إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : المولدي الأحمر : يوم عظيم في تاريخ ليبيا الح
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : المولدي الأحمر : يوم عظيم في تاريخ ليبيا الح
المولدي الأحمر : يوم عظيم في تاريخ ليبيا الحديث
9 اغسطس 2012
9 اغسطس 2012
هنيئا من كل قلبي لشعب ليبيا العظيم بهذا اليوم التاريخي المشهود. هذا إنجاز كبير جدا، وضع ليبيا على سكة سياسية جديدة لم تطرقها من قبل إلا خلال لمحة قصيرة من الزمن سرعان ما مرت لتجد نفسها، كغيرها من البلدان العربية، تتوغل في طريق الاستبداد والتجارة السياسية بقيم المدنية، ممتنعة بإصرار عن التقدم على طريق الحداثة والازدهار في شتى أبعاده.
ليس هذا كلاما مرسلا لمن يدرك القيمة الاجتماعية-السياسية الحقيقية لما حدث في ليبيا يوم 8-08-2012 . ذلك أنه إذا استثنينا تجربة السنة الأولى من الاستقلال (1951)، حيث وصل إلى قمة الحكم بطريقة سلمية وشرعية رجل انتقل من شيخ طريقة صوفية إلى أمير محلي إلى ملك على كل البلاد، متخطيا في طريقه بشكل سلس نسبيا كل حواجز الانتماء العرقي والطرقي والجهوي وحتى الحضري، فإن ليبيا لم تعرف في تاريخها الحديث تجربة سياسية يُنصب خلالها الشعب حكاما يديرون شؤونه وفق شروط تمنع صاحب السلطة من احتكار المنصب السياسي الذي أوكل إليه وتوريثه.
كلنا يعرف أن فترة التعددية السياسية في ليبيا المستقلة لم تدم أكثر من سنة، قبل أن يستعيد الحكام ثقافتهم السياسية التقليدية ليديروا شؤون ليبيا وفق مقتضياتها التي خبروها. وتقضي هذه الثقافة بأن يحافظ صاحب السلطة على مكانته السياسية –لأنها أهم مصدر للثروة والجاه في مجتمع ضعيف الموارد الطبيعية، ولا يفرط فيها لغيره إلا بالقوة والغلبة، وهي ثقافة لا تترك لمفاهيم العدالة والحرية والمواطنة، ولما يرتبط بها من تصورات للدولة والسلطة والحقوق المدنية، أي مساحة يمكن أن تترعرع فيها هذه المفاهيم والقيم وتنمو بشكل صحي وتعم على مجمل الروابط والانتماءات.
في يوم 8-08-2012 وضعت ليبيا قدمها على السكة التي ستساعدها على القطع مع هذا الإرث السياسي المرعب الذي تتلبس فيه الزعامة التقليدية، غير المقيدة بالقوانين والأخلاق، بالدولة وبالشرعية وبالذهنيات، ليترتب العالم من حولها وفق ما تسمح به من حركة وما “تتفضل” به (من الفضل و”الفضلة”) من موارد ونعم واعتبارات اجتماعية. في هذا اليوم وضعت مقاليد السلطة بين يدي مواطنين انتخبهم الشعب بطريقة حرة وشفافة، ليديروا شؤون البلاد لفترة محددة ومشروطة ومراقبة، ساحبا من بين أيديهم وسائل إعادة إنتاج سلطتهم، محررا طريق الناس إلى المجد الاجتماعي والثقافي من قبضتهم.
بمجرد ان ينهي المؤتمر الوطني العام صياغة الدستور والمصادقة عليه وعرضه على الشعب حتى يكسب أكبر قدر من الشرعية، سوف لن يكون بمقدور حكام طرابلس في المستقبل أن يقرروا –كما كان يفعل القذافي وأعوانه- من في ليبيا من حقه أن يكون ثريا ومن سيُكتب عليه الفقر والشقاء، من سيبجله الناس في المقاهي والشوارع والأندية ومن سيحتقرونه. لن يكون بمقدور الحكام الجدد أن يقرروا كيف سيحب المواطنون بلدهم وكيف سيجتهدون في رفع علم ليبيا إلى العالي، وكيف سيتكلمون ويمشون ويأكلون ويشربون ويمرضون ويصحون، وفي ماذا يتحدثون.
بلدكم أيها الليبيون فسيح وغني يتسع للجميع، فتسلحوا بالرحمة والصبر والإيمان، ولا تحولوا النصر العظيم إلى فرصة للثأر من الخصوم فيضيع الوقت، والوقت من سيف، في معارك جانبية يستفيد منها العدو قبل الصديق. اعطوا فرصة للذين ظلموا كي يحبوا ليبيا من جديد، والثأر الثأر لليبيا في ما فاتها من فرص ووقت لتبني نفسها على أسس متينة تقطع مع عهد احتكار انتاج السياسة.
د. المولدي الأحمر
الجامعة التونسية
ليس هذا كلاما مرسلا لمن يدرك القيمة الاجتماعية-السياسية الحقيقية لما حدث في ليبيا يوم 8-08-2012 . ذلك أنه إذا استثنينا تجربة السنة الأولى من الاستقلال (1951)، حيث وصل إلى قمة الحكم بطريقة سلمية وشرعية رجل انتقل من شيخ طريقة صوفية إلى أمير محلي إلى ملك على كل البلاد، متخطيا في طريقه بشكل سلس نسبيا كل حواجز الانتماء العرقي والطرقي والجهوي وحتى الحضري، فإن ليبيا لم تعرف في تاريخها الحديث تجربة سياسية يُنصب خلالها الشعب حكاما يديرون شؤونه وفق شروط تمنع صاحب السلطة من احتكار المنصب السياسي الذي أوكل إليه وتوريثه.
كلنا يعرف أن فترة التعددية السياسية في ليبيا المستقلة لم تدم أكثر من سنة، قبل أن يستعيد الحكام ثقافتهم السياسية التقليدية ليديروا شؤون ليبيا وفق مقتضياتها التي خبروها. وتقضي هذه الثقافة بأن يحافظ صاحب السلطة على مكانته السياسية –لأنها أهم مصدر للثروة والجاه في مجتمع ضعيف الموارد الطبيعية، ولا يفرط فيها لغيره إلا بالقوة والغلبة، وهي ثقافة لا تترك لمفاهيم العدالة والحرية والمواطنة، ولما يرتبط بها من تصورات للدولة والسلطة والحقوق المدنية، أي مساحة يمكن أن تترعرع فيها هذه المفاهيم والقيم وتنمو بشكل صحي وتعم على مجمل الروابط والانتماءات.
في يوم 8-08-2012 وضعت ليبيا قدمها على السكة التي ستساعدها على القطع مع هذا الإرث السياسي المرعب الذي تتلبس فيه الزعامة التقليدية، غير المقيدة بالقوانين والأخلاق، بالدولة وبالشرعية وبالذهنيات، ليترتب العالم من حولها وفق ما تسمح به من حركة وما “تتفضل” به (من الفضل و”الفضلة”) من موارد ونعم واعتبارات اجتماعية. في هذا اليوم وضعت مقاليد السلطة بين يدي مواطنين انتخبهم الشعب بطريقة حرة وشفافة، ليديروا شؤون البلاد لفترة محددة ومشروطة ومراقبة، ساحبا من بين أيديهم وسائل إعادة إنتاج سلطتهم، محررا طريق الناس إلى المجد الاجتماعي والثقافي من قبضتهم.
بمجرد ان ينهي المؤتمر الوطني العام صياغة الدستور والمصادقة عليه وعرضه على الشعب حتى يكسب أكبر قدر من الشرعية، سوف لن يكون بمقدور حكام طرابلس في المستقبل أن يقرروا –كما كان يفعل القذافي وأعوانه- من في ليبيا من حقه أن يكون ثريا ومن سيُكتب عليه الفقر والشقاء، من سيبجله الناس في المقاهي والشوارع والأندية ومن سيحتقرونه. لن يكون بمقدور الحكام الجدد أن يقرروا كيف سيحب المواطنون بلدهم وكيف سيجتهدون في رفع علم ليبيا إلى العالي، وكيف سيتكلمون ويمشون ويأكلون ويشربون ويمرضون ويصحون، وفي ماذا يتحدثون.
بلدكم أيها الليبيون فسيح وغني يتسع للجميع، فتسلحوا بالرحمة والصبر والإيمان، ولا تحولوا النصر العظيم إلى فرصة للثأر من الخصوم فيضيع الوقت، والوقت من سيف، في معارك جانبية يستفيد منها العدو قبل الصديق. اعطوا فرصة للذين ظلموا كي يحبوا ليبيا من جديد، والثأر الثأر لليبيا في ما فاتها من فرص ووقت لتبني نفسها على أسس متينة تقطع مع عهد احتكار انتاج السياسة.
د. المولدي الأحمر
الجامعة التونسية
المقال يعبر عن رأى الكاتب
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: مقالات مختارة : المولدي الأحمر : يوم عظيم في تاريخ ليبيا الح
شكـــــــ ـــــــــــر آ وبـــــــــــارك الله فيــــــــــــــــك
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : من سيكتب تاريخ ليبيا لمرحلة «ما بعد القذافي»
» مقالات مختارة - في ليبيا، إذا لم تستَحٍ
» مقالات مختارة : قطر والرهانات الخاسرة في ليبيا. ماذا بعد؟؟
» مقالات مختارة :: لعزل السياسي في ليبيا.. لماذا نعم؟
» مقالات مختارة - سلطان الحطاب : ليبيا..لا بأس عليكم !
» مقالات مختارة - في ليبيا، إذا لم تستَحٍ
» مقالات مختارة : قطر والرهانات الخاسرة في ليبيا. ماذا بعد؟؟
» مقالات مختارة :: لعزل السياسي في ليبيا.. لماذا نعم؟
» مقالات مختارة - سلطان الحطاب : ليبيا..لا بأس عليكم !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR