إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مدن تاريخية 3
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مدن تاريخية 3
سمرقند
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة سمرقند في آسيا الوسطى، في بلاد ما وراء النهر، وأصل الاسم "شمر أبو كرب"، ثم حُرِّف الاسم إلى "شمركنت"، ثم عُرّبت إلى سمرقند، ومعناها وجه الأرض. وقد وصفها "ابن بطوطة" بقوله: (إنها من أكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالاً، مبنية على شاطئ وادٍ يعرف بوادي القصَّارين، وكانت تضم قصورًا عظيمة، وعمارة تُنْبِئ عن هِمَم أهلها).
تاريخ سمرقند:
ـ في سنة (87هـ / 705م) تمَّ الفتح الإسلامي لمدينة سمرقند على يد القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي، ثم أعاد فتحها مرة أخرى سنة (92هـ / 711م).
ـ وبعد الفتح الإسلامي قام المسلمون بتحويل عدد من المعابد إلى مساجد لتأدية الصلاة، وتعليم الدين الإسلامي لأهل البلاد.
ـ وفي بداية الغزو المغولي للمدينة قام "المغول" بتدمير معظم العمائر الإسلامية فيها، وبعد ذلك اتجه "المغول" أنفسهم بعد اعتناقهم الإسلام إلى تشييد العديد من العمائر الإسلامية، خاصة في العهد التيموري، وذلك على مدى (150) عامًا هي فترة حكمهم لبلاد ما وراء النهر من سنة (617هـ / 1220م) إلى سنة (772هـ / 1370م). وقد اتخذ "تيمور لنك" سمرقند عاصمة لملكه، ونقل إليها الصُنَّاع وأرباب الحرف؛ لينهضوا بها فنيًا وعمرانيًا، فكان عصر "تيمور لنك" بحق عصر التشييد والعمران.
ـ وفي القرن التاسع عشر الميلادي استولى الجيش الروسي على بلاد ما وراء النهر ومنها مدينة سمرقند.
ـ وفي سنة (1918م) بعد قيام الثورة الشيوعية في "روسيا" استولى الثوار على مدينة سمرقند، وظلت تحت سيطرتهم إلى أن سقطت الشيوعية في سنة (1992م).
ـ وقد نالت سمرقند الاستقلال ضمن الجمهوريات الإسلامية بعد سقوط ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي.
أهم آثار سمرقند ومعالمها:
ـ اشتهرت سمرقند بكثرة القصور التي شيدها "تيمور لنك"، ومنها: قصر "دلكشا" (القصر الصيفي): وقد تميَّز بمدخله المرتفع المزدان بالآجر الأزرق والمُذْهب، وكان يشتمل على ثلاث ساحات بكل ساحة فسقية.
ـ قصر "باغ بهشت" (روضة الجنة): شُيِّد بأكمله من الرخام الأبيض المجلوب من "تبريز" فوق ربوة عالية، وكان يحيط به خندق عميق مليء بالماء، وعليه قناطر تصل بينه وبين المنتزه.
ـ قصر "باغ جناران" (روضة الحور): عرف هذا القصر بهذا الاسم لأنه كانت تحوطه طرق جميلة، يقوم شجر الحور على جوانبها، وكان ذا تخطيط متقاطع متعامد.
ـ مدرسة "بيبي خانيم": تميز تخطيط هذا الأثر بأنه اعتمد على صحن أوسط مكشوف، وأربعة إيوانات.
ـ مدرسة وخانقاه وضريح الأمير تيمور لنك: شيد هذا المجمع الديني قبل سنة (807هـ/1405م) المهندس الأصفهاني "محمد بن محمود البنا".
ـ ميدان "داجستان": بدأ تكوين هذا الميدان في عهد "تيمور لنك"، وكان يقوم بعرض فتوحاته في هذا الميدان.
ـ ومن أهم أعلام سمرقند:
محمد بن عدي بن الفضل أبو صالح السمرقندي، توفي سنة (444هـ)، وأحمد بن عمر الأشعث أبو بكر السمرقندي، كان يكتب المصاحف من حفظه، وتوفي سنة (489هـ)، وأبو منصور محمد بن أحمد السمرقندي؛ فقيه حنفي له كتاب "تحفة الفقهاء".
شيراز
مدينة إيرانية شهيرة في منطقة فارس إلى الجنوب الغربي من جبال زاجروس، تبعد عن العاصمة طهران باتجاه الجنوب حوالي 1500 كم. وهي من ألطف مدن إيران مناخًا واعتدالاً وطيب هواء، تشتهر بصناعتها التقليدية في السجاد الفاخر، وهو من أجود أنواع السجاد في العالم، وفيها صناعة أدوات البناء، والأواني الخزفية والنحاسية المنمنمة الموشاة، وأقمشتها ومنسوجاتها الصوفية والقطنية والكتانية من أفخر أنواع النسيج. ومن معالمها آثارها ومساجدها الإسلامية التاريخية. وبالقرب منها أطلال "برسو بوليس" المدينة الفارسية القديمة، ومهد الأكاسرة، وهي آخر آثار الحضارة الفارسية. وفي هذا المكان أقام شاه إيران السابق احتفالاته الباذخة بتتويجه على العرش، وما زالت الخيمة التي كان يقيم فيها موجودة حتى الآن.
وشيراز مدينة إسلامية قديمة كانت قصبة بلاد فارس؛ وسميت بشيراز بن طهمورث، وهي من المدن التي جُدِّدت عمارتها واختطاطها في الإسلام. قالوا إن أول من تولى عمارتها محمد بن القاسم بن أبي عقيل الثقفي.
ولقد كانت شيراز ذات يوم معقل ملوك بني بويه، وقد بنى سورها وأحكم بناءها الملك ابن كاليجار سلطان الدولة بن بويه في سنة 436هـ، وفرغ منه في سنة 440هـ فكان طوله اثنى عشر ألف ذراع، وعرض حائطه ثماني أذرع، وجعل لها أحد عشر بابًا.
ولقد شاد عضد الدولة البويهي بشيراز دارًا لم ير مثلها في شرق ولا في غرب، وما دخلها عامي إلا افتتن بها، ولا عارف إلا استدل بها على نعمة الجنة وطيبها؛ لقد خرق فيها الأنهار، ونصب عليها القباب، وأحاطها بالبساتين والأشجار، وحفر بها الحياض، وجمع فيها المرافق، فكانت جنة الله على الأرض.
ولقد وصفت مكتبتها في ذلك الزمان بأنها أحسن المكتبات، فلم يبق كتاب صنّف إلى وقته من أنواع العلوم كلها إلا وحصّله عضد الدولة فيها.
وإلى شيراز ينسب جماعة من أهل العلم والفضل والأدب والشعر والفقه والرياسة، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، الزاهد والعالم والعابد، مات ببغداد سنة 476هـ، بنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية. له كتاب "التنبيه" و"المهذب في الفروع" و"اللمع في الأصول" و"طبقات الفقهاء"، ومن أشهر الذين نسبوا إلى شيراز "حافظ شيرازي"، الشاعر المتصوف وصاحب العرفان، المعروف بالحافظ، والمفسر للقرآن الكريم. أشعاره في القمة من العرفان، وقليل الذي يدركها.
مات الحافظ سنة 791هـ. وله في شيراز مقام في غاية الروعة والجمال. وقبره تتجلى في تزيينه كل فنون الزخرفة، وما زالت تكية الدراويش موجودة بقربه يتدفق إليها نبع الماء القادم من الجبال.
ومن أعظم الذين نسبوا إلى شيراز في القديم الكاتب والشاعر والمفكر مشرف بن مصلح أبو عبد الله سعدي الشيرازي، من أعلام القرن السابع الهجري، ومن أكابر الشعراء والعلماء. درس في بغداد بالمدرسة النظامية والمدرسة المستنصرية. والتقى في بغداد بالسهرودي صاحب كتاب "عوارف المعارف" وشيخ الصوفية في ذلك الزمان. كما اتصل بابن الجوزي، وبالشعراء الثلاثة همام التبريزي، والأمير خسرو الدهلوي وجلال الدين الرومي. من أهم آثاره ديوانه الشعري المعروف بـ "كلستان" نقله إلى العربية بعنوان "روضة الورد" الشاعر السوري محمد الفراتي. وله ديوان "البستان"، وترجمه إلى العربية أيضًا، محمد الفراتي. وهذان الكتابان: "كلستان" و"بوستان" من ذروة الأدب الإيراني والعالمي، ومنهم الإصطخري الشيرازي صاحب كتاب "صور الأقاليم" و"مسالك الممالك".
ومن مشاهير المنسوبين إلى شيراز كذلك قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي، شارح كتاب "القانون" لابن سينا، وشارح حكمة الإشراق "للسهروردي". له كتاب "درة التاج" في الحكمة، توفي سنة 716هـ.
صقلية
الموقع الجغرافي:
هي جزيرة في البحر المتوسط تقع في جنوب إيطاليا، وتعد صقلية بعد الأندلس المصدر الثاني من مصادر الإشعاع الحضاري الذي انتقلت منه الحضارة الإسلامية إلى الغرب.
ولقد أسهمت صقلية في تحضير أوروبا وتنويرها بنصيب يكاد يضاهي نصيب الأندلس غير أنه يقل عنه؛ لأن رقعة صقلية كانت أضيق بكثير من رقعة الأندلس؛ بيد أن هذا لا ينقص من قيمة الدور الذي قامت به صقلية في إمداد أوروبا بكل مظاهر الحضارة، سواء أكانت هذه الحضارة من صنع العرب الذين استوطنوها، أو مما نقلوه عن غيرهم من الدول الإسلامية الأخرى.
تاريخ صقلية:
فتح المسلمون صقلية سنة (213هـ/ 828م)، على يد القائد الفقيه أسد بن الفرات الذي أوفده زيادة الله بن الأغلب حاكم القيروان، وهو من حكام الأغالبة الذين كانوا سادة إفريقية في القرن التاسع الميلادي.
ولم يكن فتح صقلية سهلاً؛ فقد استغرق إخضاع مدنها للحكم الإسلامي نصف قرن. وامتد حكم الأغالبة عليها أكثر من ثمانين سنة حتى تلاشت دولتهم في تونس، ثم جاء العبيديون (الفاطميون) الذين حكموا الجزيرة أربعين سنة.
وفي سنة (948م) ولّى المنصور بأمر الله على صقلية الحسن بن علي الكلبي الذي أسس دولة الكلبيين في الجزيرة ودامت قرنًا كاملاً، وهو بحق أزهى العصور الثلاثة، وهو ما نسميه بالعصر الذهبي لصقلية. بذر المسلمون فيها بذور الثقافة الإسلامية، وأخذت تنمو وتزدهر على مر الأيام، حتى أنشئوا بها عدة معاهد علمية يؤمها الأساتذة المسلمون؛ بل أقاموا في مدينة "بالرمو" أول مدرسة للطب في أوروبا، وعن طريقها انتقلت علوم المسلمين في الطب إلى إيطاليا وغيرها من البلدان. ولم يتدخل المسلمون في الشئون الداخلية لأهل هذه الجزيرة؛ بل تركوا لهم الحرية التامة في مزاولة عاداتهم وتقاليدهم، وفي أداء شعائرهم الدينية، واكتفوا بأخذ الجزية ممن لم يعتنق الإسلام، وأعفوا منها الرهبان والفقراء والنساء والأطفال والشيوخ، وكانت أقل بكثير من الضرائب التي كان الرومان يفرضونها عليهم. ويؤكد هذا ما ذكره المؤرخ "ألبرتوفيتورا" في كتابه عن تاريخ صقلية: (إن العرب كانوا أشد الناس سماحة في حكمهم للجزيرة حتى في الأمور الدينية، فلم يعانِ أيُّ مواطن تعسفًا، أو اضطهادًا، أو ضرائب زائدة، أو مصادرة للأراضي، كما كان يحدث مع كل غزاة جدد، كان العرب غزاة من نوع مختلف!).
ولم يكتفِ المسلمون بنشر الأمن والحرية والسماحة فيها بل اهتموا بوسائل الزراعة؛ فحفروا الترع والقنوات، وأنشئوا المجاري المحنية التي لم تكن معروفة من قبل، كما أدخلوا زراعة القطن، وقصب السكر، وكثيرًا من النباتات، وأشجار الفاكهة التي لم تكن موجودة بها، وقد ساعد على نمو الزراعة بها خصب تربتها؛ فتوفرت الحاصلات، وكثرت الفواكه.
ولم يقتصر اهتمام المسلمين على الزراعة فحسب، بل استغلوا ثروات الجزيرة الطبيعية، فاستخرجوا منها: الفضة، والحديد، والرصاص، والنحاس، والكبريت، والنوشادر. وأنشئوا مصانع النسيج، كما برعوا في صناعة الكتان والحرير وصباغة الأقمشة، ومن مفاخر الصناعة في ذلك الوقت صناعة الورق من الخرق القطنية، ولم تكن تعرفه أوروبا، فكانت تستورد الورق من صقلية؛ ليحل محل الرقائق الجلدية المرتفعة الثمن. وأما التجارة فقد اتسع نطاقها في فترة حكم المسلمين الذي استمر قرنين وربعًا من الزمان.
وفي سنة (450هـ) دخل النورمان الجزيرة واستولوا عليها بقيادة "روجر الأول" الذي لم يترك للمسلمين أي شيء فيها.
وفي سنة (643 هـ) احتل الجرمان الجزيرة بقيادة الإمبراطور "فردريك الثاني"، وفي أواخر عهده نكل بالمسلمين وعذبهم بكل أنواع التعذيب التي بلغت حد الإحراق والصلب.
وفي سنة (647هـ) طُرد المسلمون عن آخرهم من صقلية، وبذلك اختفى الإسلام والمسلمون تمامًا من صقلية، ومع اختفائهم هُدِّمت كل مساجدهم.
آثار ومعالم:
وعلى الرغم من ذلك فقد ترك العرب المسلمون في صقلية الكثير من عاداتهم وتقاليدهم، التي لا تزال باقية حتى الآن، كما تركوا ألفاظًا عربية كثيرة في اللغتين: الصقلية، والإيطالية؛ بل لا تزال للآن مدن في الجزيرة تحمل أسماء عربية، وفي مدينة "بالرمو" العاصمة مبنيان عظيمان من مباني العرب: أحدهما قلعة الجزيرة، والآخر قصر القبة الذي بُني في القرن الثاني عشر الميلادي، وفي داخله قاعة فسيحة جدرانها مغطاة بالفسيفساء البديعة التنسيق.
وبها أيضًا:
ـ القصر الكبير: وهو قصر واسع كبير البيوت، باهر الزينة والآثاث.
ـ شارع السماط: الذي يمتد بطول المدينة كلها ويقسمها نصفين.
ـ حي الخالصة: الذي بناه خليل بن إسحاق والي صقلية.
صنعاء
الموقع الجغرافي:
عاصمة اليمن الموحدة، تقع في منطقة جبلية عالية وسط شمال البلاد، ويتفرع منها عدة طرق رئيسة أهمها: طريق صنعاء - "صعدة" باتجاه الشمال، وطريق صنعاء - الحديّدة باتجاه الجنوب الغربي، وطريق صنعاء - "تعز" - عدن على ساحل خليج عدن باتجاه الجنوب.
صنعاء في التاريخ:
صنعاء واحدة من أقدم مدن العالم، صارت من ألمع المراكز الإسلامية بعد انتشار الإسلام في اليمن، وأسهمت في نشر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية، وكان منها عدد من العلماء والفقهاء والمحدثين وكبار رجال الإسلام.
وصنعاء اليوم ترى فيها أحدث إنجازات العصر إلى جنب المساجد العتيقة والمدارس والأسواق. وهي مدينة تجارية وصناعية تصنع فيها البرود اليمانية المشهورة.
وقد أكثر الشعراء من التغني بجمال صنعاء، ومن هؤلاء أبو محمد اليزيدي:
سقيًا لصنعاء لا أرى بلدًا
أوطنه المواطنون يشبهها
خفضًا ولينًا، ولا كبهجتها
أرغد أرض عيشًا وأرفهها
صنعاء آثار ومعالم:
أجمع علماء الآثار والمهندسون المهتمون بتطوير التراث المعماري العربي الإسلامي وخبراء الثقافة في المحافل الدولية، على أن مدينة صنعاء القديمة واحدة من مدن العالم الإسلامي التي ينبغي أن تعلَن معلمًا تاريخيًا هامًا على المستوى المحلي والدولي.
استثارت صنعاء خيال المنظمات الثقافية الدولية بجمالها وحسن هيئتها، فأعلنت هذه المدينة معلمًا تراثيًا إنسانيًا.
وفي صنعاء أكثر من خمسين مسجدًا منها: الجامع الكبير، وجامع السيدة أروى بنت أحمد، وجامع البكيرية، وجامع الجند، وجامع الأشاعرة.
ومن آثار صنعاء سورها الذي بناه الأيوبيون في القرن السادس الهجري.
من أعلام المدينة: إلى صنعاء ينسب خلق كثير من أهل العلم منهم: عبد الرزاق بن همام بن نافع أبو بكر الحميري الصنعاني، أحد الثقات المشهورين، روى عنه سفيان بن عيينة، ومعمر بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومات سنة (211هـ).
صُور
إحدى المدن المهمة في الجمهورية العربية اللبنانية، وهي قديمة؛ أسّسها الفينيقيون في الألف الثالث ق. م، وهي مدينة ساحلية تقع على لسان بَرّيٍّ داخلٍ في البحر الأبيض المتوسط، تحيط بها المياه من جميع الجهات إلا من جهة الشرق.
تَبعد صُور عن بيروت العاصمة حوالي 85كم، وتَبْعُدُ عن مدينة صَيْدَا 40 كم، بها مرفأٌ (ميناء) لصيد الأسماك، ومرفأٌ تجاري صغير يستقبل البواخر الآتية من قبرص وبعض موانئ حوض البحر المتوسط.
صَيدا
مدينة لبنانية، وهي مركز محافظة الجنوب وأكبرُ مدينة فيها، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوبَ بيروت بحوالي 45 كم، وشمال صُور بحوالي 40 كم.
وهي مركزٌ تجاريٌّ وزراعيٌّ ومصرفيٌّ وصناعيٌّ مهم.
وصَيدا من المدن الفينيقية القديمة، خضعت لحكم الآشوريين والبابليين والفرس واليونان؛ فقد حاصرها الإسكندر سنة 333 ق. م، ثم استولى عليها، ثم خضعت لسيطرة الرومان حتى فتحها المسلمون سنة 638 م، ثم استولى عليها الصليبيون، فاستعادها صلاحُ الدين سنة 583هـ.
طبريّة
مدينة فلسطينية منخفضة عن سطح البحر، تطل على البحيرة المسماة باسمها، وهي في طرف جبلٍ مُطِلٍّ عليها، وكانت من أعمال الأردنّ في طرف الغور، فتحها شُرَحْبِيلُ بنُ حَسَنَةَ سنة 13 هـ صلحًا، وكانت بيد الروم البيزنطيين؛ ولما نقض أهلُها الصلح سار إليها عمرو بن العاص، ففتحها ثانية على مثلِ صُلح شُرَحْبِيلُ.
وطبريّة اليوم من المدن العامرة بالرياض والبساتين، وتجارتها مزدهرة، وفيها صناعات يدوية تقليدية وأخرى حديثة، وهي مركز من مراكز السياحة والإشتاء، ومنتجع يرتاده المرضى المصابون بالأمراض العصبية والروماتيزميّة، طمعًا في الاستشفاء بعيونها الكثيرة ذات المياه المعدنية الكبريتية المالحة الحارة. وقديمًا عُدت حماماتُها من عجائب الدنيا.
وطبريّة مدينةٌ قديمةٌ جدًا، بها عينُ ماء منسوبة إلى عيسى ـ عليه السلام، وفي البحيرة صخرة منقورة مطبقة بصخرة ثانية يُدَّعَى أن قبر سليمان بن داود ـ عليهما السلام ـ بها.
وفي أسفل طبريّة جسر عظيم عليه طريق دمشق، وهو الآن ـ بعد سقوطها بأيدي اليهود ـ يسمى بجسر بنات يعقوب.
ومن أشهر الأعلام المنتسبين إلى طبريّة الإمام الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم الطبراني، أحد أئمة الفقه الموصوفين، والحُفّاظ المُكْثِرين، وهو صاحب المعجم الكبير في أسماء الصحابة والتابعين، وهو صاحب الأوسط في غرائب شيوخه، والصغير في أسماء شيوخه، توفي بأصبهان سنة 360هـ.
وزعموا أن بطبريّة قبر أبي عبيدة بن الجراح، وقبر زوجته، وقبر عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب؛ وقبر معاذ بن جبل، وفيها كنيسة الشجرة، وفيها ظهرت على يد المسيح ـ عليه السلام ـ معجزات وخوارق ـ كما يعتقد النصارى.
طرابلس الشام
ثاني أكبر المدن اللبنانية بعد بيروت العاصمة، أسسها الفينيقيّون سنة 800 ق. م، وفتحها العرب سنة 638م، واستولى عليها الصليبيون، ثم استردّها السلطان قلاوون.
تقع على شاطئ البحر المتوسط، وتبعد عن بيروت مسافة تبلغ 83 كم، تتفرع منها عدةُ طرق رئيسية، وتقع أمامها جزيرتا الأرانب والنخيل، وتشتهر بالخضروات والفواكه، وبها ميناء تجاري متوسط، وتقوم على أرضها صناعاتٌ حديثة، وأخرى تقليدية، وفيها معالمُ أثرية عريقة، ومرافق سياحية ومصرفيّة عديدة، وبها مصفاةُ نفطٍ مشهورةٌ.
كانت تسمى طرابلسَ الشامِ؛ تمييزًا لها عن طرابلس الغرب، وسُمّيت الفيحاءَ؛ لكثرة بساتينها، وتنوّع أشجارها ووردِها، وإليها ينتسب جماعة من أهل العلم والفضل، منهم معاوية بن يحيى الطرابلسي، وغيره.
طرابلس الغرب
عاصمة الجماهيرية العربية الليبية وأكثر مدنها سكانًا، تقع في سهل ساحلي على البحر المتوسط، وهي مدينة أثرية تاريخية قديمة، تقوم على أنقاض مدينة "أويا" التي لم يبق من آثارها إلا قوس ماركوس أوريليوس؛ أهم معالم طرابلس التاريخية.
واسم طرابلس قد يكون إغريقيًا معناه "الثلاث مدن" ويقال: إن بانيها هو أشباروس قيصر، وكان لها سور صخري عظيم البنيان.
وتتميز طرابلس بقلعتها الأثرية القديمة، أو السراي الحمراء في الجزء القديم غرب المدينة على البحر، هذه القلعة التي كانت معبدًا رومانيًا، ثم زيدت فيها مبانٍ في العهد العثماني، واتخذها الغزاة من الإسبان حصنًا عام 1510 م ، ثم صارت في غزوة لاحقة مقرًا للحاكم الإيطالي العام.
ومن معالم طرابلس القديمة المدرجُ الروماني الكبير في صبراته، ومنها برج الساعة الكبير، ومن المعالم أيضًا مسجد أحمد باشا الجزار، ذو المئذنة الجميلة، المقام على أطلال المسجد القديم الذي بناه عمرو بن العاص عند دخوله طرابلس.
وقد صارت هذه المدينة الآن مركزًا تجاريًّا وصناعيًّا مهمًا، إذ توجد بها صناعة تكرير البترول، وصناعة المواد الغذائية ومواد البناء، والصناعات التعدينية.
كما توجد بها جامعة علمية متطورة، ومطار دولي كبير، وميناء بحري يستوعب أكبر السفن، فضلاً عن بساتين البرتقال والليمون، وحقول الزيتون، والعمارة الحديثة والشوارع الفسيحة.
وينتسب إلى طرابلس الغرب جماعة من أهل العلم والفضل، منهم أبو سليمان محمد بن معاوية الأطرابلسي، وإبراهيم بن محمد الغافقي الأطرابلسي قاضي طرابلس، ومنهم الطرابلسي، مصنف التاريخ المشهور.
طُرْطُوشة
مدينة في شرق الأندلس بالقرب من البحر المتوسط، استولى عليها النصارى الإسبان سنة 543 هـ ، وممن ينسب إليها أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفهري الطرطوشي الفقيه المالكي مات في جمادى الأولى 520هـ .
طشقند
الموقع الجغرافي:
ـ مدينة طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان إحدى الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، وتقع جمهورية أوزبكستان بين نهري "سيحون" و"جيحون"، وتظهر وديان أوزبكستان وسهولها وجبالها وكأنها أرض انبثقت من بين أصابع الماء.
ـ وأوزبكستان تقع جغرافيًا في المنطقة التي عرفت قديمًا باسم التركستان، وهو اسم يتكون من مقطعين "ترك" وهم الأتراك، و"ستان" وهي كلمة فارسية بمعنى مدينة.
ـ وكلمة طشقند اسم مركب من كلمتين "طاش" بمعنى الحجر و"كنت" بمعنى مدينة.
تاريخ طشقند:
ـ اسم مدينة طشقند القديم في المصادر التاريخية الإسلامية هو الشاش.
ـ وعمر طشقند أكثر من ألفي سنة، وبدأ دخول الإسلام إليها مبكرًا منذ عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في منتصف القرن الأول الهجري، السابع الميلادي. وفي القرن الثامن عشر الميلادي انقسمت أوزبكستان إلى ثلاثة أقسام هي: خوقند وبخارى وسمرقند، وكانت الحروب بينها العامل الذي ساعد على استيلاء روسيا القيصرية عليها.
ـ وبعد اندلاع الثورة الشيوعية في روسيا وقعت أوزبكستان تحت سيطرة الشيوعيين الروس، وصارت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي القديم بدءًا من سنة (1924 م)، وكانت عاصمتها وقتئذ سمرقند، ثم انتقلت إلى طشقند.
ـ وفي سنة (1990 م) سقطت الشيوعية، وبقيت أوزبكستان وعاصمتها طشقند مدينة إسلامية مستقلة.
ـ وعلى مرّ التاريخ ارتبطت طشقند بمدينتي بخارى وسمرقند، وتشابهت بينها الأحداث التاريخية.
أهم آثار ومعالم طشقند:
ـ مدرسة "سيونج خان" سلطان طشقند: وتعرف أيضًا باسم "براق خان" الذي أعلن إسلامه قُبيل وفاته بأيام قليلة في سنة (1270 م) واتخذ لنفسه اسم غياث الدين، وقد تعرضت هذه المدرسة للتصدع، بسبب الزلازل التي ضربت المدينة.
ـ مدرسة "كوكلتاش": التي يرجع تاريخها إلى القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي.
ـ جامع "تلاخان": ويسمى أيضًا جامع الشيخ طلعت الذي يُعدُّ المسجد الجامع للمدينة.
ـ ومن أبرز علماء طشقند أبو بكر محمد بن علي بن علي بن إسماعيل، وكان عالمًا في التفسير واللغة، وتُوفي سنة (366هـ).
طليطلة
الموقع الجغرافي: تقع على جسر منيع عظيم الارتفاع، تحيط به أودية عميقة، وأجراف غائرة، يتدفق فيها نهر "تاجة"، ويحيط وادي "تاجة" بطليطلة من ثلاث جهات مساهمًا بذلك في حصانتها ومنعتها، وكان العرب يسمون طليطلة مدينة "الأملاك"؛ لأنها كانت دار مملكة "القوط" ومقر حكمهم وملوكهم.
وصف المدينة:
عبر مؤرخو العرب عن عظمة موقع طليطلة، فقال عنها الحميري في كتابه "الروض المعطار في عجائب الأقطار": (وهي على ضفة النهر الكبير، وقلما يرى مثلها إتقانًا وشماخة بنيان، وهي عالية الذُّرى، حسنة البقعة). ثم يقول في موضع آخر: (ولها من جميع جهاتها أقاليم رفيعة، وقلاع منيعة، وعلى بعد منها في جهة الشمال الجبل العظيم المعروف بالشارات).
جزء من تاريخها:
ـ طليطلة مدينة قديمة للغاية، ويغلب أنها بنيت زمن الإغريق. وازدهرت طليطلة في عهد الرومان، فحصنوها بالأسوار، وأقاموا فيها المسرح والجسر العظيم.
ـ وجاء الفتح الإسلامي لها على يد طارق بن زياد سنة (92هـ/712م) بعد انتصاره في واقعة "وادي لكة" على القوط، وظلت طليطلة بعد الفتح تتمتع بتفوقها السياسي على سائر مدن الأندلس.
ـ وفي عهد محمد بن عبد الرحمن الأوسط سنة (233هـ) خرجت عليه طليطلة فبرز إليها بنفسه وهزم أهلها.
ـ وانتظمت طليطلة في عهد خلافة عبد الرحمن الناصر، وازدهر فيها فن العمارة.
ـ استقل بنو ذي النون - وهم أسرة من البربر - بطليطة بعد سقوط الخلافة بقرطبة، وتولى عبد الملك بن متيوه أمر طليطلة، وأساء إلى أهلها فاتفقوا عليه، فاستقل ابنه إسماعيل بها، وترك شئونها إلى شيخها أبي بكر الحديدي، وتوفي إسماعيل وخلفه ابنه يحيى بن إسماعيل، الذي توفي وتولى حفيده القادر بالله يحيى الذي ثار عليه أهل طليطلة لقتل ابن الحديدي؛ فاستعان بألفونسو السادس ملك "قشتالة" الذي دخلها سنة (1085م). وبذلك سقطت طليطلة في أيدي النصارى.
أهم الآثار والمعالم:
ـ قنطرة طليطلة: من عجائب البنيان إذ تتألف من قوس واحد تكتنفه فرجتان من كل جانب، وفي نهايتها ناعورة ارتفاعها تسعون ذراعًا.
ـ وبطليطلة اليوم آثار قصر عربي يعرف بقصر "جاليانا"، وهو القصر الذي بناه المأمون.
ـ وهناك المسجد الجامع.
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة سمرقند في آسيا الوسطى، في بلاد ما وراء النهر، وأصل الاسم "شمر أبو كرب"، ثم حُرِّف الاسم إلى "شمركنت"، ثم عُرّبت إلى سمرقند، ومعناها وجه الأرض. وقد وصفها "ابن بطوطة" بقوله: (إنها من أكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالاً، مبنية على شاطئ وادٍ يعرف بوادي القصَّارين، وكانت تضم قصورًا عظيمة، وعمارة تُنْبِئ عن هِمَم أهلها).
تاريخ سمرقند:
ـ في سنة (87هـ / 705م) تمَّ الفتح الإسلامي لمدينة سمرقند على يد القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي، ثم أعاد فتحها مرة أخرى سنة (92هـ / 711م).
ـ وبعد الفتح الإسلامي قام المسلمون بتحويل عدد من المعابد إلى مساجد لتأدية الصلاة، وتعليم الدين الإسلامي لأهل البلاد.
ـ وفي بداية الغزو المغولي للمدينة قام "المغول" بتدمير معظم العمائر الإسلامية فيها، وبعد ذلك اتجه "المغول" أنفسهم بعد اعتناقهم الإسلام إلى تشييد العديد من العمائر الإسلامية، خاصة في العهد التيموري، وذلك على مدى (150) عامًا هي فترة حكمهم لبلاد ما وراء النهر من سنة (617هـ / 1220م) إلى سنة (772هـ / 1370م). وقد اتخذ "تيمور لنك" سمرقند عاصمة لملكه، ونقل إليها الصُنَّاع وأرباب الحرف؛ لينهضوا بها فنيًا وعمرانيًا، فكان عصر "تيمور لنك" بحق عصر التشييد والعمران.
ـ وفي القرن التاسع عشر الميلادي استولى الجيش الروسي على بلاد ما وراء النهر ومنها مدينة سمرقند.
ـ وفي سنة (1918م) بعد قيام الثورة الشيوعية في "روسيا" استولى الثوار على مدينة سمرقند، وظلت تحت سيطرتهم إلى أن سقطت الشيوعية في سنة (1992م).
ـ وقد نالت سمرقند الاستقلال ضمن الجمهوريات الإسلامية بعد سقوط ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي.
أهم آثار سمرقند ومعالمها:
ـ اشتهرت سمرقند بكثرة القصور التي شيدها "تيمور لنك"، ومنها: قصر "دلكشا" (القصر الصيفي): وقد تميَّز بمدخله المرتفع المزدان بالآجر الأزرق والمُذْهب، وكان يشتمل على ثلاث ساحات بكل ساحة فسقية.
ـ قصر "باغ بهشت" (روضة الجنة): شُيِّد بأكمله من الرخام الأبيض المجلوب من "تبريز" فوق ربوة عالية، وكان يحيط به خندق عميق مليء بالماء، وعليه قناطر تصل بينه وبين المنتزه.
ـ قصر "باغ جناران" (روضة الحور): عرف هذا القصر بهذا الاسم لأنه كانت تحوطه طرق جميلة، يقوم شجر الحور على جوانبها، وكان ذا تخطيط متقاطع متعامد.
ـ مدرسة "بيبي خانيم": تميز تخطيط هذا الأثر بأنه اعتمد على صحن أوسط مكشوف، وأربعة إيوانات.
ـ مدرسة وخانقاه وضريح الأمير تيمور لنك: شيد هذا المجمع الديني قبل سنة (807هـ/1405م) المهندس الأصفهاني "محمد بن محمود البنا".
ـ ميدان "داجستان": بدأ تكوين هذا الميدان في عهد "تيمور لنك"، وكان يقوم بعرض فتوحاته في هذا الميدان.
ـ ومن أهم أعلام سمرقند:
محمد بن عدي بن الفضل أبو صالح السمرقندي، توفي سنة (444هـ)، وأحمد بن عمر الأشعث أبو بكر السمرقندي، كان يكتب المصاحف من حفظه، وتوفي سنة (489هـ)، وأبو منصور محمد بن أحمد السمرقندي؛ فقيه حنفي له كتاب "تحفة الفقهاء".
شيراز
مدينة إيرانية شهيرة في منطقة فارس إلى الجنوب الغربي من جبال زاجروس، تبعد عن العاصمة طهران باتجاه الجنوب حوالي 1500 كم. وهي من ألطف مدن إيران مناخًا واعتدالاً وطيب هواء، تشتهر بصناعتها التقليدية في السجاد الفاخر، وهو من أجود أنواع السجاد في العالم، وفيها صناعة أدوات البناء، والأواني الخزفية والنحاسية المنمنمة الموشاة، وأقمشتها ومنسوجاتها الصوفية والقطنية والكتانية من أفخر أنواع النسيج. ومن معالمها آثارها ومساجدها الإسلامية التاريخية. وبالقرب منها أطلال "برسو بوليس" المدينة الفارسية القديمة، ومهد الأكاسرة، وهي آخر آثار الحضارة الفارسية. وفي هذا المكان أقام شاه إيران السابق احتفالاته الباذخة بتتويجه على العرش، وما زالت الخيمة التي كان يقيم فيها موجودة حتى الآن.
وشيراز مدينة إسلامية قديمة كانت قصبة بلاد فارس؛ وسميت بشيراز بن طهمورث، وهي من المدن التي جُدِّدت عمارتها واختطاطها في الإسلام. قالوا إن أول من تولى عمارتها محمد بن القاسم بن أبي عقيل الثقفي.
ولقد كانت شيراز ذات يوم معقل ملوك بني بويه، وقد بنى سورها وأحكم بناءها الملك ابن كاليجار سلطان الدولة بن بويه في سنة 436هـ، وفرغ منه في سنة 440هـ فكان طوله اثنى عشر ألف ذراع، وعرض حائطه ثماني أذرع، وجعل لها أحد عشر بابًا.
ولقد شاد عضد الدولة البويهي بشيراز دارًا لم ير مثلها في شرق ولا في غرب، وما دخلها عامي إلا افتتن بها، ولا عارف إلا استدل بها على نعمة الجنة وطيبها؛ لقد خرق فيها الأنهار، ونصب عليها القباب، وأحاطها بالبساتين والأشجار، وحفر بها الحياض، وجمع فيها المرافق، فكانت جنة الله على الأرض.
ولقد وصفت مكتبتها في ذلك الزمان بأنها أحسن المكتبات، فلم يبق كتاب صنّف إلى وقته من أنواع العلوم كلها إلا وحصّله عضد الدولة فيها.
وإلى شيراز ينسب جماعة من أهل العلم والفضل والأدب والشعر والفقه والرياسة، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، الزاهد والعالم والعابد، مات ببغداد سنة 476هـ، بنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية. له كتاب "التنبيه" و"المهذب في الفروع" و"اللمع في الأصول" و"طبقات الفقهاء"، ومن أشهر الذين نسبوا إلى شيراز "حافظ شيرازي"، الشاعر المتصوف وصاحب العرفان، المعروف بالحافظ، والمفسر للقرآن الكريم. أشعاره في القمة من العرفان، وقليل الذي يدركها.
مات الحافظ سنة 791هـ. وله في شيراز مقام في غاية الروعة والجمال. وقبره تتجلى في تزيينه كل فنون الزخرفة، وما زالت تكية الدراويش موجودة بقربه يتدفق إليها نبع الماء القادم من الجبال.
ومن أعظم الذين نسبوا إلى شيراز في القديم الكاتب والشاعر والمفكر مشرف بن مصلح أبو عبد الله سعدي الشيرازي، من أعلام القرن السابع الهجري، ومن أكابر الشعراء والعلماء. درس في بغداد بالمدرسة النظامية والمدرسة المستنصرية. والتقى في بغداد بالسهرودي صاحب كتاب "عوارف المعارف" وشيخ الصوفية في ذلك الزمان. كما اتصل بابن الجوزي، وبالشعراء الثلاثة همام التبريزي، والأمير خسرو الدهلوي وجلال الدين الرومي. من أهم آثاره ديوانه الشعري المعروف بـ "كلستان" نقله إلى العربية بعنوان "روضة الورد" الشاعر السوري محمد الفراتي. وله ديوان "البستان"، وترجمه إلى العربية أيضًا، محمد الفراتي. وهذان الكتابان: "كلستان" و"بوستان" من ذروة الأدب الإيراني والعالمي، ومنهم الإصطخري الشيرازي صاحب كتاب "صور الأقاليم" و"مسالك الممالك".
ومن مشاهير المنسوبين إلى شيراز كذلك قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي، شارح كتاب "القانون" لابن سينا، وشارح حكمة الإشراق "للسهروردي". له كتاب "درة التاج" في الحكمة، توفي سنة 716هـ.
صقلية
الموقع الجغرافي:
هي جزيرة في البحر المتوسط تقع في جنوب إيطاليا، وتعد صقلية بعد الأندلس المصدر الثاني من مصادر الإشعاع الحضاري الذي انتقلت منه الحضارة الإسلامية إلى الغرب.
ولقد أسهمت صقلية في تحضير أوروبا وتنويرها بنصيب يكاد يضاهي نصيب الأندلس غير أنه يقل عنه؛ لأن رقعة صقلية كانت أضيق بكثير من رقعة الأندلس؛ بيد أن هذا لا ينقص من قيمة الدور الذي قامت به صقلية في إمداد أوروبا بكل مظاهر الحضارة، سواء أكانت هذه الحضارة من صنع العرب الذين استوطنوها، أو مما نقلوه عن غيرهم من الدول الإسلامية الأخرى.
تاريخ صقلية:
فتح المسلمون صقلية سنة (213هـ/ 828م)، على يد القائد الفقيه أسد بن الفرات الذي أوفده زيادة الله بن الأغلب حاكم القيروان، وهو من حكام الأغالبة الذين كانوا سادة إفريقية في القرن التاسع الميلادي.
ولم يكن فتح صقلية سهلاً؛ فقد استغرق إخضاع مدنها للحكم الإسلامي نصف قرن. وامتد حكم الأغالبة عليها أكثر من ثمانين سنة حتى تلاشت دولتهم في تونس، ثم جاء العبيديون (الفاطميون) الذين حكموا الجزيرة أربعين سنة.
وفي سنة (948م) ولّى المنصور بأمر الله على صقلية الحسن بن علي الكلبي الذي أسس دولة الكلبيين في الجزيرة ودامت قرنًا كاملاً، وهو بحق أزهى العصور الثلاثة، وهو ما نسميه بالعصر الذهبي لصقلية. بذر المسلمون فيها بذور الثقافة الإسلامية، وأخذت تنمو وتزدهر على مر الأيام، حتى أنشئوا بها عدة معاهد علمية يؤمها الأساتذة المسلمون؛ بل أقاموا في مدينة "بالرمو" أول مدرسة للطب في أوروبا، وعن طريقها انتقلت علوم المسلمين في الطب إلى إيطاليا وغيرها من البلدان. ولم يتدخل المسلمون في الشئون الداخلية لأهل هذه الجزيرة؛ بل تركوا لهم الحرية التامة في مزاولة عاداتهم وتقاليدهم، وفي أداء شعائرهم الدينية، واكتفوا بأخذ الجزية ممن لم يعتنق الإسلام، وأعفوا منها الرهبان والفقراء والنساء والأطفال والشيوخ، وكانت أقل بكثير من الضرائب التي كان الرومان يفرضونها عليهم. ويؤكد هذا ما ذكره المؤرخ "ألبرتوفيتورا" في كتابه عن تاريخ صقلية: (إن العرب كانوا أشد الناس سماحة في حكمهم للجزيرة حتى في الأمور الدينية، فلم يعانِ أيُّ مواطن تعسفًا، أو اضطهادًا، أو ضرائب زائدة، أو مصادرة للأراضي، كما كان يحدث مع كل غزاة جدد، كان العرب غزاة من نوع مختلف!).
ولم يكتفِ المسلمون بنشر الأمن والحرية والسماحة فيها بل اهتموا بوسائل الزراعة؛ فحفروا الترع والقنوات، وأنشئوا المجاري المحنية التي لم تكن معروفة من قبل، كما أدخلوا زراعة القطن، وقصب السكر، وكثيرًا من النباتات، وأشجار الفاكهة التي لم تكن موجودة بها، وقد ساعد على نمو الزراعة بها خصب تربتها؛ فتوفرت الحاصلات، وكثرت الفواكه.
ولم يقتصر اهتمام المسلمين على الزراعة فحسب، بل استغلوا ثروات الجزيرة الطبيعية، فاستخرجوا منها: الفضة، والحديد، والرصاص، والنحاس، والكبريت، والنوشادر. وأنشئوا مصانع النسيج، كما برعوا في صناعة الكتان والحرير وصباغة الأقمشة، ومن مفاخر الصناعة في ذلك الوقت صناعة الورق من الخرق القطنية، ولم تكن تعرفه أوروبا، فكانت تستورد الورق من صقلية؛ ليحل محل الرقائق الجلدية المرتفعة الثمن. وأما التجارة فقد اتسع نطاقها في فترة حكم المسلمين الذي استمر قرنين وربعًا من الزمان.
وفي سنة (450هـ) دخل النورمان الجزيرة واستولوا عليها بقيادة "روجر الأول" الذي لم يترك للمسلمين أي شيء فيها.
وفي سنة (643 هـ) احتل الجرمان الجزيرة بقيادة الإمبراطور "فردريك الثاني"، وفي أواخر عهده نكل بالمسلمين وعذبهم بكل أنواع التعذيب التي بلغت حد الإحراق والصلب.
وفي سنة (647هـ) طُرد المسلمون عن آخرهم من صقلية، وبذلك اختفى الإسلام والمسلمون تمامًا من صقلية، ومع اختفائهم هُدِّمت كل مساجدهم.
آثار ومعالم:
وعلى الرغم من ذلك فقد ترك العرب المسلمون في صقلية الكثير من عاداتهم وتقاليدهم، التي لا تزال باقية حتى الآن، كما تركوا ألفاظًا عربية كثيرة في اللغتين: الصقلية، والإيطالية؛ بل لا تزال للآن مدن في الجزيرة تحمل أسماء عربية، وفي مدينة "بالرمو" العاصمة مبنيان عظيمان من مباني العرب: أحدهما قلعة الجزيرة، والآخر قصر القبة الذي بُني في القرن الثاني عشر الميلادي، وفي داخله قاعة فسيحة جدرانها مغطاة بالفسيفساء البديعة التنسيق.
وبها أيضًا:
ـ القصر الكبير: وهو قصر واسع كبير البيوت، باهر الزينة والآثاث.
ـ شارع السماط: الذي يمتد بطول المدينة كلها ويقسمها نصفين.
ـ حي الخالصة: الذي بناه خليل بن إسحاق والي صقلية.
صنعاء
الموقع الجغرافي:
عاصمة اليمن الموحدة، تقع في منطقة جبلية عالية وسط شمال البلاد، ويتفرع منها عدة طرق رئيسة أهمها: طريق صنعاء - "صعدة" باتجاه الشمال، وطريق صنعاء - الحديّدة باتجاه الجنوب الغربي، وطريق صنعاء - "تعز" - عدن على ساحل خليج عدن باتجاه الجنوب.
صنعاء في التاريخ:
صنعاء واحدة من أقدم مدن العالم، صارت من ألمع المراكز الإسلامية بعد انتشار الإسلام في اليمن، وأسهمت في نشر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية، وكان منها عدد من العلماء والفقهاء والمحدثين وكبار رجال الإسلام.
وصنعاء اليوم ترى فيها أحدث إنجازات العصر إلى جنب المساجد العتيقة والمدارس والأسواق. وهي مدينة تجارية وصناعية تصنع فيها البرود اليمانية المشهورة.
وقد أكثر الشعراء من التغني بجمال صنعاء، ومن هؤلاء أبو محمد اليزيدي:
سقيًا لصنعاء لا أرى بلدًا
أوطنه المواطنون يشبهها
خفضًا ولينًا، ولا كبهجتها
أرغد أرض عيشًا وأرفهها
صنعاء آثار ومعالم:
أجمع علماء الآثار والمهندسون المهتمون بتطوير التراث المعماري العربي الإسلامي وخبراء الثقافة في المحافل الدولية، على أن مدينة صنعاء القديمة واحدة من مدن العالم الإسلامي التي ينبغي أن تعلَن معلمًا تاريخيًا هامًا على المستوى المحلي والدولي.
استثارت صنعاء خيال المنظمات الثقافية الدولية بجمالها وحسن هيئتها، فأعلنت هذه المدينة معلمًا تراثيًا إنسانيًا.
وفي صنعاء أكثر من خمسين مسجدًا منها: الجامع الكبير، وجامع السيدة أروى بنت أحمد، وجامع البكيرية، وجامع الجند، وجامع الأشاعرة.
ومن آثار صنعاء سورها الذي بناه الأيوبيون في القرن السادس الهجري.
من أعلام المدينة: إلى صنعاء ينسب خلق كثير من أهل العلم منهم: عبد الرزاق بن همام بن نافع أبو بكر الحميري الصنعاني، أحد الثقات المشهورين، روى عنه سفيان بن عيينة، ومعمر بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومات سنة (211هـ).
صُور
إحدى المدن المهمة في الجمهورية العربية اللبنانية، وهي قديمة؛ أسّسها الفينيقيون في الألف الثالث ق. م، وهي مدينة ساحلية تقع على لسان بَرّيٍّ داخلٍ في البحر الأبيض المتوسط، تحيط بها المياه من جميع الجهات إلا من جهة الشرق.
تَبعد صُور عن بيروت العاصمة حوالي 85كم، وتَبْعُدُ عن مدينة صَيْدَا 40 كم، بها مرفأٌ (ميناء) لصيد الأسماك، ومرفأٌ تجاري صغير يستقبل البواخر الآتية من قبرص وبعض موانئ حوض البحر المتوسط.
صَيدا
مدينة لبنانية، وهي مركز محافظة الجنوب وأكبرُ مدينة فيها، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوبَ بيروت بحوالي 45 كم، وشمال صُور بحوالي 40 كم.
وهي مركزٌ تجاريٌّ وزراعيٌّ ومصرفيٌّ وصناعيٌّ مهم.
وصَيدا من المدن الفينيقية القديمة، خضعت لحكم الآشوريين والبابليين والفرس واليونان؛ فقد حاصرها الإسكندر سنة 333 ق. م، ثم استولى عليها، ثم خضعت لسيطرة الرومان حتى فتحها المسلمون سنة 638 م، ثم استولى عليها الصليبيون، فاستعادها صلاحُ الدين سنة 583هـ.
طبريّة
مدينة فلسطينية منخفضة عن سطح البحر، تطل على البحيرة المسماة باسمها، وهي في طرف جبلٍ مُطِلٍّ عليها، وكانت من أعمال الأردنّ في طرف الغور، فتحها شُرَحْبِيلُ بنُ حَسَنَةَ سنة 13 هـ صلحًا، وكانت بيد الروم البيزنطيين؛ ولما نقض أهلُها الصلح سار إليها عمرو بن العاص، ففتحها ثانية على مثلِ صُلح شُرَحْبِيلُ.
وطبريّة اليوم من المدن العامرة بالرياض والبساتين، وتجارتها مزدهرة، وفيها صناعات يدوية تقليدية وأخرى حديثة، وهي مركز من مراكز السياحة والإشتاء، ومنتجع يرتاده المرضى المصابون بالأمراض العصبية والروماتيزميّة، طمعًا في الاستشفاء بعيونها الكثيرة ذات المياه المعدنية الكبريتية المالحة الحارة. وقديمًا عُدت حماماتُها من عجائب الدنيا.
وطبريّة مدينةٌ قديمةٌ جدًا، بها عينُ ماء منسوبة إلى عيسى ـ عليه السلام، وفي البحيرة صخرة منقورة مطبقة بصخرة ثانية يُدَّعَى أن قبر سليمان بن داود ـ عليهما السلام ـ بها.
وفي أسفل طبريّة جسر عظيم عليه طريق دمشق، وهو الآن ـ بعد سقوطها بأيدي اليهود ـ يسمى بجسر بنات يعقوب.
ومن أشهر الأعلام المنتسبين إلى طبريّة الإمام الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم الطبراني، أحد أئمة الفقه الموصوفين، والحُفّاظ المُكْثِرين، وهو صاحب المعجم الكبير في أسماء الصحابة والتابعين، وهو صاحب الأوسط في غرائب شيوخه، والصغير في أسماء شيوخه، توفي بأصبهان سنة 360هـ.
وزعموا أن بطبريّة قبر أبي عبيدة بن الجراح، وقبر زوجته، وقبر عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب؛ وقبر معاذ بن جبل، وفيها كنيسة الشجرة، وفيها ظهرت على يد المسيح ـ عليه السلام ـ معجزات وخوارق ـ كما يعتقد النصارى.
طرابلس الشام
ثاني أكبر المدن اللبنانية بعد بيروت العاصمة، أسسها الفينيقيّون سنة 800 ق. م، وفتحها العرب سنة 638م، واستولى عليها الصليبيون، ثم استردّها السلطان قلاوون.
تقع على شاطئ البحر المتوسط، وتبعد عن بيروت مسافة تبلغ 83 كم، تتفرع منها عدةُ طرق رئيسية، وتقع أمامها جزيرتا الأرانب والنخيل، وتشتهر بالخضروات والفواكه، وبها ميناء تجاري متوسط، وتقوم على أرضها صناعاتٌ حديثة، وأخرى تقليدية، وفيها معالمُ أثرية عريقة، ومرافق سياحية ومصرفيّة عديدة، وبها مصفاةُ نفطٍ مشهورةٌ.
كانت تسمى طرابلسَ الشامِ؛ تمييزًا لها عن طرابلس الغرب، وسُمّيت الفيحاءَ؛ لكثرة بساتينها، وتنوّع أشجارها ووردِها، وإليها ينتسب جماعة من أهل العلم والفضل، منهم معاوية بن يحيى الطرابلسي، وغيره.
طرابلس الغرب
عاصمة الجماهيرية العربية الليبية وأكثر مدنها سكانًا، تقع في سهل ساحلي على البحر المتوسط، وهي مدينة أثرية تاريخية قديمة، تقوم على أنقاض مدينة "أويا" التي لم يبق من آثارها إلا قوس ماركوس أوريليوس؛ أهم معالم طرابلس التاريخية.
واسم طرابلس قد يكون إغريقيًا معناه "الثلاث مدن" ويقال: إن بانيها هو أشباروس قيصر، وكان لها سور صخري عظيم البنيان.
وتتميز طرابلس بقلعتها الأثرية القديمة، أو السراي الحمراء في الجزء القديم غرب المدينة على البحر، هذه القلعة التي كانت معبدًا رومانيًا، ثم زيدت فيها مبانٍ في العهد العثماني، واتخذها الغزاة من الإسبان حصنًا عام 1510 م ، ثم صارت في غزوة لاحقة مقرًا للحاكم الإيطالي العام.
ومن معالم طرابلس القديمة المدرجُ الروماني الكبير في صبراته، ومنها برج الساعة الكبير، ومن المعالم أيضًا مسجد أحمد باشا الجزار، ذو المئذنة الجميلة، المقام على أطلال المسجد القديم الذي بناه عمرو بن العاص عند دخوله طرابلس.
وقد صارت هذه المدينة الآن مركزًا تجاريًّا وصناعيًّا مهمًا، إذ توجد بها صناعة تكرير البترول، وصناعة المواد الغذائية ومواد البناء، والصناعات التعدينية.
كما توجد بها جامعة علمية متطورة، ومطار دولي كبير، وميناء بحري يستوعب أكبر السفن، فضلاً عن بساتين البرتقال والليمون، وحقول الزيتون، والعمارة الحديثة والشوارع الفسيحة.
وينتسب إلى طرابلس الغرب جماعة من أهل العلم والفضل، منهم أبو سليمان محمد بن معاوية الأطرابلسي، وإبراهيم بن محمد الغافقي الأطرابلسي قاضي طرابلس، ومنهم الطرابلسي، مصنف التاريخ المشهور.
طُرْطُوشة
مدينة في شرق الأندلس بالقرب من البحر المتوسط، استولى عليها النصارى الإسبان سنة 543 هـ ، وممن ينسب إليها أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفهري الطرطوشي الفقيه المالكي مات في جمادى الأولى 520هـ .
طشقند
الموقع الجغرافي:
ـ مدينة طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان إحدى الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، وتقع جمهورية أوزبكستان بين نهري "سيحون" و"جيحون"، وتظهر وديان أوزبكستان وسهولها وجبالها وكأنها أرض انبثقت من بين أصابع الماء.
ـ وأوزبكستان تقع جغرافيًا في المنطقة التي عرفت قديمًا باسم التركستان، وهو اسم يتكون من مقطعين "ترك" وهم الأتراك، و"ستان" وهي كلمة فارسية بمعنى مدينة.
ـ وكلمة طشقند اسم مركب من كلمتين "طاش" بمعنى الحجر و"كنت" بمعنى مدينة.
تاريخ طشقند:
ـ اسم مدينة طشقند القديم في المصادر التاريخية الإسلامية هو الشاش.
ـ وعمر طشقند أكثر من ألفي سنة، وبدأ دخول الإسلام إليها مبكرًا منذ عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في منتصف القرن الأول الهجري، السابع الميلادي. وفي القرن الثامن عشر الميلادي انقسمت أوزبكستان إلى ثلاثة أقسام هي: خوقند وبخارى وسمرقند، وكانت الحروب بينها العامل الذي ساعد على استيلاء روسيا القيصرية عليها.
ـ وبعد اندلاع الثورة الشيوعية في روسيا وقعت أوزبكستان تحت سيطرة الشيوعيين الروس، وصارت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي القديم بدءًا من سنة (1924 م)، وكانت عاصمتها وقتئذ سمرقند، ثم انتقلت إلى طشقند.
ـ وفي سنة (1990 م) سقطت الشيوعية، وبقيت أوزبكستان وعاصمتها طشقند مدينة إسلامية مستقلة.
ـ وعلى مرّ التاريخ ارتبطت طشقند بمدينتي بخارى وسمرقند، وتشابهت بينها الأحداث التاريخية.
أهم آثار ومعالم طشقند:
ـ مدرسة "سيونج خان" سلطان طشقند: وتعرف أيضًا باسم "براق خان" الذي أعلن إسلامه قُبيل وفاته بأيام قليلة في سنة (1270 م) واتخذ لنفسه اسم غياث الدين، وقد تعرضت هذه المدرسة للتصدع، بسبب الزلازل التي ضربت المدينة.
ـ مدرسة "كوكلتاش": التي يرجع تاريخها إلى القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي.
ـ جامع "تلاخان": ويسمى أيضًا جامع الشيخ طلعت الذي يُعدُّ المسجد الجامع للمدينة.
ـ ومن أبرز علماء طشقند أبو بكر محمد بن علي بن علي بن إسماعيل، وكان عالمًا في التفسير واللغة، وتُوفي سنة (366هـ).
طليطلة
الموقع الجغرافي: تقع على جسر منيع عظيم الارتفاع، تحيط به أودية عميقة، وأجراف غائرة، يتدفق فيها نهر "تاجة"، ويحيط وادي "تاجة" بطليطلة من ثلاث جهات مساهمًا بذلك في حصانتها ومنعتها، وكان العرب يسمون طليطلة مدينة "الأملاك"؛ لأنها كانت دار مملكة "القوط" ومقر حكمهم وملوكهم.
وصف المدينة:
عبر مؤرخو العرب عن عظمة موقع طليطلة، فقال عنها الحميري في كتابه "الروض المعطار في عجائب الأقطار": (وهي على ضفة النهر الكبير، وقلما يرى مثلها إتقانًا وشماخة بنيان، وهي عالية الذُّرى، حسنة البقعة). ثم يقول في موضع آخر: (ولها من جميع جهاتها أقاليم رفيعة، وقلاع منيعة، وعلى بعد منها في جهة الشمال الجبل العظيم المعروف بالشارات).
جزء من تاريخها:
ـ طليطلة مدينة قديمة للغاية، ويغلب أنها بنيت زمن الإغريق. وازدهرت طليطلة في عهد الرومان، فحصنوها بالأسوار، وأقاموا فيها المسرح والجسر العظيم.
ـ وجاء الفتح الإسلامي لها على يد طارق بن زياد سنة (92هـ/712م) بعد انتصاره في واقعة "وادي لكة" على القوط، وظلت طليطلة بعد الفتح تتمتع بتفوقها السياسي على سائر مدن الأندلس.
ـ وفي عهد محمد بن عبد الرحمن الأوسط سنة (233هـ) خرجت عليه طليطلة فبرز إليها بنفسه وهزم أهلها.
ـ وانتظمت طليطلة في عهد خلافة عبد الرحمن الناصر، وازدهر فيها فن العمارة.
ـ استقل بنو ذي النون - وهم أسرة من البربر - بطليطة بعد سقوط الخلافة بقرطبة، وتولى عبد الملك بن متيوه أمر طليطلة، وأساء إلى أهلها فاتفقوا عليه، فاستقل ابنه إسماعيل بها، وترك شئونها إلى شيخها أبي بكر الحديدي، وتوفي إسماعيل وخلفه ابنه يحيى بن إسماعيل، الذي توفي وتولى حفيده القادر بالله يحيى الذي ثار عليه أهل طليطلة لقتل ابن الحديدي؛ فاستعان بألفونسو السادس ملك "قشتالة" الذي دخلها سنة (1085م). وبذلك سقطت طليطلة في أيدي النصارى.
أهم الآثار والمعالم:
ـ قنطرة طليطلة: من عجائب البنيان إذ تتألف من قوس واحد تكتنفه فرجتان من كل جانب، وفي نهايتها ناعورة ارتفاعها تسعون ذراعًا.
ـ وبطليطلة اليوم آثار قصر عربي يعرف بقصر "جاليانا"، وهو القصر الذي بناه المأمون.
ـ وهناك المسجد الجامع.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: مدن تاريخية 3
مشكووورررر..وربي يعطيك الصحة للجهد الراائع,,
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: مدن تاريخية 3
شكراً للأطلاع والمتابعة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
المرتجع حنتوش- مشرف قسم المنتدي العام
-
عدد المشاركات : 21264
العمر : 32
رقم العضوية : 121
قوة التقييم : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
رد: مدن تاريخية 3
شكرا للمتابعة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR