إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
طغاة أم ملائكة ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
طغاة أم ملائكة ؟
اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في المقابلة الاخيرة التي ادلى بها لـ"الوول ستريت جورنال" الاميركية ان لا احتمال ان تتمدد الاحتجاجات التي تشهدها تونس ومصر الى بلاده. وقال ان الطبقة الحاكمة في دمشق "شديدة الالتصاق بما يؤمن به الشعب السوري"، وليس في سوريا سخط على الدولة، ولذا فلا داعي للحكومة ان تغير سياساتها !
بالطبع كان للرئيس السوري "عباقرة" من لبنان الى مدى ابعد في سياق التنظير بـ"النظارات" ليدلوا بدلوهم في الانتفاضة الحاصلة في مصر، واضعين جل الازمة في الخيارات السياسية الخارجية للدولة المصرية في عهد الرئيس حسني مبارك. وأتى بعض الاعلام اللبناني بعناوين عريضة يتسابق في نعت مبارك بـ"الطاغية". والحق ان مبارك لم يكن ديموقراطياً، ولا ملاكاً، ولسنا هنا في معرض الدفاع عنه ولا الايغال في رميه، في مرحلة بات معلوماً فيها انه انتهى حتى لو بقي رئيسا حتى نهاية ولايته. واعتقادنا انه لن يكمل الولاية، وفي المقابل لن يكون سهلا على من ينادي بنسف النظام المصري ان يبلغ هدفه لاسباب ليس هنا وقت الحديث عنها.
و البارحة كان للمرشد الاعلى للثورة الايرانية السيد علي خامنئي خطبة جمعة لافتة ونادرة باللغة العربية خصص مجملها للحديث عن احداث مصر وليعتبر ان ما يحصل هو نتاج العمالة لاميركا واسرائيل، وليقدم دعمه للثورة المصرية الاسلامية!
نموذجان من سوريا وايران بشأن انتفاضتي تونس ومصر، يرتكز منطقهما على فكرة مفادها انه متى اتخذت خيارات "صحيحة" بنظرهما يمكن حكم الشعب وتأمين الاستقرار، وكما يقول الاسد "الالتصاق "بشدة بما يؤمن به الشعب! وبمعنى آخر ان يكون نظام في خط ممانعة ضماناً له للاستمرارية وفهم ما يريده الشعب.
و لكن هل سمع منظّرو طهران ودمشق وبعض بيروت الشعارات التي يرددها المنتفضون المصريون في ساحات القاهرة والاسكندرية وغيرهما؟ وهل قرأوا ما كتب على لافتات المتظاهرين؟ وهل قرأ هؤلاء كل ما كتب ويكتب من أرض الانتفاضة في تونس أولاً والآن في مصر؟
تركزت الاحتجاجات ضد الفقر، والفساد العام والخاص، والتسلط، والدكتاتورية وحكم الاجهزة، والبلطجة، وانغلاق الآفاق الاقتصادية، وخنق الحريات الاعلامية، وحكم الحزب الواحد. اكثر من ذلك وبالتحديد كانت الثورتان ضد الحكم مدى الحياة، وتوريث الابناء: في تونس قيل ان زوجة الرئيس بن علي كانت تعدّ نفسها لخلافة زوجها. وفي مصر ما كانت قصة جمال مبارك بخافية على احد، فضلا عن احتمالات ان يترشح مبارك الاب لولاية جديدة في الخريف المقبل.
في الحالتين التونسية والمصرية لم تكن "الأمركة" ولا فكرة الاعتدال العربي موضع النقاش الحقيقي، لا على مستوى الشارع ولا على مستوى النخبة. كانت المسألة سياسية داخلية ذات ابعاد اقتصادية اجتماعية حقوقية (الحريات العامة والديموقراطية) هي وقود الانتفاضتين.
في تونس لم يخرج الناس على بن علي لانه غربيّ الهوى. خرجوا عليه لأنه دكتاتور "ابدي" محاط بالفساد وربما غارق فيه حتى عنقه. وفي مصر لم يخرج الناس على مبارك لانه يمثل حجر الرحى في النظام العربي الاعتدالي، ولا لأنه يقابل مسؤولين اسرائيليين (هو على الاقل علناً وجهاراً) او يلتزم معاهدة "كامب ديفيد". خرجوا ضده لأنه متسلّط ولم يشبع من الحكم وسعى الى توريث ابنه. خرجوا ضده بسبب قسوة العيش في مصر. وبسبب الفجوة الهائلة في الثروات، وبسبب حفنة من رجال الاعمال المجانين الذين أكلوا البلاد. وخرجوا بسبب حكم الحزب الواحد الذي خنق الحياة السياسية في البلاد، وما عاد ممكنا الاستمرار في ذلك.
إذاً، مما تقدم، فإن الانتفاضتين اشتعلتا لاسباب غير تلك التي يلمح اليها كل من الاسد وخامنئي. فهل نفهم من توصيف الزعيمين السوري والايراني ان "الممانعة" تحد من شهية الشعوب الى الحريات والحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية والسياسية؟
وسؤالنا بعد ذلك بسيط: إذا كان بن علي ومبارك طاغيتين، فماذا يكون الاسد وخامنئي؟
بالطبع كان للرئيس السوري "عباقرة" من لبنان الى مدى ابعد في سياق التنظير بـ"النظارات" ليدلوا بدلوهم في الانتفاضة الحاصلة في مصر، واضعين جل الازمة في الخيارات السياسية الخارجية للدولة المصرية في عهد الرئيس حسني مبارك. وأتى بعض الاعلام اللبناني بعناوين عريضة يتسابق في نعت مبارك بـ"الطاغية". والحق ان مبارك لم يكن ديموقراطياً، ولا ملاكاً، ولسنا هنا في معرض الدفاع عنه ولا الايغال في رميه، في مرحلة بات معلوماً فيها انه انتهى حتى لو بقي رئيسا حتى نهاية ولايته. واعتقادنا انه لن يكمل الولاية، وفي المقابل لن يكون سهلا على من ينادي بنسف النظام المصري ان يبلغ هدفه لاسباب ليس هنا وقت الحديث عنها.
و البارحة كان للمرشد الاعلى للثورة الايرانية السيد علي خامنئي خطبة جمعة لافتة ونادرة باللغة العربية خصص مجملها للحديث عن احداث مصر وليعتبر ان ما يحصل هو نتاج العمالة لاميركا واسرائيل، وليقدم دعمه للثورة المصرية الاسلامية!
نموذجان من سوريا وايران بشأن انتفاضتي تونس ومصر، يرتكز منطقهما على فكرة مفادها انه متى اتخذت خيارات "صحيحة" بنظرهما يمكن حكم الشعب وتأمين الاستقرار، وكما يقول الاسد "الالتصاق "بشدة بما يؤمن به الشعب! وبمعنى آخر ان يكون نظام في خط ممانعة ضماناً له للاستمرارية وفهم ما يريده الشعب.
و لكن هل سمع منظّرو طهران ودمشق وبعض بيروت الشعارات التي يرددها المنتفضون المصريون في ساحات القاهرة والاسكندرية وغيرهما؟ وهل قرأوا ما كتب على لافتات المتظاهرين؟ وهل قرأ هؤلاء كل ما كتب ويكتب من أرض الانتفاضة في تونس أولاً والآن في مصر؟
تركزت الاحتجاجات ضد الفقر، والفساد العام والخاص، والتسلط، والدكتاتورية وحكم الاجهزة، والبلطجة، وانغلاق الآفاق الاقتصادية، وخنق الحريات الاعلامية، وحكم الحزب الواحد. اكثر من ذلك وبالتحديد كانت الثورتان ضد الحكم مدى الحياة، وتوريث الابناء: في تونس قيل ان زوجة الرئيس بن علي كانت تعدّ نفسها لخلافة زوجها. وفي مصر ما كانت قصة جمال مبارك بخافية على احد، فضلا عن احتمالات ان يترشح مبارك الاب لولاية جديدة في الخريف المقبل.
في الحالتين التونسية والمصرية لم تكن "الأمركة" ولا فكرة الاعتدال العربي موضع النقاش الحقيقي، لا على مستوى الشارع ولا على مستوى النخبة. كانت المسألة سياسية داخلية ذات ابعاد اقتصادية اجتماعية حقوقية (الحريات العامة والديموقراطية) هي وقود الانتفاضتين.
في تونس لم يخرج الناس على بن علي لانه غربيّ الهوى. خرجوا عليه لأنه دكتاتور "ابدي" محاط بالفساد وربما غارق فيه حتى عنقه. وفي مصر لم يخرج الناس على مبارك لانه يمثل حجر الرحى في النظام العربي الاعتدالي، ولا لأنه يقابل مسؤولين اسرائيليين (هو على الاقل علناً وجهاراً) او يلتزم معاهدة "كامب ديفيد". خرجوا ضده لأنه متسلّط ولم يشبع من الحكم وسعى الى توريث ابنه. خرجوا ضده بسبب قسوة العيش في مصر. وبسبب الفجوة الهائلة في الثروات، وبسبب حفنة من رجال الاعمال المجانين الذين أكلوا البلاد. وخرجوا بسبب حكم الحزب الواحد الذي خنق الحياة السياسية في البلاد، وما عاد ممكنا الاستمرار في ذلك.
إذاً، مما تقدم، فإن الانتفاضتين اشتعلتا لاسباب غير تلك التي يلمح اليها كل من الاسد وخامنئي. فهل نفهم من توصيف الزعيمين السوري والايراني ان "الممانعة" تحد من شهية الشعوب الى الحريات والحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية والسياسية؟
وسؤالنا بعد ذلك بسيط: إذا كان بن علي ومبارك طاغيتين، فماذا يكون الاسد وخامنئي؟
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
مواضيع مماثلة
» ملائكة في الارض
» ملائكة تبني قصر وفجأة .....
» ثوار... بين ملائكة وأشرار
» طغاة لم يتسلموا السلطه
» الأسد ... أسوأ طغاة عصره
» ملائكة تبني قصر وفجأة .....
» ثوار... بين ملائكة وأشرار
» طغاة لم يتسلموا السلطه
» الأسد ... أسوأ طغاة عصره
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR