الفلسطينيون قلوبهم معلقة بليبيا.. ويحذرون من مرارة الانقسام

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-02-24, 3:58 pm

الفلسطينيون قلوبهم معلقة بليبيا.. ويحذرون من مرارة الانقسام
ليبيا الدولة الحاضرة في عقول الفلسطينيين يعتبرونها العمق العربي لقضيتهم كباقي البلدان العربية، وحاضرة في تفاصيل حياتهم اليومية بل وأكثر من ذلك، فقد أطلقت أسماء القادة الليبيين على مدار التاريخ على أسماء شوارعهم ليقتدوا بثورتهم ضد الاستعمار الايطالي
شارع عمر المختار أشهر شوارع غزة وأكثرها حيوية دليل على الترابط بين الأشقاء الفلسطينيين والليبيين، انطلقت ثورة 17 فبراير ومنذ يومها الأول في بنغازي والشعب الفلسطيني بمختلف تواجده يراقب ويتابع مجريات الأحداث على أرض ليبيا،كذلك الإعلام الفلسطيني ناقش وحلل كل ما يدور في ليبيا في برامج حوارية متعددة لينقل مشاهد الثورة والإطاحة بنظام القذافي لحظة بلحظة.
الدريني :أتمني تغليب لغة العقل بالأحداث المؤسفة في ليبيا
تخوف من حرب أهلية
وعن ما يحدث على أرض ليبيا قال أسامة الدريني وهو مقدم برامج في إذاعة محلية في غزة والمولد في مدينة بنغازي الليبية وغادرها إلي فلسطين وهو في سن الطفولة لتبقي ذكري المدينة وأهالها الطيبين كما يقول معلقة في ذهنه.
وأبدى الدريني خلال مقابلة أجرتها قورينا تخوفه من حدوث حرب قبائلية في حال لم يتسارع قادة المجلس الانتقالي إلى إنهاء بذور الفتنة الطائفية وتحكيم العقل بكافة ما يدور من خلافات في المدن الليبية.
ويضيف الدريني إنه قلق لأنه يعرف جيدة التركيبية القبائلية للشعب الليبي متمنيا بنفس الوقت أن لا يحدث ما يريده أعداء الثورة الليبية لأنه يعلم ماذا تعني الحرب الداخلية والانقسام لأن الفلسطينيين ذاقوا مرارة التفرقة منذ أربع سنوات وهي أصعب من الاحتلال في بعض الأحيان.
خليل : "ليبيا بحاجة لقيادة عظمية وهي مقبرة الأطماع الإسرائيلية"
ليبيا بحاجة لقيادة عظيمة
الكاتب والمحلل السياسي محمد خليل قال لمراسل قورينا في غزة إن ما يجري في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي إفراز طبيعي نتيجة عقود نظام اعتمد تغييب العقل والرأي وثقافة الشراكة السياسية في الحكم؛ مجتمع القبيلة اعتمد كنظام في حكم ليبيا بغض النظر عن الاسم الكبير الفارغ المحتوى "الجماهيرية العظمى" وأضاف خليل أنه من الاعتقاد الخاطئ أن التحول لن يشهد عراقيل ناتجة عن مجتمع القبيلة والنزعة العصبية والعسكرية في المجتمع الليبي؛ أؤمن أن مخاض الثورات العربية وفي ليبيا سيكون غاليا جدا قد تسيل في سبيله دماء.
وتابع خليل: "ليبيا اليوم بحاجة إلى قيادة عظيمة بقدر عظمة الثورة والتغيير ومن الخطأ أن نعتقد أن ليبيا تحررت من أطماع المستعمر قد تكون الطريقة والوسائل والخطط تغيرت لكن الاستهداف وإعادة السيطرة لها مداخل كثيرة"، خاتماً حديثه بالقول: " إن ليبيا في النهاية ستخرج منتصرة وان شهدت صراع طاحن اسأل الله ألا يحدث وليبيا مستهدفة إسرائيليا فهي الحصن الذي قد يدفن أطماع وتدخلات إسرائيل في القرن الإفريقي بطبيعة ثورتها وقوتها المادية لذلك تسارع إسرائيل لتبني تحالفات في القرن الإفريقي استباقا للتغير المتوقع حدوثه في المنطقة ".
الأخرس: ليبيا بحاجة لوقت لبناء دولة المؤسسات
غموض لمستقبل ليبيا
ولم يختلف الحال على الكاتب الفلسطيني والناشط بالإعلام الجديد، الأستاذ سامي الأخرس، فقد قال لمراسل قورينا: "إن ليبيا الآن هي أقرب لدولة لا تملك رأس قيادي سيادي لديه قوة الإجبار القانوني أو الأمني على فرض ذاته وإرادته ... وهو ما يفسر حالة الغموض والضبابية في المستقبل الليبي – وعلى وجه التحديد – في المنظور القريب الملبد بغيوم الصراع الكامن بأحداث متناثرة هنا وهناك".
وتابع حديثه بالقول: "إن حالة من الأرق تنتاب الفلسطينيين و المتابع للحالة الليبية الآنية والمستقبلية. فكل المؤشرات والقراءات تؤكد أن ليبيا تتجه صوب مرحلة عصيبة وقاسية، ومستقبل مقلق في بناء مؤسسات الدولة وبناها التحتية".
وأشار الأخرس إلى أن ليبيا تحتاج وقت لكي تستقر وتبدأ خطاها ورسم سياساتها المحلية والإقليمية والدولية، حيث إنها ووفق سياسات الشرذمة، والتخبط تؤكد أن القيادة السياسية والقبلية تبدأ من مرحلة الصفر وهي الخطيئة التي ترتكبها تلك القيادة – كما ارتكبت القيادة العراقية – التي خلفت صدام حسين وأعادت العراق لنقطة الصفر فكانت أحوال العراق كما نرى حاليا.
ويبقي حب الليبيين راسخا في قلوب الفلسطينيين منذ زمان بعيد فكانت كلمة أحب ليبيا أول كلمة تحدث بها المهندس علاء العاوور عندما سألناه عن ليبيا، وقال العاوور الذي يقطن بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة "بحب ليبيا زي ما بحب فلسطين" معبراَ عن أمله بأن يصل صوته إلى الثوار الليبيين .
ووجه العاوور التحية للثوار لتقديهم كل هذه التضحيات آملاً أن تختفي مظاهر السلاح التي تنقلها شاشات التلفزيون العربية من المدن الليبية ليستتب الأمن ويبقي هؤلاء الأبطال يقودون جمهورية ليبيا.