مفردة التلفزيون الأهم

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-10-03, 9:00 pm

الإثنين, 03 أكتوبر 2011
يصف بعضهم التلفزيون بأنه جهاز «نمّام» يغرقهم في سيل من الأخبار النافعة وغير النافعة، الصحيحة والكاذبة، فلا يستطيعون معها تمييز ما يلزمهم وفرزه عما لا يلزم. ويرى بعض آخر من المشاهدين أن التلفزيون «حشري»، لأنه يتدخل في شؤون حياتهم، ويبدي آراء في ما يعتبرونه أشد أمورهم خصوصية، حتى تلك التي تتعلق بصحتهم، أو عاداتهم الصغيرة.

التلفزيون في هذا المعنى هو مالئ الدنيا وشاغل ناس هذه الأيام، ولأنه كذلك يحمل وجهين لا يفترقان، جاذبيته التي تستدرج سكان البيوت المغلقة على أصحابها، ثم وبالمقدار ذاته انتقاداتهم له، وتذمرهم من بعض ما يحمله لهم من أخبار ومعلومات، ناهيك بالبرامج والتحليلات التي تتضارب وتتناقض الى حدود تثير بلبلة وعي كثر لا يجدون معها ما يفعلون ولا كيف يفعلونه.

في السبعينات من القرن الماضي كتب محمد حسنين هيكل يقول إن لينين لو امتلك تلفزيوناً لاستغنى عن حزبه، وهي كما هو واضح جملة مجازية تقصد الإشارة الى سطوة هذا الصندوق السحري، وحجم علاقته بالبشر في كل أنحاء العالم، الى الحد الذي يجعلنا نقول من دون تردد انه أهم صانعي الرأي العام، خصوصاً بعد التطور الهائل في تقنيات البث مع موجة البث الفضائي، وما عناه ذلك من انتشار المراسلين في أركان المعمورة الأربعة وقدرتهم على نقل كل نأمة مهما كانت صغيرة أو قليلة الأهمية لتراها الدنيا كلها بسرعة.

مع ذلك، فإن واحدة من أهم مفردات البث التلفزيوني اليوم هي الدراما: هنا نحن أمام عوالم افتراضية، لكنها مع ذلك أكثر قدرة على اجتذاب المشاهد من نشرات الأخبار والتحليلات، على رغم ما يحيط بالأخيرة من صفات الواقعية، فيما تنتسب الدراما الى المخيلة. الدراما التلفزيونية إبنة المخيلة حقاً، لكنها على رغم ذلك (وبسببه أيضاً) تمتلك جدارة أكبر في التعبير عن هموم الناس وآمالهم، وفي حيّزها «المتخيل» تتحرك أفكار ومقولات ووجهات نظر بلياقة أعلى، وانسيابية أكبر.

لعل هذا بالذات ما أصبح حقيقة لافتة خلال العقدين الأخيرين من حياتنا، الى الحد الذي جعل الدراما أبرز ما يبحث عنه المشاهدون اليوم.

هل هو زمن الدراما لتحكم وتتحكم؟

ربما، وقد نقول أيضاً: ولم لا؟