إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
متحدث:
كان يرتدي سترة عسكرية غير مرتبة، وهو مستلق على السرير، كان على السترة شعار الحزب من الذهب، وكذلك الصليب الحديدي المعقوف من الدرجة الأولى، ووسام لإصابته في الحرب العالمية الأولى، أما إيفا براون فقد بدت شاحبة متعبة، كانت ترتدي فستانًا حريرًا باللون الأزرق الداكن، وكانت تضع على كتفيها فراءً فاتح اللون.
كان جوبلز وبرومان يجلسان في الغرفة، ثم بعد ذلك أغلقا الباب، لم يستمر الاحتفال أكثر من عشر دقائق، ثم فتح برومان الباب مرة أخرى، بينما كان هتلر وإيفا بروان يوقعان وثيقة الزواج.
متحدث ثان:
عندما دخلت المقر في تلك الليلة، جلست بين اثني عشر، أو خمسة عشر شخصًا يتحدثون بصخب عن عالم آخر، لم يتحدث أحد منهم عن أحد من الجرحى أو القتلى في عنابر الطوارئ، علمًا بأنهم كانوا يستطيعون أن يطرحوا علي الكثير من الأسئلة.
المعلق:
في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، قدم إلى هتلر تقرير من وكالة رويتر عن مقتل موسيليني، قبل يومين عثر على التقرير قرب مكتبه، وقد وضع خطًا عليه بقلمه الأزرق، ويصف التقرير كيف أن جثتي موسيلني وزوجته كلارا هيداشتي، قد ركلتهما الجماهير الغاضبة وبصقت عليهما في مدينة ميلان، وكيف أنه تم تعليق الجثتين من قدميهما، كان هتلر مصممًا على ألا يلقى نفس المصير.
متحدث:
في صباح اليوم الثلاثين من الشهر طلبني هتلر، وأخبرني أنه قد خطط للطريقة التي سيقتل نفسه بها، في ذلك الوقت كانت القوات الروسية وصلت ميدان بورشيدام، وقال هتلر إن جنرالاته قد خانوه، وإن جنوده قد رفضوا الاستمرار في القتال، وقال إنه قد يعمد الروس إلى إلقاء قنابل تحتوي على غاز منوم على المقر، قال لي: نحن اخترعنا هذا الغاز، لكن الروس حصلوا عليه أيضًا، ثم قال: أريد منك أن تتأكد من حرق جثتي، حتى لا يأخذوها إلى موسكو ويعرضوها هناك مثل ما حدث لموسيليني.
استدعاك هتلر، فماذا قال لك؟
متحدث ثان:
قال لي إنه قرر أن يطلق النار على رأسه، وأمرني أن أقوم بحرق جثته، قال: إن إيفا براون ستموت معه، وعلي أن أجد الوقود اللازم لحرق جثتها هي الأخرى، حتى لا يمكن أخذهما إلى موسكو ليعرضنا هناك على الناس.
حصلت على ست صفائح تحتوي كل منها على عشرين لترًا من الوقود، من مرآب المستشارية، لكن لم أجد ما يكفي من الوقود، فقمت بتفريغ الوقود من بعض المركبات.
المعلق:
قبل يوم من موته، قال هتلر لم يبق سوى مخلوقين ظلا وافيين له، هما زوجته، وحيوان عنده، لكن ذلك لم يفد أيًّا منهما، فقد أمر أن تستخدم كلبته بلندي لتجربة حبات السيانيد التي أعدت له ولإيفا براون.
متحدث:
تونر المسؤول عن الكلبة، أحضرها إلى الحمام المقابل لغرفتي، ثم جاء الدكتور شتوم ليجلسها، وذهبت بدافع الفضول لمشاهدة ما يحدث، قام الدكتور شتوم بفتح فم الكلبة، ووضع شيء فيه، ثم ضغط على فكيها، وبعد لحظات سقطت ميتة.
المعلق:
في نحو الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الثلاثين من نيسان، دخل هتلر وإيفا براون إلى غرفة الجلوس، كان كل منهما يحمل صندوقًا صغيرًا يحتوي على حبات السيانيد، كان هتلر يحمل مسدسين، أما أيفا فكان معها مسدس واحد.
لم يشاهد أحد ما حدث بعد ذلك، لكن الذين عاينوا الموقع فيما بعد اتفقوا على الطريقة التي ماتا فيها، عضت إيفا على حبة السيانيد، ثم ماتت على الفور، بعد أن أوقعت بقدميها وعاء الزهور.
أما هتلر فقد وضع حبة السيانيد بين أسنانه، وفي اللحظة التي أطلق فيها النار على نفسه، عض فيها على حبة السم.
متحدث:
أخبرتنا أنك سمعت طلقًا ناريًا، وبعد ذلك قلت أنك شممت رائحة البارود، كيف ذلك؟
متحدث ثان:
لم أكن بعيدًا، كنت في الممر على بعد غرفتين، ربما جاء الدخان عبر المكيف.
متحدث:
إذًا كنت تكذب.
المعلق:
واستمر التحقيق العنيف مع السجناء، المرة تلو المرة، بحثًا عن أي فجوات في تقاريرهم عما حدث، وكيف مات هتلر.
محقق:
ما الذي شاهدته عندما دخلت غرفته؟
متحدث:
كان هتلر جالسًا على يسار الأريكة، وكان ميتًا مسدساه كانا على الأرض، وكانت هناك بقع دماء على الجدار، وعلى الأريكة، وعلى السجاد، كانت زوجته جالسة بجواره، كانت تجلس على رجليها، ولم يكن هناك جرح واضح فيها.
المعلق:
كان أوتو جنشر قد ادعى أن هتلر قد مات على أحد المقاعد، وليس على الأريكة، لكن أوتو دخل الغرفة بعد ساعة من الانتحار.
متحدث:
في هذه الأثناء، كانت الجثتان قد أخرجتا من الغرفة، لذلك فقد افترضت أن هتلر كان يجلس على المقعد، وأن زوجته كانت تجلس على الأريكة، وليس بعيدًا عن الطاولة.
محقق:
الدماء على الأريكة كانت واضحة؟
أوتو جنشر:
أنا أقول، أنا أقول لك ما شاهدت، لماذا أكذب؟ أنا أخبرك بما أتذكره، بما أنا متأكد منه.
المعلق:
وعندما جوبهوا بأدلة شهود العيان، التي لا يمكن الشك فيها، من أن هتلر قد مات في المقر، قرر المحققون التركيز على الطريقة التي مات فيها، على أمل أن يثبتوا كما ادعى الفيلم الروسي أنه أولاً أجبر إيفا براون على ابتلاع السم، وبعد ذلك أنه كان خائفًا ورافضًا أن يموت كضباط بإطلاق النار على نفسه.
أرادوا أن يثبتوا أن خادمه لينجيك قد أطلق النار عليه بعد أن مات بفعل سم السيانيد.
لينجيك:
دخلت إلى الغرفة وكان هتلر ميتًا، كانت هناك بقعة دم على وجنته اليمنى، كانت ظاهرة بوضوح، من المؤكد أن الرصاصة دخلت من ذلك المكان.
محقق:
إنك تكذب، الأدلة تؤكد أن الرصاصة دخلت أعلى فمه، لا يمكنه أن يفعل ذلك في نفس الوقت الذي تناول فيه السم.
لينجيك:
أنا لم أطلق عليه النار، أنا أخبرتك بكل ما شاهدته، كانت هناك علامة، بقعة دم كانت هناك.
المعلق:
في شهر حزيران من عام ستة وأربعين، نقل السجناء بالقطار من بوتستا إلى برلين، وذلك في محاولة لحسم موت هتلر بصورة نهائية.
أحضروا إلى حديقة المقر، حيث أحرقت جثة هتلر، كان روفلز ميش أحد السجناء الذين عادوا إلى برلين، وشاهدته الآن هي نفسها التي أدلها بها للمحققين في ذلك الوقت.
روفلز ميش:
هتلر هو الذي مات في المقر، ولم يكن أحدًا غيره، وبجواره مخرج الطوارئ الذي كان هنا، كانت هناك حفرة أحدثتها قنبلة بجواره، وجثتا هتلر وإيفا براون وضعتا هنا، وقد لفتا ببطانيات، وصب الوقود عليهما، حدث كل ذلك هنا في نفس البقعة، وهكذا أحرقت الجثتان.
متحدث:
أنا وبورمان حملنا جثة هتلر، وقد لففنا الجثة ببطانية، حملت أنا من جهة الساقين، وحمل بورمان من جهة الرأس، وفي الواقع لا أتذكر أبدًا من حمل جثة إيفا.
عندما جيء بجثة هتلر إلى الحديقة، وضعت على بعد ثلاثة أمتار من المخرج، وقد وضعت أنا جثة زوجته بجواره، ثم صب الوقود فوقهما، كان القصف شديدًا وقتئذٍ، وكان من الصعب إشعال عود ثقاب، فاقترحت استخدام قنبلة.
متحدث ثان:
ظلت الريح تطفئ أعواد الثقاب، لكن في النهاية تمكن بورمان من إشعال عود ثقاب، واستخدمه بعد ذلك من أجل إشعال ورقة، قام بإلقائها على الجثتين، فاحترقتا.
المعلق:
بعد نحو ساعة، دفنت بقايا هتلر، وإيفا براون المتفحمة في البقعة التي أحرقتا فيها، وما إن أخذ السجناء إلى برلين، حتى حددوا المكان الذي دفنت فيه جثة هتلر.
تم حفر البقعة من جديد، عندئذٍ وجدت عملية الغموض أهم دليل جديد، أربعة أجزاء صغيرة من جمجمة رجل، كانت أكبر هذه الأجزاء مثقوبة بفعل رصاصة، ولأول مرة تطابقت هذه مع التشريح الأولي، الذي ذكر فيه أن الجزء الأول من جمجمة هتلر كان مثقوبًا، وجمعت الأجزاء الأربعة وصورت.
متحدث:
بالنسبة لي من الواضح أن هذه الأجزاء لم يعثر عليها عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين، بل في العام ألف وتسعمائة وستة وأربعين.
السبب في ذلك أن الطلقة التي قتل هتلر بها نفسه، كما قيل، خلعت هذا الجزء بالذات من الجمجمة، وظلت معلقة بجلد الرأس، يمكن أن تشاهد ثقب الرصاصة من هنا، وهنا من الداخل دخلت الرصاصة، وعندما أحرقوا الجثة، احترق جلد الوجه والرأس، وانفصل هذا الجزء عن الجمجمة، يمكن أن ترى أثر اللهب هنا.
المعلق:
أعد فريق التحقيق ملفًا لتقديمه إلى ستالين، يظهر ما عثروا عليه في برلين، مع جمجمة وصور لأريكة هتلر، وبقع الدم على أطراف الأريكة، لكن كل هذه الأشياء لم تعرض على ستالين.
إذ بعد التأكد من موت هتلر، لم يبق لدى بيريا أي سبب لاستخدام الملف ضد أبا كومو، والحقيقة أن كلا الرجلين عاشا بعد الوقت بعد وفاة ستالين، قد نفذ الحكم الإعدام رميًا بالرصاص في بيريا، بناء على تعليمات خورتشوف عام ثلاثة وخمسين، ونفذ حكم في أبا كوموا بعد خمسة عشر شهرًا من ذلك التاريخ.
وحكم على لينجيه وجينشر وباور وميش بالسجن خمسة وعشرين عامًا لكل منهم، بسبب جرائم حرب لم تحدد، وقد عادوا جميعًا إلى وطنهم في أواسط الخمسينيات، أما بالنسبة للجثتين فقد ظلتا هناك حتى عام سبعين، عندما كان يوري أندروبوف رئيسًا للاستخبارات الروسية.
متحدث:
أبلغنا أنه ما زالت في ماج بيرج بقايا عظام هتلر، وإيفا براون، وقد اتخذ قرار بإتلافها تمامًا، لقد تم ذلك عام ألف وتسعمائة وسبعين، وهكذا نفذ هذا القرار، بإتلاف كافة العظام، ولم يبق منها شيء، لقد تم إتلافها تمامًا.
محقق:
هل تم نسفها، أم حرقها؟
متحدث:
تم حرقها.
محقق؟
أين؟
متحدث:
لم أحرقها بنفسي، لذلك لا أستطيع أن أصف لك كيف حرقوها، أؤكد لك أن العملية تمت بأمانة لأن بعض زملائي شاركوا فيها.
المعلق:
قبل موت هتلر بيوم واحد، تنبأ زعيم الشبيبة الألمانية النازية أرثر أكسيمنت، أن ألمانيا ستقم، إلا أن شعبها في النهاية سيتوحد، وسوف يصعد من جديد، وقد حصل ذلك، فقد توحدت برلين، وأصبحت مرة أخرى عاصمة ألمانيا الموحدة، لكن في ألمانيا الجديدة، فإن الرايخ تاج البرلمان الديمقراطي الذي أغلقه هتلر، عاد ليصبح البرلمان الوطني من جديد، بينما برلمان هتلر الحصين تحت الأرض قد أصبح ركامًا، أما المكان الذي أحرقت فيه جثة هتلر، فقد أصبح ملعبًا للأطفال.
كان يرتدي سترة عسكرية غير مرتبة، وهو مستلق على السرير، كان على السترة شعار الحزب من الذهب، وكذلك الصليب الحديدي المعقوف من الدرجة الأولى، ووسام لإصابته في الحرب العالمية الأولى، أما إيفا براون فقد بدت شاحبة متعبة، كانت ترتدي فستانًا حريرًا باللون الأزرق الداكن، وكانت تضع على كتفيها فراءً فاتح اللون.
كان جوبلز وبرومان يجلسان في الغرفة، ثم بعد ذلك أغلقا الباب، لم يستمر الاحتفال أكثر من عشر دقائق، ثم فتح برومان الباب مرة أخرى، بينما كان هتلر وإيفا بروان يوقعان وثيقة الزواج.
متحدث ثان:
عندما دخلت المقر في تلك الليلة، جلست بين اثني عشر، أو خمسة عشر شخصًا يتحدثون بصخب عن عالم آخر، لم يتحدث أحد منهم عن أحد من الجرحى أو القتلى في عنابر الطوارئ، علمًا بأنهم كانوا يستطيعون أن يطرحوا علي الكثير من الأسئلة.
المعلق:
في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، قدم إلى هتلر تقرير من وكالة رويتر عن مقتل موسيليني، قبل يومين عثر على التقرير قرب مكتبه، وقد وضع خطًا عليه بقلمه الأزرق، ويصف التقرير كيف أن جثتي موسيلني وزوجته كلارا هيداشتي، قد ركلتهما الجماهير الغاضبة وبصقت عليهما في مدينة ميلان، وكيف أنه تم تعليق الجثتين من قدميهما، كان هتلر مصممًا على ألا يلقى نفس المصير.
متحدث:
في صباح اليوم الثلاثين من الشهر طلبني هتلر، وأخبرني أنه قد خطط للطريقة التي سيقتل نفسه بها، في ذلك الوقت كانت القوات الروسية وصلت ميدان بورشيدام، وقال هتلر إن جنرالاته قد خانوه، وإن جنوده قد رفضوا الاستمرار في القتال، وقال إنه قد يعمد الروس إلى إلقاء قنابل تحتوي على غاز منوم على المقر، قال لي: نحن اخترعنا هذا الغاز، لكن الروس حصلوا عليه أيضًا، ثم قال: أريد منك أن تتأكد من حرق جثتي، حتى لا يأخذوها إلى موسكو ويعرضوها هناك مثل ما حدث لموسيليني.
استدعاك هتلر، فماذا قال لك؟
متحدث ثان:
قال لي إنه قرر أن يطلق النار على رأسه، وأمرني أن أقوم بحرق جثته، قال: إن إيفا براون ستموت معه، وعلي أن أجد الوقود اللازم لحرق جثتها هي الأخرى، حتى لا يمكن أخذهما إلى موسكو ليعرضنا هناك على الناس.
حصلت على ست صفائح تحتوي كل منها على عشرين لترًا من الوقود، من مرآب المستشارية، لكن لم أجد ما يكفي من الوقود، فقمت بتفريغ الوقود من بعض المركبات.
المعلق:
قبل يوم من موته، قال هتلر لم يبق سوى مخلوقين ظلا وافيين له، هما زوجته، وحيوان عنده، لكن ذلك لم يفد أيًّا منهما، فقد أمر أن تستخدم كلبته بلندي لتجربة حبات السيانيد التي أعدت له ولإيفا براون.
متحدث:
تونر المسؤول عن الكلبة، أحضرها إلى الحمام المقابل لغرفتي، ثم جاء الدكتور شتوم ليجلسها، وذهبت بدافع الفضول لمشاهدة ما يحدث، قام الدكتور شتوم بفتح فم الكلبة، ووضع شيء فيه، ثم ضغط على فكيها، وبعد لحظات سقطت ميتة.
المعلق:
في نحو الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الثلاثين من نيسان، دخل هتلر وإيفا براون إلى غرفة الجلوس، كان كل منهما يحمل صندوقًا صغيرًا يحتوي على حبات السيانيد، كان هتلر يحمل مسدسين، أما أيفا فكان معها مسدس واحد.
لم يشاهد أحد ما حدث بعد ذلك، لكن الذين عاينوا الموقع فيما بعد اتفقوا على الطريقة التي ماتا فيها، عضت إيفا على حبة السيانيد، ثم ماتت على الفور، بعد أن أوقعت بقدميها وعاء الزهور.
أما هتلر فقد وضع حبة السيانيد بين أسنانه، وفي اللحظة التي أطلق فيها النار على نفسه، عض فيها على حبة السم.
متحدث:
أخبرتنا أنك سمعت طلقًا ناريًا، وبعد ذلك قلت أنك شممت رائحة البارود، كيف ذلك؟
متحدث ثان:
لم أكن بعيدًا، كنت في الممر على بعد غرفتين، ربما جاء الدخان عبر المكيف.
متحدث:
إذًا كنت تكذب.
المعلق:
واستمر التحقيق العنيف مع السجناء، المرة تلو المرة، بحثًا عن أي فجوات في تقاريرهم عما حدث، وكيف مات هتلر.
محقق:
ما الذي شاهدته عندما دخلت غرفته؟
متحدث:
كان هتلر جالسًا على يسار الأريكة، وكان ميتًا مسدساه كانا على الأرض، وكانت هناك بقع دماء على الجدار، وعلى الأريكة، وعلى السجاد، كانت زوجته جالسة بجواره، كانت تجلس على رجليها، ولم يكن هناك جرح واضح فيها.
المعلق:
كان أوتو جنشر قد ادعى أن هتلر قد مات على أحد المقاعد، وليس على الأريكة، لكن أوتو دخل الغرفة بعد ساعة من الانتحار.
متحدث:
في هذه الأثناء، كانت الجثتان قد أخرجتا من الغرفة، لذلك فقد افترضت أن هتلر كان يجلس على المقعد، وأن زوجته كانت تجلس على الأريكة، وليس بعيدًا عن الطاولة.
محقق:
الدماء على الأريكة كانت واضحة؟
أوتو جنشر:
أنا أقول، أنا أقول لك ما شاهدت، لماذا أكذب؟ أنا أخبرك بما أتذكره، بما أنا متأكد منه.
المعلق:
وعندما جوبهوا بأدلة شهود العيان، التي لا يمكن الشك فيها، من أن هتلر قد مات في المقر، قرر المحققون التركيز على الطريقة التي مات فيها، على أمل أن يثبتوا كما ادعى الفيلم الروسي أنه أولاً أجبر إيفا براون على ابتلاع السم، وبعد ذلك أنه كان خائفًا ورافضًا أن يموت كضباط بإطلاق النار على نفسه.
أرادوا أن يثبتوا أن خادمه لينجيك قد أطلق النار عليه بعد أن مات بفعل سم السيانيد.
لينجيك:
دخلت إلى الغرفة وكان هتلر ميتًا، كانت هناك بقعة دم على وجنته اليمنى، كانت ظاهرة بوضوح، من المؤكد أن الرصاصة دخلت من ذلك المكان.
محقق:
إنك تكذب، الأدلة تؤكد أن الرصاصة دخلت أعلى فمه، لا يمكنه أن يفعل ذلك في نفس الوقت الذي تناول فيه السم.
لينجيك:
أنا لم أطلق عليه النار، أنا أخبرتك بكل ما شاهدته، كانت هناك علامة، بقعة دم كانت هناك.
المعلق:
في شهر حزيران من عام ستة وأربعين، نقل السجناء بالقطار من بوتستا إلى برلين، وذلك في محاولة لحسم موت هتلر بصورة نهائية.
أحضروا إلى حديقة المقر، حيث أحرقت جثة هتلر، كان روفلز ميش أحد السجناء الذين عادوا إلى برلين، وشاهدته الآن هي نفسها التي أدلها بها للمحققين في ذلك الوقت.
روفلز ميش:
هتلر هو الذي مات في المقر، ولم يكن أحدًا غيره، وبجواره مخرج الطوارئ الذي كان هنا، كانت هناك حفرة أحدثتها قنبلة بجواره، وجثتا هتلر وإيفا براون وضعتا هنا، وقد لفتا ببطانيات، وصب الوقود عليهما، حدث كل ذلك هنا في نفس البقعة، وهكذا أحرقت الجثتان.
متحدث:
أنا وبورمان حملنا جثة هتلر، وقد لففنا الجثة ببطانية، حملت أنا من جهة الساقين، وحمل بورمان من جهة الرأس، وفي الواقع لا أتذكر أبدًا من حمل جثة إيفا.
عندما جيء بجثة هتلر إلى الحديقة، وضعت على بعد ثلاثة أمتار من المخرج، وقد وضعت أنا جثة زوجته بجواره، ثم صب الوقود فوقهما، كان القصف شديدًا وقتئذٍ، وكان من الصعب إشعال عود ثقاب، فاقترحت استخدام قنبلة.
متحدث ثان:
ظلت الريح تطفئ أعواد الثقاب، لكن في النهاية تمكن بورمان من إشعال عود ثقاب، واستخدمه بعد ذلك من أجل إشعال ورقة، قام بإلقائها على الجثتين، فاحترقتا.
المعلق:
بعد نحو ساعة، دفنت بقايا هتلر، وإيفا براون المتفحمة في البقعة التي أحرقتا فيها، وما إن أخذ السجناء إلى برلين، حتى حددوا المكان الذي دفنت فيه جثة هتلر.
تم حفر البقعة من جديد، عندئذٍ وجدت عملية الغموض أهم دليل جديد، أربعة أجزاء صغيرة من جمجمة رجل، كانت أكبر هذه الأجزاء مثقوبة بفعل رصاصة، ولأول مرة تطابقت هذه مع التشريح الأولي، الذي ذكر فيه أن الجزء الأول من جمجمة هتلر كان مثقوبًا، وجمعت الأجزاء الأربعة وصورت.
متحدث:
بالنسبة لي من الواضح أن هذه الأجزاء لم يعثر عليها عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين، بل في العام ألف وتسعمائة وستة وأربعين.
السبب في ذلك أن الطلقة التي قتل هتلر بها نفسه، كما قيل، خلعت هذا الجزء بالذات من الجمجمة، وظلت معلقة بجلد الرأس، يمكن أن تشاهد ثقب الرصاصة من هنا، وهنا من الداخل دخلت الرصاصة، وعندما أحرقوا الجثة، احترق جلد الوجه والرأس، وانفصل هذا الجزء عن الجمجمة، يمكن أن ترى أثر اللهب هنا.
المعلق:
أعد فريق التحقيق ملفًا لتقديمه إلى ستالين، يظهر ما عثروا عليه في برلين، مع جمجمة وصور لأريكة هتلر، وبقع الدم على أطراف الأريكة، لكن كل هذه الأشياء لم تعرض على ستالين.
إذ بعد التأكد من موت هتلر، لم يبق لدى بيريا أي سبب لاستخدام الملف ضد أبا كومو، والحقيقة أن كلا الرجلين عاشا بعد الوقت بعد وفاة ستالين، قد نفذ الحكم الإعدام رميًا بالرصاص في بيريا، بناء على تعليمات خورتشوف عام ثلاثة وخمسين، ونفذ حكم في أبا كوموا بعد خمسة عشر شهرًا من ذلك التاريخ.
وحكم على لينجيه وجينشر وباور وميش بالسجن خمسة وعشرين عامًا لكل منهم، بسبب جرائم حرب لم تحدد، وقد عادوا جميعًا إلى وطنهم في أواسط الخمسينيات، أما بالنسبة للجثتين فقد ظلتا هناك حتى عام سبعين، عندما كان يوري أندروبوف رئيسًا للاستخبارات الروسية.
متحدث:
أبلغنا أنه ما زالت في ماج بيرج بقايا عظام هتلر، وإيفا براون، وقد اتخذ قرار بإتلافها تمامًا، لقد تم ذلك عام ألف وتسعمائة وسبعين، وهكذا نفذ هذا القرار، بإتلاف كافة العظام، ولم يبق منها شيء، لقد تم إتلافها تمامًا.
محقق:
هل تم نسفها، أم حرقها؟
متحدث:
تم حرقها.
محقق؟
أين؟
متحدث:
لم أحرقها بنفسي، لذلك لا أستطيع أن أصف لك كيف حرقوها، أؤكد لك أن العملية تمت بأمانة لأن بعض زملائي شاركوا فيها.
المعلق:
قبل موت هتلر بيوم واحد، تنبأ زعيم الشبيبة الألمانية النازية أرثر أكسيمنت، أن ألمانيا ستقم، إلا أن شعبها في النهاية سيتوحد، وسوف يصعد من جديد، وقد حصل ذلك، فقد توحدت برلين، وأصبحت مرة أخرى عاصمة ألمانيا الموحدة، لكن في ألمانيا الجديدة، فإن الرايخ تاج البرلمان الديمقراطي الذي أغلقه هتلر، عاد ليصبح البرلمان الوطني من جديد، بينما برلمان هتلر الحصين تحت الأرض قد أصبح ركامًا، أما المكان الذي أحرقت فيه جثة هتلر، فقد أصبح ملعبًا للأطفال.
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 44
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
بارك الله فيك و في قلمك المبدع خوي
ولك مني أجمل تحيه
ولك مني أجمل تحيه
ادريس بوزويتينة- فريق اول
-
عدد المشاركات : 4426
العمر : 38
رقم العضوية : 102
قوة التقييم : 11
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
فيكم بارك الله خوي ادريس
مشكور علي الكلمات الطيبه الله لا ايغيبك
مشكور علي الكلمات الطيبه الله لا ايغيبك
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 44
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
مشكور وبارك الله فيك على ما قدمت من معلومات قمة فى الروعة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر. الجزء الاول
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
» موسوعة : من هو؟ الجزء الثالث والاخير
» أدولف هتلر... داوى أمراضه بالكوكايين وأكل خصيّ الثيران
» صور نادرة لأحتفال الزعيم النازي أدولف هتلر بعيد ميلاده الخمس
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
» موسوعة : من هو؟ الجزء الثالث والاخير
» أدولف هتلر... داوى أمراضه بالكوكايين وأكل خصيّ الثيران
» صور نادرة لأحتفال الزعيم النازي أدولف هتلر بعيد ميلاده الخمس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
2024-10-30, 8:22 am من طرف STAR
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR
» بي إم دبليو تفاجئ محبيها بإطلاق 30 سيارة M2 بمحرك مانيوال
2024-10-26, 8:59 am من طرف STAR
» ميزة جديدة من واتساب.. ما هي؟
2024-10-26, 8:58 am من طرف STAR
» السعودية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران
2024-10-26, 8:57 am من طرف STAR
» تحذير لمستخدمي "أندرويد" من خلل يتسبب في تعطل الهواتف
2024-10-26, 8:55 am من طرف STAR
» البسبوسة بالسميد والحليب المحموس
2024-10-26, 8:54 am من طرف STAR
» تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
2024-10-19, 8:21 am من طرف STAR
» طريقة إيطالية فعالة لفقدان الوزن
2024-10-19, 8:20 am من طرف STAR
» صلاح يعرض خدماته على فريق عريق للانتقال إليه مجانا
2024-10-19, 8:20 am من طرف STAR
» ميزة جديدة تظهر في "واتس آب"
2024-10-19, 8:19 am من طرف STAR
» ماذا يحدث لسيارتك اذا ركنتها خارجا لوقت طويل؟
2024-10-19, 8:17 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
2024-10-19, 8:17 am من طرف STAR
» حمل ثقيل
2024-10-18, 9:15 am من طرف محمد0