البعجة " المجلس الانتقالي هو من أوصل الشارع الليبي إلى هذا ا

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-13, 10:39 pm

البعجة " المجلس الانتقالي هو من أوصل الشارع الليبي إلى هذا الاحتقان"

تصاعدت وتيرة المظاهرات الاحتجاجية في مدينة بنغازي، بعد أن ارتفع سقف مطالب المتظاهرين إلى إسقاط أعلى سلطة في البلد والمتمثلة في المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
فقد تجمع مئات من الشباب الليبيين الناشطين في مختلف منظمات المجتمع المدني بعد ظهر امس الاثنين/12 ديسمبر الحالي /وسط مدينة بنغازي بميدان الشجرة الذي انطلقت منه ثورة الشعب الليبي التي أطاحت بحكم العقيد معمر القذافي في 15 فبراير الماضي، بالإضافة إلى تجمع آخر أقيم أمام مقر المجلس الوطني الانتقالي بمنطقة الحدائق جنوب المدينة، وذلك في حدث وصفوه بأنه "ثورة لتصحيح المسار".
وارتفع سقف مطالب هؤلاء الشباب الذين دعوا للاعتصام امس عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، إلى إسقاط المجلس الوطني الانتقالي.
وقال هؤلاء الشباب "إن على رأس مطالبهم هذه هى تنحية رئيس المجلس ونائبه عبدالحفيظ غوقة من منصبهما، بالإضافة إلى كافة أعضاء المجلس خاصة من عمل منهم مع نظام القذافي المنهار".
وكان هؤلاء المتظاهرون الذين ينتمي معظمهم لحركة ((شباب الثور)) قد طالبوا في بيان تحصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه "بمعرفة أسماء أعضاء المجلس الوطني الانتقالي عن كل مدينة وسيرهم الذاتية ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة".
كما "طالبوا بتقديم إقرارات ذمة مالية لرئيس المجلس الوطني الانتقالي وأعضائه ورئيس الحكومة ووزرائه ووكلائه وأقاربهم حتى الدرجة الثانية ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى المطالبة بعلنية جلسات المجلس الوطني الانتقالي عند رسمه للسياسات العامة للبلاد، وعند مناقشته للقوانين إلا إذا صدر قرار مسبب بسرية الجلسة" على حد وصفهم.
وشددوا على ضرورة نشر محاضر جلسات المجلس الوطني الانتقالي بالجريدة الرسمية، مؤكدين على أهم مطالبهم والمتمثلة في تقديم تعهد مكتوب من قبل رئيس المجلس الوطني الانتقالي وأعضاء المجلس بعدم الترشح لانتخابات المؤتمر الوطني.
وجاء هذا البيان الذي تحصلت ((شينخوا)) على نسخة منه مذيلا بتعقيب وتوقيع لرئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل قال فيه "بالنسبة لى شخصيا أنا أتفق معكم في كل هذه المطالب وخاصة المطلب المتعلق بتقديم تعهد مكتوب من قبلي وبقية أعضاء المجلس بعدم الترشح لانتخابات المؤتمر الوطني (..) هذا توقيعي أمام الله والوطن".
وفي هذا السياق قال أحد قادة المظاهرة عضو منظمة شباب الثورة الناشط السياسي مادي الشويهدي إن على المجلس الوطني الانتقالي أن يقدم استقالته فورا.
واعتبر الشويهدي في تصريح لـ((شينخوا)) أن "رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل قد فقد مصداقيته لدى معظم الشارع الليبي، وأنهم لم يعد يثقون فيه"، معتبرا أنه زور تاريخ الثورة حينما قال إن مدينته ((البيضاء)) هي الشرارة الأولى للثورة وليست بنغازي.
وأكد الشويهدي على أن مطلبهم يتمثل في عدم تعيين كل شخص عمل مع النظام السابق، وأنهم يريدون محاسبة أعضاء المجلس الوطني الانتقالي عن الفترة السابقة بعد تقديم استقالتهم.
من جهته طالب الناشط السياسي خالد الرقيعي بحل المجلس الانتقالي الحالي وتشكيل آخر يخلو من الوجوه القديمة، مؤكدا على أهمية أن يحاسب الجميع على فترة عملهم السابقة.
وقال الرقيعي في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لابد من تنظيف كافة مؤسسات الدولة الليبية الرسمية من الوجوه السابقة خاصة تلك التي عملت مع نظام القذافي في أي عمل كان"، معربا عن أمله في أن تطهر تلك المؤسسات وعلى رأسها سفارات بلاده بالخارج من الوجوه التي وصفها "بالنتنة" والتي قال غنها حاكت المؤامرات وساهمت في إعطاب حال الشعب الليبي.
إلى ذلك أكد الصحفي الليبي محمد الصريط لـ ((شينخوا)) أن "تجاهل المجلس للشارع الليبي هو من أوصله إلى هذه الأمور، معتبرا أن عدم تكثيف المؤتمرات الصحفية للمجلس وعدم توضيحه للأمور للمواطنين خاصة فيما يتعلق بالسياسات والشؤون الاقتصادية أدى الى عدم مصدقيته".
وطالب بخروج المجلس وتوضيحه لتساؤلات الناس، وعدم إتباعه لسياسة القذافي بتغييب المكاشفة والمصارحة والشفافية.
وفي سياق متصل أكد الناشط الحقوقي يوسف ميلاد الترهوني أن ارتباط الشارع بالمجلس كان للضرورة ولمتطلبات المرحلة، مطالبا بحله خاصة بعد اختيار الحكومة الانتقالية.
وقال الترهوني في تصريح لـ ((شينخوا)) إنه لابد من العمل على الدستور وإصدار قانون الانتخابات من الآن ، ليتمكن الشعب الليبي من انتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام.
وانتقد الترهوني محاولات تذويب المجلس الانتقالي في المؤتمر الوطني العام قائلا إن وجوده كان للضرورة ولمدة محدودة وبصلاحيات محددة .
وأعرب عن أمله في أن تكون الغلبة للشباب في المؤتمر الوطني المرتقب، مشيرا بالقول إن على المنشقين عن نظام القذافي أن يتراجعوا ويفسحوا الساحة للوجوه الوطنية الجديدة، مطالبا أعضاء المكتب التنفيذي المنتهية ولايته أن يقدموا تقاريرهم عن فترة عملهم في المكتب.
من جهة أخرى قال مسؤول السياسات والشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي الدكتور فتحي البعجة إن المجلس لم يف بدماء الشهداء الليبيين الذي سقطوا خلال حرب التحرير التي خاضوها للإطاحة بحكم القذافي.
وأعلن البعجة في تصريح خاص بوكالة أنباء (شينخوا) إنه مع المطالب الشرعية للشعب الليبي.
واعتبر البعجة "أن المجلس الانتقالي الليبي هو من أوصل الشارع الليبي إلى هذا الاحتقان، وأن المجلس هو المسؤول عن ذلك."
وأكد "أن أداء المجلس متدهور وضعيف للغاية، منتقدا عدم الإعلان عن أسماء معظم أعضاء المجلس حتى هذه اللحظة، ومشيرا إلى أن ذلك يثير التوجس لدى العديد من المواطنين".
وأوضح البعجة أن عدم الإعلان عن أسماء كافة أعضاء المجلس يبين أن هناك من يريد التنصل من المجلس الانتقالي ويدخل إلى انتخابات المؤتمرالوطني العام بعد أن تعهدوا بعدم دخولها.
وتابع قائلا أطالب المجلس وأنا عضو منه أن يتخذ موقفا شجاعا وصريحا، وأن يستمع لرأي الجمهور ، وأن يعقد اجتماعا سريعا وعاجل ويدرس هذه المطالب بشكل جدي ، ويخرج على الناس لأن غياب المجلس عن الناس يسبب مشكلة كبيرة".
واعتبر أن غياب المجلس عن تلبية مطالبات الشارع يسبب مشكلة دولية ومحلية تتمثل في فراغ للسلطة، وقال " نحن الآن لا نريد فراغ في السلطة السياسية، ولكن بصراحة على المجلس أن يعطي نفسه مهلة بسيطة ليقرر إما أن ينفذ مطالب الشارع أو يفكر جديا في تقديم استقالته، وفتح المجال أمام قوة أخرى تصعد". وقال البعجة "إن ليبيا لم تخل من الرجال ولا من النساء"، مطالبا بمشاركة كافة الأطياف الليبية في العملية السياسية.
/مصدر: شينخوا/