إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : درس بنغازي، إنقاذ الربيع
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : درس بنغازي، إنقاذ الربيع
الكاتب السعودى خلف الحربي : درس بنغازي، إنقاذ الربيع
27 سبتمبر 2012
هكذا بكل بساطة خرج أهل بنغازي إلى الشوارع وطردوا المليشيات المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة من مدينتهم، كم هي عظيمة هذه البنغازي فمثلما أثبتت من قبل أنه يمكن التخلص من القذافي ها هي تثبت اليوم أن المليشيات الإرهابية التي تحاول سرقة ربيع العرب ليست نتيجة حتمية لا مفر منها بل هي مجرد كائنات طفيلية تكبر وتتعاظم في غفلات التاريخ – مثلها مثل الطغاة – ومتى ما كان الشعب حريصا على الدفاع عن حريته ووفيا لدماء شهدائه فإن التخلص منها لا يكلف أكثر من ثلاث ساعات!.
مأساة الربيع العربي أنه فصل واحد من أربعة فصول حيث لم تكن أغلب الشعوب العربية تملك خطة للتعامل مع ما يتبعه من صيف وخريف وشتاء، تم اختصار الحرية في لحظة إسقاط الطاغية وتم اختزال الديمقراطية في صندوق الانتخابات، وتناسى القوم أن الرحلة باتجاه العالم الحر طويلة جدا، ولذلك شاهدنا في دول الربيع صورا ليس لها أدنى علاقة بالحرية أو الديمقراطية فالصحفيون يتعرضون للملاحقة والأقليات تضطهد والفن محارب والفساد الذي كان مرتبطا بشخص الزعيم الأوحد تحول إلى مؤسسة شعبية يتقاسم غنائمها أمراء الأحزاب، أما المواطن الذي كان يتلقى الصفعات في سجون المخابرات بسبب تعاطيه السياسة فقد أصبح يتلقى الصفعات أمام بيته بسبب عدم تعاطيه السياسة!..أي أن القمع أصبح (ديلفري!).
باختصار لا يمكن صناعة الديمقراطية بمجرد خلع الحاكم المستبد واستبداله بحاكم منتخب، حتى أمريكا بجلالة قدرها حاولت تطبيق هذه النظرية البائسة في العراق وفشلت فشلا ذريعا، ظنت أنها حين تزيح صدام حسين وتأتي برجل عبر صناديق الاقتراع مثل نوري المالكي سوف تصنع عراقا ديمقراطيا يكون نموذجا لكل دول المنطقة، ولكنها اكتشفت بعد سنوات قليلة أن كل ما فعلته هو أنها غيرت مكان مقود السيارة من اليسار إلى اليمين بينما بقي الطريق هو ذاته لم يتغير، فالعراق اليوم يتصدر القائمة العالمية في أكثر الدول فسادا ويتذيل القائمة العالمية في الحريات الصحفية، أما السجون التي كانت تغص بمعارضي صدام أصبحت تغص بمعارضي المالكي، ومثلما كان بإمكان الطاغية المستبد أن يصدر أحكام الإعدام ضد نوابه ووزرائه الذين يختلفون معه في الرأي أصبح بإمكان الطاغية المنتخب إصدار أحكام الإعدام ضد نوابه ووزرائه.. وبالطبع دائما توجد محكمة تفهم مزاج الزعيم!.
الديمقراطية لا تعني أبدا استبداد الأغلبية التي يجيء بها صندوق الانتخابات، فنتائج الانتخابات متغيرة بينما الثابت هو حقوق الإنسان واحترام الأقليات ومحاربة الفساد واستقلال القضاء والمساواة بين المواطنين، بل إن نتائج الانتخابات في بعض الأحيان لا تعكس تطلعات المجتمع بقدر ما تعكس طبيعة المرحلة السياسية التي يمر بها، وأكبر دليل على ذلك فوز الليبراليين في انتخابات بلد عرف بالمحافظة والتقليدية مثل ليبيا وفوز الإسلاميين في انتخابات بلد عرف بالتسامح والانفتاح مثل تونس!.
في بنغازي أثبت الليبيون أن الدفاع عن الديمقراطية أهم بكثير من لحظة الوصول إليها، فالشعب الذي أسقط الطاغية بدباباته وطائراته ومخابراته لن يكون عاجزا عن إسقاط مليشيات مارقة تسعى لإعادته إلى القرون الوسطى. لقد قدم أهل بنغازي درسا رائعا ملخصه أنه من الغباء التاريخي دفع كل هذه التضحيات لإزاحة ديكتاتور دموي ثم الاستسلام لمجموعات إرهابية سوف تحيل حياتهم إلى جحيم حقيقي.. لو لم يقوموا بذلك لجاءهم زمان يترحمون فيه على أيام الديكتاتور مثلما يفعل بعض العراقيين اليوم!.
د .خلف الحربي كاتب سعودى
صحيفة عكاظ
مأساة الربيع العربي أنه فصل واحد من أربعة فصول حيث لم تكن أغلب الشعوب العربية تملك خطة للتعامل مع ما يتبعه من صيف وخريف وشتاء، تم اختصار الحرية في لحظة إسقاط الطاغية وتم اختزال الديمقراطية في صندوق الانتخابات، وتناسى القوم أن الرحلة باتجاه العالم الحر طويلة جدا، ولذلك شاهدنا في دول الربيع صورا ليس لها أدنى علاقة بالحرية أو الديمقراطية فالصحفيون يتعرضون للملاحقة والأقليات تضطهد والفن محارب والفساد الذي كان مرتبطا بشخص الزعيم الأوحد تحول إلى مؤسسة شعبية يتقاسم غنائمها أمراء الأحزاب، أما المواطن الذي كان يتلقى الصفعات في سجون المخابرات بسبب تعاطيه السياسة فقد أصبح يتلقى الصفعات أمام بيته بسبب عدم تعاطيه السياسة!..أي أن القمع أصبح (ديلفري!).
باختصار لا يمكن صناعة الديمقراطية بمجرد خلع الحاكم المستبد واستبداله بحاكم منتخب، حتى أمريكا بجلالة قدرها حاولت تطبيق هذه النظرية البائسة في العراق وفشلت فشلا ذريعا، ظنت أنها حين تزيح صدام حسين وتأتي برجل عبر صناديق الاقتراع مثل نوري المالكي سوف تصنع عراقا ديمقراطيا يكون نموذجا لكل دول المنطقة، ولكنها اكتشفت بعد سنوات قليلة أن كل ما فعلته هو أنها غيرت مكان مقود السيارة من اليسار إلى اليمين بينما بقي الطريق هو ذاته لم يتغير، فالعراق اليوم يتصدر القائمة العالمية في أكثر الدول فسادا ويتذيل القائمة العالمية في الحريات الصحفية، أما السجون التي كانت تغص بمعارضي صدام أصبحت تغص بمعارضي المالكي، ومثلما كان بإمكان الطاغية المستبد أن يصدر أحكام الإعدام ضد نوابه ووزرائه الذين يختلفون معه في الرأي أصبح بإمكان الطاغية المنتخب إصدار أحكام الإعدام ضد نوابه ووزرائه.. وبالطبع دائما توجد محكمة تفهم مزاج الزعيم!.
الديمقراطية لا تعني أبدا استبداد الأغلبية التي يجيء بها صندوق الانتخابات، فنتائج الانتخابات متغيرة بينما الثابت هو حقوق الإنسان واحترام الأقليات ومحاربة الفساد واستقلال القضاء والمساواة بين المواطنين، بل إن نتائج الانتخابات في بعض الأحيان لا تعكس تطلعات المجتمع بقدر ما تعكس طبيعة المرحلة السياسية التي يمر بها، وأكبر دليل على ذلك فوز الليبراليين في انتخابات بلد عرف بالمحافظة والتقليدية مثل ليبيا وفوز الإسلاميين في انتخابات بلد عرف بالتسامح والانفتاح مثل تونس!.
في بنغازي أثبت الليبيون أن الدفاع عن الديمقراطية أهم بكثير من لحظة الوصول إليها، فالشعب الذي أسقط الطاغية بدباباته وطائراته ومخابراته لن يكون عاجزا عن إسقاط مليشيات مارقة تسعى لإعادته إلى القرون الوسطى. لقد قدم أهل بنغازي درسا رائعا ملخصه أنه من الغباء التاريخي دفع كل هذه التضحيات لإزاحة ديكتاتور دموي ثم الاستسلام لمجموعات إرهابية سوف تحيل حياتهم إلى جحيم حقيقي.. لو لم يقوموا بذلك لجاءهم زمان يترحمون فيه على أيام الديكتاتور مثلما يفعل بعض العراقيين اليوم!.
د .خلف الحربي كاتب سعودى
صحيفة عكاظ
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : تساؤلات حول الربيع العربي
» مقالات مختارة : بنغازي تحتاج بنغازي
» مقالات مختارة ........ هذي أخرتها يا بنغازي
» مقالات مختارة : هل أفسدت «بنغازي» على ثورة سوريا؟
» مقالات مختارة : بنغازي تصحَح ثورتها, فهل يقتدي بها الآخرون؟!
» مقالات مختارة : بنغازي تحتاج بنغازي
» مقالات مختارة ........ هذي أخرتها يا بنغازي
» مقالات مختارة : هل أفسدت «بنغازي» على ثورة سوريا؟
» مقالات مختارة : بنغازي تصحَح ثورتها, فهل يقتدي بها الآخرون؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR