ليبيون بالشركة الصينية للبناء والتشييد يتظاهرون

متهمينها بالتفرقة بين العمالة المحلية والأجنبية والإساءة للدين الإسلامي
ليبيون بالشركة الصينية للبناء والتشييد يتظاهرون لتحسين أوضاعهم بالشركة
2010-05-05
img

قورينا – بنغازي - عماد عجاج – معتز المجبري/ تصوير:محمد الشيخي

قام صباح اليوم الأربعاء مائة وخمسون عاملا ليبيا بالتظاهر أمام الشركة الصينية للبناء والتشييد بمقرها بمنطقة قنفودة شرق مدينة بنغازي، بسبب ما أطلقوا عليه"المعاملة السيئة وعدم توفير الإمكانيات اللازمة والإخلال بشروط العقود المبرمة".

وعن سبب هذا الاحتجاج تحدث لقورينا الموظف بالعلاقات العامة بالموقع الرابع للشركة"إننا لم نجد أي نوع من الاحترام لأي مواطن ليبي"مرجعا عدم الاحترام إلى"الإعاشة فنحن نبذل مجهوداً كبيراً جداً كعمال ولا يوجد مقابل لهذا الجهد ولا حتى وجبة غداء لاستعادة قوتنا".

أما السبب الآخر من وجهة نظر المقرحي فهو توقيت العمل الذي قال إنه يبدأ من الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء. ولكن الساعات المقررة للعمل وحسب المقرحي هي"ست ساعات"مضيفا"نحن نعمل ثماني ساعات دون إضافي".

وكشف المقرحي في حديثه عن عدم الاحترام للعادات الإسلامية من قبل الصينيين.ممثلا لذلك بقوله"فمثلاً دورات المياه"الحمامات" فنحن معظم الأحيان نقضي حاجتنا في الخلاء، لأن هناك مواقع لا توجد بها حمامات وحتى المواقع التي توجد بها حمامات هي أيضاً غير مطابقة للمواصفات الإسلامية من ناحية الاستنجاء والوضع الصحيح لقضاء الحاجة".

فرق في المعاملة وقيمة المرتبات بين العمالتين

وأشار في حديثه إلى أن معاناة العمال الليبيين بدأت"منذ ثلاثة أشهر من الوعود التي لم تنجز بعد"مضيفا سببا آخر هو"المواصلات" التي قال عنها"إن الشركة لم توفر لنا أي نوع من المواصلات حتى الآن".

وأضاف أن الشركة الصينية لم توفر"المياه الصالحة للاستعمال الآدمي وللشرب فنحن في موقع رقم" 5" نشرب ونتوضأ ونقضي حاجتنا من نفس الخزان وهو غير صالح للاستعمال"مردفا بأن العمال إذا تكلموا عن هذه الحقوق فإن الجواب من الجهة المسؤولة يكون وحسب قوله"اذهبوا إلى التفتيش وإلى الآن لا يوجد أي حل".

وفي سياق متصل قال المقرحي إن العمالة الصينية بالشركة تتميز عن العمالة الليبية بقوله"إن العامل الصيني يتمتع بجميع المميزات في العمل سواء على صعيد المرتب فهي أعلى من مرتبات العمالة الليبية،كذلك الإعاشة فوجبة العامل الصيني دسمة".

وبالنسبة للمواصلات التي يفتقر إليها العامل الليبي فقال إنها توفر للعامل الصيني"وكذلك توفر للعامل الصيني الملابس الخاصة بالعمل".

وتساءل في حديثه لقورينا"أين العدالة في ذلك؟ أين المعاملة الحسنة؟أين حق العامل الليبي؟"محذرا بأن هذا الوضع"لا يمكن تحمله".

إساءة للدين الإسلامي

وذكر المقرحي أنه إذا تغيب العامل الليبي عن العمل ولو حتى ساعات بسبب المرض أو أي ظرف طارئ يجد خصماً في المرتب في نهاية الشهر، وإذا أصيب أثناء الدوام فلا يوجد اهتمام.حسب قوله.

أما العامل الصيني فقال إنه"يتحصل على الرعاية الكاملة والإجازة المرضية ولا يخصم من مرتبه".كاشفا عن إساءة من قبل الصينيين للإسلام وصلت بهم - وحسب المقرحي - إلى حد" التبول على سجادة الصلاة".



وأوضح في ختام حديثه لقورينا أن التصنيفات الإدارية بالشركة الصينية غير مقبولة.ممثلا لما قاله بأن"بعض الشباب في "موقع 3" يحملون المؤهلات الجامعية طلب منهم العمل كــ"صنايعي"ولكنهم لم يرضوا بذلك وتم فصلهم من العمل. فهل هذا معقول؟"

أما العامل بالموقع التاسع المهندس سراج الوافي فتحدث عن الموقع الذي يعمل به واصفا إياه بأنه" أسوأ المواقع بالشركة"معللا ذلك بأن"المعاملة هناك سيئة جداً جداً، ولا يوجد أي اهتمام بسلامة العامل الليبي فهم يخالفون قواعد السلامة المهنية".

وأضاف"إن الشركة لم توفر لنا حتى أحذية خاصة بالعمل، وهناك عمال يرتدون الشبشب (السباط ) أثناء العمل، ولا يوجد أي تقييم للعمل ولا يوجد مشرفون على العمال الليبيين".

وأوضح أن العمال الليبيين تحدثوا مع إدارة الشركة قبل هذا الاحتجاج"عن كل شيء وأولها المرتبات"الذي قال عنه"اتفقنا معهم على زيادة المرتب وبعد ذلك تم الرفض بحجة أن القيمة المتفق عليها مع الدولة"

ووصف الوافي في حديثه ما يحدث بأنه ظلم كبير.حسب قوله.

عدم إيفاء بشروط العقد

كما تحدث الوافي عن المرتبات التي قال إنها غير متكافئة بين العمالة الصينية والعمالة الليبية.مضيفا"مرتبي أربعمائة دينار في حين أن العامل الصيني غير المؤهل علمياً يتحصل على سبعمائة دينار، بالرغم من أننا في بلدنا"ومتسائلا"هل نحن كشركات عامة ليبية إذا ذهبنا إلى الصين وعاملنا العامل الصيني بهذا الشكل السيئ هل يوافق القانون الصيني على هذا؟"ومتمنيا أن يحصل على جواب لتساؤله.

وفي سياق حديثه عن الفرق بين العمالتين الليبية والصينية قال الوافي"إن أماكن الراحة للصينيين تتوفر بها جميع سبل الراحة على عكس العمالة الليبية".منبها إلى "أن العقد الموقّع بين القوى العاملة وجميع الشركات الأجنبية - التي منها الصينية - ينص على أن الأولوية للعمالة الليبية والتخصصات الليبية"واصفا بأن هذا العقد"لم يطبق، وقد جدنا العكس على أرض الواقع".

وكشف في حديثه لقورينا أن العمال الليبيين خاطبوا"جهات التفتيش" ووجهوا لها رسالة مفصلة بما يحدث للعمالة الليبية داخل الشركة وأنهم تكلموا"مع الإدارة الليبية الموجودة بالشركة وأيضا مكتب التفتيش الموجود بالشركة، ولكن كل ذلك دون أية فائدة" .

وجهة النظر الصينية

من جهته قال مدير المشروع بالشركة الصينية السيد"تشنق" إن هناك مشكلة رئيسية و هي أن هؤلاء العمال الليبيين ليسوا من التخصصات التي طلبناها بالتحديد.مضيفا"لا يوجد بينهم مهندس معماري و لا يحسنون تكلم اللغة الإنجليزية". كما أن المواطنين الليبيين وحسب تشنق"ليسوا متخصصين في مجالاتهم"إضافة إلى أن"الصينيين عملهم أكثر من العامل الليبي بخمس أضعاف تقريباً"

ونفى تشنق في حديثه وجود الفرق في المعاملة"بين العامل الليبي والصيني، وبالنسبة لموضوع الرواتب فأن كل موظف يأخذ راتبه على قدر جهده وعلى ما بذله من جهد ومن يبذل أكثر يحصل على مرتب أكبر"

وأرجع مدير المشروع سبب هذا الاحتجاج إلى ما أسماه" عدم التفاهم بين العمالة وشركة الخدمات العامة".

ووعد بأن الشركة ستناقش ما ذكره العمال الليبييون الذين قال إنهم"ركزوا على الأكل والمواصلات، ونحن سنحل هذه المشاكل تدريجياً وسنراعي اقتراحاتهم ونعالجها".

وعود بالتطوير وتحسين المعاملة

وأضاف"نحن نسعى حالياً لتدريب العاملين الليبيين ليصبحوا أفضل في الأداء ويتحصلوا على المهارة المطلوبة في العمل"مردفا أن"عدد العمال الليبيين سيصل إلى ألفي عامل".



وقال"نسعى لإنشاء مركز للتدريب المهني وأعمال البناء،وأن على العامل الليبي بذل المزيد من الجهد وتحمل التعب".

وأكد السيد تشنق في حديثه أن المشاكل التي تكلم عنها العمال اليوم" بعضها معقول والبعض الآخر غير معقول".

وأردف قائلا أن الذي لا تقبله الإدارة الصينية هو ما تحدث به أحد العمال الليبيين عند حديثهم عن توقيت العمل الذي قالوا إنه يبدأ"من الثامنة صباحاً إلى الساعة الثالثة مساءً وهذا مستحيل أما بالنسبة لباقي الطلبات مثل الحمامات وصالة الاستراحة، فهي أشياء بسيطة ومن السهل أن نحل هذه المشاكل".

وطلب المدير الصيني للشركة من صحيفة قورينا زيارة الموقع بعد أسبوعين لمعاينة التطور وملاحظة حل هذه المشاكل على أرض الواقع.

عدم انسجام مع اللوائح الصينية

من جانب آخر قال مدير إدارة التشغيل بالشركة أحمد الشريف"سنجتمع مع إدارة الشركة وفريق من القوى العاملة وسنناقش جميع النقاط التي طرحت اليوم وسنحث الشركة على توفير جميع ما ذكر في حدود القانون المتفق عليه".

وذكر أن المشكلة الأساسية"هي عدم تأقلم العمالة الليبية مع لوائح وقوانين الصينيين، فالإدارة الصينية تعتبر التأخير لدقائق عن العمل مشكلة كبيرة"منبّها أنه يجب على القوى العاملة "أن تكون حريصة في توجيه العمالة لمثل هذه المواقع فهذه المواقع تحتاج إلى عمالة ماهرة ومتخصصة".

وحول السبب الرئيسي للمشكلة قال الشريف إنه يتمثل في"توجيه الخريجين إلى أن يكونوا عمالة عادية"متمنيا"أن يوجه إلى هنا المتخصصون من المعاهد العليا من سباكين وبنائين وغيرهم".

واللافت للنظر - وحسب الشريف - أن هذا السجال الطويل بين العمالة الليبية ورب العمل الشركة الصينية لم ينته إلا بولادة وعود بتحسين العمل فقط، ولم تتخذ أثناء الاجتماع أية إجراءات فعلية ولم توقع أي اتفاقيات رسمية بينهم.حسب قوله.

يشار إلى أنه وعقب التظاهر تم السيطرة على الوضع بدعوة إلى اجتماع طارئ عقد بصالة الاجتماعات الرئيسة بالشركة.

قورينا – بنغازي - عماد عجاج – معتز المجبري/ تصوير:محمد الشيخي

مشكور اخي بوفرقه

مشكورين على المرور بارك الله فيكم اجعنكم ماتغيبو

مشكور لما قدمت وننتظر منك المزيد
مجهود متميز من عضو متميز...

مشكورين على المرور اجعنكم ماتغيبو