إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
«القوة المدنية» دبلوماسية هيلاري الجديدة
صفحة 1 من اصل 1
«القوة المدنية» دبلوماسية هيلاري الجديدة
هيلاري كلينتون في لقاء صحفي بواشنطن الأربعاء
«القوة المدنية» دبلوماسية هيلاري الجديدة لاستعادة الثقة مع العالم الإسلامي
مطلق العنزي ـ الظهران
ورثت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تركة سياسية واستراتيجية ثقيلة من الإدارة المحافظة المتطرفة لسلفه جورج دبيلو بوش. وقد لحقت تصدعات خطيرة بالعلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي، جراء الإجراءات القاسية، والمبالغ فيها، التي اتخذتها إدارة بوش في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة. وبدت هذه الإجراءات، في كثير منها، كنوع من استغلال الحدث لتصفية حسابات تاريخية حضارية مع الأمة الإسلامية.
وكانت سياسة بوش مفيدة للمتطرفين في الجانبين الإسلامي والأمريكي، حتى قيل أن منظمة القاعدة الإرهابية هي أشد الآسفين لرحيل بوش. لأن المنظمة كانت بحاجة إلى سلوك أمريكي متطرف لتستمر بعروضها البطولية في مخليات البسطاء المسلمين المضللين، وإعطاء شهادة ميدانية حية لبياناتها المتكررة بأن أمريكا عدوة للعالم الإسلامي.
وأيضاً منظمة القاعدة، وبياناتها الدقيقة التوقيت، أعطت متطرفي الإدارة الأمريكية السابقة معيناً لا ينضب من الأفكار والمبررات للاستمرار بقوة في هدم العلاقات الإسلامية الأمريكية. ويمكن القول: إن القاعدة قد «صوتت» لصالح انتخاب بوش للمرة الثانية عام 2004، فقبل الانتخابات أصدرت القاعدة بيانات تدين بوش وتتوعد، مما أعطى انطباعاً للناخب الأمريكي أن بوش هو الأكثر كرهاً لدى أعداء أمريكا، مما يعني أنه الأكثر إخلاصاً وبالتالي المنقذ لبلاد يهددها الإرهاب، ففاز بوش بولاية ثانية. وساعدت القاعدة الإدارة المحافظة على نزعتها لخنق حرية الأمريكيين، فكانت إدارة بوش ترعب الأمريكيين بالإنذارات «الملونة» في أعقاب بيانات القاعدة، لتبرير اتخاذ إجراءات أمنية محلية لا تحظى بشعبية.
لكن، لسبب غير مفهوم، تخلت القاعدة عن دعم الجمهوريين، في الانتخابات الرئاسية عام 2008، فلم تصدر أي بيان وتركت الأمر لصناديق الاقتراع، ففاز الديمقراطيون، وتوجوا الرئيس باراك أوباما سيداً في البيت الأبيض.
ووعد أوباما بإعادة بناء العلاقات مع العالم التي هدمتها أحادية السياسة الخارجية لإدارة بوش التي كانت تتسم بغرور استثنائي تسبب في نزاع ساخن مع حلفاء مقربين في «أوروبا العجوز» كما هو تعبير وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد. وكان الصدع الأكبر والأخطر الذي كان على إدارة أوباما العمل سريعاً لترميمه قد أصاب العلاقات الأمريكية الإسلامية، وليس أقلها احتلال العراق وتقديم البلد الأثرى في العالم هدية إلى إيران.
المشكلة التي واجهت الإدارة الديمقراطية أن مبادرات الخيارات السياسية نحو العالم الإسلامي محدودة جداً، خاصة في فلسطين والعراق وأفغانستان والسودان، وهي المناطق الساخنة والأكثر جدلية في العلاقات الإسلامية الأمريكية. لهذا لجأت إدارة أوباما إلى مجالين ثانويين، لكنهما ممكان وموحيان، هما التنمية والخطابات العاطفية البليغة التي تعد بنوايا حسنة، وتغمز بشدة في سياسية إدارة بوش تجاه العالم الإسلامي، غير أن هذا الشدة لا تصل إلى اعتذار.
في يونيو 2009 ألقى الرئيس باراك أوباما خطابه الشهير في جامعة القاهرة، عرض فيه «البداية الجديدة» مع العالم الإسلامي، وبذل الوعود بكلمات سخية بما في ذلك آمال بالسيطرة على النزاعات والعودة إلى صداقة وثيقة مع العالم الإسلامي، وأيضاً البدء ببرامج تنمية تهتم بالتعليم والنهوض بالمرأة ونقل التكنولوجيا إلى جانب مساعدة في مجالات إنسانية أخرى.
وفي وقت تتدنى شعبيته في العالم الإسلامي إلى أدنى حدودها، ألقى أوباما يوم الثلاثاء الماضي خطاباً بلاغياً أيضاً، في جامعة أندونيسيا في جاكرتا، أعطى الكثير منه لأندونيسيا حيث مضارب طفولته. وأسهب في مدح الاندونسيين وتقديم أوصاف عن حال عاصمتهم وبلادهم سابقاً، وكفاح أندونيسيا في مواجهة الاستعمار والتسوماني وقبضات الديكتاتورية. واعترف بالصعوبات التي تواجهها عملية السلام في الشرق الأوسط.
دبلوماسية القوة المدنية
وكتبت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في عدد شهر نوفمبر من مجلة «الشئون الخارجية» التي يصدرها دورياً مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، مقالاً بعنوان «القيادة بالقوة المدنية: إعادة تعريف الدبلوماسية والتنمية». تحدثت فيه عن النقلة النوعية في السياسة الخارجية الأمريكية من النزعة العسكرية إلى الوسائل المدنية. وخاصة في مجال التنمية والتعليم والمساعدات المدنية. وتحدثت عن رفع مخصصات مئات موظفين إضافيين ينهضون ببرامج المساعدات التنموية، واعتبرت أن ذلك هو التحدي الجديد أو ما أسمته «القوة الذكية» التي يتعين أن تعمل بالتوازي أو بالتوازن مع القوة العسكرية، في محاولة للحفاظ على الرسالة الأخلاقية لأمريكا. بمعنى أن الإدارة الديمقراطية تعطي للجزرة، التي تخلت عنها الإدارة السابقة، فرصة جديدة في العالم الإسلامي، فيما تستمر عصا بوش في أفغانستان والعراق.
محرك التعليم
كل دول العالم الإسلامي تنتمي إلى العالم الثالث، حيث التعليم مؤثر وحاجة ملحة، لهذا رأت إدارة أوباما أن ما يمكن تسميته بـ«دبلوماسية التعليم» ستلبي حاجات أساسية في بلدان المسلمين، وأيضاً مؤثرة في التنمية الفكرية لدى الفتيان والشباب الذين سوف يكونون رجال الغد. ويبدو أن العلاقات التعليمية أصبحت مهمة توازي المهام الدبلوماسية السياسية في عمل الدبلوماسيين الأمريكيين لتحقيق نجاح خلاق لدبلوماسية «القوة المدنية» في العالم الإسلامي. وأشار الرئيس الأمريكي في خطابه في جاكرتا إلى قوة التعليم في دعم علاقات الدول قائلاً: «يسعدني بوجه خاص أننا ملتزمون بمضاعفة عدد الطلاب الأميركيين والإندونيسيين الذين يدرسون في بلدينا» و«نريد مزيداً من الطلبة الإندونيسيين في مدارسنا، ومزيداً من الطلبة الأمريكيين ليجيئوا ويدرسوا في هذا البلد لكي ننمي روابط جديدة تبقى معنا أمداً طويلاً في هذا القرن الفتي». إضافة إلى ثقته بالتنمية و«القضايا التي تهم حقاً معيشتنا اليومية».
خطوات لإعادة أسس العلاقات السعودية الأمريكية
وفي سبيل إعادة بناء العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية على أسسها القديمة الراسخة، وترميم التصدعات التي حدثت نتيجة سياسات المحافظين الجدد في إدارة الرئيس بوش، تعطي واشنطن أهمية بالغة للعلاقات التعليمية مع المملكة، وهي جزء من سياسة القوة المدنية.
وفقاً لمصدر رفيع المستوى في السفارة الأمريكية في الرياض، فإن الفلسفة الجديدة تتعدى مجرد عودة طلاب سعوديين بشهادات متخصصة مدفوعة الثمن من الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما التعليم جزء من عملية نسج العلاقات الثقافية من جديد، وتطبيع روح الصداقة بالمعنى الوجداني والحضاري والمعرفي. ويرى وفقاً للرؤية الجديدة أن الطالب السعودي يذهب إلى الولايات المتحدة ويتلقى التعليم في الفصول ولكنه أيضاً يتعرف على الحياة الأمريكية وعلى حقيقة الشعب الأمريكي المحب للآخرين، بما فيهم المسلمين. وفي نفس الوقت يقدم الطالب السعودي معطيات معرفية لزملائه والمجتمع الأمريكي عن حقيقة السعوديين وتعاليم الإسلام الحقيقية المحبة للناس ليكون فكرة مضادة لصورة الأحكام الجاهزة التي ترسمها القوى الأمريكية المتطرفة المعادية للإسلام والمسلمين. وبذلك يكون الطالب السعودي سفيراً لبلاده، ويصبح مفيداً للجانبين.
وقال المصدر: إن الولايات المتحدة بدأت تشجع طلاب أمريكيين يتخصصون في دراسات إسلامية وعلوم إنسانية أخرى لزيارة المملكة والالتحاق بدروس في الجامعات السعودية، أيضاً كي يتعرفوا على الحضارة الإسلامية في ميدانها ليكوِّنوا حقائق معرفية عن المجتمع السعودي، وأنه -بأغلبيته- ليس مجتمعاً متطرفاً معادياً للآخرين.
وبذلك يتم بناء فهم مشترك بين البلدين على المستوى الاجتماعي.
ورأى أن وجود 70 ألف سعودي بين طالب وعائل في الولايات المتحدة الأمريكية حالياً في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، إضافة إلى تزايد قدوم أمريكيين وعائلات أمريكية إلى المملكة، كل ذلك يمثل ثروة اجتماعية تساهم في إرساء التفاهم بين البلدين وتحصين العلاقة في المستقبل.
هذا الأسبوع كان حافلاً لدبلوماسية «القوة المدنية» الأمريكية، ففي أسبوع التعليم العالمي الحادي عشر، زار السفير الأمريكي جيمس سميث وقرينته الدكتورة جانيت بروزلين سميث، المنطقة الشرقية، ورعيا، في مقر القنصلية الأمريكية في الظهران، حلقة تعريفية حول الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، حضرها 40 طالباً يستعدون الالتحاق بالجامعات الأمريكية. وأيضاً استضاف السفير وزوجته، على مأدبة غداء في مقر القنصلية في الظهران، 34 من خريجي برنامج التبادل في مجال العلاقات التعليمية أنهوا دراستهم في أمريكا، وحرص السفير بنفسه على الاستماع ملاحظاتهم وانطباعاتهم. وفيما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية السفير الأمريكي، زارت قرينة السفير الخبيرة بشئون الكونغرس الأمريكي، مدارس الظهران الأهلية للبنات، وقسم الطالبات في جامعة الأمير محمد بن فهد حيث التقت بالطالبات وتحدثت عن تجربتها الحياتية. وأيضاً التقت بسيدات في غرفة التجارة الصناعية في المنطقة الشرقية «غرفة الشرقية» وزارت جمعية «فتاة الخليج» حيث التقت بأطفال الروضة، وفتيات يتلقين تدريبات في مهارات الكمبيوتر. وجال السفير وزوجته في الأحساء أيضاً حيث زارا مواقع أثرية ومكتب المحافظ. والتقت الدكتورة سميث بعضوات جمعية فتاة الأحساء.
ويرى المصدر الأمريكي أن الصداقة بين المملكة والولايات المتحدة يتم إعادة بنائها حالياً على أسس أعمق، حيث القاعدة، من مجرد المصالح السياسية التي تصنع في الأعلى، فمساهمة المؤسسات التعليمية والثقافية حيوية في بناء أسس راسخة، والحوار الفكري بين الجانبين يمهد لتطبيع قوي للعلاقات. وهذه النشاطات والزيارات هي جزء من الجهد الأمريكي الذي يبذل في سبيل استعادة الثقة. ويشدد المصدر على أن العلاقات تعود بقوة وتدريجياً إلى سالف عهدها. وهذا يلقى ترحيباً وجهداً مشتركاً من الرسميين في البلدين. كل هذا يضاف إلى العلاقات الاقتصادية التقليدية بين البلدين والاستثمارات الجديدة. وأعرب عن بهجته لتزايد عدد الشركات والاستثمارات الأمريكية في المملكة.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
مواضيع مماثلة
» أزمة دبلوماسية بين البوسنة وبريطانيا
» بي إم دبليو X3 الجديدة تأتي بمزيد من القوة والتقنيات الحديثة
» القوة الثالثة بدرع ليبيا تطالب منتسبي القوة بالتدخل في أحداث طرابلس
» ردود دبلوماسية
» بمصر.. 7.4 ألف سيارة دبلوماسية.. و81 ألف "توك توك"
» بي إم دبليو X3 الجديدة تأتي بمزيد من القوة والتقنيات الحديثة
» القوة الثالثة بدرع ليبيا تطالب منتسبي القوة بالتدخل في أحداث طرابلس
» ردود دبلوماسية
» بمصر.. 7.4 ألف سيارة دبلوماسية.. و81 ألف "توك توك"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR