لماذا نتفق ولا نتفق؟

لماذا نتفق ولا نتفق؟

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما قامت الثورة في ليبيا انطلقت شرارتها من منطقة إلى أخرى في تتابع وتسارع عجيب , والتحمت جموع الشعب حول هدف إزالة النظام و ازلامه مهما كانت الظروف والصعاب والعقبات وساهم أغلب أفراد الشعب الليبي في الثورة وقادوا حربها بعد ان فرضت عليهم شبابا واطفالا ورجالا ونساء وحتى الشيوخ , وقدموا أنفسهم واموالهم فداء للوطن , هذا الزخم لفت إنتباه العالم إلى وحدة الشعب وصدقية توجهه وعدم قبوله لنظام القذافي فجاءت المساعدات من الاشقاء والاصدقاء لتعين الشعب في ثورة وتخفف عليه ازمته .. حتى أن المتابع للثورات العربية قالوا ستكون ليبيا اسرع الثورات انتصارا وانجحها في تكوين دولة القانون والديمقراطية المنشودة .
ولكن بعد الانتصار العسكري علي الميدان وقتل القذافي وطرد أنصاره وتابعيه تحول الشعب الطيب المسالم المتوحد في هدفه إلى فرق واحزاب تتناحر علي السلطة التي لم تثبت سفينتها بعد والكثير منهم يحاول الحصول علي أكبر قدر من المكاسب قبل أن تنتظم الدولة وبعضهم يرفض دون أن يعرف ماذا يريد وأعطيت اشارات لمن تحوم حوله الشبهات ووجهت الاتهامات لأصحاب النوايا الطيبة وتعطلت عجلة الاصلاح وبدأ الكثير يفقد أمله في قيام الدولة التي ثار من أجلها ..

فهل هذه الأمور السيئة نابعة من هذا الشعب ؟ لا اعتقد ذلك ولكن هناك أشياء خفية تتلاعب بنا وتستغل طيبتنا ونقاوة معدننا المحب لبلاده .
فهل من صحوة من رجال الدين الخيرين وأهل الحل والعقد في هذه الأمة تنهى ــ وبطريقة عاقلة غير هذه الفوضى ــ الخارجين عن سلوك الثورة وترشد المصلحين إلى الطريق السليم وتبشر الشباب بمستقبلهم الزاهر حتى يحافظوا عليه وتلم الشمل في هذه المرحلة الحرجة لنصل وبسرعة لبناء دولة القانون والديمقراطية المنشودة قبل أن تتفاقم الأمور ويقع المحذور وتدخل قوى اجنبية تتربص بنا مستدعاه من اعداء كلنا نعرفهم ...

نأمل أن تصل كلماتي لكل أذن واعية وقلب صادق في حب ليبيا