حلف الأطلسي يعد استراتيجية جديدة لمواجهة تهديدات المستقبل

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-10-12, 6:54 am

د ب أ ـ بروكسل
في المرة الأخيرة التي أعد فيها حلف شمال الأطلسي (ناتو) إستراتيجية لمواجهة التهديدات التي تحدق به في المستقبل عام 1999 لم يكن لـ "الإرهاب" أو انتشار الصواريخ الباليستية أو أمن الانترنت مكان يذكر في تلك الاستراتيجية.
والآن وفي الوقت الذي تسعى فيه الدول الأعضاء في الحلف جاهدة إلى الحيلولة دون التهديدات "الإرهابية" وإقامة أنظمة مضادة للصواريخ وإنشاء أنظمة أخرى للدفاع ضد الهجمات الإلكترونية، يقول مسؤولون :إن الوقت قد حان لأن يبلور الحلف استراتيجية جديدة لمواجهة الواقع.
كان الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فوج راسموسين، في كلمة ألقاها في بروكسل يوم الجمعة الماضي : "صحيح أن هناك تهديدات عسكرية أقل تحدق بأراضينا، لكن هناك المزيد من التحديات التي تواجه أمننا، من جميع الاتجاهات، وهي السبب وراء ضرورة مواصلة الناتو عملية التحول". تولى راسموسين منصبه في أغسطس 2009، بتفويض لإعداد "مفهوم استراتيجي" جديد. تلك الوثيقة التي تحدد المهام الرئيسة لحلف الأطلسي خلال العقد المقبل والقدرات التي سيحتاجها لأداء هذه المهام. وقدم راسموسين مسودة اقتراحه للدول الأعضاء في الحلف في سبتمبر الماضي. ويظل محتوى هذه الوثيقة سريا للغاية، غير أن دبلوماسيين كشفوا عن الخطوط العريضة قبل اجتماع مشترك لوزراء خارجية ودفاع دول الناتو يعقد في بروكسل يوم الخميس المقبل، وهو اجتماع نادر الانعقاد. وأوضح مسؤول أمريكي بارز قائلا : "المهمة هي نفسها.. وهي الدفاع عن أراضينا وشعوبنا ضد أي هجوم، لكن هذه الأيام، ينبغي تبني قدرات جديدة لإنجاز هذه المهمة".
ومن المتوقع أن يضع قادة الحلف اللمسات الأخيرة على "المفهوم الاستراتيجي" في قمة مقررة في لشبونة يومي 19 و 20 نوفمبر المقبل.
في يوم الجمعة الماضي، حدد راسموسين قائمة بالتحديات الرئيسة كما يراها، مثل الأشكال الجديدة للحرب كأنظمة الدفاع الصاروخي والحروب الالكترونية، والتعاون الأفضل مع الفاعلين المدنيين مثل الاتحاد الأوروبي، وتوثيق التعاون مع قوى مثل الصين والهند. وحث راسموسين الناتو على تأسيس نظام دائم ضد الصواريخ الباليستية على مستوى الحلف. وثمة دول أعضاء في حلف الأطلسي، مثل الولايات المتحدة، طورت لنفسها مثل هذه الأنظمة على المستوى الوطنى بالفعل، بيد أن القائد الدنماركي للناتو يريد من الحلف الربط بين هذه الأنظمة جميعا. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الفكرة تكمن في نظام "توصيل وتشغيل" يسمح بتطوير كافة الأنظمة الوطنية بشكل مدمج تحت سيطرة القائد الأعلى لحلف الأطلسي.
ودعا راسموسين دول الناتو أيضا إلى تحسين قدرتها على الدفاع عن أنظمة الكمبيوتر المهمة ضد قراصنة الانترنت (هاكرز) والفيروسات.
وقال : "تتعرض أنظمتنا بالفعل للهجوم مائة مرة يوميا. نحتاج إلى التمكن من دعم (الأعضاء) الذين يتعرضون للهجوم". ومن المتوقع أن يتخذ قادة دول الحلف القرار بشأن هاتين القضيتين في لشبونة.
كما حث راسموسين حلف الأطلسي على تدشين محادثات منهجية حول الأمن مع لاعبين عالميين آخرين، لا سيما العمالقة الآسيويين. وأضاف قوله : "يجب أن نتعاون مع الهند والصين لضمان الاستقرار الإقليمي".