المجاهد البطل الفضيل بوعمر الأوجلي

المجاهدالبطل الفضيل بوعمر الأوجلي

قائد دور قبيلتي العبيدات
والحاسة بمنطقة درنة
(1880 – 1930م)
بقلم د . سالم السويدي - جامعة سبها

في مناسبة إحياء الذكرى الثانية والستين لمعركة الهاني من العام 1972م تحدث قائد الثورة العقيد معمر القذافي عن حركة الجهاد بقوله : " إن الشعب الليبي جاهد في سبيل الحق ولا شيء سواه ، وقدم ثلاثة أرباع المليون شهيد ليبي في ربع قرن دفاعاً عن الحرية والكرامة والعزة والدين والقومية والشرف والمثل العليا " .

وإحياءً لذكرى هؤلاء الشهداء نلتقي مع ذكرى أحد شهدائنا الأبطال الذين ارتوت بدمائهم الطاهرة أرض ليبيا الحبيبة ، وعلم من أعلام حركة الجهاد الليبي ألا وهو المجاهد الفضيل بوعمر الأوجلي الذي نحاول من خلال استعراض سيرته معرفة جانب من جوانب تاريخنا المشرق وتضحيات أجدادنا من أجل الوطن والدين .

ولد المجاهد الفضيل بوعمر الأوجلي في واحة أوجلة حوالي سنـة 1880م . وكان والده شيخا ً لزاويتها ويلقب بعمر (بوحواء) ، وقد لقب المجاهد الفضيل بوعمر أيضاً بهذا اللقب (بوحوا ء ) ، تلقى المجاهد الفضيل بوعمر تعليمه الديني الأول في مسجد الكفرة ، وقد تفوق في حفظ القرآن الكريم ودراسة الفقه والتفسير ، ووصل به تفوقه في العلوم الدينية إلى أن أصبح إماماً وواعظاً في مقتبل عمره .

و في سنة 1911م عندما قامت إيطاليا ب غز و الأراضي الليبية كان المجاهد الفضيل بوعمر من أوائل الذين انضموا إلي قوافل المتطوعين للجهاد للدفاع عن الوطن ، وقد أبل ى بلاءً حسنًا في العديد من المعارك ، وبذل جهدًا كبيرا ً في تنظيم حركة المقاومة ضد الإيطاليين في المرحلة الأول ى من حركة الجهاد (1911 – 1922م) .

و عندما أصبح الشيخ عمر المختار قائدا ً لحركة الجهاد في منطقة الجبل الأخضر أواخر سنة 1922 م ا ختار المجاهد الفضيل بوعمر مساعدا ً ومستشارا ً خاصا ً له ، ومنحه رتبة قائم مقام و أسند له ق يادة دور ( معسكر ) قبيلتي العبيدات والحاسة بمنطقة درنة ، الذي ضم قرابة(380) ثلاثمائة وثمانون مقاتلاً ، وإ ل ى جانب منصبه كقائد لدور قبيلتي العبيدات والحاسة بمنطقة درنة أصبح عضوا ً في (المجلس العسكري الأعلى) الذي يتكون من رؤساء الأدوار بالمنطقة الشرقية ويشرف عليها ، وكان المجاهد يوسف بورحيل يترأس هذا المجلس في حالة غياب الشيخ عمر المختار ، ومهمة هذا المجلس استشارية وهو في حالة انعقاد دائم لمواجهة الطوارئ والإسهام في حل المشاكل التي قد تحدث بالأدوار .

وقد شارك المجاهد الفضيل بوعمر في العديد من المعارك ضد الإيطاليين ومنها معركة بئر بلال الثانية غرب إ جدابيا في 28 أغسطس 1923 م – 3 سبتمبر 1923م والرحيبة من 28 مارس 1930م وبلقس جنوب ال ف ائدية في 11 إبريل 1930م ومعركة وادي الأثرون في 20 سبتمبر 1930م وهي المعركة التي استشهد فيها . وقد حقق المجاهدين النصر في هذه المعركة ، وقد اعترفت الحكومة الإيطالية على لسان الجنرال (رودلفو غراتسياني Rodolfo Giartsyani ) بالهزيمة لكنه قال بأن رد الاعتبار للقوات الإيطالية قد حدث بقتل المجاهد الفضيل بوعمر الذي لم يصدق الفاشست أنه قتل في المعركة ، إلا بعد أن تعرف عليه أ حد المجندين اللِّيبيين مع القوات الإيطالية ، فحز رأسه وأسرع بها إل ى القيادة الإيطالية طمعاً في ال مائتي ألف فرنك إيطالي ، التي رصدت ها الحكومة الإيطالية لمن يأتي برأس الشيخ عمر المختار حيَّاً أو ميتًا ، أو برأس كبار قادة الجهاد الآخرين .

وقد نقلت الحكومة الإيطالية رأس المجاهد الفضيل بوعمر إلى مدينة بنغازي ، وعرضتها على السجناء الليبيين في معتقلات بنينة وبرج شويلك وبنغازي بقصد إرهابهم وتحطيم معنوياتهم ثم عرضتها في ميدان البركة ليشاهدها عامة الشعب الليبي ، وقد ظلت معروضة لمدة ثلاثة أيام وضل جسد المجاهد الفضيل بوعمر في مثواه بجبل الأثرون ، بينما دفنت رأسه بعد ذلك في مقبرة سيدي أعبيدة القديمة بمدينة بنغازي .

وبعد استشهاد المجاهد الفضيل بوعمر ضم معسكره إلى قيادة المجاهد يوسف بورحيل المسماري نائب الشيخ عمر المختار الذي أخذ يكتب مراسلات الشيخ عمرالمختار التي كان يشرف عليها ويكتبها المجاهد الفضيل بوعمر.

وقد قامت ثورة الفاتح التي لا تنسى أبطال ها الشرفاء الذين ضحوا بدمائهم الغالية من أجل تراب الوطن بتكريم المجاهد الفضيل بوعمر وفاءً لذكراه العطرة وعرفاناً بما قدمه للوطن من تضحيات في إطار تقديسها لحركة الجهاد واحترامها وتقديرها للمجاهدين الصناديد بمنحه وسام الجهاد بموجب قرار مجلس قيادة الثورة بتاريخ 22 أكتوبر 1974م ، وإطلاق اسمه على أحدى كتائب الشعب المسلح بمدينة بنغازي ، وعلى عدد من المؤسسات التعليمية والشوارع بالجماهيرية وإقامة نصب تذكاري في عام 1977م في نفس المكان الذي علق به رأس المجاهد الفضيل بوعمر وهو ميدان البركة وتسميته باسمه ميدان الفضيل بوعمر بعد أن حرم منه سنين طويلة ، وإقامة نصب تذكاري آخر بموقع استشهاده في وادي الأثرون بتاريخ 20 سبتمبر 2003م .

وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول هنيئاً للمجاهد الفضيل بوعمر ولرفاقه الشهداء فهم الذين قال فيهم الله تعالى: (( وَلاَ تَحْسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مّنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) (آل عمران - 169- 170) ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم برحمته ويدخلهم فسيح جناته ، وإلى لقاء آخر مع ذكرى شهيد آخر من شهدائنا الأبطال .

من وجه نظري الشخصيه اعتبر الفضيل بوعمر من اعظم واكبر المجاهدين في ليبيا بعد اقطيط موسي الحاسي بحكم انه اول من اعلن الجهاد المنظم في ليبيا
وبعدهم تأتي البقيه الباقيه من المجاهدين

مشكور اختي اللوتس طرح رائع من عضو اكثر روعه وابداع

شكرا لمرورك الرائع وردك الاروع

موضوع قيم يستحق المتابعه ...مزيد من التقدم بعون الله تعالى

موضوع قيم يستحق المتابعه ...مزيد من التقدم بعون الله تعالى