رموز في ذاكرة الوطن.. شاركوا الوطن يوم مولده ولحظة انتصاره

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-02-21, 7:41 am

رموز في ذاكرة الوطن..
شاركوا الوطن يوم مولده ولحظة انتصاره
قورينا الجديدة
شاركوا الوطن في يوم انتفاضته ومولد ثورته، هم ليسوا طالبي شهرة أو طامحون بمنصب، وإنما هي إرادة شعب تجرع حتى الثمالة من كأس النظام العلقم .. حقبة حملت بين ثناياها الخوف والظلم وسوط جلاد متجبر....غضب جامح خرج يعلن انبثاق عهد مستبشر.. شعب ذاق المر من نظام عقيم متسلط.. أبطال سطروا ملامح النضال في أبهى حلةٍ..أشخاص عايشوا وعاصروا ثورة الوطن بعفوية المواطن تسارعوا ولبوا النداء..تعالت أصواتهم تهليلاً وتكبيرًا كانوا الدعم والحافز لمن هم في الجبهات.. أعمالهم تشهد بها البلاد..بغيرية وبساطة وانتماء أصبحوا رموزًا في ذاكرة الوطن مدى الحياة..
التقت صحيفة قورينا بعدد من صناع الثورة الذين عاصروا وشاركوا الوطن مولد ثورته ويوم نصره.
اشتهر بفنان الجبهات، جاب ليبيا يحمل آلته الموسيقية وبندقيته يغني تارة ويحارب تارة أخرى، يغني أغان تحفز الثوار على التقدم وتحثهم على الاستمرار مواصلة الكفاح لأجل الوطن.. الفنان مسعود بويصير يقول في يوم 18 فبراير خرجت أمام باب بيتي وكتبت على الحائط عبارة تقول "نموت من أجل تراب هذا الوطن ومن أجل العزة والكرامة، ويجب أن نكون رجل واحد وقلب واحد في مكان الاعتصام أمام محكمة شمال بنغازي" ولا تزال هذه العبارة مكتوبة إلى يومنا هذا.
وأضاف بويصير، ثم أخرجت قيثاري وبدأت في الغناء أمام البيت، وبدأ الناس في الإقبال والتجمع ومن هناك توجهنا إلى ميدان التحرير الذي لا يبعد عن منزلي كثيرا، وكانت أول أغنية لي وهي " سيبقى وطني حرا " وهي من تأليفي وألحاني.
ويتابع، ثم توجهت إلى الجبهة والتحقت بالثوار وغنيت في كافة جبهات القتال كافة انطلاقا من إجدابيا والبريقة ورأس لانوف وفي جبهة مصراتة بالإضافة إلى الحدود التونسية وفي طرابلس وأخيرا في جبهة سرت، وكانت هذه الأغاني ترفع من معنويات الثوار وتفرحهم وتدخل في قلوبهم البهجة والسرور.
وأشار بويصير إلى أنه لم يكن هناك انزعج من قبل الثوار بعزفه وغنائه، وقال "عندما أتوقف هم من يطلبون مني الغناء، مما جعل بعض الصحفيين الذين يقولون لنا أنهم بالرغم، من أنهم واكبوا حروب أخرى في أماكن مختلفة مثل العراق وأفغانستان وحروب في أفريقيا إلا أنهم لم يشاهدوا مقاتلين يتغنون وهم في الخطوط الأمامية".
الجندي المجهول
كلما مرننا أمام ساحة الاعتصام بمدينة بنغازي نشاهد تلك المرأة – الجندي المجهول - التي تقوم بأعمال التنظيف للطريق المحاذية للساحة وجوانبها، في كل وقت وفي أي وقت تجدها مثابرة كل يوم على هذا العمل التطوعي، غير مكترثة بما يدور حولها من زخم وازدحام وضجيج، دفعها إلى القيام بهذا العمل حبها للوطن، ولمدينتها بنغازي... تقول نجية محمد التائب
منذ بداية الأحداث التحقت بالثورة، وفي يوم 17 فبراير تطوعت في مستشفى ميداني وبعد فترة أسست جمعية من ستة فروع وهي تدريب المرأة على السلاح الناري والدفاع عن النفس، والجزء الثاني هو مد يد العون للأسر المحتاجة والمعاقين وكبار السن والمطلقات والأرامل، بالإضافة إلى نظافة مدينة بنغازي والجزء الآخر التمريض والإسعافات الأولية.
وأضافت، خلال أيام الاعتصام بدأت في أعمال النظافة في الساحة، وقمت بجلب أكياس القمامة وأدواتها وتوزيعها على الخيام وبدأت بتنظيف مبنى المحكمة والأمن الداخلي – سابقا – ومن ثم نزلت إلى ساحة التحرير وفي تلك الفترة لازال القذافي موجود، وواجهت مضايقات لدرجة أني في أحد الأيام وجدت رمانة في الخيمة التي كانت مخصصة لي.
وتابعت التائب، قررت بعد ذلك الاعتماد على نفسي، لافتة إلى أنها منذ مايقارب العشرة أعوام كانت تخطط لمشروع تصدير النفايات، حيث أنها كتبت عنه كونه مشروع اقتصادي كبير ومهم يساهم في تطوير الاقتصاد الليبي.
وقالت "أوجه كلمة إلى الشعب الليبي أن ليبيا لم تتحرر بعد وعليهم أن يحرروا الاقتصاد الذي أصبح في يد الأجنبي وتحرير بنغازي من الأجنبي كذلك، نحن نريد عمالة وفق القوانين ونريد نظام فعلي وليس مجرد كلام"، داعية الشعب الليبي إلى القيام بثورة سلمية اقتصادية عن طريق الثوار والمثقفين بتأسيس مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني.

صناع الثورة وشعلتها ووقودها تعرضوا لمحاولات دنيئة هدفها إطفاء نور الحرية..الذي انبثق وسط ساحة التحرير يتغنى بشاهي الحرية..
الشهيد جمعة محمد الفرجاني – صاحب خيمة شاي الحرية في ساحة الاعتصام - تحدث ذويه عن ومواقف صنعها الشهيد..
الشهيد لم تكن في نيته الشهرة من خلال إقامة هذه الخيمة بل لدعم الثوار والمتوافدين على الساحة، كما أنه شارك في أحداث الكتيبة وتعرض لإطلاق النار رفقة زملائه.
وكان الفرجاني، ضمن من ساهموا في تنظيف وتنظيم ساحة الاعتصام لتكون بمظهر لائق كما هي عليه الآن، وانظم كذلك إلى الثوار خلال هجوم كتائب القذافي على مدينة بنغازي في 19 مارس من العام الماضي، حيث كان مرابطا مع الثوار عند جامعة بنغازي ثم بعد ذلك أصبح يتواجد بشكل دائم في ساحة الاعتصام.
وكان الشهيد، أمام خيمته يقدم الشاي للثوار ويحمسهم ويقول لهم "نحن خلاص معش أنخافوا من بوشفشوفة وثورتنا ثورة حرية" وكان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على الشرعية ليكون احد رجال الأمن في ساحة الحرية.
ومع تواصل وتطور كل هذه الأحداث تخوفت أسرة الفرجاني على أبنها، لأن شاكير تحدث عنه أكثر من مرة، وشعر بالتهديد من قبل اللجان الثورية المندسة في بنغازي كما لاحظ الشهيد قبل وفاته بيومين بأن هناك سيارة تقوم بمراقبته لمدة يومين.
وفي 31 مايو وجد الفرجاني مقتولا في شقته في حي المساكن، وكانت هناك آثار لضربات قوية على الرأس، كما ورد في تقرير الطبيب الشرعي أن نزيفا دمويا حادًا ناجم عن طلقات نارية نافذة في الصدر مما أدى إلى تهتك بالأحشاء تسبب في وفاته.

علم الاستقلال يزين ساحة الشهداء
فتحي الزوي صنع الثورة من خلال صنعه لأكبر علم استقلال في ليبيا بعد سقوط الكتيبة التي اعتبرها الزوي بأنها الضربة الموجعة التي قسمت ظهر النظام..
هو شاهد من أبناء هذا الوطن طاله سوط الجلاد المتجبر حكايته مع النظام لها الكثير من شبيهاتها الظلم والذل والحيرة والترقب قاده القذافي وزمرته إلى خارج حدود بلده ليشارك النظام فعلته حيث وجد نفسه جندي يقاتل المجهول في حرب تشاد الخاسرة والمثقلة بجراح لا تندمل ونهر من دماء أبناء الوطن تطفوا فوقه الجثث يقول فتحي الزوي انه عاصر وذاق مرار النظام وطعمه العلقم من حرب تشاد وفيض من الماسي والذكريات إلى المعتقلات حيث تم اعتقاله من قبل النظام السابق بتهمة انه تربطه علاقة بأحد الشباب الليبيين الذين يزعم العقيد انتمائه للقاعدة بدأت الأحداث كما يقول الزوي عندما التقيت بجار قديم في دولة السودان وبعد عودتي إلى ارض الوطن تم اعتقالي والتحقيق معي لمعرفة ما الذي يربطني بفلان بالرغم من أننا لا شي يربطنا سوى علاقة الجار بجاره التقينا في بلاد الغربة وكل منا ذهب وجهته.
النظام لم يقتنع بما قلت بل طلب مني أن أقول ما لم يحدث وان اكذب واصدق أكذوبتي تم سجني عام 1993 وتنقلت ما بين عين زاره وبوسليم تعرضت عائلتي للمضايقات والمداهمات من قبل الأمن الداخلي وبعد خروجي من السجن عمل النظام على مراقبتي وسلب مني جواز سفري وهويتي وأصبحت رهينًا داخل موطني كرهي للنظام ليس من صنع اليوم أو الأمس بل عشرات السنون قضيتها تحت وطأة نظام عقيم جائر السابع عشر من فبراير تاريخ سيظل محفور في ذاكرتي وذاكرة الأجيال من بعدي فما عدنا نحتمل سماع سوط الجلاد وهو يحكمنا انتفضنا ثرنا بركان انفجر بداخلنا ما قمنا به لا نطلب فيه الجزاء والشكر بل هو واجب وطن أثقل الظلم كاهله عملنا ما بوسعنا حتى لا يرجع القذافي ويحكمنا النفس والمال رخص فالرهان كان الوطن.