محلل اميركي: يجب على اميركا تسليح جيش ليبيا وتدريبه لاعادة ا

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-02-25, 3:36 pm

محلل اميركي: يجب على اميركا تسليح جيش ليبيا وتدريبه لاعادة الامن اليها
25.02.2012 |
نشرت صحيفة “انترناشونال هيرالد تربيون” اليوم السبت مقالاً في صفحة الرأي عنوانه، “جلب ليبيا الى نطاق السيطرة”، كتبه فريدريك ويهري المحلل في “راند كوربويشين”، وهي مؤسسة ابحاث غير ربحية. ويقول الكاتب انه ينبغي على الولايات المتحدة ان تساعد في تدريب الجيش الليبي وتسليحه، من اجل لجم الميليشيات واستعادة الأمن. ويضيف ان لبنان هو مثال على كيف يمكن لمساعدات هادئة ان تعود بأرباح مجزية. وهنا نص المقال: “بينما يتركز انتباه العالم على سفك الدماء في سوريا، تترنح ليبيا على حافة الهاوية بصورة خطرة.
بعد سنة على بدء الثورة الليبية، تواجه حكومة انتقالية ضعيفة ميليشيات مسلحة واحباطاً متعاظماً لدى الجمهور. ويسيطر شباب مسلحون بأسلحة ثقيلة على مطارات ليبيا وموانئها ومنشآتها النفطية. وتحكم القبائل والمهربون مناطق الصحراء الى الجنوب من العاصمة. وتستعر الاشتباكات بين الميلشيات المختلفة صراعاً على المناطق والسلطة السياسية.

وتجلس الحكومة الليبية على الهوامش متجنبةً صراعات مع ميليشيات لا تستطيع السيطرة عليها. وانتهت محاولات في الآونة الاخيرة لإخضاع مناطق مؤيدة للقذافي في بلدة بني وليد نهاية مذلة، اذ واجهت القوات الحكومية هناك نيران اسلحة اكثف من نيرانها وقتالاً اشد من قتالها. وقد نجم ضعفها عن عدم وجود مؤسسة ذات اهمية حاسمة في بناء الدولة: جيش وطني.
اعلن المسؤولون الحكوميون في الآونة الاخيرة خططاً لنزع اسلحة الميليشيات، ودمج الثوار السابقين في الجيش. ولكن لا توجد بنية جيش لاستيعاب اولئك المقاتلين الشباب – وزيادة ثقة الناس في قدرة الحكومة على نزع اسلحتهم بطريقة اخرى. وبينما بدأت بلدان حلف شمال الاطلسي (ناتو) وحلفاء مثل الاردن وقطر في تدريب وتجهيز قوات الأمن، فان هناك المزيد مما يمكن عمله للمساعدة.
ان لدى واشنطن نافذة فرصة لتشكيل العلاقات بين المدنيين والعسكريين في ليبيا، وتشجيع الديموقراطية والنمو الاقتصادي وكذلك المساعدة في بسط الاستقرار في شمال افريقيا. وستجد الولايات المتحدة الجيش الليبي بمثابة صفحة بيضاء. اذ على النقيض من مصر، لا توجد في ليبيا مجموعة جنرالات حاكمة قد تعيق الانتقال الى الديموقراطية. ولم يعهد معمر القذافي، لخشيته من حصول انقلاب، بسلطة مهمة الى ذوي الرتب العالية في الجيش. وقد عين ابنه خميس، وكان برتبة نقيب، قائداً لأكثر وحدات الجيش قدرةً، اي كتيبة خميس. وانهارت تلك الوحدة، الى جانب البنية التنظيمية للجيش، خلال الحرب.
ان مخازن الاسلحة في حالة من الفوضى. وهناك نقص خطير في الضباط من المستوى الادنى، وهذه تركة من قرار القذافي تدريب ضباط صغار فقط لوحدات النخبة الخاصة بالنظام. لذا فان الاولويتين المهمتين هما التدريب والتعليم. ويجب ان يكون التركيز على المهارات الاساسية للجندية، وتعليم الجيل المقبل من الضباط الليبيين في مجالات مثل العلاقات بين المدنيين والعسكريين، وحكم القانون وحقوق الانسان.
وخصصت الولايات المتحدة الاميركية مبلغ 350 ألف دولار لتدريب وتعليم الجيش الليبي، وهو مبلغ زهيد اذا قورن بارتباطات اميركا العسكرية مع الدول المجاورة لليبيا، ويكاد لا يكفي للمساعدة في اعادة بناء المؤسسات الدفاعية الليبية. ومعظم هذه المبالغ قد تكون مما بقي في نهاية فترة حكم القذافي من المعونات الاميركية المحدودة، لكن ليس هناك تبرير لهذه الحدود بعد الان.
واضافة الى التدريب، فان الجيش الليبي بحاجة ماسة الى معدات غير مكلفة نسبيا وغير مميتة: قطع غيار للسيارات والطائرات والسفن، ملابس واجهزة وقاية للجنود، تكنولوجيا السيطرة على الحدود. وعلى وجه الخصوص فان هناك حاجة الى منظومات اتصال اساسية. فخلال فترة القذافي، خصصت تكنولوجيا الاتصالات اساسا لصالح دوائر الاستخبارات، بدلا من قوات الجيش والشرطة. اما المعدات الاكبر حجما، فسيكون بإمكان الحكومة الليبية ان تشتريها في الوقت الذي يستأنف فيه ضخ النفط من ليبيا. وما هو مهم الان هو المشورة حول كيفية ايجاد هيكل مؤسساتي للجيش ولتخطيطه الاستراتيجي.
ويصلح لبنان مثالا على الكيفية التي يمكن لهذا النوع من المعونة البسيطة ان تثمر ثمارا يانعة. وعلى اختلاف المقاييس، فان الجيش اللبناني يعتبر على نطاق واسع اكثر المؤسسات الموثوقة في تلك الدولة المجزأة. ففي العام 2007 استحق المديح من كل قطاعات المجتمع اللبناني خلال قتاله ضد الميلشيات السنية في مخيم نهر البارد للاجئين. واثبتت اعمال نقل المعدات وعمليات التدريب الاميركية انها حاسمة في الفوز في تلك المعركة. واليوم وفي ظل حرب اهلية سورية، فان الجيش اللبناني قد يكون المؤسسة الوحيدة التي تشد اوصال البلاد الى بعضها.
ولكن الجيش ليس العلاج الوحيد لما تشكو منه ليبيا. فالتنمية الاقتصادية، وتنشيط القطاع الخاص، والقضاء المستقل، والمجتمع المدني وبرلمان يتمتع بصلاحياته ما هي الا جزاء من المعادلة. وقبل ان تتعمق جذور هذه المؤسسات، لا بد من استقرار الامن.