من شهداء ليبيا ، قصة قصيرة!!

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-01-17, 4:41 pm

( من شهداء ليبيا ، قصة قصيرة ، أرجو أن تقرؤها )
إنهم شباب من مدينتى " درنـــه " ، لم أعرفهم إلا خلال الثورة ، كنت ألمحهما فقط بعيناى ، أراهما شباب عاديين كغيرهم من الشباب .
في لحظة ما سارعوا الزمن ، و صرعوا معطيات الحاضر ، تحولوا بين ليلة و ضحاها من شباب إلى رجال يحلمون هم الوطن ، و يدافعون عن قضية لها ثمن.
التحقوا بجبهة القتال ، و لم نرى منهم إلا إقداماً و إصراراً ..
هذان الرجلان ، لم يلتقيا إلا في نهاية المشوار.
فسيف التحق منذ البداية ،و كان كثير الصمت لا تسمع منه صوتاً و لا مساً، تجده دائماً في الصفوف الأولى يغرد اشتياقاً لمدينته و أمه التى غاب عنها كثيراً.
أما أحمد فقد مكث فى المدينة مرابطاً على منافذها يخشي غزو أزلام النظام من طرف خفي أو من حدود ستار ، تدرب جيداً على حمل السلاح و أجاد استعماله ، و عندما التحق بالجبهة التقي مع سيف و أصبحا كالظل لا يفارق أحدهما الأخر.
مرت الأيام و تلتها الشهور ، و طرق الاشتياق باب قلوبهم ، يخطفهم الحنين إلى الأم التى غاب صوتها عنهم فالاتصالات حينها كانت مقطوعة فهم كان على مشارف البريقة ، و جاء شهر رمضان و لا زالوا مصرين على البقاء و حل العيد بشهر شوال و ألم الشوق يعتصر الفؤاد ، و هم في حينها قد تمكنوا من تحرير منطقة النوفلية التى تسبق سرت.
قرر سيف و أحمد الذهاب رفقة 4 من إخوانهم إلى مدينة أجدابيا حتى يتمكنوا من الأتصال بذويهم و معايدة أهلهم و طلب الرضي من أمهاتهم.
عاد الأبطال صوب أجدابيا و لكن جاءت الأقدار لتكتب الفصل الأخير لحياتهم ، ففي "راس لانوف "كان رتل لمرتزقة القذافى قد التف من أحد المحاور و نصب كميناً لمن يعود ، و كانت قافلة أحمد و سيف من بينها
في لحظة دارت رحي الحرب ، أصوات التكبير لم تفارق أفواههم، أخذوا غدراً و قتلوا فخراً و شفاههم تبتسم ، و فارقت الروح الجسد.
فجع الأصحاب بهم و بكت درنه التى استقبلتهم محمولين على الأكتاف ، و انسكبت الدموع على الخدود ، و لازلت وصايهم مكتوبة على الجدران تصرخ علينا بأن لا نضيع الثورة.
( على يمين الصورة ، يظهر " سيف " متأكاً عليه " أحمد " )
منقول