مقالات مختارة :هذه الثورة تحتاج ان تستغفر؟؟؟؟

المنتصر خلاصة : هذه الثورة تحتاج ان تستغفر؟؟؟؟
20 مايو 2012
يقولون ان الخير ألوف عروف عزوف لايفارق صاحبه حتى يفارقه ويبدو اننا معشر الليبيين بدأنا نقترب من نقطة الفراق …فراق مابعده تلاق …يقولون ايضا ان نية الاعمى في عكوزه إنما القصة في الاعمى الذي ليس له عكوز يقوده او يدله او يمنعه من ان يقع في الحفر ..الكل يتكلم عن حسن النوايا وسلامة المقصد حتى اولئك الحثالات لديهم نية طيبة تستر حثالتهم اما نحن فنوايانا تظهرها افعالنا وافعالنا والحمد لله منكرة ومفزعة تقشعر منها ابدان الاحرار وتزدريها الانفس المستقيمة…
البعض منا استمالته الدنيا والبعض الاخر لاعلاقة له بالاستمالة فهو الذي راودها عن نفسها لتكون له ربا ويكون لها عبدا دنئيا فاخذته واخذها الى حيث الخسة والوضاعة لها سوقا رائجة لم يدرك ولا يريد ان يدرك ان مانحن فيه اليوم هو امتحان لافرق بينه وبين الامس الذي ثرنا عليه… اذا لم نتغير الى الاحسن والى الاطهر والى الافضل فإن دماء الشهداء وبكل ثقة واصرار نقول انها ذهبت هباء وعبث ولم يكن لها داع اصلا لآن تسفك فالوعاء كان نجسا ولايستحق تلك الطهارة ان تحتويه…
ياسادة لايجب ان نغالط انفسنا ونضحك عليها بالمزيد من الخلط مابين الشهوة والوطنية فنعيد انتاج الآفاق الذي صار امام مسجد…
حتى هذه اللحظة من عمر الثورة لم نلحظ اختلافا بين العهود اللهم الا الاختلاف في الشخوص والرؤوس اما النفوس فهي هي.. حتى هذه اللحظة لامعنى للثورة لدينا سوى مظاهر واعلام ونقاشات نخرج منها ونحن نلعن بعضنا بعضا …لاسماحة..لا حب ..لاعمل ..لا أدب …لاحياء…
الذي نعانيه اليوم وهو في الحقيقة لم يفارقنا يوما وتظاهرنا جميعا بإننا تفاجئنا به وبوجوده بيننا لصيقا بنا هو ذلك الاسفاف والانحدار الاخلاقي الذي صبغ كافة افعالنا وتحركاتنا وتصرفاتنا …مبهر وخلاب ذلك المستوى الاخلاقي الهابط الذي عرته هذه الثورة وتبين من خلاله اننا نفتقر الى ابسط المشاعر الانسانية فبحجة الثورة اكل بعضنا بعضا ..بحجة الثورة يرفض بعضنا الاعتراف بأخيه المختلف عنه …بحجة الثورة استحل بعضنا البعض الاخر فلا يمر يوم الا ونرى ونسمع الاعاجيب وعلى كافة المستويات.
لقد كشفتنا هذه الثورة او بالاحرى كشفتنا ارواح الشهداء التي فارقتنا وابت ان تقتسم معنا النتن والسفالة…ان ثورتنا هذه يلزمها الاستغفار فلم يكن هناك مبرر لقيامها اذا عدنا بفضلها قساة لانرحم اذا عدنا بدون دين او خلق او كرامة اذا اصبح تحصيل المراكز والوصول للسلطة والاستحواذ على الاموال والعقار هو الهدف والغاية التي تهون معها كل القيم والفضائل …الاستغفار المطلوب من هذه الثورة ان تتجنب ماكنا نعدها في العهد السابق جرائم ومنكرات..حرام الامس هو حرام اليوم ..الحقوق هي الحقوق..
لايمكن ان تكون ثورة تلك التي تزيد التباعد وتخلق النعرات وتدعو للمنكر وتنهى عن المكارم …لاثورة دون الانتصاف من النفس وقول الحق ..لاثورة بدون عدل ..لاثورة بدون رحمة واحسان دون ترك التدليس والنصب على الشعب ……بالامس الانتقالي اصدر قرارا او قانونا سمه ماشئت يجرم فيه تمجيد القذافي ونظامه …قمة في الحمق وغاية في الخرق لآنه وببساطة اول من سيمجد العهد السابق هو المجلس الانتقالي وايضا الحكومة ومعها جزء كبير من الشعب…كيف؟؟؟…سيحدث هذا عندما يفشلوا جميعا في اثبات ان عهدهم هذا احسن من العهد السابق …التمجيد قادم وسيظل على رؤوس الجميع سيفا مسلطا اذا لم نكن اهلا للمرحلة ورجالا حقيقيين لوطننا …اذا لم نختلف عن ذلك العهد علما وصحة وتطورا ونبلا وطهارة وشرفا فإن المقارنة التي ستجلبها الحسرة ستأتي حتى وان كانت اياما نحسات وصدق الشاعر حين قال ……كررنا احاديث الزمان الذي مضى….فلذ محمودها وذميمها.
ما اود قوله بوضوح ان مايحتاجه بلدنا اليوم ليس هدم القديم واحلال جديد بدلا منه ولكنه يحتاج الى اضافة الجديد الى القديم مع جهود صادقة للتنقية والفلترة ورويدا رويدا حتى تصفى دون ان نجحف في حق احد …ليبيا اليوم تحتاج الى البناء وهذا لايقوم به الا البناءون ولابد لهولاء ان يكون لديهم المهارة وهي المطلب الرئيس والمهارة هذه لا تفيد ما لم تكن معجونة وليست مصحوبة بالاخلاص …بلادنا تمر بحالة استثنائية وبالتالي تريد معالجين استثنائين لهذه الحالة…
ايها الإخوة كل يوم يمر يتم فيه هدم الوطن وبنفس الشعارات التي يراد بها البناء… فعلا نحن نصنع الاعاجيب تصوروا ان بلدا مثل ليبيا يفترض انها تحتاج منا لكي نعوض بعضا من خسائرها التي لحقت بها نتيجة الاحداث أن نعمل ساعات اضافية كلا في مجاله وتخصصه وبدون مقابل أي ان الموظف ومقدم الخدمات عليه مثلا تقديم ساعتين اضافيتين يوميا على ساعات عمله الرئيسية لعل وعسى نفلح في تعويض تلك الخسائر إنما الذي يحدث هو العكس تماما سلب ونهب للدولة وباستخدام القانون الذي لانطبق منه سوى الحقوق التي تزيد من تأخرنا وتفاقم من حالتنا المتردية عبر اعتصامات واحتجاجات في غير محلها وكلها تريد زيادة في المرتبات…
الشعب ينصب على دولته ويبتزها وهو يعلم ويدرك انه في بطالة تامة حتى وهو يمارس مايسميه عملا …إننا نجني على وطننا في كل شي ولم نقدم له شي وكل من يقول خلاف هذا يضحك على نفسه ويخدعها وكل هذه الاموال التي تصرف ويتم تبذيرها يمينا وشمالا لايقابلها أي انتاج او تعويض لها أي اننا ياسادة نأكل رصيد واقوات ابناءنا…
ان المجلس والحكومة ونحن جميعا نشتري ونبيع بعضنا بعضا منا من هو خائف ومنا من هو طامع ولاوجود بيننا لمنتج او مبدع اننا ياسادة في امس الحاجة الى الاستغفار هذا ان لم يكن استغفارنا نفسه يستحق الاستغفار لخلوه من الصدق.
المنتصر خلاصة