إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
الانتخابات الليبية ... نتائج ودروس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الانتخابات الليبية ... نتائج ودروس
الانتخابات الليبية ... نتائج ودروس
وكالات – عماد المدولي .
ذكر الكاتب "عبدالكريم رضا" بن يخلف أن ليبيا الجديدة شذّت عن البلدان الأخرى بمخالفتها لكل القراءات السياسية والدراسات المستقبلية والاستطلاعات الإعلامية، فبعدما تصدر الإسلاميون مشهد الأحداث طوال الفترة السابقة، واختفى الليبراليون من الصورة، استيقظ الليبيون على سيناريو جديد، ومشهد آخر، واستثناء في مآل الأمور في بلدان الربيع العربي، وهذا السيناريو أو الحدث صنعه تقدم الليبراليين الذي لم يكن متوقعا.
وأشار الكاتب في مقال له صادر بالموقع الأمريكي الإخباري "ميدل آيست أون لاين" إلى أن الإسلاميين في ليبيا على اختلاف أحزابهم أصبحوا أمام حالتين، إما أن يخسروا الانتخابات ولن يحصلوا على أغلبية، وإما أن يفوزوا بنسبة ضئيلة ستشكل في حد ذاتها انتكاسة سياسية، بعدما كان الشك يحوم في الماضي القريب على أن الإسلاميين قد يكتسحون الساحة أو على الأقل تكون لهم غالبية مريحة في الهيئة التأسيسية الليبية.
تساؤلات
ويتساءل الكاتب: ما الذي خفي عن المحللين وظللهم عن هذه النتائج؟ ما الذي عاكس الليبيين حتى يخالفوا "الإجماع"؟ ما الذي وقع وجرى وقلب ترتيب الرتب؟، معتبرا أن هذه الأسئلة مطروحة بإلحاح على مستوى الساحة السياسية، وهناك محاولات كثيرة لفك طلاسم الواقع الليبي، وفك القفل الحديدي الصلب، الذي يحول دون فتح باب معرفة المستقبل السياسي لليبيا الجديدة، ورحلتها من المملكة إلى الجماهيرية إلى الجمهورية الأولى.
وبين الكاتب أن المجتمع الليبي مجتمع قبلي محافظ، ومتدين بالفطرة، و لا يمكن لأي سياسي أن ينكر هذا الواقع البديهي، وأية محاولة لإقصاء الثقل القبلي، أو إنكار الانتماء الديني "المعتدل" للشعب الليبي، يعد انفصاما للشخصية و"شيزوفرينيا" سياسية قاصمة، وإذا كان "تحالف القوى الوطنية" بقيادة الدكتور" محمود جبريل"، قد استوعب الأمر والحقيقة حين قال: "إن الإسلام هو الدين الرسمي للمجتمع، ومبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع، وننادي بإسلام وسطي لبلدنا".
ويبدو أن التيار الإسلامي بمختلف أطيافه قد أساء القراءة أو التطبيق، حسب الكاتب، لما لم يبذل الجهد الكافي لدحض وإزالة مخاوف المواطنين من تهم التطرف والعنف، التي رافقت "الأعمال الطالبانية" من تكسير لقبور الاجانب، وتحطيم للمزارات، وتسوية للقبور، وفرض للقناعات، وتضييق على الناس.
ميل للخارج
ولفت الكاتب إلى أن المجتمع الليبي حساس في ما يتعلق بالارتباط بالخارج، فرغم أنه رحب بمساعدة العالم في التخلص من نظام القذافي وجبروته، ما زال يفرق بين الإعانة بدون مقابل والإعانة المشروطة. ولعل الاتهام بالميل المغامر للإسلاميين الليبيين لخط الدوحة إسطنبول -- والذي ينفيه قطاع عريض منهم - ، جعل منهم صورة أقرب للأداة منها إلى الشريك، على عكس "تحالف القوى الوطنية"، التي يقال أن قطر ساهمت بقوة لإزاحة "جبريل" من رئاسة المجلس التنفيذي للمجلس الانتقالي - وهذا ما ينفيه القطريون -.
كما أن المجتمع الليبي يعلم أن ليبيا البلد الوحيد من بلدان الربيع العربي، الذي يزخر بمقومات اقتصادية هامة وموارد مالية هائلة تساعد الانتقال السلس إلى تأسيس الجمهورية الأولى وتحقيق الرفاهية والرخاء للمواطن الليبي، وأن هذا كله لن يتحقق مع حكومة لا تحقق استقرارا استراتيجيا، وهدوءً سياسيا .
الجمهورية الاولى
ويرى المحلل السياسي " خالد الحروب" في مقال نشره موقع "قنطرة" الألماني في تعليقه على أول انتخابات حرة وديمقراطية في ليبيا أنه ليس مهما من سيفوز بأغلبية مقاعد الجمعية الوطنية في الانتخابات الليبية، المهم هو أن ليبيا الجديدة تؤسس الآن لقيام الجمهورية الأولى القائمة على أسس دستورية في تاريخ ما بعد الاستقلال.
ولأول مرة تصبح ليبيا ديمقراطية بعيدا عن شعارات وتفاهات العهد البائد، الذي حول البلاد إلى مزرعة عائلية، وهذه الانتخابات ثم ما سيليها من انتخابات برلمانية كاملة هي أول المشوار وليس نهايته، وهي تجسد لحظة تاريخية عظيمة صنعها الشعب الليبي بالتضحيات والدماء والثورة على نظام فاسد مُستبد أضاع من عمر الشعب وليبيا أربعة عقود كاملة وأهدر ثروات لا تُتصور.
الشرعية الدستورية
والآن يبدأ انتقال ليبيا من عصر الشرعيات المزيفة، بما فيها "الشرعية الثورية"، إلى عصر الشرعية الدستورية، ثورة أي شعب على الطغيان والاستبداد والفساد هي حالة نبيلة تجسد الإرادة الجماعية في الانتصار للحرية والتخلص من الديكتاتورية، لكن الثورة، أي ثورة، هي حالة مؤقتة وليس دائمة، وما يتلوها هو دوما المسار الصعب، لأنه يُعنى بالبناء والتأسيس.
ويرى "الحروب" أن الثورة الناجحة هي التي تنتهي إلى بناء شرعية جديدة أساسها المتين هو الشرعية الدستورية. بينما الثورة الفاشلة هي التي تتمترس بـ"الشرعية الثورية" وتعمل على تحويل الحالة الطارئة والظرفية إلى حالة دائمة، وعبر ذلك وبسببه تتحول إلى نظام مُستبد يعيد تأسيس النظام الذي قامت ضده.
وأضاف أن الثورة الليبية الشجاعة ضد نظام القذافي تنتقل الآن ويجب أن تنتقل إلى حالة بناء الدولة، وشرعية الثوار يجب أن تنتهي مع الانتخابات وتذوب في الشرعية الدستورية قيد التأسيس.
دولة مدنية
ويقر "الحروب" أن ميلاد الجمهورية الليبية الأولى لن يكون بالأمر اليسير ذلك أن الدمار الذي تركه القذافي وحكمه عميق ومتسع، لكنه ميلاد سيتم رغم كل ذلك لاتساقه مع وجهة التاريخ وتأسسه على الحرية وليس الاستبداد.
فتركة عهد القذافي المدمر والخراب البنيوي، الذي أنتجه يحتاج إلى مثابرة وجهد كبيرين لكنسه بالكامل.
ويرى "الحروب" أن في الدولة الحديثة والتي يجب أن يكون تحققها والوصول إليها هدف الجمهورية الليبية الأولى تنتقل ولاءات الأفراد تدريجيا من القبيلة والطائفة والجهة إلى دولة القانون، لأن هذه الأخيرة تصبح هي الحامي الأهم لهم، وهي التي تحقق لهم المساواة والحرية والتمتع العادل بالثروة الوطنية وترعى مصالحهم. وعندما يأمن الأفراد لهذه الدولة ويثقون بقانونها ويتساوون أمام دستورها وقضائها، الذي يحميهم فإن ولاءهم لما هو دون الدولة يخفت شيئا فشيئا.
ويرى أنه من المعيب أن عددا من البلدان العربية ما تزال تعتمد "القانون العشائري"، إلى جانب القانون المدني الحديث، حيث تمنح القبلية والعشائرية سلطة توازي وأحيانا تفوق سلطة القانون المدني.
رصيد دستوري
ويرى الكاتب أن التجربة الليبية الحديثة في حقبة ما بعد الاستقلال سنة 1951 غنية وتوفر دروسا مهمة ويجب أن تبعث على الثقة بالذات. ففي حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ورغم كل مساوئ الملكية السنوسية آنذاك، إلا أن التجربة البرلمانية والتشريعية والدستورية كانت قد بدأت تسير بالبلد المستقل حديثا نحو بناء مجتمع قائم على دولة القانون والمساواة والقضاء المستقل.
والمهم في هذا الدرس الليبي العميق في الديمقراطية والتشريع الدستوري هو شجاعة جيل كامل واحتمائه بالدستور وتشبعه بالأصول الدستورية والتشريعية في وقت مبكر بعيد الاستقلال.
ويعتقد "خالد الحروب" أن ليبيا تستأنف اليوم وعيها الدستوري لكن في ظل حرية جديدة ليس فيها مساوئ الحكم الملكي الادريسي ، بل اندفاع جيل شاب من الليبيين هم الورثة الحقيقيون لعمر المختار وتوقه لحرية الناس وتحريرهم.
علمانية مخفية
و يقول الكاتب وعالم الاجتماع ميمو كانديدو في مقال بصحيفة "لا ستمبا" الإيطالية، إن ما يحدث في ليبيا يكشف أن القذافي قد بنا مجتمعا علمانيا غير معلن من خلال إقصائه للإسلاميين طيلة أربعين سنة.
وقد تكون الانتخابات الحالية فرصة لفهم ما حدث اليوم في ليبيا سابقا وفهم تركيبة مجتمع غريب بقي مجهولا لأربعة عقود.وبحسب الكاتب قد نكون بصدد تعلم درس مهم من الانتخابات التي جرت في ليبيا، والدرس هو أن التاريخ لا يتغير بسرعة، بل التاريخ وخاصة الماضي سيؤثر على حاضر البلاد.
تغير العقلية
ويبدو أن الجماهيرية في ليبيا قد سقطت لكنها لم تسقط في عقول الآلاف في ليبيا، ومن الواضح أن أربعين سنة من العنف والقمع لا يمكن تجاوزها بسهولة وفي بضعة أشهر بل تحتاج للوقت والعمل من قبل القادة الجدد.
وإذا تمكن "محمود جبريل" وائتلافه من الحصول على نسبة مهمة من مقاعد الجمعية التأسيسية فهو يعود لما قام به نظام القذافي الذي كان علمانيا بكل المقاييس رغم أن الليبيين لا يعرفون مكانا للعلمانية في مجتمعهم، حيث أن العديد من الشباب والكهول الليبيين ،هم أبناء نظام سابق حتى وإن كانوا رافضين له، فإن أغلب شباب اليوم ولدوا ونشأوا في ظل نظام قمعي، شرد وطرد الإسلاميين ولم يكن فيه للملتحين مكانا في المجتمع الليبي سابقا.
كما أن القذافي بنا جماهيرية غريبة على المستوى السياسي والمجتمعي، خاصة لتقديمه لكثير من الامتيازات لقبائل قريبة منه وقمعه للأخرى، ولم يكن هناك أولية للوازع الديني بل للوازع القبلي قبل كل شيء وهو ما تواصل اليوم.
وعلى الإسلاميين فهم أن التغيير لن يقع في المجتمع الليبي بسهولة، نظرا لتبعات أكثر من أربعين سنة تقريبا، خاصة أن "حزب العدالة والبناء" المنبثق عن "الإخوان المسلمين" كان يحاول الحصول على الأصوات من خلال برامج وشخصيات مقربة من الناس، لكن قام بجعل الوازع الديني أهم شيء يقربه من الناخبين وهو ما لم ينجح في هذه الانتخابات.
الوازع الديني
وإذا كانت المساجد اليوم ممتلئة خمسة مرات في اليوم والحديث عن الدين صار شأن الجميع فإنه لم يكن كذلك طوال أربعين سنة.
كما أن النظام السابق حافظ على الطابع البدوي للعديد من القبائل التي يحكمها شيوخ ومجالس موالية للقذافي.
ومن الناحية الاقتصادية أيضا كان النظام قريبا للشيوعية المتطورة، أين تقم الدولة بكل شيء للشعب عبر اقتسام الثروة. كل هذا الإرث أضر بحظوظ الإسلاميين.
وحتى الحرب التي قام بها الثوار ضد القذافي لم تكن حربا جهادية بمعنى الكلمة الا عند البعض، بل كانت حربا من أجل القمع واستعادة حرية نهبت ونظاما مستبدا، وقد نكون أمام أول مجتمع علماني في العالم العربي دون أن يكون ذلك معلنا أو مصرحا به، لكن من خلال أداء الشباب والاختيارات السياسية للكثير من القادة، سيكون مجتمعا علمانيا غير مصرح به بتقاليد محافظة وإسلامية معلنة وهو ما يقدم صورة غريبة وجديدة عن ليبيا اليوم.
كسر النمط
كما بين "عبد الباري عطوان" في مقال نشر بتاريخ 14 يوليو 2012 بصحيفة القدس العربي أن نتائج الانتخابات البرلمانية في ليبيا التي أكدت فوز الليبراليين بقيادة "محمود جبريل" وتراجع حظوظ التيار الإسلامي، كانت مفاجئة للكثيرين داخل الوطن العربي وخارجه، لأمرين أساسيين: الأول أنها جاءت حرة ونزيهة ، حسب تقارير المراقبين الغربيين، والثاني لكونها كسرت نمطا سائدا في انتخابات دول الربيع العربي، وهو اكتساح الإسلاميين، والإخوان منهم على وجه الخصوص، لغالبية المقاعد النيابية، بل وسدة الرئاسة، مثلما حصل في مصر جارة ليبيا الشرقية.
انقسامات
وأشار إلى أن الناخبين الليبيين فاجأونا مثلما فاجأوا غيرنا بالذهاب إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة، وبنسبة اقتربت من السبعين في المائة للإدلاء بأصواتهم، كما أن إجراء هذه الانتخابات في أجواء هادئة مع تجاوزات أمنية محدودة، رغم غابة البنادق والكيانات المسلحة التي تعيش في ظلها البلاد، اثبت خطأ توقعات عديدة، ومن بينها أيضا توقعاتنا.
التاريخ : 16/7/2012
وكالات – عماد المدولي .
ذكر الكاتب "عبدالكريم رضا" بن يخلف أن ليبيا الجديدة شذّت عن البلدان الأخرى بمخالفتها لكل القراءات السياسية والدراسات المستقبلية والاستطلاعات الإعلامية، فبعدما تصدر الإسلاميون مشهد الأحداث طوال الفترة السابقة، واختفى الليبراليون من الصورة، استيقظ الليبيون على سيناريو جديد، ومشهد آخر، واستثناء في مآل الأمور في بلدان الربيع العربي، وهذا السيناريو أو الحدث صنعه تقدم الليبراليين الذي لم يكن متوقعا.
وأشار الكاتب في مقال له صادر بالموقع الأمريكي الإخباري "ميدل آيست أون لاين" إلى أن الإسلاميين في ليبيا على اختلاف أحزابهم أصبحوا أمام حالتين، إما أن يخسروا الانتخابات ولن يحصلوا على أغلبية، وإما أن يفوزوا بنسبة ضئيلة ستشكل في حد ذاتها انتكاسة سياسية، بعدما كان الشك يحوم في الماضي القريب على أن الإسلاميين قد يكتسحون الساحة أو على الأقل تكون لهم غالبية مريحة في الهيئة التأسيسية الليبية.
تساؤلات
ويتساءل الكاتب: ما الذي خفي عن المحللين وظللهم عن هذه النتائج؟ ما الذي عاكس الليبيين حتى يخالفوا "الإجماع"؟ ما الذي وقع وجرى وقلب ترتيب الرتب؟، معتبرا أن هذه الأسئلة مطروحة بإلحاح على مستوى الساحة السياسية، وهناك محاولات كثيرة لفك طلاسم الواقع الليبي، وفك القفل الحديدي الصلب، الذي يحول دون فتح باب معرفة المستقبل السياسي لليبيا الجديدة، ورحلتها من المملكة إلى الجماهيرية إلى الجمهورية الأولى.
وبين الكاتب أن المجتمع الليبي مجتمع قبلي محافظ، ومتدين بالفطرة، و لا يمكن لأي سياسي أن ينكر هذا الواقع البديهي، وأية محاولة لإقصاء الثقل القبلي، أو إنكار الانتماء الديني "المعتدل" للشعب الليبي، يعد انفصاما للشخصية و"شيزوفرينيا" سياسية قاصمة، وإذا كان "تحالف القوى الوطنية" بقيادة الدكتور" محمود جبريل"، قد استوعب الأمر والحقيقة حين قال: "إن الإسلام هو الدين الرسمي للمجتمع، ومبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع، وننادي بإسلام وسطي لبلدنا".
ويبدو أن التيار الإسلامي بمختلف أطيافه قد أساء القراءة أو التطبيق، حسب الكاتب، لما لم يبذل الجهد الكافي لدحض وإزالة مخاوف المواطنين من تهم التطرف والعنف، التي رافقت "الأعمال الطالبانية" من تكسير لقبور الاجانب، وتحطيم للمزارات، وتسوية للقبور، وفرض للقناعات، وتضييق على الناس.
ميل للخارج
ولفت الكاتب إلى أن المجتمع الليبي حساس في ما يتعلق بالارتباط بالخارج، فرغم أنه رحب بمساعدة العالم في التخلص من نظام القذافي وجبروته، ما زال يفرق بين الإعانة بدون مقابل والإعانة المشروطة. ولعل الاتهام بالميل المغامر للإسلاميين الليبيين لخط الدوحة إسطنبول -- والذي ينفيه قطاع عريض منهم - ، جعل منهم صورة أقرب للأداة منها إلى الشريك، على عكس "تحالف القوى الوطنية"، التي يقال أن قطر ساهمت بقوة لإزاحة "جبريل" من رئاسة المجلس التنفيذي للمجلس الانتقالي - وهذا ما ينفيه القطريون -.
كما أن المجتمع الليبي يعلم أن ليبيا البلد الوحيد من بلدان الربيع العربي، الذي يزخر بمقومات اقتصادية هامة وموارد مالية هائلة تساعد الانتقال السلس إلى تأسيس الجمهورية الأولى وتحقيق الرفاهية والرخاء للمواطن الليبي، وأن هذا كله لن يتحقق مع حكومة لا تحقق استقرارا استراتيجيا، وهدوءً سياسيا .
الجمهورية الاولى
ويرى المحلل السياسي " خالد الحروب" في مقال نشره موقع "قنطرة" الألماني في تعليقه على أول انتخابات حرة وديمقراطية في ليبيا أنه ليس مهما من سيفوز بأغلبية مقاعد الجمعية الوطنية في الانتخابات الليبية، المهم هو أن ليبيا الجديدة تؤسس الآن لقيام الجمهورية الأولى القائمة على أسس دستورية في تاريخ ما بعد الاستقلال.
ولأول مرة تصبح ليبيا ديمقراطية بعيدا عن شعارات وتفاهات العهد البائد، الذي حول البلاد إلى مزرعة عائلية، وهذه الانتخابات ثم ما سيليها من انتخابات برلمانية كاملة هي أول المشوار وليس نهايته، وهي تجسد لحظة تاريخية عظيمة صنعها الشعب الليبي بالتضحيات والدماء والثورة على نظام فاسد مُستبد أضاع من عمر الشعب وليبيا أربعة عقود كاملة وأهدر ثروات لا تُتصور.
الشرعية الدستورية
والآن يبدأ انتقال ليبيا من عصر الشرعيات المزيفة، بما فيها "الشرعية الثورية"، إلى عصر الشرعية الدستورية، ثورة أي شعب على الطغيان والاستبداد والفساد هي حالة نبيلة تجسد الإرادة الجماعية في الانتصار للحرية والتخلص من الديكتاتورية، لكن الثورة، أي ثورة، هي حالة مؤقتة وليس دائمة، وما يتلوها هو دوما المسار الصعب، لأنه يُعنى بالبناء والتأسيس.
ويرى "الحروب" أن الثورة الناجحة هي التي تنتهي إلى بناء شرعية جديدة أساسها المتين هو الشرعية الدستورية. بينما الثورة الفاشلة هي التي تتمترس بـ"الشرعية الثورية" وتعمل على تحويل الحالة الطارئة والظرفية إلى حالة دائمة، وعبر ذلك وبسببه تتحول إلى نظام مُستبد يعيد تأسيس النظام الذي قامت ضده.
وأضاف أن الثورة الليبية الشجاعة ضد نظام القذافي تنتقل الآن ويجب أن تنتقل إلى حالة بناء الدولة، وشرعية الثوار يجب أن تنتهي مع الانتخابات وتذوب في الشرعية الدستورية قيد التأسيس.
دولة مدنية
ويقر "الحروب" أن ميلاد الجمهورية الليبية الأولى لن يكون بالأمر اليسير ذلك أن الدمار الذي تركه القذافي وحكمه عميق ومتسع، لكنه ميلاد سيتم رغم كل ذلك لاتساقه مع وجهة التاريخ وتأسسه على الحرية وليس الاستبداد.
فتركة عهد القذافي المدمر والخراب البنيوي، الذي أنتجه يحتاج إلى مثابرة وجهد كبيرين لكنسه بالكامل.
ويرى "الحروب" أن في الدولة الحديثة والتي يجب أن يكون تحققها والوصول إليها هدف الجمهورية الليبية الأولى تنتقل ولاءات الأفراد تدريجيا من القبيلة والطائفة والجهة إلى دولة القانون، لأن هذه الأخيرة تصبح هي الحامي الأهم لهم، وهي التي تحقق لهم المساواة والحرية والتمتع العادل بالثروة الوطنية وترعى مصالحهم. وعندما يأمن الأفراد لهذه الدولة ويثقون بقانونها ويتساوون أمام دستورها وقضائها، الذي يحميهم فإن ولاءهم لما هو دون الدولة يخفت شيئا فشيئا.
ويرى أنه من المعيب أن عددا من البلدان العربية ما تزال تعتمد "القانون العشائري"، إلى جانب القانون المدني الحديث، حيث تمنح القبلية والعشائرية سلطة توازي وأحيانا تفوق سلطة القانون المدني.
رصيد دستوري
ويرى الكاتب أن التجربة الليبية الحديثة في حقبة ما بعد الاستقلال سنة 1951 غنية وتوفر دروسا مهمة ويجب أن تبعث على الثقة بالذات. ففي حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ورغم كل مساوئ الملكية السنوسية آنذاك، إلا أن التجربة البرلمانية والتشريعية والدستورية كانت قد بدأت تسير بالبلد المستقل حديثا نحو بناء مجتمع قائم على دولة القانون والمساواة والقضاء المستقل.
والمهم في هذا الدرس الليبي العميق في الديمقراطية والتشريع الدستوري هو شجاعة جيل كامل واحتمائه بالدستور وتشبعه بالأصول الدستورية والتشريعية في وقت مبكر بعيد الاستقلال.
ويعتقد "خالد الحروب" أن ليبيا تستأنف اليوم وعيها الدستوري لكن في ظل حرية جديدة ليس فيها مساوئ الحكم الملكي الادريسي ، بل اندفاع جيل شاب من الليبيين هم الورثة الحقيقيون لعمر المختار وتوقه لحرية الناس وتحريرهم.
علمانية مخفية
و يقول الكاتب وعالم الاجتماع ميمو كانديدو في مقال بصحيفة "لا ستمبا" الإيطالية، إن ما يحدث في ليبيا يكشف أن القذافي قد بنا مجتمعا علمانيا غير معلن من خلال إقصائه للإسلاميين طيلة أربعين سنة.
وقد تكون الانتخابات الحالية فرصة لفهم ما حدث اليوم في ليبيا سابقا وفهم تركيبة مجتمع غريب بقي مجهولا لأربعة عقود.وبحسب الكاتب قد نكون بصدد تعلم درس مهم من الانتخابات التي جرت في ليبيا، والدرس هو أن التاريخ لا يتغير بسرعة، بل التاريخ وخاصة الماضي سيؤثر على حاضر البلاد.
تغير العقلية
ويبدو أن الجماهيرية في ليبيا قد سقطت لكنها لم تسقط في عقول الآلاف في ليبيا، ومن الواضح أن أربعين سنة من العنف والقمع لا يمكن تجاوزها بسهولة وفي بضعة أشهر بل تحتاج للوقت والعمل من قبل القادة الجدد.
وإذا تمكن "محمود جبريل" وائتلافه من الحصول على نسبة مهمة من مقاعد الجمعية التأسيسية فهو يعود لما قام به نظام القذافي الذي كان علمانيا بكل المقاييس رغم أن الليبيين لا يعرفون مكانا للعلمانية في مجتمعهم، حيث أن العديد من الشباب والكهول الليبيين ،هم أبناء نظام سابق حتى وإن كانوا رافضين له، فإن أغلب شباب اليوم ولدوا ونشأوا في ظل نظام قمعي، شرد وطرد الإسلاميين ولم يكن فيه للملتحين مكانا في المجتمع الليبي سابقا.
كما أن القذافي بنا جماهيرية غريبة على المستوى السياسي والمجتمعي، خاصة لتقديمه لكثير من الامتيازات لقبائل قريبة منه وقمعه للأخرى، ولم يكن هناك أولية للوازع الديني بل للوازع القبلي قبل كل شيء وهو ما تواصل اليوم.
وعلى الإسلاميين فهم أن التغيير لن يقع في المجتمع الليبي بسهولة، نظرا لتبعات أكثر من أربعين سنة تقريبا، خاصة أن "حزب العدالة والبناء" المنبثق عن "الإخوان المسلمين" كان يحاول الحصول على الأصوات من خلال برامج وشخصيات مقربة من الناس، لكن قام بجعل الوازع الديني أهم شيء يقربه من الناخبين وهو ما لم ينجح في هذه الانتخابات.
الوازع الديني
وإذا كانت المساجد اليوم ممتلئة خمسة مرات في اليوم والحديث عن الدين صار شأن الجميع فإنه لم يكن كذلك طوال أربعين سنة.
كما أن النظام السابق حافظ على الطابع البدوي للعديد من القبائل التي يحكمها شيوخ ومجالس موالية للقذافي.
ومن الناحية الاقتصادية أيضا كان النظام قريبا للشيوعية المتطورة، أين تقم الدولة بكل شيء للشعب عبر اقتسام الثروة. كل هذا الإرث أضر بحظوظ الإسلاميين.
وحتى الحرب التي قام بها الثوار ضد القذافي لم تكن حربا جهادية بمعنى الكلمة الا عند البعض، بل كانت حربا من أجل القمع واستعادة حرية نهبت ونظاما مستبدا، وقد نكون أمام أول مجتمع علماني في العالم العربي دون أن يكون ذلك معلنا أو مصرحا به، لكن من خلال أداء الشباب والاختيارات السياسية للكثير من القادة، سيكون مجتمعا علمانيا غير مصرح به بتقاليد محافظة وإسلامية معلنة وهو ما يقدم صورة غريبة وجديدة عن ليبيا اليوم.
كسر النمط
كما بين "عبد الباري عطوان" في مقال نشر بتاريخ 14 يوليو 2012 بصحيفة القدس العربي أن نتائج الانتخابات البرلمانية في ليبيا التي أكدت فوز الليبراليين بقيادة "محمود جبريل" وتراجع حظوظ التيار الإسلامي، كانت مفاجئة للكثيرين داخل الوطن العربي وخارجه، لأمرين أساسيين: الأول أنها جاءت حرة ونزيهة ، حسب تقارير المراقبين الغربيين، والثاني لكونها كسرت نمطا سائدا في انتخابات دول الربيع العربي، وهو اكتساح الإسلاميين، والإخوان منهم على وجه الخصوص، لغالبية المقاعد النيابية، بل وسدة الرئاسة، مثلما حصل في مصر جارة ليبيا الشرقية.
انقسامات
وأشار إلى أن الناخبين الليبيين فاجأونا مثلما فاجأوا غيرنا بالذهاب إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة، وبنسبة اقتربت من السبعين في المائة للإدلاء بأصواتهم، كما أن إجراء هذه الانتخابات في أجواء هادئة مع تجاوزات أمنية محدودة، رغم غابة البنادق والكيانات المسلحة التي تعيش في ظلها البلاد، اثبت خطأ توقعات عديدة، ومن بينها أيضا توقعاتنا.
التاريخ : 16/7/2012
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: الانتخابات الليبية ... نتائج ودروس
شكــــــــــــــــــــــرآ وبــــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــــــــك
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
مواضيع مماثلة
» قراءة في نتائج الانتخابات الليبية
» المحاكم الليبية تقبل طعنًا على نتائج الانتخابات
» إعلان نتائج الانتخابات الليبية يتأخّر أسبوعاً
» نتائج الانتخابات الليبية ...مادة خصبة للإعلام العالمي
» ليبيا: نتائج الانتخابات الليبية تسفر عن برلمان «لا غالب ولا
» المحاكم الليبية تقبل طعنًا على نتائج الانتخابات
» إعلان نتائج الانتخابات الليبية يتأخّر أسبوعاً
» نتائج الانتخابات الليبية ...مادة خصبة للإعلام العالمي
» ليبيا: نتائج الانتخابات الليبية تسفر عن برلمان «لا غالب ولا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR