية التربية بجامعة طبرق
» مادا تفعل عصابات السويحلي في كلية البنات بطرابلس
» كلية التربية بجامعة المرقب تقرر فصل الطلبة عن الطالبات
» كلية التربية قصر بن غشير تنظم مؤتمرها العلمي الأول حول جودة
» «حشيش وترامادول» في كلية التربية بجامعة طبرق
» مادا تفعل عصابات السويحلي في كلية البنات بطرابلس
» كلية التربية بجامعة المرقب تقرر فصل الطلبة عن الطالبات
» كلية التربية قصر بن غشير تنظم مؤتمرها العلمي الأول حول جودة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR