إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : د. محفوظ العاتى : عرس الثورة..بنغازى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : د. محفوظ العاتى : عرس الثورة..بنغازى
د.
محفوظ العاتى : عرس الثورة..بنغازى
22 مايو 2012
يا أيها الناس قفوا إجلالاً و مهابتاً و إحتراما فأنتم اليوم فى حضرة بنغازى… بنغازى قاطرة الثورة و العامل الرئيسى فى كل حراك له شأن فى ليبيا, فليبيا لست ليبيا لولا أن بنغازى فيها.. ولا يقول متجنى أن أول القصيدة كُفر و يتهمنى بأننى أبالغ فى تحيزى و جهويتى, فعلى رسلكم… فالتاريخ بيننا! أن مجرد لمحة سريعة فى تاريخ ليبيا الحديث لتثبت ما أزعم: فيوسف القراملى لم يعتبر نفسه مسيطرنا على البلاد حتى ضمن ولاء اهل بنغازى و الجهة الشرقية, و الطليان لم يعلنوا انهم سيطروا على ليبيا و أنتهاء القتال حتى اعدموا شيخ الشهداء أسد الصحراء ببنغازى, و القذافى الملعون كان يعرف ان حكم ليبيا لن يستتب الا أن ترضخ بنغازى الشئ الذى كان جد عصيأ!! و لعل سائل أخر لماذا نقف اليوم بالذات لبنغازى؟ فالأجابة فيما يلى من مقالة أعتبرها من أقل القليل فى حق عذراء البحر و الصحراء بنغازى.
إن اللسان لمتلعثم و إن القلم لعاجز عن التعبير عن ما يجيش به الخاطر من فرحة و حبور و فخر وخيلا بما حدث فى يوم عرس بنغازى العظيمة!! اليوم الذى أثبتت فيه بنغازى, و ككل مرة, أنها بحق مدنية لا مثيل لها..مدينة ضربت أروع الأمثلة ليس لمدن ليبيا الأخرى فحسب بل لمدن العالم قاطبةً.
بنغازى- يا تفاحة الذهب, يا قورينا الجميلة, يا مجرى نهر الليثون الذى هو مجمع الآرواح و سلوانها- لله درك من بلدة طيبة و طيب اهلها, لله درك من أيقونة و رمز لكل الثورات و الثوار ممن هم فى شوف للحرية و الانعتاق من كل ما هو جائر و ظالم…
بنغازى يا منارة التائهين و ملاذ الهائمين فى أصقاع الأرض بحثاً عن الحرية و الحياة الكريمة- بنغازى يا ربّاية الدايح- أنت بحق الأُم الرؤوم لكل الليبيين شرقاً و غرباً..
لقد أثبت أبناء بنغازى الأحرار بحق أنهم رواد فى كل ما هو حسن و جميل و عظيم؛ فمن تفجير ثورة 17 فبرايرالمجيدة الى الإستشهاد زرافات و وحدان فى كل ساحات حرب تحرير ليبيا, إلىرعاية الثورة و دعمها و أذكاء جذوتها حتى آلت الى النصر المظفر, ثم الى أحتضان المهجرين و المبعدين من الليبيين و غير الليبيين و مواساتهم و تضميد جروحهم. فهذا ديدنهم و ما هو بالمستغرب منهم, فهم كما عهد العالم بهم أساوس كواسر أذا أُستعرت للوغى أٌتونًا, و أنسام ليل أذا أرخيتللسلام سدولاً..
أننى أفخر بأننى أبن لبنغازى-بنغازينو- من كل قابى أقولها؛ و بمثل هذه المدينة يحق لأى إمرى الفخر,
اليوم أكاد أناطح السماء و اطأ الثُريا فخراً و اعتزازاً و خيلاء..لأننى أبن تلك المدينة التى ضربت أروع الأمثال فى الرقى و التحضر من خلال إستجابة أبنائها الأحرار كبارأً و صغاراً للأدلاء بأصواتهم فى أنتخابات المجلس المحلى بكل حرية و شفافية, فأنتخابات بنغازى عز نظيرها ليس فى ليبيا و حسب بل فى العلم كله. لقد تمت تلك الأنتخابات فى أمن و سلام و طمئنية لا نراها إلا عند ذهاب المسلمين لصلا ة العيد, و اهل بنغازى كان ذلك اليوم لهم عيد و أى عيد عيد الديمقراطية عيد محبة الوطن عيد تتويج الثورة, و ما سئل احد فى هذا اليوم: ماذا عن يومكم هذا؟ إلا و أجابوا أجابة و كأنهم حُفضوها عن ظهر قلب: نحن اليوم فى يوم عيد! إن المراقب ليسغرب من مقدار الهدوء و السلام اللذان عمّا بنغازى فى هذا اليوم مع وجود كميات هائلة جداً من السلاح؟!! لم تُرى قطعة سلاح واحدة فى شوارع المدينة طيلة فترة الأنتخاب و فترة فرز الأصوات, و حتى عناصر الأمن لم يكونوا حاملين أسلحتهم بشكل ضاهر للعيان!!!!!!
الناس فى بنغازى يحيكون النهار…نعم بسعادة غامرة ادلى البنغازييون بأصواتهم فى صناديق الأقتراع و كأنى بهم يسعون الى إستلام جوائز قيمة و هم وقوف فى طوابير طويلة جداً متحملين لفح الشمس و طول الانتظار دونما ملل أو تذمر…يالله كم أنت عظيمة يا بنغازى.
إهٍ يا بنغازى.. تتزاحم الكلمات و الأفكار حتى أننى أعجز عن ترتيبها و نظمها لأعبر عن شئ من إعجابى و فخرى بك و بأهلك الشرفاء…إهٍ مدينتى الجميلة كم أنت عظيمة شامخة تزدانين بحلة فرحك العظيم اليوم, حلة مطرزة بخيوط حريرية صُنعت فى ساحات الشرف و الإباء و حيكت من دماء أبناء ليبيا البررة الذين أستشهدوا على مشارفك ذوداً عن حياضك و صوناً لشرفك…حلة و ما ابهاها من حلة, عروس أنت يُخضب موج البحر أقدامها الناصعة فيزيدها روعة و بياضا, و يضفى على جمالك الأبدى نور بتلألأ موجاته تحت أشعة الشمس الذهبية…
أثبتت بنغازى اليوم أنها العذراء التى لن تسمح لأى أفاق أو دعى أو أشر أن يمسها بسوء, فهى و إن كانت وادعة مسالمة فى جُل وقتها, عنقاء جارحة تخطف من يبغى تدنيسها إلى مجاهل الغيب لترمى به فى سحيق لا قرار له. لقد أخرست بنغازى اليوم الخراصين, المرجفين الذين طالمة راهنوا على فشل أبنائها فى ان يكون على مستوى من المسئولية و على مستوى من التحضر اللذان يُأهلنهم من أن يكونو شعباً راقياً محترماً, أخرستهم و قالت لهم موتوا بغيضكم و لن نأبه لكم حتى وأن أكلتم أصابعكم حنقاً وحسداً. و أيم الله و كأنى بأولئك المرجفون, الموتورون و أعينهم تدور ناظرة الى الينا و نحن نعيش عرس بنغازى كنظرة المغشى عليه من الموت و نار الحسد تاكل قلوبهم الملئ بالحقد و البغض على ثورة التكبير المبارك بأذن الله تعالى, و كأنى اراهم ينظرون من طرف خفى الى ابناء بنغازى و هم بكل سعادة يتجاذبون اطراف الحديث فى طوابير الأنتخابات و كلهم فرحة و حبور, ينظرون إليهم و يتمنون أن يكونون بينهم و لكن غلبت عليهم شقاوتهم و اسحوذ عليهم كِبر فى أنفسهم ما هم ببالغيه. ينظرون الى تلك الطوابير المباركة العجبية, فالوزير يقف بين أبناء حيه و ينتظر دوره كأى فرد من المواطنين حتى ينتخب من يمثله لدى دوائر صنع القرار!! أليس بعجيب ذلك؟ و هذا الوزير لا يحضى بأى إمتيازات عن بقية الواقفين فى الطابور بل أن اغلبهم لا يلقى له بالاً (ليس لقلة إحترام و لكن إما لأنه لا يعرفه أو لانه يعلم علم اليقين أن ذلك الوزير ما هو إلا بشر ممن خلق الله و ما هو إلا موظف عند الليبيين و ليس له أى خصوصية أو قداسة) و هذا لا و لن ينقص من قدر ذلك الوزير بل بالعكس إن مثل هذا التصرف ليرفع مكانته أحتراما بين الناس.
من بنغازى الأبداع و السموء, تمر الساعات متتابعة و بنغازى تنتخب, ويدلى الأحرار بأصواتهم و كلهم غبطة و نشوة بما يفعلون. ثم ما ان تنتهى عملية الأنتخاب بكل نجاح, حتى تقفل مراكز الأقتراع, و يبداء الفرز فى ساعات الليل و النهار و اولئك الجنود المجهلون يعملون و بدأب ملائكى لا نظير له حت ينجزو عملهم على أكمل وجه و فى أسرع وقت (فجزاهم الله عنا و عن بنغازى خير ما يجازى الصالحين المخلصين). و ذاك الفرز يتم تحت مراقبة لصيقة و مباشر ة و على شاشات التلفزة و كل العالم يتابع!! لعمرى إن ما أبتدعه أهل بنغازى فى هذه الأنتخابات من وسائل للنزاهة و الشفافية ليثقل كاهل من يريد أن يجارهم فى هذا المجال. و كأنى بأبناء بنغازى يقولون لكثير من الناس فى العالم أنظرو إلينا و تعلمو كيف هى الديمراطية الحقة و النزاهة و الشفافية التى لا تشوبها شائبة…
لك كل الحق أن تفتخرى يا بنغازى بما صنع ابنائك الأبرار اليوم و كل يوم من أيام الثورة المجيدة, لك الحق أن تختالى و أن تتبخترى على مدن العالم قاطبةً, فمن رحمك ولد الأشاوس الذين طهروا بدمائهم تراب الوطن من دنس المردوم و رهطه, و لك الحق أن يعلو جبينك فوق كل الهامات فمن مثلك اليوم يا عروس الثورة…
و لو أن مدادى الأنهار و اقلامى الشجار لما أستطعت ان أفيك حقك يا درة المدائن….يا ……ماذا اقول؟ّ!! يا بنغازى..
و ختاماً تحية و لا أكبر منها تحية لأولئك الجنود الذين إحترقو ليلاً و نهاراً فى سبيل إنجاح هذا العرس الديمقراطى العظيم, تحية لهم جميعاً, و جزاهم الله عنا خيراً هو ولى ذلك و القادر عليه.
د/محفوظ العاتى
22 مايو 2012
يا أيها الناس قفوا إجلالاً و مهابتاً و إحتراما فأنتم اليوم فى حضرة بنغازى… بنغازى قاطرة الثورة و العامل الرئيسى فى كل حراك له شأن فى ليبيا, فليبيا لست ليبيا لولا أن بنغازى فيها.. ولا يقول متجنى أن أول القصيدة كُفر و يتهمنى بأننى أبالغ فى تحيزى و جهويتى, فعلى رسلكم… فالتاريخ بيننا! أن مجرد لمحة سريعة فى تاريخ ليبيا الحديث لتثبت ما أزعم: فيوسف القراملى لم يعتبر نفسه مسيطرنا على البلاد حتى ضمن ولاء اهل بنغازى و الجهة الشرقية, و الطليان لم يعلنوا انهم سيطروا على ليبيا و أنتهاء القتال حتى اعدموا شيخ الشهداء أسد الصحراء ببنغازى, و القذافى الملعون كان يعرف ان حكم ليبيا لن يستتب الا أن ترضخ بنغازى الشئ الذى كان جد عصيأ!! و لعل سائل أخر لماذا نقف اليوم بالذات لبنغازى؟ فالأجابة فيما يلى من مقالة أعتبرها من أقل القليل فى حق عذراء البحر و الصحراء بنغازى.
إن اللسان لمتلعثم و إن القلم لعاجز عن التعبير عن ما يجيش به الخاطر من فرحة و حبور و فخر وخيلا بما حدث فى يوم عرس بنغازى العظيمة!! اليوم الذى أثبتت فيه بنغازى, و ككل مرة, أنها بحق مدنية لا مثيل لها..مدينة ضربت أروع الأمثلة ليس لمدن ليبيا الأخرى فحسب بل لمدن العالم قاطبةً.
بنغازى- يا تفاحة الذهب, يا قورينا الجميلة, يا مجرى نهر الليثون الذى هو مجمع الآرواح و سلوانها- لله درك من بلدة طيبة و طيب اهلها, لله درك من أيقونة و رمز لكل الثورات و الثوار ممن هم فى شوف للحرية و الانعتاق من كل ما هو جائر و ظالم…
بنغازى يا منارة التائهين و ملاذ الهائمين فى أصقاع الأرض بحثاً عن الحرية و الحياة الكريمة- بنغازى يا ربّاية الدايح- أنت بحق الأُم الرؤوم لكل الليبيين شرقاً و غرباً..
لقد أثبت أبناء بنغازى الأحرار بحق أنهم رواد فى كل ما هو حسن و جميل و عظيم؛ فمن تفجير ثورة 17 فبرايرالمجيدة الى الإستشهاد زرافات و وحدان فى كل ساحات حرب تحرير ليبيا, إلىرعاية الثورة و دعمها و أذكاء جذوتها حتى آلت الى النصر المظفر, ثم الى أحتضان المهجرين و المبعدين من الليبيين و غير الليبيين و مواساتهم و تضميد جروحهم. فهذا ديدنهم و ما هو بالمستغرب منهم, فهم كما عهد العالم بهم أساوس كواسر أذا أُستعرت للوغى أٌتونًا, و أنسام ليل أذا أرخيتللسلام سدولاً..
أننى أفخر بأننى أبن لبنغازى-بنغازينو- من كل قابى أقولها؛ و بمثل هذه المدينة يحق لأى إمرى الفخر,
و من ذا الذى يلوم…رافعاً رأسى فوق الغيوم
فأبن بنغازى الرؤوم..أجلى عن قلبها الهموم
و مضى واثق العزوم…الى العلى فوق النجوم
نعم من ذا الذى يلومنى إن رفعت هامتى فخراً و خيلا فأنا أبن بنغازى – أبن مدينة الثورة العظيمة- ابن مدينة الضريح- ابن مدينة ساحة الحرية و ما ادراك ما ساحة الحرية- أبن مدينة منارة سيدى اخريبيش- أبن مدينة قصر المنار ثم ما ادراك ما يعنى لنا قصر المنار, ذاك هو رمز الفخار, فمنه أعلن الأستقلال و بزغ النهار, و أيام المجد كان للعلم دار, و اليوم أعلن عن من أنتخبه الشعب و إختار, ذاك هو قصر المنار. أنا أبن المدينة التى أسقطت أعتى جبابرة الأرض فى القرن الواحد و العشرين, و هدمت باستيل شرق ليبيا فى أيام قليلة و قليلة جداً, حتى لم يبقى من الطاغية فى شرق ليبيا ديارا يسطيع ان يطل برأسه, أنا أبنها التى ما أن يُرفع “الأذان حى على الفلاح” حتى تراهم ركوباً و مترجلين, شباباً و طاعنين, لله مذعنين و للمساجد امين؛و ما أن يجد الجد حتى تراهم يداً واحد تضرب بصرامة على يد كل من يريد أن يتلاعب بالثورة و مقدراتها, أنا أبن من أبنائها الذين صنعوا ،بعون الله و توفيقه، لها نهاراً ابلجاً أضاء كل أرجاء الوطن الغالى. أنا أبن المدينة التى هى المثل الأعلى فى الإيثار و العطاء, فهم من يؤثيرون على انفسهم و لو كان بهم الف خصاصة و خصاصة. فمِن اول يوم خرجوا يهتفون “ليبيا وحدة وطنية لا شرقية و لا غربية”, و”يا شباب العاصمة ( و أه من شباب العاصمة) نبو ليلة حاسمة”, لم يكونوا قد خرجوا لأطماع فردية أو أنية أو جهوية. أبن المدنية التى بعد أن هُرع الى العاصمة كل رجالات المجلس الآنتقالى و غيرهم ممن كانو بمراكز صنع القرار وحتى القنوات الاذاعية وحتى الافراد و كلهم أمل أن يحققو مكاسب من وراء هجرتهم لغير الله و لغير رسوله , اقول حتى بعد ان هجرها كل أولئك بشكل لا يخلوا من اللؤم و النذالة لم تستكن و لم تهن و بقيت مركز الحدث و قاطرة الثورة و بوصلتها التى لن يستقيم الامر الآ اذا أتبعنا الى ما تُرشدنا إليه!فأبن بنغازى الرؤوم..أجلى عن قلبها الهموم
و مضى واثق العزوم…الى العلى فوق النجوم
اليوم أكاد أناطح السماء و اطأ الثُريا فخراً و اعتزازاً و خيلاء..لأننى أبن تلك المدينة التى ضربت أروع الأمثال فى الرقى و التحضر من خلال إستجابة أبنائها الأحرار كبارأً و صغاراً للأدلاء بأصواتهم فى أنتخابات المجلس المحلى بكل حرية و شفافية, فأنتخابات بنغازى عز نظيرها ليس فى ليبيا و حسب بل فى العلم كله. لقد تمت تلك الأنتخابات فى أمن و سلام و طمئنية لا نراها إلا عند ذهاب المسلمين لصلا ة العيد, و اهل بنغازى كان ذلك اليوم لهم عيد و أى عيد عيد الديمقراطية عيد محبة الوطن عيد تتويج الثورة, و ما سئل احد فى هذا اليوم: ماذا عن يومكم هذا؟ إلا و أجابوا أجابة و كأنهم حُفضوها عن ظهر قلب: نحن اليوم فى يوم عيد! إن المراقب ليسغرب من مقدار الهدوء و السلام اللذان عمّا بنغازى فى هذا اليوم مع وجود كميات هائلة جداً من السلاح؟!! لم تُرى قطعة سلاح واحدة فى شوارع المدينة طيلة فترة الأنتخاب و فترة فرز الأصوات, و حتى عناصر الأمن لم يكونوا حاملين أسلحتهم بشكل ضاهر للعيان!!!!!!
الناس فى بنغازى يحيكون النهار…نعم بسعادة غامرة ادلى البنغازييون بأصواتهم فى صناديق الأقتراع و كأنى بهم يسعون الى إستلام جوائز قيمة و هم وقوف فى طوابير طويلة جداً متحملين لفح الشمس و طول الانتظار دونما ملل أو تذمر…يالله كم أنت عظيمة يا بنغازى.
إهٍ يا بنغازى.. تتزاحم الكلمات و الأفكار حتى أننى أعجز عن ترتيبها و نظمها لأعبر عن شئ من إعجابى و فخرى بك و بأهلك الشرفاء…إهٍ مدينتى الجميلة كم أنت عظيمة شامخة تزدانين بحلة فرحك العظيم اليوم, حلة مطرزة بخيوط حريرية صُنعت فى ساحات الشرف و الإباء و حيكت من دماء أبناء ليبيا البررة الذين أستشهدوا على مشارفك ذوداً عن حياضك و صوناً لشرفك…حلة و ما ابهاها من حلة, عروس أنت يُخضب موج البحر أقدامها الناصعة فيزيدها روعة و بياضا, و يضفى على جمالك الأبدى نور بتلألأ موجاته تحت أشعة الشمس الذهبية…
أثبتت بنغازى اليوم أنها العذراء التى لن تسمح لأى أفاق أو دعى أو أشر أن يمسها بسوء, فهى و إن كانت وادعة مسالمة فى جُل وقتها, عنقاء جارحة تخطف من يبغى تدنيسها إلى مجاهل الغيب لترمى به فى سحيق لا قرار له. لقد أخرست بنغازى اليوم الخراصين, المرجفين الذين طالمة راهنوا على فشل أبنائها فى ان يكون على مستوى من المسئولية و على مستوى من التحضر اللذان يُأهلنهم من أن يكونو شعباً راقياً محترماً, أخرستهم و قالت لهم موتوا بغيضكم و لن نأبه لكم حتى وأن أكلتم أصابعكم حنقاً وحسداً. و أيم الله و كأنى بأولئك المرجفون, الموتورون و أعينهم تدور ناظرة الى الينا و نحن نعيش عرس بنغازى كنظرة المغشى عليه من الموت و نار الحسد تاكل قلوبهم الملئ بالحقد و البغض على ثورة التكبير المبارك بأذن الله تعالى, و كأنى اراهم ينظرون من طرف خفى الى ابناء بنغازى و هم بكل سعادة يتجاذبون اطراف الحديث فى طوابير الأنتخابات و كلهم فرحة و حبور, ينظرون إليهم و يتمنون أن يكونون بينهم و لكن غلبت عليهم شقاوتهم و اسحوذ عليهم كِبر فى أنفسهم ما هم ببالغيه. ينظرون الى تلك الطوابير المباركة العجبية, فالوزير يقف بين أبناء حيه و ينتظر دوره كأى فرد من المواطنين حتى ينتخب من يمثله لدى دوائر صنع القرار!! أليس بعجيب ذلك؟ و هذا الوزير لا يحضى بأى إمتيازات عن بقية الواقفين فى الطابور بل أن اغلبهم لا يلقى له بالاً (ليس لقلة إحترام و لكن إما لأنه لا يعرفه أو لانه يعلم علم اليقين أن ذلك الوزير ما هو إلا بشر ممن خلق الله و ما هو إلا موظف عند الليبيين و ليس له أى خصوصية أو قداسة) و هذا لا و لن ينقص من قدر ذلك الوزير بل بالعكس إن مثل هذا التصرف ليرفع مكانته أحتراما بين الناس.
من بنغازى الأبداع و السموء, تمر الساعات متتابعة و بنغازى تنتخب, ويدلى الأحرار بأصواتهم و كلهم غبطة و نشوة بما يفعلون. ثم ما ان تنتهى عملية الأنتخاب بكل نجاح, حتى تقفل مراكز الأقتراع, و يبداء الفرز فى ساعات الليل و النهار و اولئك الجنود المجهلون يعملون و بدأب ملائكى لا نظير له حت ينجزو عملهم على أكمل وجه و فى أسرع وقت (فجزاهم الله عنا و عن بنغازى خير ما يجازى الصالحين المخلصين). و ذاك الفرز يتم تحت مراقبة لصيقة و مباشر ة و على شاشات التلفزة و كل العالم يتابع!! لعمرى إن ما أبتدعه أهل بنغازى فى هذه الأنتخابات من وسائل للنزاهة و الشفافية ليثقل كاهل من يريد أن يجارهم فى هذا المجال. و كأنى بأبناء بنغازى يقولون لكثير من الناس فى العالم أنظرو إلينا و تعلمو كيف هى الديمراطية الحقة و النزاهة و الشفافية التى لا تشوبها شائبة…
لك كل الحق أن تفتخرى يا بنغازى بما صنع ابنائك الأبرار اليوم و كل يوم من أيام الثورة المجيدة, لك الحق أن تختالى و أن تتبخترى على مدن العالم قاطبةً, فمن رحمك ولد الأشاوس الذين طهروا بدمائهم تراب الوطن من دنس المردوم و رهطه, و لك الحق أن يعلو جبينك فوق كل الهامات فمن مثلك اليوم يا عروس الثورة…
و لو أن مدادى الأنهار و اقلامى الشجار لما أستطعت ان أفيك حقك يا درة المدائن….يا ……ماذا اقول؟ّ!! يا بنغازى..
و ختاماً تحية و لا أكبر منها تحية لأولئك الجنود الذين إحترقو ليلاً و نهاراً فى سبيل إنجاح هذا العرس الديمقراطى العظيم, تحية لهم جميعاً, و جزاهم الله عنا خيراً هو ولى ذلك و القادر عليه.
د/محفوظ العاتى
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: مقالات مختارة : د. محفوظ العاتى : عرس الثورة..بنغازى
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة :هذه الثورة تحتاج ان تستغفر؟؟؟؟
» نقولا ناصر - مقالات مختارة - نذر ثورة على «الثورة» في ليبيا!
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» نقولا ناصر - مقالات مختارة - نذر ثورة على «الثورة» في ليبيا!
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR