إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
خطبة الجمعة من مسجد اسامة بن زيد/ التميمى /14/2/2014فـ
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة من مسجد اسامة بن زيد/ التميمى /14/2/2014فـ
الديمقراطية
الخطبة الأولى :
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوبُ إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكل مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يدَ الله على الجماعة.
أيها الناس:
ففي الوقت الذي ابتعد فيه كثير من المسلمين عن دينهم، تسللت الكثير من الشعارات إليهم دون أن يتفطن لها كثير من المسلمين.
فهذه مصيبة عظيمة، والأعظم من هذه المصيبة أن تأتي شرذمة قليلة صُنعت على أيادي الغرب وثقافته بزبالة المجتمعات الغربية إلى مجتمعات مسلمة وتمرر عليها مناهج لا ترضاها ، والأعظم من ذلك كله أن لهذه الشعارات تيارات تنتسب إلى الإسلام تدافع عنها وتتبنى أفكارها، ألبستها اللباس الإسلامي الجميل ليزداد انخداع الناس بها،
فمن زبالة الغرب التي تمرر على المجتمعات المسلمة الديمقراطية: وهي في الأصل كلمة يونانية مكونة من كلمتين إ حداهما: ديموس وتعني الشعب، والثانية: كراتوس وتعني حكم. فيكون المعنى الحقيقي للديمقراطية هو أنها "حكم الشعب نفسه بنفسه دون أن ينقاد لحكم الله رب العالمين. أي: لا كتاب ولا سنة
إذا الديمقراطية كلمة ليست عربية ولا يوجد لها في قواميس اللغة العربية أي أصل، وإنما هي كلمة يونانية معناها تنحية الشريعة بعيدا وحكم الشعب لنفسه بما يشتهيه ويختاره، فهوا لذي يقرر ما يصلح له مما لا يصلح، والذي يحرم ويحلل، وهو الذي يحدد علاقته بمن يريد، وهو الذي يختار الطريق الذي يريده وفي الوقت الذي يريده.
والديمقراطية مصادمة تماماً لحكم الله رب العالمين وهي كفر أكبر مخرج من دين الإسلام لأن الله أنزل شرعا عاما لجميع نواحي الحياة يجب على المسلمين أن يتحاكموا إليه وأن ينقادوا له،وهذا الانقياد هو علامة الإيمان الصحيح والإتباع الصادق.
ومما يدل على ذلك قوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) وقوله تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون) وقوله: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) وقوله تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) وقوله تعالى: (ولا يشرك في حكمه أحدا) وقوله تعالى:(والله يحكم لا معقب لحكمه) ونحوها من الآيات. فمسألة التحاكم إلى غير الشريعة أو الحكم بغير الشريعة مسألة عظيمة تتعلق بصميم التوحيد، وتلامس أساس العقيدة، ولذلك أوردها العلماء في كتب العقيدة والتوحيد.
وعلى هذا فإنه لا يجوز نسبة الديمقراطية إلى الإسلام لا من بعيد ولا من قريب لأنها من الكفر بالله، فلا يقال عنها إنها من الإسلام أو إنها إسلامية أو أن هناك ديمقراطية إسلامية، أو يقال: إنها موافقة للإسلام كما يفعله دعاة الإخوان المسلمين.
والسبب فيبروز الديمقراطية هو الفراغ الديني والنفسي في المجتمعات الغربية وإذا كان ذلك كذلك فمن الغلط العظيم أن يقاس المجتمع الإسلامي الذي أكرمه الله بشريعة الإسلام على غيره من المجتمعات التائهة.
وهناك عوامل كثيرة كانت سبباً في ترويج هذه الأفكار في مجتمعات المسلمين منها
ترويج بعض الدعاة لهذه الديمقراطية بحيث أصبغوا عليها الشرعية، وألبسوها ثوب الشورى، وجاءوا لها بنصوص وأنزلوها عليها ومن هؤلاء دعاة الإخوان المسلمين لا كثرهم الله ، بل وصل الأمر بتأييد هؤلاء الدعاة لمثل هذه الأفكار أنقام بعض دعاتهم بتسويغ الديمقراطية في خطب الجمعة، بل تكلفوا في الاستدلال لهذه الانتخابات ودعوا إلى المشاركة في مثلها، حتى وصل بهم الأمر إلىأن قال بعضهم: "إن الله سيسألك عن صوتك"، وهذا من العجائب.
بل أخرجوانسائهم لتحقيق هذه الديمقراطية
والمفاسدالظاهرة للديمقراطية، لا يمكن أن تحصى كثرة، فكيف بالباطنة التي لا نشعر بها فمن هذه المفاسد
المفسدةالأولى: تعطي الديمقراطية الحق لكل مواطن حرية الاعتقاد والتفكير وحرية الرأي والتعبير، فله أن يعتقد بما شاء ويكفر بما شاء، ويؤمن بما شاء، وأن يبدل معتقده وقناعاته بحسب هواه وآرائه الشخصية، وهذا مناف للعبودية التي خلقنا الله من أجلها،ومناف للدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله.
المفسدةالثانية: وهي ناشئة من الأولى أن هذا يؤدي إلى إسقاط حد الردة ولعلكم لا تصدقون إذا قلت لكم: إنه ليس في القانون في بعض الدول ما يجيز للحاكم قتل من سب الله تعالى أو سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو سب دين الإسلام، ولا قانون يجيز تأديب من تطاول على الصحابة أو زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.وأقصى ماهنالك أن من سب الله يحبس ستة أشهر فقط
المفسدةالثالثة: إسقاط الفوارق بين المسلم والكافر والعالم والجاهل والصالح والطالح والرجل والمرأة وإذابة الفوارق بينهم، فمثلاً يشرع للكافر في عرف هذه القوانين الوضعية الزواج بالمؤمنة لأنها أذابت جميع الفوارق بينهما، ويشرع القصاص بين المسلم والكافر وإرث المسلم للكافر والعكس، وهذا يجرنا إلى مفسدة عظيمة أخرى وهي القضاء على أصل الولاء والبراء بين أهل الإيمان وأهل الكفر.والله سبحانه وتعالى قال: { أفمن كان مُؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوُون} وقال: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون} وقال {وليس الذّكرُ كالأُنثى }
المفسدةالرابعة: غياب الحدود الشرعية والتي تزجر المجرمين عن الوقوع في انتهاك الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والعرض والمال والعقل.
المفسدةالخامسة:الإعراض عن الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وترك العمل بها لأن الديمقراطية تسير بالاتجاه المعاكس للإسلام.
المفسدة السادسة: انتشار المنكرات والفواحش وتفسخ الأخلاق باسم الحريات الشخصية، وباسم عدم مضايقة الناس.فيجوز للرجل أن يتزوج بالرجل والمرأة بالمرأة .
المفسدةالسابعة: سقوط مكانة علماء أهل السنة في المجتمع، ولذا فإننا نجد تهميشا ظاهر الأهل العلم فلا قيمة في المجتمع الديمقراطي لفتوى العالم ولا لنصيحته ولا لرأيه ولا لفراسته، إلا إذا وثق فيه بعض الناس من تلقاء أنفسهم فهذا شيء خاص بهؤلاء الناس لا يلزمون الآخرين به بل وصل الأمر إلى أوقح من هذا بكثير فأعراض العلماء أهل السنة في المجتمعات الديمقراطية مرتعا للأقلام الحاقدة، وفتاوى العلماء السلفيين موضع الاستهزاء في الصحف المستأجرة وغيرها، ومحلا لغثاثة التعقبات من أشباه المثقفين من الذين لا علم لهم بالشريعة، فهذا كله من بركات الديمقراطية.
وليس الأمر محصورا بسقوط مكانة علماء أهل السنة في المجتمع، بل وسقوط قوامة الرجل على المرأة،وسقوط فضل أهل الطاعات على أهل المعاصي، وسقوط فضل أهل الإيمان على أهل الكفر،باسم أن الجميع تحت ظلال المساواة
المفسدةالثامنة: فتح باب الاختلاف والتناحر وتمزق الأمة باسم التعددية السياسية الكاذبة
المفسدةالتاسعة: الجناية العظيمة على الإسلام والمسلمين، من جهة التشبه بالكفار والعملبعملهم والسير على طريقهم.
وصدق المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما قال « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَوَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ »رواه البخاري ومسلم .
أسألالله أن يثبتنا وإياكم على التوحيد والسنة وأن يجنبنا أهل الشرك والبدعة أقولماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم
الخطبةالثانية :
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
يلبس على الناس دعاة البدعة ومنهم الإخوان المسلمين أهل المظاهرات ودعاة الخروج على الحكام المسلمين بين الشورى والديمقراطية وهذا والعياذ بالله من لبس الحق بالباطل
فالشورى ياعبادالله هي تشاور أهل الحل والعقد من أولياء الأمور والعلماء وأهل الاختصاصات، في أمور خاصة قليلة لم تفصل فيها النصوص، تكون مرجعها إلى اجتهاد أهل الخبرة والمعرفة. وهم الذين يديرون أحوال الناس على نهج الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح كما قال الله سبحانه وتعالى{وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أُولي الأمر منهم لعلمهُ الذين يستنبطونه منهم}
فالقصد أنّهم يرجعون إلى الكتاب والسنة.بخلاف الديمقراطية فإنهم يرجعون إلى الأكثرية والله عز وجل قال:{ وما أكثر الناس ولو حَرَصتَ بمؤمنين} وقال:{ وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله}وقال:{ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}.
فالديمقراطية تأخذ بالكثرة والشورى تأخذ وتعتبر بالكتاب والسنة وبأهل الحل والعقد .
والشورى كلمة عربية قرآنية جاء الأمر بها في القرآن الكريم في أكثر من موضع أما الديمقراطية فهي كلمة أعجمية ليس لها مصدر في اللغة ولا أصل صحيح، وقد رجعنا إلى معنى الديمقراطية فوجدناه بمعنى حكم الشعب لنفسه
فالفروق بين الشورى والديمقراطية كثيرة منها
الفرق الأول:
أن الشورى تخضع لأهل الحل والعقد وأهل الاختصاص والخبرة والاجتهاد، بينما الديمقراطية تخضع لجميع طبقات وأصناف الناس الكافر منهم والمؤمن، والجاهل منهم والعالم، والرجل والمرأة والصالح والمنحرف.
الفرق الثاني:
الشورى تكون في مواضع الاجتهاد وفيما لا نص فيه، أما الديمقراطية فإنها تفتح الباب لإبداء الرأي في كل شيء وإن فصلت في المسألة نصوص شرعية متواترة متكاثرة.
الفرق الثالث:
الترجيح يكون في الشورى بالأقرب إلى الحق و الأحوط للدين والأنفع للمسلمين والأولى من جهة الشريعة، وأما الديمقراطية فالترجيح يكون عندهم بالأكثرية.
فظهر لنا من هذه المقارنة أن الشورى حكم الله تعالى وهي من دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما الديمقراطية فهيمن دين اليهود والنصارى الذين تركوا دينهم مع كونه محرفا وهي حكم الشعب، فالشورى تقرر أن الحاكمية لله تعالى وحده، أما الديمقراطية فتقرر أن الحاكمية للشعب، وما يختاره الشعب.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يفقهنا وإياكم في دينه وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وم ابطن وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
القاها العبد الفقير الى الله مفتاح علي اجليل الرفادي
الخطبة الأولى :
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوبُ إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكل مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يدَ الله على الجماعة.
أيها الناس:
ففي الوقت الذي ابتعد فيه كثير من المسلمين عن دينهم، تسللت الكثير من الشعارات إليهم دون أن يتفطن لها كثير من المسلمين.
فهذه مصيبة عظيمة، والأعظم من هذه المصيبة أن تأتي شرذمة قليلة صُنعت على أيادي الغرب وثقافته بزبالة المجتمعات الغربية إلى مجتمعات مسلمة وتمرر عليها مناهج لا ترضاها ، والأعظم من ذلك كله أن لهذه الشعارات تيارات تنتسب إلى الإسلام تدافع عنها وتتبنى أفكارها، ألبستها اللباس الإسلامي الجميل ليزداد انخداع الناس بها،
فمن زبالة الغرب التي تمرر على المجتمعات المسلمة الديمقراطية: وهي في الأصل كلمة يونانية مكونة من كلمتين إ حداهما: ديموس وتعني الشعب، والثانية: كراتوس وتعني حكم. فيكون المعنى الحقيقي للديمقراطية هو أنها "حكم الشعب نفسه بنفسه دون أن ينقاد لحكم الله رب العالمين. أي: لا كتاب ولا سنة
إذا الديمقراطية كلمة ليست عربية ولا يوجد لها في قواميس اللغة العربية أي أصل، وإنما هي كلمة يونانية معناها تنحية الشريعة بعيدا وحكم الشعب لنفسه بما يشتهيه ويختاره، فهوا لذي يقرر ما يصلح له مما لا يصلح، والذي يحرم ويحلل، وهو الذي يحدد علاقته بمن يريد، وهو الذي يختار الطريق الذي يريده وفي الوقت الذي يريده.
والديمقراطية مصادمة تماماً لحكم الله رب العالمين وهي كفر أكبر مخرج من دين الإسلام لأن الله أنزل شرعا عاما لجميع نواحي الحياة يجب على المسلمين أن يتحاكموا إليه وأن ينقادوا له،وهذا الانقياد هو علامة الإيمان الصحيح والإتباع الصادق.
ومما يدل على ذلك قوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) وقوله تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون) وقوله: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) وقوله تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) وقوله تعالى: (ولا يشرك في حكمه أحدا) وقوله تعالى:(والله يحكم لا معقب لحكمه) ونحوها من الآيات. فمسألة التحاكم إلى غير الشريعة أو الحكم بغير الشريعة مسألة عظيمة تتعلق بصميم التوحيد، وتلامس أساس العقيدة، ولذلك أوردها العلماء في كتب العقيدة والتوحيد.
وعلى هذا فإنه لا يجوز نسبة الديمقراطية إلى الإسلام لا من بعيد ولا من قريب لأنها من الكفر بالله، فلا يقال عنها إنها من الإسلام أو إنها إسلامية أو أن هناك ديمقراطية إسلامية، أو يقال: إنها موافقة للإسلام كما يفعله دعاة الإخوان المسلمين.
والسبب فيبروز الديمقراطية هو الفراغ الديني والنفسي في المجتمعات الغربية وإذا كان ذلك كذلك فمن الغلط العظيم أن يقاس المجتمع الإسلامي الذي أكرمه الله بشريعة الإسلام على غيره من المجتمعات التائهة.
وهناك عوامل كثيرة كانت سبباً في ترويج هذه الأفكار في مجتمعات المسلمين منها
ترويج بعض الدعاة لهذه الديمقراطية بحيث أصبغوا عليها الشرعية، وألبسوها ثوب الشورى، وجاءوا لها بنصوص وأنزلوها عليها ومن هؤلاء دعاة الإخوان المسلمين لا كثرهم الله ، بل وصل الأمر بتأييد هؤلاء الدعاة لمثل هذه الأفكار أنقام بعض دعاتهم بتسويغ الديمقراطية في خطب الجمعة، بل تكلفوا في الاستدلال لهذه الانتخابات ودعوا إلى المشاركة في مثلها، حتى وصل بهم الأمر إلىأن قال بعضهم: "إن الله سيسألك عن صوتك"، وهذا من العجائب.
بل أخرجوانسائهم لتحقيق هذه الديمقراطية
والمفاسدالظاهرة للديمقراطية، لا يمكن أن تحصى كثرة، فكيف بالباطنة التي لا نشعر بها فمن هذه المفاسد
المفسدةالأولى: تعطي الديمقراطية الحق لكل مواطن حرية الاعتقاد والتفكير وحرية الرأي والتعبير، فله أن يعتقد بما شاء ويكفر بما شاء، ويؤمن بما شاء، وأن يبدل معتقده وقناعاته بحسب هواه وآرائه الشخصية، وهذا مناف للعبودية التي خلقنا الله من أجلها،ومناف للدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله.
المفسدةالثانية: وهي ناشئة من الأولى أن هذا يؤدي إلى إسقاط حد الردة ولعلكم لا تصدقون إذا قلت لكم: إنه ليس في القانون في بعض الدول ما يجيز للحاكم قتل من سب الله تعالى أو سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو سب دين الإسلام، ولا قانون يجيز تأديب من تطاول على الصحابة أو زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.وأقصى ماهنالك أن من سب الله يحبس ستة أشهر فقط
المفسدةالثالثة: إسقاط الفوارق بين المسلم والكافر والعالم والجاهل والصالح والطالح والرجل والمرأة وإذابة الفوارق بينهم، فمثلاً يشرع للكافر في عرف هذه القوانين الوضعية الزواج بالمؤمنة لأنها أذابت جميع الفوارق بينهما، ويشرع القصاص بين المسلم والكافر وإرث المسلم للكافر والعكس، وهذا يجرنا إلى مفسدة عظيمة أخرى وهي القضاء على أصل الولاء والبراء بين أهل الإيمان وأهل الكفر.والله سبحانه وتعالى قال: { أفمن كان مُؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوُون} وقال: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون} وقال {وليس الذّكرُ كالأُنثى }
المفسدةالرابعة: غياب الحدود الشرعية والتي تزجر المجرمين عن الوقوع في انتهاك الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والعرض والمال والعقل.
المفسدةالخامسة:الإعراض عن الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وترك العمل بها لأن الديمقراطية تسير بالاتجاه المعاكس للإسلام.
المفسدة السادسة: انتشار المنكرات والفواحش وتفسخ الأخلاق باسم الحريات الشخصية، وباسم عدم مضايقة الناس.فيجوز للرجل أن يتزوج بالرجل والمرأة بالمرأة .
المفسدةالسابعة: سقوط مكانة علماء أهل السنة في المجتمع، ولذا فإننا نجد تهميشا ظاهر الأهل العلم فلا قيمة في المجتمع الديمقراطي لفتوى العالم ولا لنصيحته ولا لرأيه ولا لفراسته، إلا إذا وثق فيه بعض الناس من تلقاء أنفسهم فهذا شيء خاص بهؤلاء الناس لا يلزمون الآخرين به بل وصل الأمر إلى أوقح من هذا بكثير فأعراض العلماء أهل السنة في المجتمعات الديمقراطية مرتعا للأقلام الحاقدة، وفتاوى العلماء السلفيين موضع الاستهزاء في الصحف المستأجرة وغيرها، ومحلا لغثاثة التعقبات من أشباه المثقفين من الذين لا علم لهم بالشريعة، فهذا كله من بركات الديمقراطية.
وليس الأمر محصورا بسقوط مكانة علماء أهل السنة في المجتمع، بل وسقوط قوامة الرجل على المرأة،وسقوط فضل أهل الطاعات على أهل المعاصي، وسقوط فضل أهل الإيمان على أهل الكفر،باسم أن الجميع تحت ظلال المساواة
المفسدةالثامنة: فتح باب الاختلاف والتناحر وتمزق الأمة باسم التعددية السياسية الكاذبة
المفسدةالتاسعة: الجناية العظيمة على الإسلام والمسلمين، من جهة التشبه بالكفار والعملبعملهم والسير على طريقهم.
وصدق المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما قال « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَوَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ »رواه البخاري ومسلم .
أسألالله أن يثبتنا وإياكم على التوحيد والسنة وأن يجنبنا أهل الشرك والبدعة أقولماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم
الخطبةالثانية :
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
يلبس على الناس دعاة البدعة ومنهم الإخوان المسلمين أهل المظاهرات ودعاة الخروج على الحكام المسلمين بين الشورى والديمقراطية وهذا والعياذ بالله من لبس الحق بالباطل
فالشورى ياعبادالله هي تشاور أهل الحل والعقد من أولياء الأمور والعلماء وأهل الاختصاصات، في أمور خاصة قليلة لم تفصل فيها النصوص، تكون مرجعها إلى اجتهاد أهل الخبرة والمعرفة. وهم الذين يديرون أحوال الناس على نهج الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح كما قال الله سبحانه وتعالى{وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أُولي الأمر منهم لعلمهُ الذين يستنبطونه منهم}
فالقصد أنّهم يرجعون إلى الكتاب والسنة.بخلاف الديمقراطية فإنهم يرجعون إلى الأكثرية والله عز وجل قال:{ وما أكثر الناس ولو حَرَصتَ بمؤمنين} وقال:{ وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله}وقال:{ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}.
فالديمقراطية تأخذ بالكثرة والشورى تأخذ وتعتبر بالكتاب والسنة وبأهل الحل والعقد .
والشورى كلمة عربية قرآنية جاء الأمر بها في القرآن الكريم في أكثر من موضع أما الديمقراطية فهي كلمة أعجمية ليس لها مصدر في اللغة ولا أصل صحيح، وقد رجعنا إلى معنى الديمقراطية فوجدناه بمعنى حكم الشعب لنفسه
فالفروق بين الشورى والديمقراطية كثيرة منها
الفرق الأول:
أن الشورى تخضع لأهل الحل والعقد وأهل الاختصاص والخبرة والاجتهاد، بينما الديمقراطية تخضع لجميع طبقات وأصناف الناس الكافر منهم والمؤمن، والجاهل منهم والعالم، والرجل والمرأة والصالح والمنحرف.
الفرق الثاني:
الشورى تكون في مواضع الاجتهاد وفيما لا نص فيه، أما الديمقراطية فإنها تفتح الباب لإبداء الرأي في كل شيء وإن فصلت في المسألة نصوص شرعية متواترة متكاثرة.
الفرق الثالث:
الترجيح يكون في الشورى بالأقرب إلى الحق و الأحوط للدين والأنفع للمسلمين والأولى من جهة الشريعة، وأما الديمقراطية فالترجيح يكون عندهم بالأكثرية.
فظهر لنا من هذه المقارنة أن الشورى حكم الله تعالى وهي من دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما الديمقراطية فهيمن دين اليهود والنصارى الذين تركوا دينهم مع كونه محرفا وهي حكم الشعب، فالشورى تقرر أن الحاكمية لله تعالى وحده، أما الديمقراطية فتقرر أن الحاكمية للشعب، وما يختاره الشعب.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يفقهنا وإياكم في دينه وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وم ابطن وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
القاها العبد الفقير الى الله مفتاح علي اجليل الرفادي
ابو الزبير- عميد
-
عدد المشاركات : 1404
العمر : 33
رقم العضوية : 139
قوة التقييم : 16
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
رد: خطبة الجمعة من مسجد اسامة بن زيد/ التميمى /14/2/2014فـ
نفع الله بكم
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
جمال المروج- مراقب
-
عدد المشاركات : 18736
رقم العضوية : 7459
قوة التقييم : 164
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
رد: خطبة الجمعة من مسجد اسامة بن زيد/ التميمى /14/2/2014فـ
بارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: خطبة الجمعة من مسجد اسامة بن زيد/ التميمى /14/2/2014فـ
اسعدني مروركم الطيب
ابو الزبير- عميد
-
عدد المشاركات : 1404
العمر : 33
رقم العضوية : 139
قوة التقييم : 16
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعة 7/2/2014فـ مسجد اسامة بن زيد /التميمي
» خطبة الجمعة الماضية من مسجد اسامة بن زيد /التميمى
» خطبة الجمعة 8/3/2013فـ مسجد اسامة التميمى عن المخدارات
» خطبة الجمعة 20/5/1435هـ من مسجد اسامة بن زيد /التميمي
» خطبة الجمعة الماضية (مسجد اسامة بن زيد )التميمي
» خطبة الجمعة الماضية من مسجد اسامة بن زيد /التميمى
» خطبة الجمعة 8/3/2013فـ مسجد اسامة التميمى عن المخدارات
» خطبة الجمعة 20/5/1435هـ من مسجد اسامة بن زيد /التميمي
» خطبة الجمعة الماضية (مسجد اسامة بن زيد )التميمي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR