إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : ديمقراطية الإخوان...!!!
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : ديمقراطية الإخوان...!!!
ديمقراطية الإخوان...!!!
بقلم أمجاور أغريبيل
بقلم أمجاور أغريبيل
يًعد الشاعر ابوالقاسم الشابي من شعراء الرومانسية , ولعل قصيدته إذا الشعب يوما أراد الحياة أكثر شعره دلالة على انتمائه إلى هذه المدرسة رغم ما توحي به هذه القصيدة للوهلة الأولي من عنفوان وقوة , فلا رومانسية تفوق الاعتقاد بان القدر يستجيب لإرادة الشعوب , فينجلي الليل وينكسر القيد . وقد اكتملت هذه الصورة الرومانسية عندما وصفت الثورة التونسية بثورة الياسمين , على غرار العادة التي أتبعت في توصيف ما حدث قبلها من ثورات , كثورة القرنفل التي أرست لقواعد الديمقراطية في البرتغال , والوردية التي أطاحت بحكم الرئيس الجورجي شيفرنادزة , والبرتقالية التي وقعت في أوكرانيا وهي من اشهر الثورات الملونة , والخضراء التي قادتها المعارضة الإيرانية احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية التى جددت لمحمود احمدي أنجاد لولاية ثانية , والأرز التي شهدتها لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري وأدت إلى انسحاب القوات السورية .
قصيدة أبي القاسم الشابي كانت نشيدا للتونسيين إبان ثورتهم على بن علي , ولعل ما دفعهم إلى التغني بها هو اعتقادهم بان نجاح ثورتهم بهذه السرعة وهزيمتهم لأبن علي وفراره خلال أيام معدودة هو اكبر دليل على استجابة القدر لإرادتهم .
الثورة الليبية كانت حمراء بلون الدم الذي أريق خلالها , أًطلق عليها أسم ثورة الله أكبر , الثورة المصرية كان لها هي الأخرى نصيبها من الأسماء , ثورة الفيسبوك وثورة الشباب , وإن لم يكن لها أي لون , فهي ثورة بلا ألوان , لم يكن لها ضحايا يذكرون مقارنة بالثورة الليبية , فعدد الذين ًقتلوا خلال أحداث بورسعيد الرياضية ربما فاق عدد الذين قتلوا خلال الثورة ذاتها .
وبغض النظر عن ألوان تلك الثورات وعن الذي أشغل شرارتها الأولي هل هو أبوعزيزة ووائل غنيم وفتحي تربل وكل شباب الفيسبوك وصفحات التواصل الاجتماعي , أم آخرون لا نعلمهم الله يعلمهم , وبصرف النظر عن الذين تبنوا تلك الثورات لاحقا وقدموا لها الدعم حتى نجحت , أو الذين ركبوا موجتها فأن النتيجة واحدة , ظهور مفاجئ لتيارات كانت حتى اللحظة الأخيرة تحرم الخروج على ولي الأمر, وانحسار لسطوة الشباب وتأثيرهم على الشارع الذي ميز الأيام الأولي للثورات العربية لصالح شيوخ الأخوان , الذين بدأ تطلعهم نحو السلطة منذ الجمعة الأولي التي أعقبت انتصار الثورة المصرية , عندما منع وائل غنيم قائد الثورة الفيسبوكية من الصعود على المنصة التي أقيمت بميدان التحرير حتى يفسح المجال لمفتي الأخوان الشيخ يوسف القرضاوي لإلقاء كلمته .
ما حدث بليبيا لم يشذ عن القاعدة , سيطرة شبه كاملة لمجموعات الإسلام السياسي من الأخوان و المجموعات الجهادية أو من المعارضة المغتربة التي تحمل جنسيات مزدوجة , وقد بدأت هذه السيطرة واضحة عند تشكيل أول حكومة انتقالية , التي لم يتحصل فيها الشباب سوى على منصب واحد من باب الترضية , عندما أعطيت حقيبة الشباب والرياضة للمحامي فتحي تربل .
التجربة التونسية اختلفت قليلا بفعل السنوات الطويلة من الحكم العلماني سواء أيام بورقيبة أو بن علي , الأمر الذي أجبر الإسلاميين من جماعة النهضة على مشاركة التيارات الآخرى لهم في الحكم مؤقتا إلى حين تهيأت الظروف المناسبة لأحكام سيطرتهم , رغم الأغلبية التي تحصلوا عليها في الانتخابات البرلمانية , وهي ذات الأغلبية التي تحصل عليها حزبا الحرية والنور في مصر , وسيحصل عليها مستقبلا أي حزب إسلامي يخوض الانتخابات من المحيط إلى الخليج فيما يمكن أن نسميه بظاهرة ديمقراطية الأخوان .
وهي ديمقراطية قائمة على الهيمنة والإستغوال , من خلال الاستحواذ على مقاعد المجالس البرلمانية , والتشريعية , والتشكيل الوزاري , ولجنة صياغة الدستور, وفي نهاية الآمر الفوز في سباق المنافسة على منصب رئيس الجمهورية , حكم مطلق لمجموعة تسعى لفرض أفكارها وإجبار الناس على تنفيذ برامجها , وهي برامج تشمل مجالات الحياة كلها من سياسة واقتصاد وتعليم , يدعمهم في ذلك دستور وقوانين صاغوها وفقا لمشيئتهم .
الديمقراطية وفقا لفهم الجماعات الإسلامية , هي احتكام لغير شرع الله , وهذا كفر بواح , ورغم ذلك فأن الأخوان وغيرهم قد ركبوا عربة الديمقراطية , بل وأعربوا عن أيمانهم بها وبآلياتها كأداة للوصول إلى السلطة وتداولها , لكن هذا لا يعدو كونه ممارسة لفقه المصلحة وإعمالا لمبدئهم الذي يقول (( إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب )) , فإذا كانت إقامة الشريعة والحكم بما أنزل الله واجب ,وهذا الواجب لا يتم إلا بوصولهم إلى السلطة غبر أداة غير شرعية وهي الديمقراطية , فأن هذه الديمقراطية تصبح واجبا ما دامت تؤدي إلى تحقيق مصلحة .
ما نخشاه هو إن ما لا يتم الواجب إلا به هو ترجمة للمبدأ الميكافيلي المشهور الغاية تبرر الوسيلة , وفقه المصلحة هو نسخة سنية عن التقية الشيعية التي تبيح الكذب من أجل درء المخاطر وإخفاء النوايا , وهذا ما فعله الأخوان في مصر عندما أعلنوا عن عدم رغبتهم في المشاركة في السباق الرئاسي , فإذا بهم يدفعون بدل المرشح بمرشحين , ويكتسحون الانتخابات البرلمانية , ويحصلون على ثلثي المقاعد بعد أن أعربوا أنهم لا يريدون سوي الحصول على ثلثها , حتى يعطوا الفرصة للأحزاب الأخرى للمشاركة في العملية الديمقراطية .
الديمقراطية لوحة تستمد جمالها من تعدد ألوانها وتناسقها , ولا يمكن أن تكون جميلة في ظل سيادة لون واحد , حتى ولو كان هذا اللون أبيضا أو أخضرا أو حتى أسود .
فهل سيفي الأخوان بوعودهم لنا , أم أنهم سيحرقون المراكب التي ستوصلهم إلى شواطئ الحكم , ويحطمون السلالم التي سيصعدون عليها إلى عرش السلطة , ويعلنون تأسيس دولة الخلافة تحت قيادة المرشد العام , تساعده هيئة من كبار العلماء تتولي مراجعة ما يصدر من قوانين وتشريعات حتى تضمن موافقتها لشرع الله , لأنهم وحدهم من يحتكر حق فهم النصوص وتفسيرها , ويملكون حق فرض هذا الفهم على الناس , لأنهم هم من يحتكرون الأغلبية البرلمانية التي سوف تسن القوانين والتشريعات .
قصيدة أبي القاسم الشابي كانت نشيدا للتونسيين إبان ثورتهم على بن علي , ولعل ما دفعهم إلى التغني بها هو اعتقادهم بان نجاح ثورتهم بهذه السرعة وهزيمتهم لأبن علي وفراره خلال أيام معدودة هو اكبر دليل على استجابة القدر لإرادتهم .
الثورة الليبية كانت حمراء بلون الدم الذي أريق خلالها , أًطلق عليها أسم ثورة الله أكبر , الثورة المصرية كان لها هي الأخرى نصيبها من الأسماء , ثورة الفيسبوك وثورة الشباب , وإن لم يكن لها أي لون , فهي ثورة بلا ألوان , لم يكن لها ضحايا يذكرون مقارنة بالثورة الليبية , فعدد الذين ًقتلوا خلال أحداث بورسعيد الرياضية ربما فاق عدد الذين قتلوا خلال الثورة ذاتها .
وبغض النظر عن ألوان تلك الثورات وعن الذي أشغل شرارتها الأولي هل هو أبوعزيزة ووائل غنيم وفتحي تربل وكل شباب الفيسبوك وصفحات التواصل الاجتماعي , أم آخرون لا نعلمهم الله يعلمهم , وبصرف النظر عن الذين تبنوا تلك الثورات لاحقا وقدموا لها الدعم حتى نجحت , أو الذين ركبوا موجتها فأن النتيجة واحدة , ظهور مفاجئ لتيارات كانت حتى اللحظة الأخيرة تحرم الخروج على ولي الأمر, وانحسار لسطوة الشباب وتأثيرهم على الشارع الذي ميز الأيام الأولي للثورات العربية لصالح شيوخ الأخوان , الذين بدأ تطلعهم نحو السلطة منذ الجمعة الأولي التي أعقبت انتصار الثورة المصرية , عندما منع وائل غنيم قائد الثورة الفيسبوكية من الصعود على المنصة التي أقيمت بميدان التحرير حتى يفسح المجال لمفتي الأخوان الشيخ يوسف القرضاوي لإلقاء كلمته .
ما حدث بليبيا لم يشذ عن القاعدة , سيطرة شبه كاملة لمجموعات الإسلام السياسي من الأخوان و المجموعات الجهادية أو من المعارضة المغتربة التي تحمل جنسيات مزدوجة , وقد بدأت هذه السيطرة واضحة عند تشكيل أول حكومة انتقالية , التي لم يتحصل فيها الشباب سوى على منصب واحد من باب الترضية , عندما أعطيت حقيبة الشباب والرياضة للمحامي فتحي تربل .
التجربة التونسية اختلفت قليلا بفعل السنوات الطويلة من الحكم العلماني سواء أيام بورقيبة أو بن علي , الأمر الذي أجبر الإسلاميين من جماعة النهضة على مشاركة التيارات الآخرى لهم في الحكم مؤقتا إلى حين تهيأت الظروف المناسبة لأحكام سيطرتهم , رغم الأغلبية التي تحصلوا عليها في الانتخابات البرلمانية , وهي ذات الأغلبية التي تحصل عليها حزبا الحرية والنور في مصر , وسيحصل عليها مستقبلا أي حزب إسلامي يخوض الانتخابات من المحيط إلى الخليج فيما يمكن أن نسميه بظاهرة ديمقراطية الأخوان .
وهي ديمقراطية قائمة على الهيمنة والإستغوال , من خلال الاستحواذ على مقاعد المجالس البرلمانية , والتشريعية , والتشكيل الوزاري , ولجنة صياغة الدستور, وفي نهاية الآمر الفوز في سباق المنافسة على منصب رئيس الجمهورية , حكم مطلق لمجموعة تسعى لفرض أفكارها وإجبار الناس على تنفيذ برامجها , وهي برامج تشمل مجالات الحياة كلها من سياسة واقتصاد وتعليم , يدعمهم في ذلك دستور وقوانين صاغوها وفقا لمشيئتهم .
الديمقراطية وفقا لفهم الجماعات الإسلامية , هي احتكام لغير شرع الله , وهذا كفر بواح , ورغم ذلك فأن الأخوان وغيرهم قد ركبوا عربة الديمقراطية , بل وأعربوا عن أيمانهم بها وبآلياتها كأداة للوصول إلى السلطة وتداولها , لكن هذا لا يعدو كونه ممارسة لفقه المصلحة وإعمالا لمبدئهم الذي يقول (( إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب )) , فإذا كانت إقامة الشريعة والحكم بما أنزل الله واجب ,وهذا الواجب لا يتم إلا بوصولهم إلى السلطة غبر أداة غير شرعية وهي الديمقراطية , فأن هذه الديمقراطية تصبح واجبا ما دامت تؤدي إلى تحقيق مصلحة .
ما نخشاه هو إن ما لا يتم الواجب إلا به هو ترجمة للمبدأ الميكافيلي المشهور الغاية تبرر الوسيلة , وفقه المصلحة هو نسخة سنية عن التقية الشيعية التي تبيح الكذب من أجل درء المخاطر وإخفاء النوايا , وهذا ما فعله الأخوان في مصر عندما أعلنوا عن عدم رغبتهم في المشاركة في السباق الرئاسي , فإذا بهم يدفعون بدل المرشح بمرشحين , ويكتسحون الانتخابات البرلمانية , ويحصلون على ثلثي المقاعد بعد أن أعربوا أنهم لا يريدون سوي الحصول على ثلثها , حتى يعطوا الفرصة للأحزاب الأخرى للمشاركة في العملية الديمقراطية .
الديمقراطية لوحة تستمد جمالها من تعدد ألوانها وتناسقها , ولا يمكن أن تكون جميلة في ظل سيادة لون واحد , حتى ولو كان هذا اللون أبيضا أو أخضرا أو حتى أسود .
فهل سيفي الأخوان بوعودهم لنا , أم أنهم سيحرقون المراكب التي ستوصلهم إلى شواطئ الحكم , ويحطمون السلالم التي سيصعدون عليها إلى عرش السلطة , ويعلنون تأسيس دولة الخلافة تحت قيادة المرشد العام , تساعده هيئة من كبار العلماء تتولي مراجعة ما يصدر من قوانين وتشريعات حتى تضمن موافقتها لشرع الله , لأنهم وحدهم من يحتكر حق فهم النصوص وتفسيرها , ويملكون حق فرض هذا الفهم على الناس , لأنهم هم من يحتكرون الأغلبية البرلمانية التي سوف تسن القوانين والتشريعات .
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» مقالات مختارة : الإخوان والتنقيب عن النفط
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : مفتي الديار الليبية يكتوي بنار الإخوان!
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : الإخوان والتنقيب عن النفط
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : مفتي الديار الليبية يكتوي بنار الإخوان!
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR