إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : أزمة قيم وأخلاق….؟
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : أزمة قيم وأخلاق….؟
فرج الترهوني : أزمة قيم وأخلاق….؟
17 سبتمبر 2012
من شاهد منا تلك الحوادث الجسام التي جرت في بلادنا أخيرا، ولم يُصدم؟ من منا لم تؤرقه تلك البشاعات والفظاعات التي ارتكبت نيابة عنا، وبعضها باسم الدين؟ من منا لم يشعر بالخوف على نفسه وعلى مصير مواطنيه وبلده الذي يساق إلى المجهول على أيدي قلة من المارقين والمشوّشين تحت سمع وبصر المسؤولين المتهاونين، بل وأحيانا بتواطؤ منهم؟
إن ما ظهر علينا من حوادث وتصرفات كنا نرى أنها غريبة على مجتمعنا، يجعلنا نتساءل، بل وحتى نشكك في مجموعة القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي ندعي أننا نملكها ونسير على هديها، بل إنّ منا من يتبجح بخصوصيتنا الليبية، وطيب أصلنا، وقيمنا العالية مقارنة بالمحيط الذي نعيش فيه.
سجلنا بعد الثورة الكثير من التصرفات المشينة، ابتداء بثوار الخط الثاني والثالث الذين يتواجدون خلف خطوط القتال ويسرقون كل ما تقع عليه أيديهم من ممتلكات عامة وخاصة، إلى قيام الكثير من الليبيين بالاعتداء على ممتلكات الشركات الحكومية، والأجنبية، والمحلية فنهبوها وباعوها لي ولكم، ولم نحرك ساكنا لوقف هذا الهدر وهذه الجرائم، فالمجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي كانا عنينين بكل معنى الكلمة، وفوتا فرصة نادرة للتحول بتلك الثورة الرائعة التي أبهرتنا قبل أن تبهر العالم، نحو الدولة الطبيعية المستقرة الآمنة. وحيال تلك التصرفات المشينة كنا نعزي أنفسنا بأن أربعة العقود العجاف قد فعلت فعلها في النفوس، وأن السرقة والاعتداء على ما للغير كان منهاجا لذلك النظام الفاسد، وسنتخلص من هذا السلوك بعد تخلصنا ممن تسبب في زرعه في النفوس.
حدثت قبل التحرير وبعده الكثير من جرائم السرقة بالإكراه التي لم نرصدها من قبل، وفقدنا فيها أرواح مواطنين أعزة، ولم يحرك المجلس العنين ولا حكومته ساكنا رغم صياحنا المتكرر، وقد فاتهم أن كرة الثلج التي تمثل الجريمة والإرهاب تتعاظم وسيكون من الصعب إيقافها. كانت جريمة قتل مجموعة المصرف مثالا على هول المشهد المريع الآخذ في التشكل، وحتى يكون لعنوان المقال معنى فقد كان بعض ممن شاركوا في جريمة المصرف من أصحاب المغدورين والعاملين معهم. ومع ذلك لم نتساءل عن مغزى الفعل والنتيجة، كما كان الحال بالنسبة لسرقة السيارات وقتل أصحابها الليبيين من قبل ليبيين، وأصبح هذا الفعل يتكرر حتى ما عاد يشغل بالنا إلا إذا تعلق الأمر بشخص نعرفه أو قريب لنا.
رأينا قبل يومين اعترافات بثتها قناة الوطنية لبعض المجرمين الذي كانوا ينتزعون السيارات من أصحابها في وضح النهار ويقتلونهم بدم بارد، ولم يبدو على أولئك الشباب ندم ولا أسى وهم يتحدثون عن ضحاياهم، بل وتفوقوا على من نشاهد من عتاة المجرمين في الأفلام حين (نتش) نادر عقد وأقراط تلك العجوز الليبية وهي تسأله (شنو فيه يا وليدي؟) الحق أقول، لقد ذهلت وصدمت لرؤية هؤلاء المجرمين الذين تبدو على وجوههم آثار النعمة، وقد يكونون من ذوي المؤهلات أيضا. ولم تفوتني ملاحظة أن أحدهم قد بدأت تتشكل على جبهته زبيبة الصلاة، وحرص على وصف شهر رمضان الذي مارسوا فيه أفعالهم المشينة بالمبارك! فكم هي أعداد الشباب بين ظهرانينا من الذين انهارت لديهم منظومة القيم والأخلاق مثل هؤلاء، ومتى نفيق لهذا الخطر؟
تقريبا، مرت بنا حوادث الاعتداء على الأضرحة ونبش القبور مرور الكرام، بما فيها قبور النصارى الذين شاركونا في تحرير وطننا في الحرب العالمية، وانتهاء بهدم الزوايا الصوفية ومنابر تحفيظ القرآن، وكلها تمثل جانبا مهما من تاريخنا ووجداننا، بطريقتنا نحن الليبيين، ولم تمثل يوما لغالبيتنا الساحقة أي مظهر للشرك كما تدعي تلك الفئة التي تستقي أوامرها وفتاواها من حفنة من المساكين الغارقين في الظلام الفكري والإنساني يصدرونه إلى العالم من جزيرة العرب. ولعل أحسن من عبر عن موضوع (المرابطين) هذا هو السيد ناجي الفيتوري في مقال (سيدي يونس) ورابطه أسفل الصفحة، لكنني أجزم أن سيدي يونس الذي أشار إليه ناجي، هو جزء من منظومة كبيرة من هؤلاء الأسياد مثل عبد السلام الأسمر، والزروق، والشعاب، وبوعجيلة وغيرهم، وقد انظم إليهم لتصدر المشهد سيدي اللافي الشيخي في الرجمة لما بينه من بركات!
أختتم هذا المشهد المحزن بغزوة القنصلية التي كانت عملا مدبرا استغل فيه تنظيم القاعدة سيء الصيت والفعل، هؤلاء السذج، لتشويه صورة الإسلام وإظهاره على أنه دين غوغائية وإرهاب وقتل للأبرياء وضيوف دار الإسلام، وحتى من كان منهم عونا لنا وسندا، فقد كنت خلال شهور الثورة على اطلاع ومعرفة بما يقوم به الراحل جون كريستوفر ستيفنز من جهد جبار حتى لا تنتكس الثورة وتكلل بالنصر، وهو ما حدث بالفعل، بينما من شاركوا بقتله كانوا قابعين في بيوتهم لا يخرجون على الظلم والقهر امتثالا للفتاوي إياها.
ما أريد أن أقوله في النهاية هو أننا نمر بالفعل بأزمة قيم وأخلاق حادة، قد يعود بعض مسبباتها لسنوات الجمر التي استطالت فأفسدت نفوس العباد وجعلت تصرفاتنا خبط عشواء، تضرنا أكثر مما تنفعنا. وفي هذا المقام عندما أنظر إلى المشهد البائس أتساءل بيني وبين نفسي، وأقول: هل كان المهدي زيو ليضحي بروحه ويفعل ما فعل لو أنه علم أن بلادنا ستنتهي إلى هذا المصير، والأمر كذلك ينطبق على محمد المدني، وعلى حدوث، وصبرية ساسي، وفخر الدين الصلابي، ومحمد الحلبوص، ورافالله السحاتي، وذلك الليبي الرائع الذي رأيناه يتوعد الطاغية بأنهم سيأتون إليه في عقر داره، ومئات غيرهم ممن فدونا بأغلى ما عندهم لنتخلص من العبودية، وننفض عنا غبار التخلف، ونبني وطنا حرا وآمنا مثل بقية شعوب الأرض. مثل كثيرين أعرفهم تنتابني مشاعر شتى حيال الإجابة عن هذا السؤال فما رأي القارئ الكريم؟
فرج الترهوني
إن ما ظهر علينا من حوادث وتصرفات كنا نرى أنها غريبة على مجتمعنا، يجعلنا نتساءل، بل وحتى نشكك في مجموعة القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي ندعي أننا نملكها ونسير على هديها، بل إنّ منا من يتبجح بخصوصيتنا الليبية، وطيب أصلنا، وقيمنا العالية مقارنة بالمحيط الذي نعيش فيه.
سجلنا بعد الثورة الكثير من التصرفات المشينة، ابتداء بثوار الخط الثاني والثالث الذين يتواجدون خلف خطوط القتال ويسرقون كل ما تقع عليه أيديهم من ممتلكات عامة وخاصة، إلى قيام الكثير من الليبيين بالاعتداء على ممتلكات الشركات الحكومية، والأجنبية، والمحلية فنهبوها وباعوها لي ولكم، ولم نحرك ساكنا لوقف هذا الهدر وهذه الجرائم، فالمجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي كانا عنينين بكل معنى الكلمة، وفوتا فرصة نادرة للتحول بتلك الثورة الرائعة التي أبهرتنا قبل أن تبهر العالم، نحو الدولة الطبيعية المستقرة الآمنة. وحيال تلك التصرفات المشينة كنا نعزي أنفسنا بأن أربعة العقود العجاف قد فعلت فعلها في النفوس، وأن السرقة والاعتداء على ما للغير كان منهاجا لذلك النظام الفاسد، وسنتخلص من هذا السلوك بعد تخلصنا ممن تسبب في زرعه في النفوس.
حدثت قبل التحرير وبعده الكثير من جرائم السرقة بالإكراه التي لم نرصدها من قبل، وفقدنا فيها أرواح مواطنين أعزة، ولم يحرك المجلس العنين ولا حكومته ساكنا رغم صياحنا المتكرر، وقد فاتهم أن كرة الثلج التي تمثل الجريمة والإرهاب تتعاظم وسيكون من الصعب إيقافها. كانت جريمة قتل مجموعة المصرف مثالا على هول المشهد المريع الآخذ في التشكل، وحتى يكون لعنوان المقال معنى فقد كان بعض ممن شاركوا في جريمة المصرف من أصحاب المغدورين والعاملين معهم. ومع ذلك لم نتساءل عن مغزى الفعل والنتيجة، كما كان الحال بالنسبة لسرقة السيارات وقتل أصحابها الليبيين من قبل ليبيين، وأصبح هذا الفعل يتكرر حتى ما عاد يشغل بالنا إلا إذا تعلق الأمر بشخص نعرفه أو قريب لنا.
رأينا قبل يومين اعترافات بثتها قناة الوطنية لبعض المجرمين الذي كانوا ينتزعون السيارات من أصحابها في وضح النهار ويقتلونهم بدم بارد، ولم يبدو على أولئك الشباب ندم ولا أسى وهم يتحدثون عن ضحاياهم، بل وتفوقوا على من نشاهد من عتاة المجرمين في الأفلام حين (نتش) نادر عقد وأقراط تلك العجوز الليبية وهي تسأله (شنو فيه يا وليدي؟) الحق أقول، لقد ذهلت وصدمت لرؤية هؤلاء المجرمين الذين تبدو على وجوههم آثار النعمة، وقد يكونون من ذوي المؤهلات أيضا. ولم تفوتني ملاحظة أن أحدهم قد بدأت تتشكل على جبهته زبيبة الصلاة، وحرص على وصف شهر رمضان الذي مارسوا فيه أفعالهم المشينة بالمبارك! فكم هي أعداد الشباب بين ظهرانينا من الذين انهارت لديهم منظومة القيم والأخلاق مثل هؤلاء، ومتى نفيق لهذا الخطر؟
تقريبا، مرت بنا حوادث الاعتداء على الأضرحة ونبش القبور مرور الكرام، بما فيها قبور النصارى الذين شاركونا في تحرير وطننا في الحرب العالمية، وانتهاء بهدم الزوايا الصوفية ومنابر تحفيظ القرآن، وكلها تمثل جانبا مهما من تاريخنا ووجداننا، بطريقتنا نحن الليبيين، ولم تمثل يوما لغالبيتنا الساحقة أي مظهر للشرك كما تدعي تلك الفئة التي تستقي أوامرها وفتاواها من حفنة من المساكين الغارقين في الظلام الفكري والإنساني يصدرونه إلى العالم من جزيرة العرب. ولعل أحسن من عبر عن موضوع (المرابطين) هذا هو السيد ناجي الفيتوري في مقال (سيدي يونس) ورابطه أسفل الصفحة، لكنني أجزم أن سيدي يونس الذي أشار إليه ناجي، هو جزء من منظومة كبيرة من هؤلاء الأسياد مثل عبد السلام الأسمر، والزروق، والشعاب، وبوعجيلة وغيرهم، وقد انظم إليهم لتصدر المشهد سيدي اللافي الشيخي في الرجمة لما بينه من بركات!
أختتم هذا المشهد المحزن بغزوة القنصلية التي كانت عملا مدبرا استغل فيه تنظيم القاعدة سيء الصيت والفعل، هؤلاء السذج، لتشويه صورة الإسلام وإظهاره على أنه دين غوغائية وإرهاب وقتل للأبرياء وضيوف دار الإسلام، وحتى من كان منهم عونا لنا وسندا، فقد كنت خلال شهور الثورة على اطلاع ومعرفة بما يقوم به الراحل جون كريستوفر ستيفنز من جهد جبار حتى لا تنتكس الثورة وتكلل بالنصر، وهو ما حدث بالفعل، بينما من شاركوا بقتله كانوا قابعين في بيوتهم لا يخرجون على الظلم والقهر امتثالا للفتاوي إياها.
ما أريد أن أقوله في النهاية هو أننا نمر بالفعل بأزمة قيم وأخلاق حادة، قد يعود بعض مسبباتها لسنوات الجمر التي استطالت فأفسدت نفوس العباد وجعلت تصرفاتنا خبط عشواء، تضرنا أكثر مما تنفعنا. وفي هذا المقام عندما أنظر إلى المشهد البائس أتساءل بيني وبين نفسي، وأقول: هل كان المهدي زيو ليضحي بروحه ويفعل ما فعل لو أنه علم أن بلادنا ستنتهي إلى هذا المصير، والأمر كذلك ينطبق على محمد المدني، وعلى حدوث، وصبرية ساسي، وفخر الدين الصلابي، ومحمد الحلبوص، ورافالله السحاتي، وذلك الليبي الرائع الذي رأيناه يتوعد الطاغية بأنهم سيأتون إليه في عقر داره، ومئات غيرهم ممن فدونا بأغلى ما عندهم لنتخلص من العبودية، وننفض عنا غبار التخلف، ونبني وطنا حرا وآمنا مثل بقية شعوب الأرض. مثل كثيرين أعرفهم تنتابني مشاعر شتى حيال الإجابة عن هذا السؤال فما رأي القارئ الكريم؟
فرج الترهوني
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : يالكم من سخفاء!
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR