إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
عبدالرازق المنصوري : قبل أن تتحول أنت إلى قذافي آخر ونتحول ن
صفحة 1 من اصل 1
عبدالرازق المنصوري : قبل أن تتحول أنت إلى قذافي آخر ونتحول ن
محاولة لدراسة دور الفكر العاطفي في السياسة, وأين يجب أن يكون التكنوقراط
دائما السياسي الناجح هو من يستعمل الفكر المستند على العاطفة في أثناء تعامله مع الجماهير التي يريد أن يسوسها, ويترك بعيدا الفكر المستند على العقل, ويجب أن نعرف جميعا أن العاطفة تستعمل في تعاملها مع الأشياء حاستي (الحب والكره), تلك الحاستين التي تجعل من الإنسان يحب شيئا رغم كل العيوب, ويكره شيئا آخر رغم كل المزايا الظاهرة بكل وضوح عليهما.
في المقابل نجد أن من يستعمل الفكر العقلاني, ليس فقط ليسوس الناس بل حتى ليتعامل معهم, نجد أن خاتمته دائما الفشل, نظرا أن العقل يعتمد فقط وفقط على المنطق المادي العلمي, بمعنى آخر يعتمد على أن واحد زائد واحد تساوي أثنين ولا يمكن أن تساوي شيئا آخر, وهذا المنطق يكون صحيحا فقط عند استعماله مع الأشياء المادية فقط, فهذا الفكر يقف عاجزا أو كما يقال (يحل فمه), في تفسيره لماذا قد يحب أو يكره البعض شيئا أو إنسانا آخر رغم كل العيوب أو المزايا الظاهرة حتى للأعمى والمسموعة حتى للأطرش به.
وكل ما أريد قوله حتى الآن أن الفكر العقلاني (العلمي) لا يتغير على مدى الزمن, أما الفكر العاطفي فهو دائم التغير, فالثبات من صفة العلم والتغير من صفة العاطفة.
فكل متابع للحياة السياسية الأمريكية هذه الأيام, يلاحظ تلك المؤتمرات التي يقيمها الحزب الجمهوري ليفرز من بين أعضائه منافسا للرئيس أوباما, أثناء دورة الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام, ولا يعتمد الحزب الجمهوري في فرزه هذا إلا على من من الأعضاء المتنافسين سيكون مقبولا أكثر من قبل الجمهور الأمريكي, حتى لو كان أقلهم علما أو أقلهم عقلا, فالخبرة السياسية عندهم تعرف أن المصّوت الأمريكي سيضع صوته فقط للشخص الذي تحبه عاطفته وليس عقله.
وكل الخبرة السياسية الأمريكية تعرف أن الرئيس الأمريكي بعد نجاحه (حتى لو كان أقل المرشحين علما وعقلا), يستطيع باستعماله لمجموعة من الموظفين التكنوقراط, أن يتغلب على ذلك النقص العلمي أو العقلي الذي يعاني منه, ولكنه لا يستطيع أن يتغلب على عدم حب الشعب له حتى لو استعمل جميع تكنوقراط هذا العالم, ودائما أولئك التكنوقراط المستعملين من قبل الإدارات الأمريكية لا يظهرون في الصورة السياسية, تلك الصورة التي يظهر فيها فقط ذلك السياسي المحبوب من قبل الجماهير.
ذلك يحدث الآن عند تلك الشعوب التي اكتسبت خبرتها الديمقراطية السياسية على مر قرون عديدة, أما عندنا هنا في هذا العالم الثالث, وخاصة عندنا هنا في ليبيا هذه الأيام, فلا زال رجال السياسة عندنا ونظرا لقلة خبرتهم يستعملون المنطق العقلي, أو ذلك الموروث السياسي الأسود (ككلمة معاوية: لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت) أثناء تواجدهم على سدة الحكم في بلادهم.
فلا زالت قيادتنا هنا في ليبيا, وخاصة بعد الأحداث الأخيرة في بنغازي, تستعمل في ذلك المنطق العقلي لتفسر لنفسها وللعالم لماذا بدأ الشعب الليبي يكره تلك القيادة, ذلك التفسير الذي يريد أن يثبت أن كل من يكره تلك القيادة, هو إما من الغوغاء, أو من أفراد أحد الطوابير الخامسة التي كثر الحديث عنها هذه الأيام, دون أن نرى حتى ولو ربع طابور واحد منها.
كما أن تلك القيادة الليبية لا زالت تمسك بشعرة معاوية عند إداراتها لأمور السياسة الليبية, وهي نفس الشعرة التي أستعملها دائما كل حاكم ديكتاتور, من معاوية نفسه إلى معمر القذافي الذي كان يظن أنه ممسك بها حتى اللحظات الأخيرة من حياته, ولا يعلم أنها مقطوعة منذ أكثر من أربعة عقود.
فهذه القيادة الليبية الحديثة العهد بالعمل السياسي الديمقراطي, لا زالت تستعمل الموروث الثقافي الديكتاتوري الذي كان مهيمنا على حياتنا لأكثر من أربعة عقود, ذلك الموروث والذي كان يظن أن شعرة معاوية لن تنقطع, أو أن بعض التنكوقراط الغير محبوبين من الشعب هم الذين يكونوا حلا لمشاكل نظامه الديكتاتوري.
فهل ما نراه يحدث عندنا هنا في ليبيا هذه الأيام, ما هو إلا عبارة عن تحول القيادة الليبية إلى قذافي آخر في نظر الشعب, وتحول ذلك الشعب إلى مجموعة من الغوغاء في نظر القيادة الليبية, ونكون قد رجعنا مرة ثانية إلى تلك الأيام قبل قيام ثورة 17 فبراير
دائما السياسي الناجح هو من يستعمل الفكر المستند على العاطفة في أثناء تعامله مع الجماهير التي يريد أن يسوسها, ويترك بعيدا الفكر المستند على العقل, ويجب أن نعرف جميعا أن العاطفة تستعمل في تعاملها مع الأشياء حاستي (الحب والكره), تلك الحاستين التي تجعل من الإنسان يحب شيئا رغم كل العيوب, ويكره شيئا آخر رغم كل المزايا الظاهرة بكل وضوح عليهما.
في المقابل نجد أن من يستعمل الفكر العقلاني, ليس فقط ليسوس الناس بل حتى ليتعامل معهم, نجد أن خاتمته دائما الفشل, نظرا أن العقل يعتمد فقط وفقط على المنطق المادي العلمي, بمعنى آخر يعتمد على أن واحد زائد واحد تساوي أثنين ولا يمكن أن تساوي شيئا آخر, وهذا المنطق يكون صحيحا فقط عند استعماله مع الأشياء المادية فقط, فهذا الفكر يقف عاجزا أو كما يقال (يحل فمه), في تفسيره لماذا قد يحب أو يكره البعض شيئا أو إنسانا آخر رغم كل العيوب أو المزايا الظاهرة حتى للأعمى والمسموعة حتى للأطرش به.
وكل ما أريد قوله حتى الآن أن الفكر العقلاني (العلمي) لا يتغير على مدى الزمن, أما الفكر العاطفي فهو دائم التغير, فالثبات من صفة العلم والتغير من صفة العاطفة.
فكل متابع للحياة السياسية الأمريكية هذه الأيام, يلاحظ تلك المؤتمرات التي يقيمها الحزب الجمهوري ليفرز من بين أعضائه منافسا للرئيس أوباما, أثناء دورة الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام, ولا يعتمد الحزب الجمهوري في فرزه هذا إلا على من من الأعضاء المتنافسين سيكون مقبولا أكثر من قبل الجمهور الأمريكي, حتى لو كان أقلهم علما أو أقلهم عقلا, فالخبرة السياسية عندهم تعرف أن المصّوت الأمريكي سيضع صوته فقط للشخص الذي تحبه عاطفته وليس عقله.
وكل الخبرة السياسية الأمريكية تعرف أن الرئيس الأمريكي بعد نجاحه (حتى لو كان أقل المرشحين علما وعقلا), يستطيع باستعماله لمجموعة من الموظفين التكنوقراط, أن يتغلب على ذلك النقص العلمي أو العقلي الذي يعاني منه, ولكنه لا يستطيع أن يتغلب على عدم حب الشعب له حتى لو استعمل جميع تكنوقراط هذا العالم, ودائما أولئك التكنوقراط المستعملين من قبل الإدارات الأمريكية لا يظهرون في الصورة السياسية, تلك الصورة التي يظهر فيها فقط ذلك السياسي المحبوب من قبل الجماهير.
ذلك يحدث الآن عند تلك الشعوب التي اكتسبت خبرتها الديمقراطية السياسية على مر قرون عديدة, أما عندنا هنا في هذا العالم الثالث, وخاصة عندنا هنا في ليبيا هذه الأيام, فلا زال رجال السياسة عندنا ونظرا لقلة خبرتهم يستعملون المنطق العقلي, أو ذلك الموروث السياسي الأسود (ككلمة معاوية: لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت) أثناء تواجدهم على سدة الحكم في بلادهم.
فلا زالت قيادتنا هنا في ليبيا, وخاصة بعد الأحداث الأخيرة في بنغازي, تستعمل في ذلك المنطق العقلي لتفسر لنفسها وللعالم لماذا بدأ الشعب الليبي يكره تلك القيادة, ذلك التفسير الذي يريد أن يثبت أن كل من يكره تلك القيادة, هو إما من الغوغاء, أو من أفراد أحد الطوابير الخامسة التي كثر الحديث عنها هذه الأيام, دون أن نرى حتى ولو ربع طابور واحد منها.
كما أن تلك القيادة الليبية لا زالت تمسك بشعرة معاوية عند إداراتها لأمور السياسة الليبية, وهي نفس الشعرة التي أستعملها دائما كل حاكم ديكتاتور, من معاوية نفسه إلى معمر القذافي الذي كان يظن أنه ممسك بها حتى اللحظات الأخيرة من حياته, ولا يعلم أنها مقطوعة منذ أكثر من أربعة عقود.
فهذه القيادة الليبية الحديثة العهد بالعمل السياسي الديمقراطي, لا زالت تستعمل الموروث الثقافي الديكتاتوري الذي كان مهيمنا على حياتنا لأكثر من أربعة عقود, ذلك الموروث والذي كان يظن أن شعرة معاوية لن تنقطع, أو أن بعض التنكوقراط الغير محبوبين من الشعب هم الذين يكونوا حلا لمشاكل نظامه الديكتاتوري.
فهل ما نراه يحدث عندنا هنا في ليبيا هذه الأيام, ما هو إلا عبارة عن تحول القيادة الليبية إلى قذافي آخر في نظر الشعب, وتحول ذلك الشعب إلى مجموعة من الغوغاء في نظر القيادة الليبية, ونكون قد رجعنا مرة ثانية إلى تلك الأيام قبل قيام ثورة 17 فبراير
طرابلسيةحرة- ملازم ثان
-
عدد المشاركات : 164
العمر : 30
رقم العضوية : 6558
قوة التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 15/09/2011
مواضيع مماثلة
» عبدالرازق المنصوري : قبل أن يختلط عليك الأمر, هل تعرف من أنت
» عبدالرازق المنصوري : الذكرى السابعة لاستشهاد ضيف الغزال
» مقالات مختارة : ليبيا من حكم قذافي واحد إلى حكم 200 قذافي
» ليبيا من حكم قذافي واحد إلى حكم 200 قذافي
» التريكي لـ«الحياة»: خائف على ليبيا وأتمنى عدم ظهور قذافي آخر
» عبدالرازق المنصوري : الذكرى السابعة لاستشهاد ضيف الغزال
» مقالات مختارة : ليبيا من حكم قذافي واحد إلى حكم 200 قذافي
» ليبيا من حكم قذافي واحد إلى حكم 200 قذافي
» التريكي لـ«الحياة»: خائف على ليبيا وأتمنى عدم ظهور قذافي آخر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR