صمت المصالح ومصالح الصمت

إن صمت المصالح هو الإمتناع عن التعليق او اصدار البيانات وإعطاء الأوامر الى وسائل الإعلام كافه بأنواعها المكتوبه والمسموعه والمرئيه بعدم التطرق لحدث ما وذلك حفاظا على المصالح ،حتى لو كان الثمن وأد الحقيقه والتخلي عن المبادئ الإنسانيه والمهنيه التي كانت تنادي بها جهة المنع أو اصدار الأوامر ،وإن كان لابد من كسر الصمت لحفظ ماء الوجه وتحاشي سخط الشعوب قبل المجتمع الدولي ،حينها الإعتماد كالعاده علي المواقف المبهمه والمقتضبه عاليه الضبابيه ،التي تلتف على الوضوح والحزم وتصب في خانه صمت المصالح

شن سفاح ليبيا -معمر القذافي – على احفاد عمر المختار العزل المسالمين حربا شعواء لا مثيل لها في التاريخ المعاصر فقط لأنهم خرجوا في مسيرات سلميه بعد صبر اكثر من اربعين سنه إلتمسوا فيها تحسن السفاح من مرض جنون العظمه وتحقير الشعب وتبديد ثروته في إشباع رغبات ونزوات وشهوات وظلمات معمر القذافي وعائلته ومن والاه وتبعه وحقق رغباته ،مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشيه والخدميه وإعطاء الشعب قيمة انسانيه يستحقها بدل من استعباده وتسفيهه وترهيبه ،خصوصا أنه يرقد على بحر من الذهب الأسود من أجود الانواع على وجه المعموره ،يؤهله بأن يكون صاحب المرتبه الأولى في دخل الفرد بالعالم

خجل القذافي أن يستعمل الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الملوتوف والبلطجيه المحليه فقط في مواجهة هذه المطالب المشروعه والمستحقه ،وعلى غرار ما دخل مزبله التاريخ عن جداره من جيرانه ،بل جلب البلطجيه من الخارج وعلى صنفين الاول منهم :على الأرض وهم افارقه من تشاد ونيجيريا وغيرها ،رفدهم بكل انواع الاسلحه الفتاكه والسيارات الجيب حديثه الصنع وأمرهم بإبادة كل من لديه القدره على الحركه من الشعب الأعزل كبارا وصغارا نساءا ورجالا ،والعمل على اخفاء جثث القتلى وخطف الجرحى من المستشفيات وتصفيتهم واخفاء جثثهم

أما الصنف الثاني فهم طيارون افارقه وجلهم من صربيا ،الذين صرف عليهم القذافي المليارات من أموال الشعب الليبي لأجل هذا اليوم لحمايته ،إنقضت البلطجيه بالإضافه الى ممن لا زال يدعم القذافي على الشعب الليبي الأعزل المسالم من الأرض والسماء وإختلط قصف الطائرات بدوي وإبادة الدبابات والمدرعات ورصاص مجاميع البلطجيه الجوالات في كل الأزقه والفتحات ،في حرب غير متكافئه صمد فيها احفاد عمر المختار كعادتهم والذين هزموا الاستعمار ،سلاحهم الإيمان بالله وقضيتهم ووحدتهم وتلاحمهم وصدورهم التي يتلقون فيها الرصاص من اجل الوطن والحريه ،الأمر الذي ارهب سفاح ليبيا وأبنائه وجلاديه ،في حرب سالت فيها انهار دماء شهداء ليبيا الطاهره ،فاقت إباده اهل غزه ومذبحة راونده والفلوجه،تفوق فيها القذافي كأول من يجلب مرتزقه وبلطجيه من الخارج ويقصف شعبه بالطائرات ويفحم جثثهم ثم يسرقها ويخبؤها ،وأول من يوزع إعلانات بدول أخرى تفيد – قاتل مع معمر القذافي لتحصل على 2000دولار يوميا -كما تفوق القذافي على كل الدكتاتوريات التي سبقته بوصف شعبه بالجرذان والمهلوسين ومتعاطي الحبوب والسكارى الأمر الذي دفع شلقم وزير خارجيته ومندوب ليبيا في الأمم المتحده بالإستهزاء بهذا المنطق وقوله أننا نحتاج لجبال من الحبوب المهلوسه لتلبيه رغبات هذا الشعب على حد زعم الاخ معمر القذافي في كلمة ألقاها بمقر الامم المتحده لمناقشه الوضع في ليبيا

في ظل جرائم الحرب هذه ،حاول الغرب إلتزام الصمت بصورة او أخرى وإكتفى بتصريحات خجوله على عكس موقفه في ثورتي تونس ومصر حيث النفط والمصالح اقل بكثير من ليبيا ،وذلك في تناقض واضح ما بين ما يدعو اليه ويدعمه من ديموقراطيه وحقوق الإنسان وإرادة الشعوب وصمت المصالح الذي اتسم به ،أما عن غالبيه العرب فصمتهم ليس مستغربا ،هم من دعاة اللهم يا نفسي وكل منهم مشغول بكيفيه الحفاظ على كرسيه وما جمع من أموال ،بعد إفتضاح أمر معمر القذافي وتسارع وتيره سيطره الشعب على البلاد الليبيه وجد الغرب انفسهم امام حقيقه الإعتراف بما اعترفوا به بثورتي تونس ومصر بل واكثر حيث تمادي القذافي بالجرائم ضد الانسانيه ودخول رائحة الجثث انف الرئيس الأمريكي أولا ثم أنوف باقي قادة الدول إلا انوف جل حكام العرب لأنها متخمة برائحه غضب شعوبهم وقدرتها على التغيير وربما السحل في عالم عاد فيه حكم صوت الشعب ،بعد أن جربنا وعايشنا نتائج الثورتين التونسيه والمصريه ،هل بإمكان من صمت بصورة أو بأخرى تحقيق مصالح الصمت ؟