إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : تساؤلات حول الربيع العربي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : تساؤلات حول الربيع العربي
تساؤلات حول الربيع العربي
بقلم : فادي ريحان
كان لا بد من إطلاق تعابير الفرح والغبطة لما حدث في تونس وفي ليبيا وفي مصر وفي اليمن في ما أصطلح على تسميته “الربيع العربي”. كان لا بد من مشاركة شباب تلك البلاد مشاعر النشوة والانتصار ولو على سبيل الدعم كي لا نبدو ضد النضال او ضد اسقاط ديكتاتور حقّر شعبه وجوّعه وخنق حريته وسرقه. فبالطبع لا يرغب أي منا ان ينأى بنفسه جانب الحياد في موضوع تحّرر شعب من نير حاكمه الظالم، كما لا يرغب أي منا أن يتهم بأنه ضد اسقاط ديكتاتور لتحقيق دولة ديموقراطية في هذا الوطن العربي الأشبه بمستنقع. ولكن…
يبدو ان باب “الحرية الحمراء” في عالمنا العربي لا يؤدي الا الى المسلخ. باب المسلخ الأحمر والملطخ بالدماء ينفتح مرتين، مرة أولى حين يقع الانقلاب الأول ويصير صاحبه ديكتاتورا، ومرة ثانية حين يثور الشعب بعد عقود على الديكتاتور ويجد انه ما عاد يعرف كيف يحكم نفسه لشدة الترهل الذي أصاب حركته، او لخلاف على من سيحل محل الديكتاتور في النظام الجديد: الحزب القومي او العروبي او الإسلامي او الأصولي الإسلامي (الشيعي او السني) او اليساري، او الطائفة الكبيرة او تجمّع الطوائف وتجمّع الأحزاب التي لا يربط بينها رابط، أم شخصية تمتع بنفوذ او بصفات كاريزماتية خاصة يمكنه ان يكون ديكتاتورا موعودا.
فما دث حتى الآن في بلدان الربيع العربي لا يمكن القول أنه نقلها نحو الديموقراطية المنشودة، ففي تونس تزداد النقمة على حزب النهضة الحاكم الذي منذ وصوله الى الحكم قام بالتضييق على الحريات، أما الشباب المصري الليبرالي فإنه يشعر بالخديعة، أي أنه صانع الثورة بينما حزب “الأخوان المسلمون” قاطف ثمارها، والحزب لم يستنكف منذ وصوله الى الحكم أيضا عن تلوين ل مرافق الحياة المصرية بلونه، من الإعلام الى المؤسسة العسكرية الى الحكومة الى اللجنة المخوّلة وضع أسس الدستور الجديد، أما في اليمن، فما زال الصراع على أشده بين أصحاب الثورة وأصحاب النظام القديم وفرق القاعدة رغم رحيل علي عبد الله صالح… يبدو أن الثورات ما زالت تحبو ولم تخط خطوتها الأولى بعد، وقد لا تقوم بخطوتها الأولى في القريب العاجل، نحو الديموقراطية والحرية والعيش الكريم الذي تبتغيه الشعوب.
مسلخ “الحرية الحمراء” في العالم العربي لا يحتاج الى دليل للوصول اليه. فالثورات الانقلابية التي وقعت في العالم العربي في القرن الماضي أولا ضد السلطنة العثمانية ومن ثم ضد الانتدابين الفرنسي والانكليزي، كانت تطلب الحرية أولا والخبز ثانيا والوحدة العربية في فترة لاحقة على ظهور دولة اسرائيل، ولكن هذه الثورات أرست أنظمة عسكرية أحسن ما فعلته ليس أفضل من أسوأ ما صنعته أنظمة الانتداب في بلادنا. والثورات القديمة تلك تحوّلت الى ديكتاتوريات تحت سطوة العسكرة والمعركة الأبدية مع العدو الإسرائيلي، وهي نفسها التي يثور عليها الشباب العربي الآن.
هذه الديكتاتوريات التي أنتجتها ثورات منتصف القرن الماضي، خلقت شعوبا أقرب الى الماكينات “المؤدلجة والمنهزمة” لا يبدو ان شخصا او جماعة من بينها يحاول فك الأصفاد من يديه، ولربما هذا هو سبب السحر الذي انتشر في العالم العربي بعد تونس. اي أن الشعب التونسي فك اصفاده امام كل شاشات التلفزيون وشاهده كل المصفدين في البلدان العربية والجالسين امام شاشات التلفزيون. ولكن هذا السحر هو نفسه الذي يتلاشى حين ينظر المرء الى ما جلبته الانتفاضات والثورات الماضية (ناصر- قذافي- صدام- الاسد- الثورة الجزائرية…)، وما يحدثه غياب الديكتاتور عن البلاد اليوم.
العراق مثال ساطع عما يمكن ان يحدث حين يرحل الديكتاتور، أقل الممكن هو ان تنتقم الطوائف من بعضها البعض. لان الطوائف تظن ان للديكتاتور طائفة.
العراق مثال مسبق عما يمكن أن يحدث في سورية حين يرحل الديكتاتور. وهو بالتأكيد مثال عما يمكن أن يحدث في مصر التي يبدو أن تحريك الفتنة بين المسلمين والأقباط فيها يجري على قدم وساق، وما الفيلم الذي أساء الى الإسلام والى رسول الله مؤخر الا مثالا على الفتنة المرتجاة.
يبدو أنه في كل دول الربيع العربي عندما سيرحل الديكتاتور ستنتقم الطوائف والجماعات الإثنية والعرقية من بعضها البعض، ولن تؤسس نظام الحكم الذي كانت تحلم به قبل سقوط الديكتاتور. لماذ؟ لان الديكتاتور العربي وعلى خلاف كل ديكتاتوريي العالم، يعمل على اسكات أصوات الطوائف الدينية ويقمعها ليجعلها رغما عنها متساوية ولكن في طاعته، لذا تنفجر هذه الطوائف حين يتركها لشأنها بعدما كان قد سلّط عليها طائفته الأقلوية. او لأن الديكتاتور العربي، وهذه واحدة من ميزاته، يضبط خلافات شعبه الكثيرة على ايقاع أجهزة العسكر والمخابرات والحروب الكثيرة او التجويع. فتصبح الجماعات المضبوطة كاللغم الذي ينفلت صاعقه حين ترفع القدم عنه.
لكن هناك فرصة ما قبل الأخيرة كي لا ينفجر “اللغم” المضبوط على إيقاع الثورات، وهذه الفرصة هي في يد الحكومات المفترض أن الثورات ستنتجها بالإنتخاب الديموقراطي… على هذه الحكومات أن تستجيب لنبض الشارع، لمطالب الجميع على إختلاف إنتماءاتهم السياسية والدينية والإثنية والعرقية والطبقية… على هذه الحكومات أن تعلم أن عجلة التاريخ لن تعود الى الوراء، وأن ثورة الإتصالات التي ساهمت في المرة الأولى في صناعة الثورة يمكنها المساهمة مرة ثانية، خصوصا وأن همم الشباب العربي لا تبدو أنها آيلة الى السكوت أو القبول بأي أمر واقع…
على هذه الحكومات أن تحارب البطالة، والفساد في مؤسسات الدولة، أن تحسن التعليم وسائر التأمينات الإجتماعية وعلى رأسها المجال الصحي، وعليها أيضا وأيضا أن تحترم حرية التعبير عن الرأي. أعتقد أن هذه المطالب فرض واجب على الحكومات التي ستنتجها الثورات، لأن أي تأخر في هذا المجال سيشعل ثورة مجددا…. هذا ما أعتقده وهذا ما ينبىء به الحراك العربي العام سواء في الشارع على على مواقع التواصل الإجتماعي…
أرجو من كل من يخالفني الرأي في أي نقطة وردت في هذا الرأي المكتوب أن يفتح باب النقاش ويبدي رأيه أيضا بكل حرية.
يبدو ان باب “الحرية الحمراء” في عالمنا العربي لا يؤدي الا الى المسلخ. باب المسلخ الأحمر والملطخ بالدماء ينفتح مرتين، مرة أولى حين يقع الانقلاب الأول ويصير صاحبه ديكتاتورا، ومرة ثانية حين يثور الشعب بعد عقود على الديكتاتور ويجد انه ما عاد يعرف كيف يحكم نفسه لشدة الترهل الذي أصاب حركته، او لخلاف على من سيحل محل الديكتاتور في النظام الجديد: الحزب القومي او العروبي او الإسلامي او الأصولي الإسلامي (الشيعي او السني) او اليساري، او الطائفة الكبيرة او تجمّع الطوائف وتجمّع الأحزاب التي لا يربط بينها رابط، أم شخصية تمتع بنفوذ او بصفات كاريزماتية خاصة يمكنه ان يكون ديكتاتورا موعودا.
فما دث حتى الآن في بلدان الربيع العربي لا يمكن القول أنه نقلها نحو الديموقراطية المنشودة، ففي تونس تزداد النقمة على حزب النهضة الحاكم الذي منذ وصوله الى الحكم قام بالتضييق على الحريات، أما الشباب المصري الليبرالي فإنه يشعر بالخديعة، أي أنه صانع الثورة بينما حزب “الأخوان المسلمون” قاطف ثمارها، والحزب لم يستنكف منذ وصوله الى الحكم أيضا عن تلوين ل مرافق الحياة المصرية بلونه، من الإعلام الى المؤسسة العسكرية الى الحكومة الى اللجنة المخوّلة وضع أسس الدستور الجديد، أما في اليمن، فما زال الصراع على أشده بين أصحاب الثورة وأصحاب النظام القديم وفرق القاعدة رغم رحيل علي عبد الله صالح… يبدو أن الثورات ما زالت تحبو ولم تخط خطوتها الأولى بعد، وقد لا تقوم بخطوتها الأولى في القريب العاجل، نحو الديموقراطية والحرية والعيش الكريم الذي تبتغيه الشعوب.
مسلخ “الحرية الحمراء” في العالم العربي لا يحتاج الى دليل للوصول اليه. فالثورات الانقلابية التي وقعت في العالم العربي في القرن الماضي أولا ضد السلطنة العثمانية ومن ثم ضد الانتدابين الفرنسي والانكليزي، كانت تطلب الحرية أولا والخبز ثانيا والوحدة العربية في فترة لاحقة على ظهور دولة اسرائيل، ولكن هذه الثورات أرست أنظمة عسكرية أحسن ما فعلته ليس أفضل من أسوأ ما صنعته أنظمة الانتداب في بلادنا. والثورات القديمة تلك تحوّلت الى ديكتاتوريات تحت سطوة العسكرة والمعركة الأبدية مع العدو الإسرائيلي، وهي نفسها التي يثور عليها الشباب العربي الآن.
هذه الديكتاتوريات التي أنتجتها ثورات منتصف القرن الماضي، خلقت شعوبا أقرب الى الماكينات “المؤدلجة والمنهزمة” لا يبدو ان شخصا او جماعة من بينها يحاول فك الأصفاد من يديه، ولربما هذا هو سبب السحر الذي انتشر في العالم العربي بعد تونس. اي أن الشعب التونسي فك اصفاده امام كل شاشات التلفزيون وشاهده كل المصفدين في البلدان العربية والجالسين امام شاشات التلفزيون. ولكن هذا السحر هو نفسه الذي يتلاشى حين ينظر المرء الى ما جلبته الانتفاضات والثورات الماضية (ناصر- قذافي- صدام- الاسد- الثورة الجزائرية…)، وما يحدثه غياب الديكتاتور عن البلاد اليوم.
العراق مثال ساطع عما يمكن ان يحدث حين يرحل الديكتاتور، أقل الممكن هو ان تنتقم الطوائف من بعضها البعض. لان الطوائف تظن ان للديكتاتور طائفة.
العراق مثال مسبق عما يمكن أن يحدث في سورية حين يرحل الديكتاتور. وهو بالتأكيد مثال عما يمكن أن يحدث في مصر التي يبدو أن تحريك الفتنة بين المسلمين والأقباط فيها يجري على قدم وساق، وما الفيلم الذي أساء الى الإسلام والى رسول الله مؤخر الا مثالا على الفتنة المرتجاة.
يبدو أنه في كل دول الربيع العربي عندما سيرحل الديكتاتور ستنتقم الطوائف والجماعات الإثنية والعرقية من بعضها البعض، ولن تؤسس نظام الحكم الذي كانت تحلم به قبل سقوط الديكتاتور. لماذ؟ لان الديكتاتور العربي وعلى خلاف كل ديكتاتوريي العالم، يعمل على اسكات أصوات الطوائف الدينية ويقمعها ليجعلها رغما عنها متساوية ولكن في طاعته، لذا تنفجر هذه الطوائف حين يتركها لشأنها بعدما كان قد سلّط عليها طائفته الأقلوية. او لأن الديكتاتور العربي، وهذه واحدة من ميزاته، يضبط خلافات شعبه الكثيرة على ايقاع أجهزة العسكر والمخابرات والحروب الكثيرة او التجويع. فتصبح الجماعات المضبوطة كاللغم الذي ينفلت صاعقه حين ترفع القدم عنه.
لكن هناك فرصة ما قبل الأخيرة كي لا ينفجر “اللغم” المضبوط على إيقاع الثورات، وهذه الفرصة هي في يد الحكومات المفترض أن الثورات ستنتجها بالإنتخاب الديموقراطي… على هذه الحكومات أن تستجيب لنبض الشارع، لمطالب الجميع على إختلاف إنتماءاتهم السياسية والدينية والإثنية والعرقية والطبقية… على هذه الحكومات أن تعلم أن عجلة التاريخ لن تعود الى الوراء، وأن ثورة الإتصالات التي ساهمت في المرة الأولى في صناعة الثورة يمكنها المساهمة مرة ثانية، خصوصا وأن همم الشباب العربي لا تبدو أنها آيلة الى السكوت أو القبول بأي أمر واقع…
على هذه الحكومات أن تحارب البطالة، والفساد في مؤسسات الدولة، أن تحسن التعليم وسائر التأمينات الإجتماعية وعلى رأسها المجال الصحي، وعليها أيضا وأيضا أن تحترم حرية التعبير عن الرأي. أعتقد أن هذه المطالب فرض واجب على الحكومات التي ستنتجها الثورات، لأن أي تأخر في هذا المجال سيشعل ثورة مجددا…. هذا ما أعتقده وهذا ما ينبىء به الحراك العربي العام سواء في الشارع على على مواقع التواصل الإجتماعي…
أرجو من كل من يخالفني الرأي في أي نقطة وردت في هذا الرأي المكتوب أن يفتح باب النقاش ويبدي رأيه أيضا بكل حرية.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: مقالات مختارة : تساؤلات حول الربيع العربي
شكـــــــ ـــــــــرآ وبـــــــــــــــارك الله فيـــــــــــــــكـ
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : درس بنغازي، إنقاذ الربيع
» د. فوزية رشيد - مقالات مختارة "ربيع «الإخوان» العربي!!"
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» د. فوزية رشيد - مقالات مختارة "ربيع «الإخوان» العربي!!"
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR