سيرة المجاهد الجسور ( شعبان عبدالقادر مصطفي المسماري )

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-02-17, 1:44 pm

سيرة المجاهد الجسور( شعبان عبدالقادر مصطفي المسماري )

نقدم لقراء و متتبعي حركة جهاد أبناء ليبيا ضد العدوان الايطالي عام 1911م , شهادة مجاهد جاهد ضد القوات الايطالية حتى بعد احتلال أرض الوطن . المذكرات التي تحمل بين طياتها معارك الشرف والعز وأسمى البطولات و تحمل بين ثناياها أسماء أبطال وشهداء , ألقاها بطل نشأ في بيت علم و دين وجهاد بيت جمع العديد من المجاهدين منهم قائد حركة الجهاد بعد الشيخ المجاهد عمر المختار المجاهد البطل يوسف بورحيل المسماري ، فتخرج من تحت يد ولده وقد أهَلته تلك التدريبات ليكون أحد أبطال ليبيا ، ويستحق تلك الرتبة ( دبوره ) التي أعطاها له ضابط انجليزي ورفض أخذها إلا بأمر الحكومة في ذلك الوقت وبعد المعركة تنازل أحد الضابط الانجليز عن رتبته أعجابا بشجاعة صاحبنا وذلك بعد العملية المجموعة البيضاء التي هاجمت مكتب ( رومل ), وأيضًا كان صاحبنا مشهورًا بالكرم والشجاعة والفروسية في ميدان الحرب والسلم ، كما كان يمتاز بصدق جهاده ورجاحة عقله وحبه لوطنه وكرهه لأعدائه وأعداء الدين والوطن ,صاحبنا المجاهد الجسور شعبان عبدالقادر المسماري الذي ألقى علي أحد أبنائه بعضا من مراحل جهاده وهو على فراش المرض , لكم الحديث الذي دار يوم 29/12/1983م بين الأب والابن ألأستاذ مفتاح شعبان المسماري , فقال الأب عليك بتدوين كل ما أقول لك
.

هذه الصور للمجاهد شعبان المسماري في للقاء الإذاعة المحلية بعد خروجه من عملية جراحية عام 80م
أنا المجاهد شعبان عبدالقادر المسماري من مواليد عام 1908م من سكان مدينة سوسة تعرفت على الجهاد وكبار المجاهدين وعرفت معنى الحرب والقتل والقتال وتعلمت حمل السلاح وركوب الخيل عن طريق والدي المجاهد عبدالقادر مصطفي المسماري من مواليد 1850م تقريبا و الذي ألتحق بدور عام 1911م في درنة تحت قيادة الشيخ أحمد الشريف ,وكان والدي من أبطال أول معارك دارت رحاها في منطقة الظهر الحمر ومناطق الجبل الأخضر حيث شارك في جميع المعارك التي وقعت هناك والتي أبرزها معركة القرقف عام1912 م ( ومعركة يوم الجمعة ) عام 1913م وأشترك في العديد من المعارك منها معركة ( الصفصاف الشهيرة ) و ( معركة خولان) عام 1914م والعديد من المعارك وحارب تحت قياده العديد من القادة منهم المجاهد أحمد الشريف و عمر المختار الفضيل بوعمر و عصمان الشامي و أقطيط موسي و قجة عبد الله القرعاني وعوض العبيدي وغيرهم , وقاد هو أكثر من غارة وكمين على قوافل ودوريات العدو , وتحصل على وسام خلال الحكم الملكي وتحصل على وسام عمر المختار وأنتقل ألي جوار ربه عام 1958م , ودفن في مقبرة سيدي نوح غرب سوسة .
تعلمت كل ذلك منذ كنت صغرا وكنت أحلم بالوقت الذي أستطيع أن أركب حصاني وأحمل سلاحي وأصب نار غضبي وحقدي على أعداء الله والوطن ,

{ صورة تجمع رفاق الجهاد }
وكانت أول معركة أشترك فيها مع والدي كان عمري حوالي ( 15 ) عام وتلك المعركة هي ( معركة زاوية مسوس ) عام 1923م بقيادة الكمندار حسن تركي وأستشهد فيها الكمندار حسن تركي مع بعض المجاهدين .
(معركة الكراهب ) يوم البريقة بقيادة المجاهد قجة عبد الله القرعاني وكانت قوة العدو (1) تتكون من مدفعان يجرهما (12) حصان وعدد (50) دبابة تقريبا وفي ذلك اليوم أبيدت تلك القوة وغنم المجاهدين جميع الأسلحة , وفي اليوم الذي يليه مباشرة جندت أيطاليا قوة كبيرة لردع المجاهدين وكانت تلك القوة تتكون تقريبا من (1000) جندي , وقضى عليهم المجاهدين جميعا وكانت خسارة فادحة , وأستشهد من المجاهدين في يومين حوالي (46) شهيد منهم على سبيل المثال : إبراهيم الفيل وإدريس عبد المولى المسماري و محمد الكويز الدرسي و حبيب بوعزيزة المسماري, وبعد تلك المعارك التي تكبد فيها الايطاليون خسائر كبيرة عاود العدو لانتقام وقام بتجميع تتكون من (50000) جندي تقريبا وحدثت معركة ( رأس بلال ) وأستشهد فيها عدد من المجاهدين .
وأخر معركة في عام 1923م معركة ( جردس العبيد ) قد قام المجاهدين بهجوم على نقطة ( جردس العبيد ) التي كانت تحت السيطرة الايطالية وكان يوجد بها بعض جنود طليان وعرب
وأحباش وفي ذلك اليوم من قتل منهم من قتل وأسروا مجموعة كان من بينهم مدير النقطة ويدعي ( علي البيرة ) و انتصرنا فيها انتصارا باهرا .
وفي عام 1924م اشتبكنا مع العدوان الايطالي في ( معركة حلوق الجير ) و أستشهد من المجاهدين المجاهد مفتاح ايحي العبيدي و يونس بوالصغير البرعصي . أستمرات المعركة ثلاث أيام من حصار العدو وأخيرا هرب العدو في منتصف الليل بعد قتال عنيف .
(معركة أبلا حوش ) وقعت جنوب مراوة أيضا وفي تلك المعركة أستشهد المجاهد محمد الشركسي وهو قائم مقام الدور حين ذاك .
( معركة سيدي راقد حدة ) وقعت هذه المعركة غرب مدينة المرج وأستشهد فيها أبن أخ شيخ المجاهدين عمر المختار الشهيد مختار محمد .
(معركة بلقس ) جنوب الفائدية (7) كيلو تقريبا في تلك المعركة أستشهد المجاهد عبدالحق الطائع الحاسي .عبدالحق الطائع الحاسي أحد قادة قوة سلاح المضاد للدروع والفارس المغوار الذي قالت فيه الشاعرة فاطمة العبارية
عبد الحق الحاسي جاسر . يضرب فيهم رأسه حاسر . عبد الحق جذع ماريته. فالطليان أمطيب نيته .
( معركة أشنيشن ) في تلك المعركة أستشهد الكمندار المرابطين المجاهد عبدالله العوامي , وقتل في هذه المعركة قائد القوات الايطالية وتم انسحاب العدو حتى دخلوا مدينة الفائدية هربا من نار المجاهدين .
( معركة شقران ) في تلك المعركة أستشهد المجاهد حمد محمد بونجوى المسماري .
( معركة بئر السلوق ) وقعت جنوب بوصفية وفي تلك المعركة أستشهد المجاهدين منهم المجاهد سليمان بوبن علي الحمدي .
( معركة أم العناصل ) .
( معركة يوم بلفروت ) في عام 1926وقعت هذه المعركة جنوب خولان وفي هذا اليوم أستشهد بعض المجاهدين أذكر منهم المجاهد موسي بلقنفذ العوكلي و المجاهد يونس العوامي
( معركة الكريميسات ) وكانت معركة عنيفة استمرت ثلاث أيام . وأذكر كان معي المجاهدين اللي كان حاضر المجاهد بوحمد الهائن والمجاهد عطية الجاضرة الحاسي والمجاهد حميد المبروك أسويحل الحاسي والمجاهد حسن بوفردة وكان قائدنا المجاهد الشيخ الفضيل بوعمر .
( معركة الكراهب ) في مطلع عام 1926م من شهر يونيه , في نصب كمين معركة الكراهب في المرتفعات بين سوسة و شحات عند كيلو (9)عندما علم المجاهدين بوصول (50) ضابطا ايطاليا في مقتبل العمر من خرجي الأكاديمية العسكرية الايطالية إلي بلدة سوسة , عندما علم المجاهدين بالموعد المقرر لتوجه الضباط الجدد إلي بلدة شحات أمر شيخ المجاهدين عمر المختار مجموعة من تتكون (30) مجاهدا معروفين بالبراعة في دقة الرماية و التصويب بقيادة المجاهد (فرج الورفلي) بنصب كمين لقافلة أوليك الضباط الشبان القادمين أول مرة من روما.وفي أحدا لليالي أنطلق المجاهد فرج الورفلي و رفاقه (30) كانت المجموعة على سبيل المثال* شعبان عبدالقادر المسماري ـ محمد بوفضيلة الحاسي , فرج بوخمادة , مجيد بوكسولة الحاسي , بوكسولة الحاسي , عبدالقادر القبائلي , أمبارك عثمان الحاسي , عبدالرحمن العليقي العبيدي , صالح أمطير العبيدي , , فرج الورفلي , علي اليمني , محمد رجب الحاسي , محمد المرتضى الحاسي , أفكيرين الحاسي , فرج القرعاني , سعد الهائن الحاسي , عبدالقادر الجالي العبيدي , صالح محمود العبيدي , وأقاموا بأداء صلاة الجنازة عند منخفض بالحصى.وعند ظهور خيوط الفجر الأولي كمن المجاهدين بالتحديد عند الكيلو(9) وأخذوا في انتظار ظهور أول سيارة من السيارات القادمة من سوسة,وما أن ظهرت السيارة الأولى حتى أطلق عليها القناص المجاهد محمد البخيتي الحاسي وكان من أبرع الرماة دقة وتصويب فأصب الضابط والسائق واختل توازن السيارة وانقلبت تم عرقلة حركة بقية السيارات وانهمر عليهم الرصاص من كل مكان حتى اشتعلت فيها النيران واضطر من فيها مغادرتها من كثافة النيران ونكسو أسلحتهم ولكن تواصل أطلاق النار عليهم من جميع الجهات قتل منهم حوالي (42) ضابط وأسر(8) ضباط . وأستشهد المجاهدان فرج الورفلي و عبدالرحمن العليقي وأصيب المجاهد فرج القرعاني بجراح بليغة وعاد المجاهدين إلي الدور ومعهم الأسرى (8) .
(معركة أحقاف قرنة ) أستشهد في هذه المعركة المجاهدان , المجاهد سعد الحضيري العوكلي و المجاهد عطية بوحسلوك الحاسي , وبعض المجاهدين وبعد تلك المعركة أصدر شيخ المجاهدين عمر المختار قرارا يفضي بتجميع الأدوار في غوط الرحيبة بالقرب من جردس العبيد , وخرج العدو بجميع قواته يوم(27) رمضان ليلة القدر متجه نحو الأدوار في غوط أرحيبة بدأت المعركة منذ الصباح الباكر بقيادة الشيخ عمر المختار نفسه , وانتهت عند الساعة (11) تقريبا وكان عدد الجنود العدو (1000) جندي وقتل منهم (850) جندي تقريبا وتم أسر الباقي , وغنم المجاهدين جميع الأسلحة وجميع معداتهم العسكرية وفي هذه المعركة قتل القائد الايطالي على يد المجاهد علي بوجبيدة الحاسي أما خسائر المجاهدين فقد أستشهد أربعة وهم المجاهد رافع عبدالونيس العبيدي و المجاهد عبدالله بوميكائيل الحاسي والمجاهد بوشعرايه العبيدي و المجاهد محمد العبدلي , وأصبت أنا بجرحين أحدهما في الصدر والأخر في الذراع الأسر .
(معركة رواج ) في أول شهر عام 1927م جمع العدو عدد كبير من قواته وتبلغ (50000) جندي تقريبا بقيادة الجنرال (مازيتي ) وقام بهجوم على جموع المجاهدين وبدأت المعركة جنوب مراوة , في تلك المعركة أصبت بجرح في ذراعي الأيمن وأستشهد المجاهد محمد السويح عدد من المجاهدين لا أذكر أسمهم .
( بئر عزيزة ) عام 1927م بعد معركة رواج بثلاثة أيام وقعت وأستشهد فيها مجاهد برتبة ضابط يدعي محمد قدربوه المغربي .
( معركة رأس جولاز ) عام 1927م وفي تلك المعركة أستشهد عدد من المجاهدين منهم المجاهد عبدالحفيظ بوالخنة .
(معركة الحبريب ) وهي أيضا عام 1927م وتواصلت هذه المعركة شهر تام وقوات العدو تحاصر المجاهدين داخل وادي وبعد شهر خرج المجاهدين متفرقين وكان عدد الشهداء المجاهدين لا يحصي .
( معركة قصر المراغ ) في هذا اليوم هرب العدو أمام المجاهدين حتى دخل نقطة خولان , ولم يقتل أحد من صفوف المجاهدين سوى بعض الجرحى وكانت أنا واحد منهم حيث أصبت في رجلي .
(معركة نهار الزوي ) يقع هذا المكان جنوب القيقب و أستشهد في هذه المعركة المجاهد محمد العنز العبيدي والمجاهد إبراهيم العلواني .
( معركة المحجة ) في تلك المعركة خسر فيها المجاهدين خسارة كبيرة وكان الشهداء معظمهم من نساء وأطفال وكبار السن وحتى حيوانات وعلى ماأذكر أستشهد من المجاهدين المجاهد الشيخ أمام الدور ذويب الوعيري و المجاهد محمد بورجب الحاسي و المجاهد علي الدويخ .
( معركة يوم الرملة ) عام 1923م وكانت معركة غير متكافيه من حيث العداد و العدة و وأستشهد من المجاهدين أذكر منهم ( 6 ) مجاهدين هم كمندار العبيدات المجاهد بوبنة العبيدي والمجاهد خليفة زائد و المجاهد الشريف الباوطي والمجاهد محمد بكار الحاسي و المجاهد إبراهيم الحمري . ( هناك رجال في ذلك الجبل تعرفهم الأرض أكثر من البشر، تعرفهم بأخلاقهم وشجاعتهم رجال يستحقون منا التحية عاشوا بسلاحهم من أجل قضية واحدة.. هي ليبيا التي نقف عليها الآن ) جزء من حديث مؤرّخ وضابط إيطالي بعد معركة وادي الرملة الشهيرة.. بالجبل الأخضر.
( معركة قرنادة ) في شهر يناير من عام 1928م دارت المعركة منطقة قرنادة بين شحات و الفائدية وكان عدد المجاهدين ( 400 ) مجاهد بقيادة المجاهد عبدالله بوصالح المسماري كانت معركة عنيفة بكل ماتعنية الكلمة من حيث العدد والعدة , وأستشهد من المجاهدين ( 15 ) مجاهد كان من بينهم قائد المجاهدين المجاهد عبدالله بوصالح المسماري والمجاهد حسن الجلغافي و المجاهد الهائن الخشماج الحضيري والمجاهد محمد الرملي , وفي ذلك اليوم انسحبنا نحنو المجاهدين عند الغروب , وبعد تلك المعركة بدأت الهدنة عقدها شيخ المجاهدين عمر المختار مع الايطاليين لمدة خمس شهور وأثناء المدة كان المجاهدين يدخلون إلي المناطق المحتلة للحصول على المن وقام القيادة الايطالية قامت بتوزيع المنشورات بتوزيعها على البئر الشهير و الحقفه الشهيرة والجنان الشهير وكل مكان شهير . يكتب للمجاهدين لأتخافو بشرط التسليم السلاح الفوري , فخاف شيخ المجاهدين عمر المختار من هذه العملية فأصدر قرار يقضي بمهاجمة العدو بعد ( 40 ) يوم , وفعلا نهاية تلك الأيام تم تنفيذ قرار شيخ المجاهدين , و أرسل بعض المجاهدين لنصب كمين للدوريتين القادمتين من البياضة والبيضاء و يلتقيان عند قصر المقدم وفعلا نصبنا لهم كمين وقضينا على الدوريتين تماما , بعد ذلك أردأت ايطاليا أن تنتقم من المجاهدين فأرسلت ثلاث طائرات لضرب الدور جنوب بوصفية والطائرات قادمة من أتجه منطقة سوسة ونجم تلك الهجوم على استشهاد بعض المجاهدين أذكر منهم المجاهد جرمه محمد العقوري , وقتل عدد لأبأس به من الحيوانات نتيجة القنابل التي تلقيها الطائرات على الدور , وفي تلك المعركة أطلق أحد المجاهدين عده طلقات على أحد الطائرات فأسقطها وسط المجاهدين وتم أسر طاقمها الذي يتكون من أثنين قائد الطائرة برتبة ضابط يدعي ( بياتي ) و الأخر برتبة ماريشال .
( معركة يوم المنيصري ) في تلك المعركة كان العدو يحاصر المجاهدين من قوتين الأول قادم من منطقة الفائدية والثاني من جردس البراعصة , واشتبكنا مع القوة القادمة من الفائدية منذ الصباح الباكر و عند حوالي الساعة العاشرة وقع بعض جنودهم في الأسر و تغلبنا عليها وغنما جميع السلاح و العتاد , وأستشهد في هذه المعركة بعض مجاهدين منهم المجاهد بوسيف الغزالي و المجاهد خالد البرعصي والمجاهد عبدالسلام البرعصي , ثم قمنا بملاحقة القوة القادمة من جردس البراعصة التي كانت تلاحق الرحيل واشتبكنا معهم بعد وانتهت المعركة في ذلك اليوم , وجرح ذلك اليوم المجاهد الفضيل بوعمر قائم مقام دور الحاسة و العبيدات .
( معركة وادي القرنة ) بعد أربع أيام والعدو يلاحقنا أستشهد بعض النساء و أطفال بسبب الطائرات التي كانت تقوم بغارات متواصلة علينا وفي مساء ذلك اليوم جرح شيخ المجاهدين عمر المختار في ذراعه وكان ذلك اليوم أول أيام شهر رمضان .
( معركة المشل ) حدثت بعد شهر من يوم القرنة أمام منطقة الفائدية , في ذلك اليوم أنسحب العدو بعد سقوط أغالبهم إلي منطقة الفائدية وغنمنا الكثير من العتاد والسلاح وفي ذلك اليوم أستشهد المجاهد محمد المبروك الزوي و أصبت أنا في عنقي وكان هناك بعض الجرحى . ثم حدثت معركة بين منطقة القيقب و منطقة ترت و في ذلك اليوم قتل من الطليان حوالي ( 18 ) جندي , و تغلبنا عليها وغنما جميع السلاح و العتاد . ولم يصب من المجاهدين أحد في ذلك اليوم .
(معركة يوم أمديور حماد ) بدأت هذه المعركة عام 1929م/من شهر يوليه في منطقة بلقس قبل شروق الشمس إلي أمديور حماد وفي هذا اليوم كان العدو الايطالي يهاجمنا من أربع جهات وكانت الغارات الجوية قوية ومتواصلة ويصل عددها إلي ( 4 ) غارات وكان عدد الطائرات ( 25 ) طائرة منها قادمة من جهة الغرب من مطار بنينة والآخرة من الشرق من البحر في تجاه سوسة , و عند حوالي الساعة الثالثة ظهرا وكان هجوم علي الرحيل وأستولو عليه تمام وفي ذلك اليوم قتل جوادي وأصبت بأربعة جروح من أثر القنابل , وعند قدوم الجنود مشاه من الطليان لقتل الجرحى و الاستيلاء على الغنائم وكان كل جريح يطلق عليه رصاصتين وكانت أنا من بينهم ولكان أصبت بجرحين وفي غفلتهم سحبت نفسي حتى وأجدت أحد الآبار القديمة وألقيت بنفسي فيها فاقد الوعي وبقيت فيها أربعة أيام وصحوت وكان العطش يقتلني فلم أجد غير عش حمامة وكان يوجد فيه بيضتان شربتهما. حاولت الخروج منه ولم أستطيع إلا بعد عدة محاولات , وبعد أن خلعت جميع ملابسي وقمت بتوصيلة ببعض استطعت الخروج ولكن بدون ملابس , فوجدت إن الشهداء قد قطعت أذانهم لان ايطاليا تعطي مكافئة لكل من يأتي بأذن مجاهد , بعدها اتجهت شمال القيقب وقدمت إلي بيت كان تحت الاحتلال الايطالي في ذلك البيت كان يوجد شخص يدعي أشتيوي بومسعود من سكان منطقة القيقب استقبلني بحرارة وضمد جراحي وأعطاني ملابس وفي نفس الوقت وعند منتصف الليل أخذني إلي حقفة قريبة من البيت وبقيت أسبوع كامل ولم تعلم الحكومة الايطالية بوجودي وبعد أسبوع قام بتسليمي . . لقد سجل الايطاليون شعبان المسماري كمقاتل خطر وجب تصفيته وفي آخر معركة أمديور حماد حيث جرح بأربعة جروح وقتل جواده واختفى المجاهد بمساعدة بعض الناس في كهف الجزوع وبقي هناك يعالج إلي أربع مجاهدين أحدهم كان المجاهد صالح بوعقيلة حسلوك الحاسي من سكان شحات , في لأثرون وبقي معي لمدة أربعون يوم حتى شفيت .
(معركة وأدي السقية ) ثم دارت معركة في شهر أكتوبر ولم أشارك فيها لسبب جراحي ومرضي وكان عدد الشهداء ( 64 ) شهيد منهم المجاهد الشيخ الفضيل بوعمر قائم مقام دور الحاسة و العبيدات . وبعدها لم أشترك في أي معركة حتى عام 1931م .
(معركة وادي الرمة ) في مكان يدعى هيشة موسي جنوب خولان وفي هذه المعركة قتل جوادي وكان عدد الشهداء يقدر ب ( 38 ) شهيد أذكر منهم المجاهد مسعود الشويعري الدرسي والمجاهد حسين سعيد الحاسي والمجاهد سعيد سليمان الحاسي والمجاهد محمد عبدالكريم الحاسي والمجاهد بوشعراية الشلوي .
(معركة وأدي اللصقة ) وقعت أمام ضريح سيدي سعد جنوب تاكنس وأستشهد ( 6 ) شهداء وكان من بينهم المجاهد سلميان بوإدريس بوبقوشة .
(معركة المناير ) وقعت جنوب منطقة عين مارة وأستشهد من المجاهدين المجاهد محمد بوأحويطة المنصوري والمجاهد إبراهيم القلوز المنصوري والمجاهد عمران بومحمد الوعيري الحاسي . في منتصف شهر أكتوبر علمنا بإلقاء على شيخ المجاهدين عمر المختار ولكن كان قد وقع في الأسر شهر سبتمبر وكانا في جنوب القبة وتأثر كل المجاهدين بل كل ليبيا ولكن في ذلك الوقت ازداد الخناق و الضغط علي سير حركة الجهاد في الجبل الأخضر.
1. نقص في المعلومات 2 . نقص التموين 3. نقص العتاد 4. الشبردق على الحدود الشرقية 5. ( البصاص) المجند الايطالي 5. بداية المعتقلات 6 . وكانت الدوريات التي تفتش و تبحث علي السلاح و المجاهدين تزداد يوميا , ولقد علمنا تم تسليم القيادة إلي يوسف بورحيل وبعد ( 6) شهور أصدر لنا الأوامر بالتسليم السلاح أو الهجرة إلي مصر وهاجر هو وأستشهد في معركته الأخيرة القريبة من الحدود المصرية , أما أنا تمكنت وهاجرات إلي مصر لأن أسرتي كانت هناك مع أسرة سيدي عمر وبقيت فترة هناك وتحصلت على عمل بمرتب وقدره ( 5 ) قروش وعشنا مع ( أولاد علي ) واستكثروا علينا حتى العيش خارج ديارنا , وجاءنا الملك الايطالي وقال من يريد إن يرجع إلي ليبيا فهو مولود من جديد , بعدها عدنا إلي مدينة شحات . وفي عام 1940م جاءت القوات البريطانية وفي أحد الأيام قمت بـ( عزومة عشاء ) على بعض ضباط ليبيون رفاقي في الجهاد , وثم انسحبت القوات البريطانية من ليبيا حتى طبرق وجاءت أيطاليا المرة الثانية عندها اتهموني بالعمل لصالح بريطانية وذلك بالاحتفاظ بأوامر شيخ المجاهدين عمر المختار ( الله يرحمه ) و وضعوني في السجن في شحات وبعدها وكانوا يريدون إن يأخذوني إلي مدينة المرج لتنفيذ حكم الإعدام فهربت من السجن الايطالي وبقيت مطارد لفترة طويلة وأثناء وجودي شمال مدينة شحات أقيم مع أسرتي قدمت مجموعة من الجنود وأثناء الحديث الذي دار بينهم عرفت منهم أنهم المجموعة التي قامت بالعملية البيضاء التي هاجمت مكتب ( رومل ) وقتل فيها ضابط أمن داخل المكتب بدل من ( رومل ) , وبعدها بأيام فوجئت بقدوم إلى بيتي وكان قد وجهم أحد من الأهالي الليبيين .
في أحد الأيام حدثت معركة مع مجموعة صغيرة من الانجليزية وفرقة من طليان وكنت إنا موجود معهم وكان موجود معي والدي وطلبت من الانجليز الوقوف معنا ضد الطليان أو الهرب وبقوا داخل الكهف , أما أنا خرجت والتقيت بثلاثة جنود قادمين في اتجاه ذلك الكهف فقتلت أثنين منهم وهرب الثالث وأبتعد عن نظري وعن المكان بعدها قدم لي أحد الضباط ( دبوره ) التي أعطاها لي ألضابط انجليزي الذي كان موجود معهم ورفضت أخذها إلا بأمر من الحكومة في ذلك الوقت وبعدها وكتب ذلك الضابط ورقة ووقع فيها جميع المجموعة وكانت على شكل شهادة منهم وأني أستحق هذه الرتبة لأنني قمت بمساعدتهم , وبعدها تم القبض على المجموعة الانجليزية وأخذوهم وأخذوا كل من كان في المنطقة من الأهالي وأثناء الليل ذهبا إلي النجع فلم أجد غير الحيوانات وجميع البيوت محروقة ولم أجد أسرتي , ذهبت تلك الليلة بحثا على أسرتي وبعدها ألتقيتها وانتقلنا إلي منطقة ( العناصل ) جنوب خولان وبعدها عادت القوات البريطانية فالتحقت بها وأبرزت لهم تلك الشهادة التي قدمها لي ذلك الضابط الذي لم أتذكر أسمه فرحبوا بي بين صفوفهم وبقيت معهم من أجل قتال ايطاليا وبقيت مع القوات البريطانية حتى رحلت من الوطن من جهة تونس . وهذا باختصار رحلة جهادي ضد القوات الايطالية الغاشمة على ديني وبلادي .
{والله على ما أقول شهيد }
شعبان عبدالقادر مصطفي المسماري . بلدية الجبل الأخضر . مدينة سوسه

لقد عاش باقي حياته بين أهلة و أقربة وأصدقاء الجهاد وبعد تاريخ حافل من الجهاد , لقد تزوج و أنجب المجاهد (6) من الرجال (5) من النساء من أصل (6) زوجات و واحدة لم تنجب لها . ومنهم الأستاذ الفاضل علي شعبان مواليد 1941م وفرج مواليد 1947م ومحمد مواليد 1952م و مفتاح مواليد 1956م و عثمان مواليد 1962م و فضيل موليد 1964م . وأنجب المجاهد من البنات أمباركة 1948م وزاهية مواليد 1949م وفاطمة موليد 1955م وخديجة مواليد 1957م و بشيات مواليد 1958م .أنتقل المجاهد شعبان المسماري إلي الرفيق الأعلى مساء يوم الخميس الموافق 20 /8/2002م الساعة 9.00 ليلا وتم تشييع موكب جنازته وسط جمع غفير من سكان منطقة سوسه الجبل الأخضر ودفن في مقبرة المنطقة .نسأل الله له ولأمثاله الرحمة وندعو الله عز وجل أن يجعل هؤلاء الأبطال نبراسا لأجيالنا والأجيال القادمة .
- مصدر المدونة أبن المجاهد عثمان شعبان المسماري وحفيد المجاهد كمال محمد شعبان وقد نقلت هذه النبذة حرفيا بعد الاستئذان منهم شخصيا مع تحياتي الكاتب: أبن الجبل
منقول......