إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
متحدث:
لو نقلنا الجثتين إلى الاتحاد السوفيتي، لعرف الناس أن الجثتين موجودتان في الاتحاد السوفيتي، عندها سنواجه إلحاح الدول الأجنبية، لرؤيتهما، وأين هما؟ وأسئلة كهذه، ولذلك كنا في غنًى عن مثل هذا الطلب السياسي، ولكننا أيضًا نعلق اهتمامًا كبيرًا على رفاتهما.
المعلق:
وما زاد شكوك السوفييت العثور على ملف للجستابو مع رجل يمثل دور هتلر، كان الشبه بينهما سطحيًا، ويبدو أن الرجل لم يكن يتصرف بناء على تعليمات رسمية، لكن هذا الاكتشاف زاد حدة الشكوك، في أن هتلر الذي مات في المقر، قد لا يكون هتلر الحقيقي.
كان يمكن للشكوك التي أثيرت بسبب التحقيقات الأولية، أن تمر بسلام وتنتهي، لكن كان هناك صراع داخلي في مقر الاستخبارات السوفيتية في لوبيانكا، بحلول عام خمسة وأربعين، كان ليفرنت ويف ييرا نائبًا لرئيس الوزراء، لكن قاعدة سلطته كانت مهددة، الرجل الذي كان سيسقطه هو فيكتور أباكومو، رئيس الاستخبارات، الذي كان مسؤولاً عن التحقيقات المتعلقة بالبحث عن هتلر.
متحدث:
كانت المسألة مسألة صراع تنافسي داخل النظام، إن أتيحت فرصة ثانية للتحقيق، تستطيع أن تثبت أن الاستخبارات قد أخطأت، وستعرف ما حدث بالفعل، حيث إن هتلر تمكن فعلاً من الفرار من المستشارية عندها، وفي مثل هذه الحالة بطبيعة الحال يمكنك أن تقول لستالين إن أباكومو أساء فهم الأمر كله.
المعلق:
في شباط عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين، أمر بيريا بالبدء بتحقيق جديد في مصير هتلر، كانت عملية الغموض قد بدأت، وأول قرار لها هو إعادة استخراج الجثتين لفحصهما من جديد، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، رسالة مكتوبة باليد من مسئول سوفيتي محبط في برلين، تشهد أن الجثتين لم ترسلا، على الرغم من طلب الرفيق أبا كومو.
متحدث:
أعتقد أنه لو كان لدى أبا كومو ما يخفيه، وأثبت التحقيق والتشريح، أن النتائج الأولية كانت مغلوطة، فهذا ليس في صالحه، وليس في صالح منظمة الاستخبارات كلها.
المعلق:
في غياب الجثتين، اتجه المحققون إلى شهود العيان، الذين نجوا من مقر المستشارية، والذين كانوا في معتقلات سجناء الحرب في الاتحاد السوفيتي، أحضروهم إلى سجن بوتسيكا في موسكو، وشكل فريق تحقيق ليبحث فيما يذكرونه عن موت هتلر.
أحضر عامل الهاتف روكك بيتش، إلى سجن بوتسيكا، في شهر شباط عام ستة وأربعين.
روكك بيتش:
كانت الأسئلة دائمًا عن هتلر، هل مات فعلاً، هل الذي مات في المقر، هو هتلر نفسه، أم شخص آخر، لكنني أستطيع أن أؤكد لكم أن المرة تلو المرة أن الذي مات في المقر هو هتلر نفسه، لقد شاهدته كل يوم مدة خمس سنوات، قلت لهم: إن الجثة هي جثة هتلر، جثة هتلر نفسه، كان يصرخ عليَّ دائمًا، أنت تكذب.
المعلق:
كان ميش أحد أربعة شهود رئيسيين أحضروا إلى بوتسيكا، أما الثلاثة الآخرون فهم معاونو هتلر، أوتوا تنشر، وخادمه هانز لينجج، وطياره الخاص هانز بور كان هؤلاء الأربعة الأقرب إلى هتلر في الأيام التي سبقت موته، وفي أسابيع الشتاء في مطلع عام ستة وأربعين، وضعوا في زنزانات بلغت درجة برودتها نحو عشرين درجة مئوية تحت الصفر، وكانوا يخضعون للتجويع، ويتم التحقيق معهم دائمًا في الليل، وعندما لا يكونون في جلسات التحقيق يكونون تحت التعذيب.
متحدث:
أجبروني على خلع ثيابي، وضعوا المسدسات في رأسي، ثم أداروني بحيث واجهت الحائط! وظلوا يدفعون برأسي بحيث ارتطم بالحائط، ثم تعرضت للجلد بسوط فيه الكثير من العقد، بعد ذلك قادوني إلى سطح طاولة، وبينما كنت متسلقيًا عليها، انهالوا عليَّ ضربًا، لقد ضربوني على كل أنحاء جسدي، إلى أن أصبت بالانهيار، وفقدت الوعي.
المعلق:
خلال هذه الأسابيع، هدد كل واحد من الشهود الرئيسيين الأربعة بالانتحار، أو حاول الانتحار فعلاً.
سجين:
كان الجو باردًا جدًا في الزنزانة، وكنت أتكور كالحلزون، لم تكن لدينا بطانيات، كان الماء يتجمد من شدة البرد، ثم حولت أن أقتل نفسي بقطع شرياني، غرست شوكة طعام صدئة في يدي، لقد كنت بغرسها هنا في هذا المكان، ودفعتها بكل قوتي، حتى دخلت أسنان الشوكة في يدي، ثم أضفت صدأً من أعمدة الشباك، وأغلقت الجرح، لم يكن باستطاعتي أن أتحمل أكثر من ذلك، أردت أن أموت، ثم عثرت على ورقة، فكتبت للوزير بيريا، قلت له: لا أريد أن أضرب حتى الموت، أنا جندي، وأطلب أن أقتل رميًا بالرصاص.
المعلق:
لكن بيريا أبقى على السجناء أحياء، ومن شاهداتهم، تمكن المحققون من رسم صورًا للأيام الأخيرة في مقر المستشارية في برلين، مما أعطى الدليل النهائي عن مصير هتلر، الكثير مما سيأتي قد أخذ من هذه التحقيقات.
استغرق الجيش الأحمر سنتين ليقطع ألفًا ومائتي ميل، وهي المسافة من ستالنجراد إلى قلب رايخ هتلر.
في السادس عشر من شهر نيسان عام خمسة وأربعين، فتح الجيش الأحمر نيران مدفعيته على برلين، وتقدم نحو المدينة.
ومع ذلك ظل هتلر يحلم بالنصر، وأمضى ساعات وهو يدرس الخطط والنماذج لرايخ المستقبل.
متحدث:
لم أكن مدرك أننا كنا قريبين من الهزيمة.
المعلق:
طيار هتلر الشخصي هانز بور، جذبه الخيال، كما أخبر بذلك زميلاً له في الزنزانة في موسكو، لقد تحول إلى واشين.
متحدث:
كان هتلر مشغولاً بتخطيط الرايخ الجديد، أمضى الساعات وهو يتفحص نماذج الأبنية الجديدة، التي يريد بنائها في برلين وغيرها من الأماكن.
لذلك اعتقدنا جميعًا أن الأمور لا يمكن أن تكون بهذا السوء، أعلم أن التقارير الواردة من الخطوط الأمامية لم تكن جيدة، لكننا فكرنا أنه إذا كان هتلر مهتمًا بالمباني المستقبلية ومشاريعها، فإن الحرب لا يمكن أن تكون خاسرة، افترضنا أن لديه وسائل سرية، تحقق النصر، أو سلاحًا سريًا لا يعرفه أحد منا، كالقنبلة الذرية.
المعلق:
في الثاني والعشرين من شهر نيسان، تمكنت طلائع القوات الروسية من اختراق ضواحي برلين، بينما كانت المدفعية من خلفهم تقصف قلب المدينة.
في صباح ذلك اليوم، وفي المقر كان معاون هتلر أوتو تنشر يناقش الانفجارات في ميدان بوتسدام فوقهم، والتي كانوا يسمعونها.
أوتو تنشر:
كنا نحاول أن نحصد بعض القوات السوفيتية، أذكر أن هتلر كان معنا في الغرفة، كنت أعلم أنها مدفعية ثقيلة، اعتقدت أنها كانت على بعد خمسة عشر ميلاً، بعد ذلك مباشرة، عقد اجتماع لمناقشة الوضع العسكري، كان الجنرال كريس متشائمًا جدًا، قام هتلر أن تقوم عدة جيوش بما فيها الجيش التاسع، بهجوم مضاد في الشمال الغربي، وأوضح الجنرال أن مثل هذه العملية ستفشل.
المعلق:
أصر هتلر على الهجوم المضاد، وعنف جنرالاته، واتهمهم بالانهزامية، ثم فجأة غادر الغرفة.
أوتو تنشر:
لأول مرة اعترف هتلر بأن الوضع كان ميئوسًا منه، وقال: إنه سيبقى في برلين، حتى لو كان ذلك يعني أن يطلق النار على رأسه، قال ذلك فيما مضى، وكانت أول مرة أصدقه فيها.
المعلق:
في هذه الأثناء كانت صحة هتلر تتدهور، ربما كان يعاني من مرض الرعاش، وكان يعاني من تلبكات معوية، وأرق، وضعف في البصر، في السنة الأخيرة من حياته، وصل له الأطباء، أكثر من اثنين وتسعين دواءً مختلفًا، معظمه كان يضره أكثر مما يفيده، تريفتين، وهو من الأدوية التي تسبب الإدمان، حبات الفحم، التي تحتوي على سترايكنن، وقطرة للعين تحتوي على محلول الكوكايين.
متحدث:
كيف كانت صحة هتلر في ذلك الوقت، وكيف كان مظهره؟
المعلق:
هاينز لينجر، كان أفضل من يعرف هتلر، فقد كان خادمه.
متحدث:
قبل ذلك بدأ يحتجب كثيرًا، وحتى يحتفظ بقواه، وصف له طبيبه البروفسور موريل، نوعًا من الحقن المنشطة والهرمونات، كان هتلر يتناولها يومًا بعد يوم، ثم صارت يده اليمنى ترتعش كثيرًا، بدأ ذلك في وقت ما من مطلع عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين، وكانت عينه ضعيفة، لدرجة أنها عالجها بقطرة الكوكايين، وكثيرًا ما تداوى بذلك المحلول السائل.
المعلق:
في الأيام الأخيرة للحرب، كان إنلريس تشينك يعمل في مستشفى مستشارية الرايخ، وفي إحدى ليالي نيسان، استدعي إلى المقر ليقابل هتلر.
إنلريس تشينك:
ظل يقترب مني أكثر فأكثر، كانت المرة الأولى التي أراه فيها بهذا القرب، وقد صدمت، بدا تائهًا ومريضًا جدًا، لم يكن منظره منظر إنسان بالمرة، لقد شعرت بالأسف عليه في تلك اللحظة، لكنني كنت أعلم أنه تائه، كنت أقول دائمًا إنه أشبه بجثة حية وروح ميتة.
المعلق:
بحلول الخامس والعشرين كانت المدينة محاصرة، وكان الجنود الألمان يفرون بالمئات، أمر هتلر بقتل كل الفارين، ثم اتهم الأمة الألمانية بأنها لا تستحق شخصًا مثله.
لكنه كان متسامحًا أكثر مع موظفيه، إذ سمح للموظفين غير المهمين جدًا في المقر، بمغادرة برلين، ولم يبق سوى عشرين شخصًا للعناية به.
متحدث:
تبادلت أطراف الحديث مع أحد الموظفين، أثناء حديثي معه، وخصوصًا مع الطريقة التي أخبرني فيها كيف أن بعض مستشاري هتلر قد تخلوا عنه، أخذت انطباعًا قويًا أن تلك الموظفة كانت قد تعمدت أن تكون مع هتلر في ذلك الوقت بالذات، ثم قال لي بصراحة أنا جئت إلى برلين، كي أموت بجوار هتلر.
المعلق:
ثم يتبق لهؤلاء الذين ظلوا في المقر سوى الانتظار، انتظار هتلر وإيفا براون، لينتهيا من التخطيط الأخير لدراما حياتهما الشخصية.
متحدث:
كان الوضع أشبه بما يكون في نعش من الإسمنت المسلح، كما لو أن كل الحياة قد انتهت، لم نكن نعلم أن هتلر لن يغادر المقر مرة أخرى، وأن الروس كانوا قريبين جدًا من مستشارية الرايخ، وأن ذلك كان النهاية.
أذكر آخر مرة جئت فيها إلى المقر، حيث أغلقت هذه الأبواب الفولاذية، التي تتحكم في كل شيء، عندما أحكمت المزلاج في نفسي، قلت في نفسي إنني سأموت، ولن أغادر المقر بعدها أبدًا.
المعلق:
وفي ليلة الثامن والعشرين تزوج هتلر من إيفا براون، يقول بعضهم إنه فعل ذلك ليكافئها على ولائها، ويقول آخرون: إنه أراد تلافي تلطيخ سمعته بعد الموت، ومهما كانت الأسباب وراء ذلك، فقد كان الزفاف عبارة عن حفل بسيط.
يتبع
لو نقلنا الجثتين إلى الاتحاد السوفيتي، لعرف الناس أن الجثتين موجودتان في الاتحاد السوفيتي، عندها سنواجه إلحاح الدول الأجنبية، لرؤيتهما، وأين هما؟ وأسئلة كهذه، ولذلك كنا في غنًى عن مثل هذا الطلب السياسي، ولكننا أيضًا نعلق اهتمامًا كبيرًا على رفاتهما.
المعلق:
وما زاد شكوك السوفييت العثور على ملف للجستابو مع رجل يمثل دور هتلر، كان الشبه بينهما سطحيًا، ويبدو أن الرجل لم يكن يتصرف بناء على تعليمات رسمية، لكن هذا الاكتشاف زاد حدة الشكوك، في أن هتلر الذي مات في المقر، قد لا يكون هتلر الحقيقي.
كان يمكن للشكوك التي أثيرت بسبب التحقيقات الأولية، أن تمر بسلام وتنتهي، لكن كان هناك صراع داخلي في مقر الاستخبارات السوفيتية في لوبيانكا، بحلول عام خمسة وأربعين، كان ليفرنت ويف ييرا نائبًا لرئيس الوزراء، لكن قاعدة سلطته كانت مهددة، الرجل الذي كان سيسقطه هو فيكتور أباكومو، رئيس الاستخبارات، الذي كان مسؤولاً عن التحقيقات المتعلقة بالبحث عن هتلر.
متحدث:
كانت المسألة مسألة صراع تنافسي داخل النظام، إن أتيحت فرصة ثانية للتحقيق، تستطيع أن تثبت أن الاستخبارات قد أخطأت، وستعرف ما حدث بالفعل، حيث إن هتلر تمكن فعلاً من الفرار من المستشارية عندها، وفي مثل هذه الحالة بطبيعة الحال يمكنك أن تقول لستالين إن أباكومو أساء فهم الأمر كله.
المعلق:
في شباط عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين، أمر بيريا بالبدء بتحقيق جديد في مصير هتلر، كانت عملية الغموض قد بدأت، وأول قرار لها هو إعادة استخراج الجثتين لفحصهما من جديد، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، رسالة مكتوبة باليد من مسئول سوفيتي محبط في برلين، تشهد أن الجثتين لم ترسلا، على الرغم من طلب الرفيق أبا كومو.
متحدث:
أعتقد أنه لو كان لدى أبا كومو ما يخفيه، وأثبت التحقيق والتشريح، أن النتائج الأولية كانت مغلوطة، فهذا ليس في صالحه، وليس في صالح منظمة الاستخبارات كلها.
المعلق:
في غياب الجثتين، اتجه المحققون إلى شهود العيان، الذين نجوا من مقر المستشارية، والذين كانوا في معتقلات سجناء الحرب في الاتحاد السوفيتي، أحضروهم إلى سجن بوتسيكا في موسكو، وشكل فريق تحقيق ليبحث فيما يذكرونه عن موت هتلر.
أحضر عامل الهاتف روكك بيتش، إلى سجن بوتسيكا، في شهر شباط عام ستة وأربعين.
روكك بيتش:
كانت الأسئلة دائمًا عن هتلر، هل مات فعلاً، هل الذي مات في المقر، هو هتلر نفسه، أم شخص آخر، لكنني أستطيع أن أؤكد لكم أن المرة تلو المرة أن الذي مات في المقر هو هتلر نفسه، لقد شاهدته كل يوم مدة خمس سنوات، قلت لهم: إن الجثة هي جثة هتلر، جثة هتلر نفسه، كان يصرخ عليَّ دائمًا، أنت تكذب.
المعلق:
كان ميش أحد أربعة شهود رئيسيين أحضروا إلى بوتسيكا، أما الثلاثة الآخرون فهم معاونو هتلر، أوتوا تنشر، وخادمه هانز لينجج، وطياره الخاص هانز بور كان هؤلاء الأربعة الأقرب إلى هتلر في الأيام التي سبقت موته، وفي أسابيع الشتاء في مطلع عام ستة وأربعين، وضعوا في زنزانات بلغت درجة برودتها نحو عشرين درجة مئوية تحت الصفر، وكانوا يخضعون للتجويع، ويتم التحقيق معهم دائمًا في الليل، وعندما لا يكونون في جلسات التحقيق يكونون تحت التعذيب.
متحدث:
أجبروني على خلع ثيابي، وضعوا المسدسات في رأسي، ثم أداروني بحيث واجهت الحائط! وظلوا يدفعون برأسي بحيث ارتطم بالحائط، ثم تعرضت للجلد بسوط فيه الكثير من العقد، بعد ذلك قادوني إلى سطح طاولة، وبينما كنت متسلقيًا عليها، انهالوا عليَّ ضربًا، لقد ضربوني على كل أنحاء جسدي، إلى أن أصبت بالانهيار، وفقدت الوعي.
المعلق:
خلال هذه الأسابيع، هدد كل واحد من الشهود الرئيسيين الأربعة بالانتحار، أو حاول الانتحار فعلاً.
سجين:
كان الجو باردًا جدًا في الزنزانة، وكنت أتكور كالحلزون، لم تكن لدينا بطانيات، كان الماء يتجمد من شدة البرد، ثم حولت أن أقتل نفسي بقطع شرياني، غرست شوكة طعام صدئة في يدي، لقد كنت بغرسها هنا في هذا المكان، ودفعتها بكل قوتي، حتى دخلت أسنان الشوكة في يدي، ثم أضفت صدأً من أعمدة الشباك، وأغلقت الجرح، لم يكن باستطاعتي أن أتحمل أكثر من ذلك، أردت أن أموت، ثم عثرت على ورقة، فكتبت للوزير بيريا، قلت له: لا أريد أن أضرب حتى الموت، أنا جندي، وأطلب أن أقتل رميًا بالرصاص.
المعلق:
لكن بيريا أبقى على السجناء أحياء، ومن شاهداتهم، تمكن المحققون من رسم صورًا للأيام الأخيرة في مقر المستشارية في برلين، مما أعطى الدليل النهائي عن مصير هتلر، الكثير مما سيأتي قد أخذ من هذه التحقيقات.
استغرق الجيش الأحمر سنتين ليقطع ألفًا ومائتي ميل، وهي المسافة من ستالنجراد إلى قلب رايخ هتلر.
في السادس عشر من شهر نيسان عام خمسة وأربعين، فتح الجيش الأحمر نيران مدفعيته على برلين، وتقدم نحو المدينة.
ومع ذلك ظل هتلر يحلم بالنصر، وأمضى ساعات وهو يدرس الخطط والنماذج لرايخ المستقبل.
متحدث:
لم أكن مدرك أننا كنا قريبين من الهزيمة.
المعلق:
طيار هتلر الشخصي هانز بور، جذبه الخيال، كما أخبر بذلك زميلاً له في الزنزانة في موسكو، لقد تحول إلى واشين.
متحدث:
كان هتلر مشغولاً بتخطيط الرايخ الجديد، أمضى الساعات وهو يتفحص نماذج الأبنية الجديدة، التي يريد بنائها في برلين وغيرها من الأماكن.
لذلك اعتقدنا جميعًا أن الأمور لا يمكن أن تكون بهذا السوء، أعلم أن التقارير الواردة من الخطوط الأمامية لم تكن جيدة، لكننا فكرنا أنه إذا كان هتلر مهتمًا بالمباني المستقبلية ومشاريعها، فإن الحرب لا يمكن أن تكون خاسرة، افترضنا أن لديه وسائل سرية، تحقق النصر، أو سلاحًا سريًا لا يعرفه أحد منا، كالقنبلة الذرية.
المعلق:
في الثاني والعشرين من شهر نيسان، تمكنت طلائع القوات الروسية من اختراق ضواحي برلين، بينما كانت المدفعية من خلفهم تقصف قلب المدينة.
في صباح ذلك اليوم، وفي المقر كان معاون هتلر أوتو تنشر يناقش الانفجارات في ميدان بوتسدام فوقهم، والتي كانوا يسمعونها.
أوتو تنشر:
كنا نحاول أن نحصد بعض القوات السوفيتية، أذكر أن هتلر كان معنا في الغرفة، كنت أعلم أنها مدفعية ثقيلة، اعتقدت أنها كانت على بعد خمسة عشر ميلاً، بعد ذلك مباشرة، عقد اجتماع لمناقشة الوضع العسكري، كان الجنرال كريس متشائمًا جدًا، قام هتلر أن تقوم عدة جيوش بما فيها الجيش التاسع، بهجوم مضاد في الشمال الغربي، وأوضح الجنرال أن مثل هذه العملية ستفشل.
المعلق:
أصر هتلر على الهجوم المضاد، وعنف جنرالاته، واتهمهم بالانهزامية، ثم فجأة غادر الغرفة.
أوتو تنشر:
لأول مرة اعترف هتلر بأن الوضع كان ميئوسًا منه، وقال: إنه سيبقى في برلين، حتى لو كان ذلك يعني أن يطلق النار على رأسه، قال ذلك فيما مضى، وكانت أول مرة أصدقه فيها.
المعلق:
في هذه الأثناء كانت صحة هتلر تتدهور، ربما كان يعاني من مرض الرعاش، وكان يعاني من تلبكات معوية، وأرق، وضعف في البصر، في السنة الأخيرة من حياته، وصل له الأطباء، أكثر من اثنين وتسعين دواءً مختلفًا، معظمه كان يضره أكثر مما يفيده، تريفتين، وهو من الأدوية التي تسبب الإدمان، حبات الفحم، التي تحتوي على سترايكنن، وقطرة للعين تحتوي على محلول الكوكايين.
متحدث:
كيف كانت صحة هتلر في ذلك الوقت، وكيف كان مظهره؟
المعلق:
هاينز لينجر، كان أفضل من يعرف هتلر، فقد كان خادمه.
متحدث:
قبل ذلك بدأ يحتجب كثيرًا، وحتى يحتفظ بقواه، وصف له طبيبه البروفسور موريل، نوعًا من الحقن المنشطة والهرمونات، كان هتلر يتناولها يومًا بعد يوم، ثم صارت يده اليمنى ترتعش كثيرًا، بدأ ذلك في وقت ما من مطلع عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين، وكانت عينه ضعيفة، لدرجة أنها عالجها بقطرة الكوكايين، وكثيرًا ما تداوى بذلك المحلول السائل.
المعلق:
في الأيام الأخيرة للحرب، كان إنلريس تشينك يعمل في مستشفى مستشارية الرايخ، وفي إحدى ليالي نيسان، استدعي إلى المقر ليقابل هتلر.
إنلريس تشينك:
ظل يقترب مني أكثر فأكثر، كانت المرة الأولى التي أراه فيها بهذا القرب، وقد صدمت، بدا تائهًا ومريضًا جدًا، لم يكن منظره منظر إنسان بالمرة، لقد شعرت بالأسف عليه في تلك اللحظة، لكنني كنت أعلم أنه تائه، كنت أقول دائمًا إنه أشبه بجثة حية وروح ميتة.
المعلق:
بحلول الخامس والعشرين كانت المدينة محاصرة، وكان الجنود الألمان يفرون بالمئات، أمر هتلر بقتل كل الفارين، ثم اتهم الأمة الألمانية بأنها لا تستحق شخصًا مثله.
لكنه كان متسامحًا أكثر مع موظفيه، إذ سمح للموظفين غير المهمين جدًا في المقر، بمغادرة برلين، ولم يبق سوى عشرين شخصًا للعناية به.
متحدث:
تبادلت أطراف الحديث مع أحد الموظفين، أثناء حديثي معه، وخصوصًا مع الطريقة التي أخبرني فيها كيف أن بعض مستشاري هتلر قد تخلوا عنه، أخذت انطباعًا قويًا أن تلك الموظفة كانت قد تعمدت أن تكون مع هتلر في ذلك الوقت بالذات، ثم قال لي بصراحة أنا جئت إلى برلين، كي أموت بجوار هتلر.
المعلق:
ثم يتبق لهؤلاء الذين ظلوا في المقر سوى الانتظار، انتظار هتلر وإيفا براون، لينتهيا من التخطيط الأخير لدراما حياتهما الشخصية.
متحدث:
كان الوضع أشبه بما يكون في نعش من الإسمنت المسلح، كما لو أن كل الحياة قد انتهت، لم نكن نعلم أن هتلر لن يغادر المقر مرة أخرى، وأن الروس كانوا قريبين جدًا من مستشارية الرايخ، وأن ذلك كان النهاية.
أذكر آخر مرة جئت فيها إلى المقر، حيث أغلقت هذه الأبواب الفولاذية، التي تتحكم في كل شيء، عندما أحكمت المزلاج في نفسي، قلت في نفسي إنني سأموت، ولن أغادر المقر بعدها أبدًا.
المعلق:
وفي ليلة الثامن والعشرين تزوج هتلر من إيفا براون، يقول بعضهم إنه فعل ذلك ليكافئها على ولائها، ويقول آخرون: إنه أراد تلافي تلطيخ سمعته بعد الموت، ومهما كانت الأسباب وراء ذلك، فقد كان الزفاف عبارة عن حفل بسيط.
يتبع
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 44
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
مشكور بواللافي علي هذا المشاركه
بارك الله فيك
بارك الله فيك
الاسطوره- مستشار
-
عدد المشاركات : 7580
العمر : 38
رقم العضوية : 110
قوة التقييم : 70
تاريخ التسجيل : 06/04/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
فيكم بارك الله و العفو اخي الاسطوره
مشكور علي المتابعه والاطلاع
مشكور علي المتابعه والاطلاع
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 44
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
مشكور وبارك الله فيك على ما قدمت من معلومات قمة فى الروعة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثاني
مشـــــاركة رائعــــــه ومفيـــــدة.بــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك...
مواضيع مماثلة
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر. الجزء الاول
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
» موسوعة : من هو؟ الجزء الثاني
» صور نادرة لأحتفال الزعيم النازي أدولف هتلر بعيد ميلاده الخمس
» من الرجل الذي صنع فكر هتلر؟.. قصّة اختفاء "يوميات الشيطان" لفيلسوف النازية الأول
» التحقيق في اختفاء أدولف هتلر.الجزء الثالث والاخير
» موسوعة : من هو؟ الجزء الثاني
» صور نادرة لأحتفال الزعيم النازي أدولف هتلر بعيد ميلاده الخمس
» من الرجل الذي صنع فكر هتلر؟.. قصّة اختفاء "يوميات الشيطان" لفيلسوف النازية الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
2024-10-30, 8:22 am من طرف STAR
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR
» بي إم دبليو تفاجئ محبيها بإطلاق 30 سيارة M2 بمحرك مانيوال
2024-10-26, 8:59 am من طرف STAR
» ميزة جديدة من واتساب.. ما هي؟
2024-10-26, 8:58 am من طرف STAR
» السعودية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران
2024-10-26, 8:57 am من طرف STAR
» تحذير لمستخدمي "أندرويد" من خلل يتسبب في تعطل الهواتف
2024-10-26, 8:55 am من طرف STAR
» البسبوسة بالسميد والحليب المحموس
2024-10-26, 8:54 am من طرف STAR
» تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
2024-10-19, 8:21 am من طرف STAR
» طريقة إيطالية فعالة لفقدان الوزن
2024-10-19, 8:20 am من طرف STAR
» صلاح يعرض خدماته على فريق عريق للانتقال إليه مجانا
2024-10-19, 8:20 am من طرف STAR
» ميزة جديدة تظهر في "واتس آب"
2024-10-19, 8:19 am من طرف STAR
» ماذا يحدث لسيارتك اذا ركنتها خارجا لوقت طويل؟
2024-10-19, 8:17 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
2024-10-19, 8:17 am من طرف STAR
» حمل ثقيل
2024-10-18, 9:15 am من طرف محمد0